أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 4550
شـــــارك المادة
تمكنت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة من تحقيق مصالحة في أحد معاقل المعارضة المسلحة الواقعة في ريف دمشق فيما فشل ممثلو النظام والمعارضة في التوصل إلى اتفاق في محادثات السلام في جنيف.
ففي ببيلا الواقعة جنوب دمشق شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس مقاتلي المعارضة وعناصر من القوات النظامية وهم يتبادلون أطراف الحديث، في مشهد كان من المستحيل تصوره قبل أيام. وتأتي الهدنة بعد أكثر من نحو 18 شهراً من بدء المعارك العنيفة اليومية حول مناطق عدة من المدينة ما دفع المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري إلى اتخاذ قرار يقدم بموجبه كل من الطرفين تنازلات، دون أن ينسب أي منهما النصر له. وعقدت اتفاقات للمصالحة في عدد من البلدات المحيطة بالعاصمة كما في قدسيا، والمعضمية، وبرزة، وبيت سحم، ويلدا، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب ببيلا. وتقضي هذه الاتفاقات التي أشرفت عليها شخصيات عامة، على وقف إطلاق النار وتسليم مقاتلي المعارضة لأسلحتهم الثقيلة ورفع الحصار الخانق الذي تفرضه القوات النظامية على المناطق التي يسيطر عليها هؤلاء المقاتلون والسماح بدخول المواد الغذائية اليها ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة في هذه المناطق.[1]
رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية بقرار المجلس العسكري الأعلى تعيين العميد الركن عبد الإله البشير في منصب رئيس أركان الجيش السوري الحر والعقيد هيثم عفيسة في منصب نائب رئيس الأركان. وقال بيان للائتلاف تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين إن الائتلاف يقدر الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الأعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره أحد أهم أدوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والإرهاب والتدمير. ويثني الائتلاف الوطني ورئاسة الائتلاف على الدور الذي لعبه اللواء سليم إدريس إبان رئاسته لهيئة أركان الجيش السوري الحر، مؤكداً أن اللواء إدريس عمل على مدى أكثر من عام منذ تأسيس الأركان في كانون أول/ ديسمبر قبل الماضي ولعب دوراً فعالاً وإيجابياً في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية، وأن مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً إيجابياً ومهماً في هيئة الأركان.[1]
احتدمت الحرب السورية أمس على الجبهة الأميركية الروسية، فبعد انتقادات حادة وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو محملاً إياها مسؤولية تعنت نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعنف مماثل أمس على الموقف الأميركي، وأكد أن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بإصدار قرار للتدخل في سورية تحت ذريعة الوضع الإنساني، واتهم أطرافاً بالعودة إلى تبني الخيار العسكري عبر محاولات خلق هياكل جديدة للمعارضة السورية تعارض المسار السياسي. وأبدى مجلس الوزراء السعودي خلال جلسة أمس في الرياض، برئاسة النائب الثاني المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز أسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة تنهي معاناة الشعب السوري، محملاً النظام السوري مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه وفق مقررات مؤتمر جنيف الأول.[2]
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من توجّه غربي لخلق هياكل جديدة للمعارضة السورية بهدف التراجع عن الخيار السياسي والعودة إلى التلويح بالسيناريو العسكري، ودعا واشنطن إلى فتح حوار مباشر مع دمشق، مجدداً إصرار موسكو على عرقلة محاولات الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن لتدخل عسكري في سورية. ورد لافروف بقوة أمس على التصريحات الأميركية التي حملت دمشق المسؤولية عن فشل مسار جنيف2، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في موسكو مع نظيره الاريتيري عثمان صالح إن العالم يشهد حملة إعلامية قوية تقوم بفبركة معطيات وصور بهدف تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن جرائم بشعة.[2]
ناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس الأزمة الإنسانية في سوريا، ونتائج محادثات جنيف الأخيرة، إضافة إلى الأوضاع في مصر وأهمية استقرارها سياسياً واقتصادياً، وذلك خلال استقبال الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للوزير كيري. ورحب ولي عهد أبوظبي بزيارة كيري للبلاد، وبحث معه علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. [3]
لم يكن رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد الركن عبد الإله البشير، معروفاً كثيراً لدى الأوساط الثورية، قبل تعيينه في منصبه الجديد مساء أول من أمس، إذ اقتصرت معرفة الكتائب المعارضة به على موقعه رئيسا للمجلس العسكري في محافظة القنيطرة التي تتضمن هضبة الجولان في جنوب سوريا، ومقتل نجله في المعركة ضد النظام في مطلع العام الحالي، بحسب ما أوردت صفحة للجيش الحر على موقع فيسبوك. وبشير هو ضابط قوات برية، خدم في عدد من القطع والتشكيلات العسكرية في الجيش النظامي قبل انشقاقه عام 2012، حيث لجأ إلى قرية جباثا بعد السيطرة عليها مع مجموعة من الضباط الذين كانوا يشكلون المجلس العسكري بالقنيطرة، وسريعاً ساهم بشير في تشكيل المجلس العسكري في محافظة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل ثم ترأس قيادته. ويتحدث ناشطون سوريون عن أن بشير وفور ترؤسه المجلس العسكري في القنيطرة، انتقل من الجبهة الشمالية للقنيطرة ليعمل على تحرير القطاع الجنوبي، حيث تسلم غرفة العمليات بنفسه وقاد الخطط العسكرية ليحرر أكثر من 90 في المائة من الريف الجنوبي للمحافظة، وعمل بشير على تأمين خطوط إمداد مع محافظة درعا وفتح الطريق بشكل آمن. [3]
اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الأسد على المزايدة والبقاء في السلطة، بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة نهاية الأسبوع. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي في جاكرتا أمس إن النظام يمارس العرقلة، كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده، ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من إيران، وحزب الله، ومن روسيا. وتابع أن روسيا يجب أن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمزيد من المساعدات للنظام بحيث تشجع في الواقع الأسد على المزايدة، ما يطرح مشكلة كبرى. وفي المقابل ثمن كيري شجاعة وجدية المعارضة خلال مفاوضات جنيف، وفي إشارة إلى روسيا أيضا دعا كيري كل من يدعم النظام إلى الضغط على دمشق لكي توقف تعنتها في المحادثات وأساليبها الوحشية على الأرض. [4]
يهدد فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف للسلام في سوريا بزيادة حدة أعمال العنف بين نظام دمشق ومقاتلي المعارضة، على خلفية عودة التوتر بين موسكو وواشنطن اللتين أطلقتا هذه المبادرة. ويرى الخبراء أن هذه الطريق المسدودة التي وصلت إليه المفاوضات ستؤدي إلى تفاقم النزاع الذي أوقع أكثر من 140 ألف قتيل وتسبب بتسعة ملايين لاجىء أو نازح منذ حوالى ثلاثة أعوام. ولم تفلح المفاوضات عملياً بين وفدي النظام والمعارضة لأن الفريقين يختلفان على أولويات البحث، ففي حين تتمسك المعارضة بأن البند الأهم هو هيئة الحكم الانتقالي التي يجب ـن تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند مكافحة الارهاب الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به. ويرى كريم اميل بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية المرتقبة في نهاية اذار قد تكون حاسمة. وقال بيطار: إما أن يتمكن السعوديون من إقناعه (أوباما) ببذل جهد عسكري إضافي لتغيير النظام، وإما سيقنع أوباما السعوديين باحتواء مقاتلي المعارضة. [5] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- القدس العربي 2- الحياة 3- الشرق الأوسط 4- مكة 5- النهار
الرأي الكويتية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة