ميمونة جنيدات
تصدير المادة
المشاهدات : 6848
شـــــارك المادة
تناولت في الجزء الأول تقسيم تاريخ جماعه الإخوان المسلمين في سوريا إلى ثلاثة مراحل : 1- المرحلة الأولى من فتره التأسيس حتى ثمانينات القرن الماضي. 2- المرحلة الثانية مرحلة أحداث الثمانينات وما بعدها. 3- المرحلة الثالثة عند قيام الثورة السورية ..
وقد تناولت بالتفصيل الحقبة الأولى والثانية، وأما المرحلة الثالثة: فهي تبدأ بقيام الثورة السورية حيث وجد الأخوان فجأة أنفسهم أمام ثورة هم بعيدون عنها كل البعد، فقد فجر الثورة شباب صغار بعضهم يملك انطباعاً سلبياً عن الأخوان وآخرون لا يملكون عنهم أي معلومات... فتذكر الإخوان أنفسهم يوم فجروا الثورة الأولى وقدموا الآلاف بين شهيد ومعتقل ومشرد ولم يجنوا أي ثمرة.... بل على العكس، حملوا أوزار حقبة سوداء كانوا فيها أكثر الضحايا . بعد هذا الحدث الجلل (انطلاق الثورة السورية) حاولوا تجميع ما تفرق من أعضائهم في الشتات ليواكبوا رحل الثورة، فلم يجتمع لهم كيانٌ قويٌ رائع التنظيم والتنسيق والعطاء كما كان سابقاً، بل ظهر كيان مترهل تطغى عليه ولو بغير قصد روح إثبات الوجود والظهور على روح العمل الجماعي لمصلحة الأمة. فنحن لا نعرف كيف تدار دفه الأمور داخل الجماعة ولكنا كراصدين محبين نقرأ هذا وأما راصدوا الأخطاء فيقرؤون أسوء من هذا بكثير . إن الشباب الثائر في سوريا تستفزه الهياكل النمطية المتكلسة التي يصعب فيها بث روح النهوض الوثاب الذي يعتمد على حيوية وديناميكية وتنوع أنماط المعرفة للأجيال الشابة ... فإن لم يتم استقطاب هذا الشباب بما يلفت نظره بالإعجاب أولا، ويلبي طموحه ثانياً، فستتلقفه أيد أخرى ..خاصة ..كما أسلفت أن هذا الجيل يحمل معظمه فكرة سلبية عن الأخوان أو أنه على أحسن تقدير ينظر إليهم من خلال مجهر متفحص يرسم صورتهم في مخيلته عبره .. فالأوضاع الراهنة صعبةٌ على المتمرسين في فن السياسة، وأما القادمة فهي أصعب بكثير وأعتقد أن الأخوان المسلمون يظلمون أنفسهم إن هم خاضوا التجارب بهذه الهيكلية في هذه الفترة الحرجة حيث فرص النجاح في إيصال البلاد إلى بر الأمان ضعيفة، والمنظار المكبر مسلط عليهم بشدةٍ ليرصد الخطأ الصغير فيضربه بعشرٍ والكبير بمائةٍ أو بألفٍ، لذا فمن الأفضل قبل فوات الأوان إعادة البرمجة بطريقة مختلفة تماماً تعمل على: • ترسيخ قانون الحريات العامة الذي من خلاله تعود الجماعة لتنشط بحرية في سوريا وتبني المجتمع عبر بناء الفرد الصالح، والذي كان من أسمى أهداف الجماعة، وقد أبدعت فيه من قبل، وأثبتت نجاحها الباهر، بعكس العمل السياسي المباشر المحفوف بآلاف المخاطر .. • الزج بالأفراد الصالحين المميزين الذين تربوا على فكر هادف ليخوضوا العمل السياسي بحرفية، وينخرطوا ضمن أحزاب غير مؤسسة وفق مرجعية دينية، فيكون الاحتكاك والاندماج على أشده بين أفراد المجتمع مما يقود إلى نشر الفضيلة والصلاح على نطاق واسع، ويسرع في عمليه اجتثاث الفساد، وبهذه الطريقة تتجنب الجماعة الانحصار والتقوقع في زاويةٍ واحدةٍ، حيث تسلط الأضواء على كل خطأ لكل فرد .. وأعتقد أنه في حال عودة الجماعة للفكر الأصيل القائم على إصلاح الفرد والمجتمع، والتجرد من حرص بعضهم الحالي على المصالح الضيقة، والنظرة القصيرة الأمد، فإن الحظ سيحالفها في نهوض عظيم .. وإما إن بقيت متمسكة بهذا الخط وهو جني الثمار عن طريق الخط السياسي فقط فإنها ستكون كأي تيار سياسي آخر معرض للفشل أو النجاح، وربما فرص النجاح لديها ضعيفة أكثر من البقية؛ لكون المرحلة قاسيه وحرجه، ولكثرة المتربصين بها، وعندها لن تسيء إلى الإرث السامي لها فقط، وإنما ستسيء للإسلام كله، وأسال الله أن يرزق الجميع الإخلاص وحب العمل المستتر – كالجندي المجهول – واحتساب الأجر على رب العالمين، وعندها لن يضيع الله عمل عامل منهم في الدنيا والآخرة.
أبو طلحة الحولي
ماجد الدرويش
أسرة التحرير
رضا خليل الجروان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة