..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

من أين استخرجوا ذاك الأخضر

أبو عبد الله عثمان

١٩ أغسطس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3062

من أين استخرجوا ذاك الأخضر
1.jpg

شـــــارك المادة

من أين عثروا على ذلك الكهل الأخضر المحنط واستخرجوه من ثباته لتعود إليه الحيوية ويبدأ بأولى تخريفاته واستخفافاته بدماء ومعاناة السوريين!! سنة ونصف من المآسي اليومية والخدع الدولية والألاعيب الأسدية، مر علينا خلالها أعتى المتآمرين وأسخف الأذناب وجرب كل منهم حظه في الالتفاف على هذا الشعب ولم يفلح منهم أحد...

 

مرت علينا عاهات كثيرة مثل نبيل العربي ودابته وجرب كل منهم عضلاته المفتولة على عقله البليد.. استخرجوا لنا عنان من على حافة قبره ومنحوه فرصة سياحية ترفيهية حول العالم، أعادت إلى قلبه متعة السفر والترحال فكانت البشاشة لا تفارق وجهه وكان الهدوء والبسمة لا تغادر محياه..لم يتطرق إلى قلبه المرباد يأس أو قنوط خلال ثلاثة أشهر من تدفق الدماء وانهيار المدن .. إلى أن شعر أخيراً أنه لم يعد لديه أي ماء في وجهه فأعلن عن فشله في مهمته..وعاد إلى بيته وقد استعاد نشاطه وحيويته. اليوم من حق الشعب السوري أن يسأل ذلك الكهل الأخضر البليد أين كنت أيها البليد ومن أين تابعت أخبار الثورة السورية في كل يوم وعند كل مجزرة؟ من أين جمعت معلوماتك عن الوضع في سوريا حينما كنت على أريكتك خلال سنة ونصف من مأساة الملايين ؟ هل كانت أخبارك من القنوات الروسية أم الجزائرية أم السورية ؟ لعلك لو سمحت تخبرني هل رأيت أو سمعت يوماً بصفحات الثورة على الفيس بوك واليوتيوب ودرست ما يحكونه من آلام؟ أم أنك ستحاول الإطلاع عليها بعد حين ؟ هل اجتمعت مع أحد من المعارضة لتسمع منه الحكاية والرواية التي لا أشك أنها لم تبلغك حينما كنت في بيتك أو مكتبك تتناول القهوة وتلاعب أولاد أحفادك الصغار؟ ثم تأتي وتقول عن مصاص دماء السوريين أن من المبكر الحديث عن تنحيه !! نعم من المبكر لأنك لم تفتح عيونك بعد .. ولم تمسح آثار النوم من على وجنتك.. ولم تفهم بعد ما حصل في سورية.. !! نعم من المبكر فنحن ننتظرك حتى تكمل دورتك التعليمية في فهم ما حدث في سوريا خلال سنة ونصف ... ثم تقدم اختراعاتك في الحلول ... ثم تحاول تطبيقها .. ثم تطلب من يؤيدك ... ثم تستنكر عدم التزام الأسد بمهمتك ... ثم تعلن فشلك!! نعم من المبكر عليك أن تطلب رحيل الأسد لأنه من المبكر عليك أن تفهم النفس الخبيثة للأسد، ومن المبكر عليك أيضاً أن تفهم أنه يكفيه لهذا الشعب القتل والتشريد والذبح والدمار عن أن يكون حقل تجارب لك ولأمثالك. ألا يوجد في هذا المجتمع الدولي رجل رشيد؟ اتركونا لشأننا وارفعوا أيديكم عمن يريد أن يسلحنا بما نحفظ به حياتنا وأعراضنا من ذلك الوحش الضاري.. امنعونا من هؤلاء الحمقى ومهامهم الدولية وأميطوا عنا مثل هذا الأذى.. قبحكم الله من دول كبرى ومن حضارة حمقاء هزيلة تتلاعب بمصير ودماء شعوبنا.. إن مصائبنا الكبيرة في كفة ومصيبتنا بكم وبألاعيبكم في كفة ترجحها .. فاجمعوا قمامتكم وانصرفوا عنا. 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع