..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

المعارضة تسعى إلى منطقة تربط ريفي إدلب وحماة

ألكسندر أيوب

٢٨ إبريل ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2883

المعارضة تسعى إلى منطقة تربط ريفي إدلب وحماة
349.jpeg

شـــــارك المادة

بعد الواقع الجديد الذي فرضته المعارضة السورية المسلحة على الأرض، وتحرير مدينة جسر الشغور ومعسكر القرميد في إدلب، واستمرار المعارك في محيط معسكر المسطومة باتجاه مدينة أريحا، بدأت الأسئلة حول الهدف الاستراتيجي من الاستمرار في تلك المعارك، والخيارات المتاحة والتحركات المتوقّعة لـ"جيش الفتح" بعد إدلب.

 


خصوصاً مع الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات تحرير حلب، والمكوّنة من "كتائب ثوار الشام"، تجمّع "فاستقم كما أمرت"، "جيش الإسلام"، وفصائل أخرى أغلبها من الجيش السوري الحر، إضافة لدخول فصائل جديدة من المعارضة على خط معارك الشمال، إذ لم تعد المشاركة تقتصر على "جيش الفتح"، فقد شارك في معارك التحرير الأخيرة ضمن جسر الشغور ومعمل القرميد، كل من "جيش الإسلام"، "تجمّع صقور الغاب من الجيش الحر"، إضافة إلى الفرقة 13 وفصائل أخرى.
هدف استراتيجي:
ويوضح المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، لـ "العربي الجديد"، أنه "وسط استمرار المعارك في معسكر المسطومة باتجاه مدينة أريحة، تعمل فصائل المعارضة على هدف استراتيجي، يتلخص ببناء منطقة اتصال كاملة بين الريف الحموي والريف الإدلبي وصولاً إلى جبال الساحل".
ويضيف أبو زيد، أن "هذا الهدف سيوفر ليس فقط نقطة ارتكاز وتهديد للساحل بشكل مباشر، وإنما سيضمن خطوط إمداد للثوار من حماة حتى الساحل مروراً بإدلب، إضافة لقطع العديد من طرق الإمداد الخاصة بالنظام، وقطع كل خطوط إمداده من الساحل باتجاه إدلب".
وعلى ما يبدو فإن حدة المعارك وما تسعى إليه المعارضة عسكرياً، استدعى مواقف دولية أشبه بالضغط على المعارضة السورية لوقف هذا التحوّل الدراماتيكي على الأرض، خصوصاً مع اقتراب مؤتمر جنيف 3، ويؤكد أبو زيد أن "هناك اليوم اتصالات دولية على مستوى عالٍ، وجزء كبير منها من فريق المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا لوقف المعارك، بحجة اقتراب جنيف 3"، معلناً أنه "لن يتم التوقف على الأرض حتى يحصل تحوّل في المشهد الدولي حيال الوضع السوري.
فاليوم الأمم المتحدة تحضّر لجنيف 3 وكأننا في الظروف نفسها التي أحاطت بجنيف 2، مع إغفال المعادلة الجديدة من تغير على الأرض السورية، وهذا ما يجب أن يفهمه المجتمع الدولي، بحيث يتم التعاطي مع حلول سياسية من هذا المنطلق في التغيير".
من جهته، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة في خضم هذه التطورات الميدانية، أن "اكتمال هذه الانتصارات يتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدّم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجّل بالتحرير ويختصر قدراً كبيراً من المعاناة ويحقن دماء الكثير من المدنيين"، مشيراً إلى أن "خطوات جادة في هذا الاتجاه من قِبل المجتمع الدولي، يمكن أن تجبر نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على الرضوخ، خصوصاً في ظل ما يعانيه من تآكل داخلي ونزاعات وتصفيات طاولت شخصيات مهمة في نظامه الأمني".
فرض معطيات سياسية:
ويبدو أن التغيرات المتسارعة على الأرض ستفرض معطيات سياسية جديدة على أي طاولة مفاوضات، إذ إن المعارضة السورية اليوم في موقف قوة وسط تلك الانتصارات العسكرية، والمناخ السياسي المهيأ على المستوى الإقليمي نتيجة التقارب السعودي التركي القطري، إضافة إلى الوضع الداخلي بعد كسر الجليد بين الائتلاف الوطني والكثير من الفصائل المسلّحة على الأرض، وما يدور من كلام عن مؤتمر الرياض الذي تُحضّر له السعودية لزيادة التقارب بين المعارضة في سبيل ترجمة الانتصارات العسكرية إلى سياسية.
وأكد خوجة في تصريحه أن "هذه الانتصارات تفرض واقعاً سياسياً جديداً لا بد من أخذه بعين الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يُقدّم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيات والغازات السامة المحرمة من خلال فرض منطقة آمنة، ولا بد بالتوازي مع ذلك من سحب كافة أنواع الاعتراف القانوني بالنظام المجرم"، لافتاً إلى أن "الجهود لا بد أن تتضافر من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسورية إلى دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعاً".
في المقابل، لا تبدو الخيارات كثيرة أمام نظام الأسد وسط الخسائر العسكرية المتتالية في الجنوب والشمال، خصوصاً مع وصوله إلى أقصى درجات الدعم من قبل الداعمين الأساسيين روسيا وإيران، هذا الدعم الذي وصفه السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد بأنه "لإطالة أمد الصراع فقط في هذه الفترة من دون القدرة على إحداث تغيير حقيقي على الأرض".
وضع تنظيم الدولة:
من جهة أخرى، تثير انتصارات المعارضة السورية على الأرض وخسائر النظام المستمرة، تساؤلات حول وضع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والذي يبدو أنه يترقّب بحذر التغيّرات المتسارعة على الأرض، ويكشف أحد القيادين في "جيش الفتح" رفض الكشف عن اسمه لـ "العربي الجديد"، أن "هناك عملاً عسكرياً ضخماً وقريباً من المعارضة السورية وليس فقط جيش الفتح ضد تنظيم داعش، فلن ننتظر أن يباغت فصائل المعارضة ويستثمر انتصاراتها الميدانية".
ويضيف المصدر أن "داعش اليوم ليس أفضل حالاً من النظام السوري، فعلى الرغم من هامش الحركة الذي ما يزال يتمتع به التنظيم في القلمون الشرقي، إلا أنه يشهد انحساراً وتراجعاً في دير الزور والرقة بعد خسائره في العراق، إضافة إلى أنه يتراجع في حلب، لا يتمدد".

 

 


العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع