غداف راجح
تصدير المادة
المشاهدات : 3165
شـــــارك المادة
نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً مفصلاً حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات المتحالفة، وذلك خلال الأعوام الأربعة الماضية، ووثّق التقرير الذي أتى في 22 صفحة تلك الانتهاكات، والتي تتضمن جميع القوى المقاتلة من قوات الجيش والأمن والمخابرات بما في ذلك الميليشيات المحلية كجيش الدفاع الوطني وغيره، وتنضم إليها الميليشيات الشيعية الأجنبية المقاتلة في سوريا، وهي انتهاكات تراوح بين ما يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أبرز تلك الانتهاكات كما جاء في التقرير: انتهاكات قوات الأسد: المجازر وغيرها من أعمال القتل غير المشروع: منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا في 21 آذار 2011 لغاية 10 آذار/ 2015 وثقت الشبكة قيام قوات النظام بقتل 176678 شخصاً مدنياً، بينهم 18242 طفلاً، 18457 امرأة، ومن بينهم أيضاً 11427 تحت التعذيب، وأشارت الشبكة إلى أن نسبة النساء والأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 19%، وهذا مؤشر صارخ على تعمّد قوات النظام استهداف المدنيين عبر عمليات القصف العشوائي، والإعدام. الاعتقال التعسفي والاحتجاز غير المشروع:: قدّمت الشبكة في تقريرها حصيلة المعتقلين بما لا يقل عن 215 ألف حالة، وتمتلك قوائم بأكثر من نصفهم، ومن بينهم قرابة 6580 امرأة إضافة إلى ما لا يقل عن 9500 طفل، وأشارت الهيئة إلى أنّ العام 2011 كان الأسوأ من حيث استهداف قوات النظام للأطباء والصحافيين والمحامين والفنانين، بينما كان العام 2012 الأسوأ من حيث عدد المعتقلين والمختفين، كما تم استهداف الأطفال والنساء خلال العام نفسه بشكل واسع حيث بلغت نسبة الأطفال المعتقلين والمختفين فيه 3% والنساء 4%. أما في عام 2014 فقد شهد تصاعداً ملحوظاً في استهداف قوات الأسد للفئة العمرية بين (22 ـ 40 عاماً)، وقامت تلك القوات بحملات اعتقال جماعية للشبان من أجل استخدامهم في التجنيد الإجباري للقتال في صفوفها، وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أنّ الكثير من المعتقلين يتحولون تدريجياً إلى مختفين قسرياً، حيث تُفقد تدريجياً أيّ معلوماتٍ عنهم، وينقطع الاتصال بمعظمهم على نحو مخيف، حتى من قبل أهلهم وأصدقائهم. وأكدت الهيئة في التقرير أنّ حكومة الأسد، وخلال العام 2014 قامت بتطبيق تسوية في عدد من المناطق كما حصل في المدينة القديمة في حمص، وريف دمشق، غير أنّ قوات الأسد وبعد تلك التسويات كانت تقوم باعتقال معظم من أجروا اتفاقاً أو "تسوية"، وبشكل خاص الناشطون منهم، مؤكدةً توثيقها أكثر من 1910 حالات اعتقال بعد التسويات منذ بداية العام 2014، كان معظمها في حمص وريف دمشق. التعذيب داخل مراكز الاحتجاز: وتحت هذا البند أكد التقرير أنّه لا يمر يوم تقريباً دون استشهاد 5 معتقلين بسبب التعذيب، وذلك كمعدل وسطي، مشيرة إلى أنّ أشد الأفرع الأمنية ضراوةً في عمليات التعذيب هي فروع: المخابرات العسكرية «215»؛ المخابرات الجوية في المزة؛ الأمن السياسي والمخابرات الجوية في حلب؛ المخابرات العسكرية في حمص؛ المخابرات الجوية في حماة. وأشارت الشبكة في تقريرها إلى استشهاد 11427 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 94 طفلاً، و32 امرأة، مؤكدةً أنّ نسبة المدنيين المستشهدين في تلك الأفرع تفوق الـ 96% من الشهداء. العنف الجنسي: يؤكد التقرير أنّ قوات الأسد استخدمت أسلوب الاعتداء الجنسي بحق النساء المعتقلات منذ العام 2011؛ واستمر ذلك في عام 2015 بصورةٍ ممنهجة ومتعمدة، وذلك كسياسة عقابية عامة سواءً بهدف الحصول على المعلومات ونزع الاعترافات، أو بدافع ثأري انتقامي من أحد أفراد العائلة.
وأشار التقرير إلى أنه كثيراً ما حصلت التحرشات أثناء تفتيش المعتقلات في مراكز الاحتجاز التابعة للأسد، كما عمدت قوات الأسد لاستراتيجية "الاغتصاب" أثناء المداهمات والاقتحامات، وقد سجل التقرير العديد من حالات الاغتصاب الجماعي لأفراد عائلات بأكملها. انتهاكات حقوق الطفل: ويقول التقرير إن القصف العشوائي أو المتعمّد وخاصة على المناطق السكنية لا يميّز بين طفلٍ أو رجل أو امرأة، لكن كثرة سقوط الشهداء من الأطفال مؤشر على استهداف المناطق السكنية، وعشوائية القصف، وعدم التمييز أو حتى التناسب في نوع الهجمات. وأكد التقرير أنّ قوات الأسد ومنذ منتصف آذار؛ قتلت 18242 طفلاً، والأكثر وحشية وعنفاً أنّ 94 من هؤلاء الأطفال قتلوا داخل مراكز الاحتجاز، وذلك بسبب تعرضهم لعمليات التعذيب التي لا تراعي طبيعتهم البشرية الخاصة، ووفق البروتوكول الثاني الملحق باتفاقيات جنيف، فإن عمليات الاغتصاب والانتهاكات ضد الأطفال ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية. ثانياً: الانتهاكات المتعلقة بتسيير الأعمال القتالية، والتي تعد جرائم حرب: الهجمات غير المشروعة: 1 - القصف الجوي: أكد التقرير أنّ قوات الأسد توسعت في استخدام الأسلحة الثقيلة مع نهاية العام 2011، حيث حاصرت الدبابات والمدرعات مدن درعا وحماة وحمص، واستخدمت قذائف الهاون على الأحياء السكنية والتجمعات المدنية. وأضاف التقرير أنه وفي منتصف عام 2012، بدأت قوات الأسد باستخدام سلاح الطيران وكثفت استخدام الطائرات المروحية والحربية، مع خروج مناطق واسعة عن سيطرة قوات الأسد، ومع نهاية العام 2012 بدأت قوات الأسد باستخدام القنابل البرميلية وصواريخ سكود وغيرها من أسلحة القصف العشوائي على امتداد شمال البلاد وجنوبها. وأشار التقرير إلى أنّ 95% من تلك الهجمات اتصفت بعشوائيتها المفرطة التي لا تميّز بين مسلحين ومدنيين، والـ5% المتبقية استهدفت فيها مقرات الجيش السوري الحر، كما أنّ معظم تلك الهجمات لم تراع مبدأ التناسب في القوة عندما يكون المقر العسكري محاطاً بأبنية غير عسكرية. ونوّه التقرير بأنّ قوات الأسد استخدمت أكثر من 5150 قنبلة برميلية منذ أول استخدام لها يوم الاثنين الأول من تشرين الأول لعام 2012، حتى الجمعة 20 شباط 2015، وتسبب ذلك باستشهاد 12194 شخصاً، وأكثر من 96% منهم من المدنيين وأكثر من 50% من الشهداء نساء وأطفال. 2 - هجمات القناصة: سجل التقرير استشهاد 5761 سورياً من المدنيين، بينهم 494 طفلاً، و687 امرأة، استشهدوا جميعاً برصاص القناصة التابعين لقوات الأسد. الأشخاص والأعيان المحميون تحديداً: 1 - المشافي والعاملون في القطاع الطبي: وأشار التقرير إلى أنّ قوات الأسد استمرت باستهداف المشافي والنقاط الطبية والصيدليات، فضلاً عن استهدافها المتكرر للعاملين في المجال الطبي بالقتل المباشر أو التعذيب في السجون أو الخطف والتضييق، وأكد التقرير أنّ قوات الأسد قتلت 445 ناشطاً من الكوادر الطبية، بينهم 15 امرأة، إضافة إلى تضرر ما لا يقل عن 256 ما بين مشفى ونقطة طبية تعرضت للاستهداف خلال الأعوام الأربعة الماضية. 2 - العاملون في المجال الديني والممتلكات الثقافية: تعمدت قوات الأسد استهداف أماكن العبادة من مساجد وكنائس، كما استخدمتها في بعض الأحيان كمقرات لقصف مناطق محيطة، حيث سجّل التقرير استهداف ما لا يقل عن 2044 داراً للعبادة من قبل قوات الأسد. 3 - الإعلاميون: استمرت قوات الأسد في استهدافها للإعلاميين والصحافيين، كما تنوّعت الانتهاكات التي تمارسها في حقهم، كالقتل والاعتقال، حيث قتل قوات الأسد 393 إعلامياً بينهم 4 نساء و15 اعتقلوا وقتلوا تحت التعذيب. استخدام الأسلحة غير المشروعة: 1 - الأسلحة الكيميائية: أكد التقرير استخدام قوات الأسد غازات يُعتقد أنها سامة؛ من ضمنها غاز الكلور وذلك ما لا يقل عن 103 مرات، وذلك في 40 منطقة في سوريا، حيث أدى ذلك لاستشهاد 950 شخصاً، بينهم 40 من عناصر الجيش السوري الحر، و7 من أسرى قوات الأسد كانوا بحوزة الجيش الحر، و903 من السوريين المدنيين بينهم 187 طفلاً، و162 امرأة، كما أصيب ما لا يقل عن 3200 آخرين. 2 - الذخائر العنقودية: يؤكد التقرير أنّ الذخائر العنقودية قتلت 289 شخصاً، بينهم 76 طفلاً، و38 امرأة، أي أنّ نصف الضحاياً تقريباً من النساء والأطفال، وأشار التقرير إلى أنّ العام 2014 يُعتبر من أكثر الأعوام التي استخدمت فيها قوات الأسد الذخائر العنقودية.
وقد تسبب تلك الهجمات باستشهاد 48 شخصاً، بينهم 16 طفلا و4 نساء، كما تسببت تلك الأسلحة بإصابة 250 آخرين بجروح، وذلك بشكل مباشر في 95 هجوماً بتلك الأسلحة، أما مخلفاتها فقد تسببت باستشهاد 28 شخصاً بينهم 19 طفلاً و3 نساء. الحصار: اتبعت قوات الأسد سياسة فرض الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر، كما هو الحال في الغوطة الشرقية وداريا وفي ريف دمشق، والحصار المستمر، وكما يؤكد التقرير أدى لانتشار حالات من سوء التغذية والجفاف، إضافةً لانتشار عدد من الأوبئة بسبب التلوث البيئي الناتج عن تراكم النفايات وتضرر شبكة الصرف الصحي، كل ذلك أدى إلى استشهاد 730 شخصاً بينهم 224 طفلاً و212 امرأة.
سراج برس
عدنان أحمد
القدس العربي
ريان محمد
علاء الدين عرنوس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة