عدنان علي
تصدير المادة
المشاهدات : 2918
شـــــارك المادة
باتت قوات المعارضة السورية، بعد سيطرتها على اللواء 82، قرب بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا، في وضع يمكّنها من استكمال عملياتها باتجاه الهدف الأبرز في تلك المنطقة، وهو مدينة ازرع، حيث مقرّ الفرقة الخامسة التي تعد أقوى حصون النظام المتبقية في محافظة درعا.
وفي سياق متصل، يقول عضو المجلس الأعلى لقيادة الجبهة الجنوبيّة السوريّة، أيمن العاسمي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "استكمال السيطرة على اللواء 82 مكّن الثوار من الاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بما في ذلك صواريخ (سام 6) التي قد يتمكنون من استخدامها ضد طائرات النظام خلال المرحلة المقبلة". ويشير إلى أن "حركة المثنى" التي سيطرت على هذه الصواريخ، سيطرت أيضاً على الرادار "الذي يتولّى استكشاف وتتبّع الطائرات المغيرة، لكن الثوار ما زالوا بحاجة إلى الشيفرات (الكودات) الخاصة بتشغيل هذه الصواريخ"، كاشفاً "أسر ضابط برتبة عقيد مسؤول عن تشغيل هذه الصواريخ، ويمكن من خلاله المساعدة في إعادة تشغيلها". ويوضح العاسمي أنّه "ليس سراً أنّ كتائب الثوار تستعدّ للمعركة الأساسية في ازرع، التي تُعتبر فاصلة وحاسمة بالنسبة إلى مجمل الوجود العسكري للنظام في محافظة درعا، حيث تعتبر ازرع القلعة الأهم للنظام في المحافظة وهي قاعدة إمداد لمجمل قواته فيها". الفرقة الخامسة: وتتمركز في زرع الفرقة الخامسة، التي تُعدّ من الفرق القليلة التي لم تتعرض للاستنزاف خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي مدعومة وفق العاسمي، من تشكيلات أخرى قوية، أبرزها الفوج، ويلفت إلى أنّ "كتائب الثوار بدأت بالفعل التحرّك من خلال سيطرتها على كازية الإيمان (نقطة تجمّع نظامية) في بلدة نامر وعلى بلدتي السحيلية والدلي، إضافة إلى الكتيبة 60 هندسة، وإن كانت اضطرت للانسحاب من الدلي تحت وطأة القصف العنيف". ويظهر من خلال التجارب الماضية، أنّ شراسة القصف من قبل قوات النظام على هذه المنطقة تعني، وفق العاسمي، إما "أنّ للمنطقة أهميّة استراتيجية كبرى، أو أنّها تضمّ أسلحة نوعيّة لا يريد النظام فقدانها"، ويضيف: "في هذه الحالة، فإنّ النظام يريد تحصين منطقة ازرع وتقوية دفاعاتها، خصوصاً بعدما فقد خط الدفاع الأول الممتد من مدينة نوى إلى ازرع، ومن ضمنه مدينتا نوى والشيخ مسكين". 38 % من الجيش ينتشرون في درعا: وكانت قوات النظام تنشر قبل بدء الثورة السورية نحو 38 في المائة من الجيش، في محافظة درعا، باعتبارها منطقة حدوديّة مع إسرائيل، لكن مع اشتداد المعارك في مختلف الجبهات على الأراضي السورية، اضطر إلى سحب العديد من القطع العسكريّة لتعزيز تلك الجبهات، فضلاً عن انشقاقات واسعة في الألوية والكتائب العاملة في درعا. وباتت بعض القطع عبارة عن هياكل شكليّة شبه خاوية، من العناصر الذين إما قتلوا في المواجهات مع قوات المعارضة أو سُحبوا إلى جبهات أخرى، أو انشقوا والتحقوا بقوات المعارضة. الفرقة التاسعة: وإضافة إلى منطقة ازرع، بقي للنظام في المحافظة، الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين، والتي أُنهكت كثيراً خلال المواجهات مع قوات المعارضة، حتى أن اللواء 61، التابع للفرقة تلاشى تقريباً جراء القتال مع قوات المعارضة في بلدة الشيخ سعد، وذلك حال بقية الألوية التي لم يبق منها تقريباً سوى مركز القيادة الرئيسي. وإذا تمكن الثوار خلال الأسابيع المقبلة من السيطرة على مدينة ازرع والقطع العسكرية والذخائر الكثيرة الموجودة فيها، فهذا يعني عملياً قصم ظهر النظام في درعا، لتبقى المعركة الأخيرة هي في شمال المحافظة على الحدود مع محافظة ريف دمشق، أي الفرقة التاسعة في الصنمين والقطع الأخرى الصغيرة في تلك المنطقة.
وحينذاك تكون معركة دمشق قد بدأت بالفعل، ومن المرجّح أن يتم الإطباق عليها من جهة محافظة درعا ومن المنطقة الغربية في القنيطرة، حيث الوجود القوي لمقاتلي المعارضة. 40 ألف مقاتل للمعارضة: وتشير المعطيات إلى أنّ عدد مقاتلي الجيش الحر في المنطقة الجنوبية، أي في محافظتي درعا والقنيطرة يبلغ نحو 40 ألف مقاتل، ما عدا مقاتلي جبهة "النصرة"، ما يعني تفوّقهم عددياً على جنود النظام الذين يتمتعون بدعم جوي تفتقر إليه قوات المعارضة. وفي هذا السياق، يشير العاسمي إلى أنّ "المجتمع الدولي والدول الإقليميّة الداعمة للمعارضة، تدعم تحرّكات قوات المعارضة في محافظة درعا، لكن بحدود معينة، أي بما لا يمكّنها من تحقيق انتصار حاسم".
ويضيف: "تلك الدول حين تقدم دعماً عسكرياً لقوات المعارضة، تريد أن ترى نتائجه فوراً على الأرض، وهي تتخوّف من عمليات تكديس للأسلحة من جانب قوات المعارضة لاستخدام هذا السلاح بعد سقوط النظام من أجل فرض رؤية تلك الفصائل المسلحة على المشهد السياسي.
العربي الجديد
شبكة شام الإخبارية
عدنان أحمد
الشرق الأوسط
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة