نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3796
شـــــارك المادة
خلاف مستمر حول تحميل الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي بين روسيا من جهة وواشنطن وحليفتيها لندن وباريس من جهة أخرى، فيما أكد رئيس فريق المفتشين الدوليين عودة فريقه إلى سوريا خلال أيام قليلة لاستئناف التحقيقات وجمع العينات حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في منطقة خان العسل ومناطق أخرى.
أعداد القتلى: قتل النظام الأسدي 107 من الأهالي، بينهم 9 نساء و7 أطفال و10 تحت التعذيب، و31 في إدلب، و25 في حلب، و24 في دمشق وريفها، و16 في درعا، و4 في حماه، و4 في دير الزور، و2 في حمص، و1 في السويداء. (1) مجزرة: الموت ذبحا وحرقا: هذا وكان معظم القتلى في حلب وإدلب، حيث قتل 12 شخصا ذبحا بالسكاكين وحرقا على يد قوات النظام في كفرزيبا بإدلب، و3 نتيجة القصف على حي الجزماني بحلب وطفلان نتيجة القصف على تسيل بدرعا، وبين الشهداء ناشط إعلامي. (2) ووفقا لناشطين أن عدد ضحايا المجزرة في إدلب بلغوا 24 مدنيا قضوا ذبحا وحرقا في بلدة كفرزيبا بإدلب، وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بينهم نساء وأطفال. (5) مناطق القصف: هذه وقد وثقت لجان التنسيق المحلية 406 نقطة للقصف في سوريا، حيث سجلت غارات الطيران الحربي في 37 نقطة، وألقيت البراميل المتفجرة في مورك بحماه وجبل الأربعين بإدلب، وتركز القصف المدفعي في 132 نقطة، والقصف الصاروخي في 131 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 104 نقطة. (1) مداهمات واعتقالات: هذا وقد شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقال لعدد من الشبان المدنيين في جديدة عرطوز بعد اقتحام منازلهم حسب إفادة ناشطين. كما اقتحمت قوات النظام قرية جريجس في حماه وشنت حملة اعتقال طالت عددا من الشبان المدنيين وسط إطلاق نار كثيف استهدف منازلهم داخل المنطقة.(3)
واصل الثوار مواجهاتهم لقوات الأسد في العديد من المناطق، حيث سجلت 169 نقطة اشتباك في تاريخ هذا التقرير، وتم فيها تسجيل عدة انتصارات بطولية أبرزها: استهداف فرع الدوريات وعدد من التجمعات النظامية: قام الثوار في دمشق وريفها باستهداف مراكز لقوات النظام في شارع فارس خوري وسط العاصمة، واستهداف فرع الدوريات وتحقيق إصابات مباشرة، كما استهدفوا مراكز تجمع لقوات النظام في البحدلية وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا أيضا مراكز تجمع لقوات النظام بالإنشاءات ومشفى تشرين العسكري وقتلوا عددا من العناصر بقذائف الهاون بين برزة وحرستا، وفي برزة استهدفوا مراكز لعناصر حزب الله بقذائف محلية الصنع أدت إلى احتراقها وقتل وجرح عدد من العناصر. وفجر الثوار الحاجز الجنوبي في قرية القريتين ودمروا دبابتين وقتلوا عددا من العناصر التابعين لقوات النظام الأسدي. (1) استهداف مقر اللواء 61 ورتل عسكري: وفي حماه حرر الثوار حاجز العبود على المدخل الجنوبي لمدينة مورك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، ودمروا ناقلة للجند وقتلوا عددا من العناصر. وفي درعا استهدف المجاهدون مقر اللواء 61 في تل الجابية وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا رتلا عسكريا متوجها من فرع الجوية بدرعا المحطة إلى منطقة الصوامع وسط اشتباكات عنيفة، كما استهدفوا كتيبة الدبابات بالشيخ سعد وحققوا إصابات مباشرة ودمروا دبابات بداخلها. وفي تل عشيرة استهدف الثوار مراكز لقوات النظام وحققوا فيها عدة إصابات مباشرة.(1) استهداف كتيبة الهندسة: وفي حلب استهدف الثوار بصاروخ محلي الصنع حاجز خربرش وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا بلدتي نبل والزهراء بصواريخ محلية الصنع، وفي حي الليرمون استهدفوا مراكز قوات النظام وحققوا إصابات مباشرة. وفي إدلب استهدفوا مراكز تجمع لقوات النظام في جبل الأربعين وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا في حمص كتيبة الهندسة في المشرفة بصاروخ محلي الصنع وتم تسجيل إصابات عديدة. (1) وسيطر الجيش السوري الحر على قمة جبل الأربعين ومنطقة قصر الفنار في ريف إدلب بعد اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والجيش السوري الحر.(3)
الجربا: يطالب باتخاذ موقف وحظر الطيران والسلاح: طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان عاصي الجربا المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم إزاء قتل المدنيين في سوريا، مشيرا إلى أن جميع المعلومات والحقائق التي وصل إليها تقرير المحققين، تؤدي إلى استنتاج وحيد هو "أن النظام من أطلق الصواريخ وارتكب مجزرة تعتبر ثاني أفظع مجزرة كيميائية في العالم بعد مجزرة حلبجة". كما أضاف أنه لا يمكن إيقاف القتل "إلا بإعلان حظر استخدام الطيران والصواريخ والمدفعية ونزع السلاح الكيماوي". وزاد الجربا " إننا لا نريد أن يذكر التاريخ أن نظاما تجرأ على استخدام السلاح المحرم بقوانين دولية رادعة وأفلت من العقاب بسبب تردد بعض البرلمانات وتعطيل دور مجلس الأمن المسؤول عن تحقيق الأمن والسلام الدوليين". كما جدد رئيس الائتلاف مطالبة المجتمع الدولي بضرورة تفعيل الاتفاق الروسي الأمريكي تحت البند السابع القاضي باستخدام القوة في حال امتناع النظام عن الالتزام ببنود الاتفاق. (3)
الأسد يشكر روسيا: عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة «الهجمة الشرسة» التي تتعرض لها، معتبرا أن تلك المواقف «تبعث على الأمل» في إيجاد توازن عالمي جديد. وجاء ذلك خلال لقائه أمس نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في دمشق. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الأسد عبر خلال لقائه ريابكوف «عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه دول غربية وإقليمية وعربية». واعتبر الأسد أن تلك المواقف «تبعث على الأمل في رسم خارطة جديدة للتوازن العالمي».(4) الأسد: تدمير الكيميائي يكلف نحو مليار دولار: وأكد الرئيس السوري بشار الأسد التزام حكومته بالاتفاق الذي يهدف إلى التخلص من الأسلحة الكيميائية، لكنه أشار إلى أن العملية ستكلف نحو مليار دولار، وجدد نفي مسؤولية قواته عن هجوم بالغاز السام على الغوطة بريف دمشق في 21 أغسطس/آب الماضي. وقال الأسد في مقابلة مع "فوكس نيوز" إن حكومته ملتزمة بالتخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيميائية -بموجب الاتفاق الأميركي الروسي الذي وقع في جنيف- ومستعدة لتسليمها إلى أي بلد لا يمانع في المخاطرة بأخذها. غير أنه أضاف -في المقابلة التي أجريت معه في دمشق- أن التخلص من الترسانة الكيميائية السورية "عملية معقدة جدا فنيا، وتكلف حوالي مليار دولار، ويجب أن تتم وفقا لجدول زمني محدد يستغرق عاما أو ربما أكثر بقليل".(5)
الأردن يغلق عددا من المعابر الحدودية: أغلقت الحكومة الأردنية عشرات نقاط العبور غير الشرعية مع سوريا إضافة إلى تقنينها عند المعابر الشرعية بسبب نقص المساعدات الدولية التي يفترض تقديمها للاجئين السوريين. وقالت مصادر مطلعة إن بعض نقاط العبور تغص بآلاف اللاجئين «بعدما رفضت السلطات الأردنية إدخالهم دون أن تبدي أسباباً واضحة لذلك».وأضافوا أن القرار الأردني «تسبب بكارثة إنسانية على الحدود»، وإن من بين أفواج العالقين «جرحى مدنيين ونساء وأطفالاً إلى جانب طاعنين في السن يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء».(3)
المجتمع الدولي لم يستطع مساعدة الشعب السوري: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه "لعدم تمكن المجتمع الدولي من مساعدة الشعب السوري في التمتع بالحرية والسلام خلال العامين والنصف الماضيين". هذا وقد حمل مجلس الأمن مسؤولية الدماء التي تجري في سوريا حيث قال: "إن مجلس الأمن الدولي باعتباره الجهة الرئيسية المسؤولة عن أمن المجتمع الدولي يجب أن يتحد ليتخذ موقفا مناسبا إزاء ما يجري في سوريا". وأضاف أن "النتائج التي توصل إليها فريق المفتشين الدوليين هائلة ولا تقبل الجدل، فهي قائمة على حقائق علمية". وأشار بان على أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن تتحمل كامل المسؤوليات التاريخية والأخلاقية والسياسية إزاء ما يجري في سوريا.(3) رحيل الأسد واجب سياسي: أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما على وجوب التحول السياسي في سوريا يتخلى خلالها بشار الأسد عن السلطة، وقال أوباما: "لا يغيبن عن الذهن أنه من الصعب للغاية تصور خمود ما يجري في سوريا إذا بقي الأسد في السلطة". (3) الأطلسي: الخيار العسكري لا بد أن يبقى مطروحا: قال الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن: إن الخيار العسكري يجب «أن يبقى مطروحا» للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي - الأميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية. وفي تصريح عقب لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، رحب راسموسن بالاتفاق مضيفا أنه ينتظر «من النظام السوري أن يمتثل كليا لمطالب المجتمع الدولي».(4) مطالبة بعقوبات على مصارف روسية: طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس باراك أوباما بفرض عقوبات على بعض المصارف الروسية والتي اتهموها بالمساعدة في تمويل الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري. وقال عضو مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي كوناتيكت رتشارد بلومينثال إن "ملاحقة المصارف الروسية ستشل الحملة العسكرية لقوات النظام"، مضيفاً: "لا يمكن للسوريين شن هذه الحرب دون تمويل روسي".(3) استئناف التحقيقات قريبا: أكد رئيس فريق المفتشين الدوليين أيك ساليستروم عودة فريقه إلى سوريا خلال أيام قليلة لاستئناف التحقيقات وجمع العينات حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في منطقة خان العسل ومناطق أخرى. وأوضح ساليستروم أن كل ما توصل إليه فريقه في التقرير «الجزئي» الذي أعلن نتائجه الاثنين الماضي، أن غاز الأعصاب السارين استخدم قبل وصول الفريق إلى سوريا بخمسة أيام وأن تركيبة الغاز لم تكن بسيطة أو من النوع الذي يمكن تحضيره منزليا، موضحا أنه لم يتسن للفريق معرفة الطرف المسؤول عن تخزين وإطلاق الغاز واستخدامه ضد المدنيين. ومن المتوقع أن يصدر التقرير النهائي لفريق التحقيق الأممي خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.(4) خيبة أمل روسية: أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن خيبة أمله من تقرير الأمم المتحدة حول تقديم أدلة تثبت تورط النظام بالهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق، موضحا "لا يمكننا اعتبار النتائج التي خلص اليها مفتشو الأمم المتحدة إلا أنها نتائج منحازة وأحادية الجانب". هذا وأعلن ريابكوف عن استلامه من النظام في سوريا أدلة تشير إلى ضلوع الثوار في الهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق. (3) وأعلن ريابكوف تسلم أدلة جديدة من النظام السوري تشير إلى ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيماوي في ريف دمشق. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ريابكوف قوله بعد محادثات مع المعلم أن «المواد سلمت إلى الجانب الروسي. ولقد أبلغنا بأنها أدلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيماوي». وأضاف أن روسيا «ستدرس المواد السورية التي تشير إلى ضلوع المعارضة بأقصى جدية ممكنة».(4) باريس ترفض تشكيك موسكو في موضوعية تقرير المفتشين: في المقابل انتقد وزير الخارجية الفرنسي التشكيك الروسي بتقرير المفتشين، وقال فابيوس: «لا يمكن لأحد التشكيك بموضوعية» مفتشي الأمم المتحدة. وأضاف في تصريحات للصحافيين أن «لا يمكن لأحد التشكيك بموضوعية الأشخاص الذين عينتهم الأمم المتحدة». كما أبدى «استغرابه الشديد» إزاء التصريحات التي أدلى بها لافروف والتي ندد فيها بـ«الخلاصات المسيسة، المنحازة والأحادية» من جانب مفتشي الأمم المتحدة.(4) تلاسن روسي غربي: اتسع نطاق الخلاف بين واشنطن وحليفتيها لندن وباريس من جهة، وموسكو من جهة أخرى، بشأن سوريا, ووصل إلى حد التلاسن عندما وصفت الخارجية الأميركية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه «يسبح ضد التيار»، بسبب إصراره على اتهام المعارضة السورية بالتورط في الهجوم الكيماوي الذي استهدف ريف دمشق الشهر الماضي وأودى بحياة المئات. وردت موسكو بانتقاد تقرير المفتشين الدوليين، الذي لمح ضمنا إلى مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الهجوم، وقالت إن التقرير «مسيس» و«منحاز». ودافعت الأمم المتحدة عن تقرير مفتشيها، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن «التقرير موضوعي.. وغير قابل للنقاش». ودخل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على الخط منتقدا التشكيك الروسي في موضوعية تقرير المفتشين الدوليين، وقال «لا يمكن لأحد التشكيك في موضوعية الأشخاص الذين عينتهم الأمم المتحدة». (4)
تساءل صالح القلاب عن الممهدات لسقوط الأسد فقال: الاتفاق الكيماوي.. هل «يخلع» أنياب الأسد تمهيدا لاصطياده؟! من المفترض أن تغير تقارير الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطتين الغربية والشرقية في ضواحي العاصمة السورية دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس (آب) الماضي، مسار الأحداث التي ترتبت على الاتفاق الأميركي - الروسي المتعلق بتدمير هذه الأسلحة، وبخاصة أن هذه التقارير قد اتهمت، وإن بطريقة مواربة، نظام بشار الأسد بالمسؤولية الكاملة عن ذبح أكثر من ألف وستمائة من أبناء الشعب السوري، نحو ثلثهم من الأطفال الأبرياء، بغاز «السارين» المحرم دوليا. فالقضية السورية بعد تقارير الأمم المتحدة هذه من المفترض أن تعود إلى مسارها الصحيح، وأن يكون الأساس، بالإضافة إلى نزع الأسلحة الكيماوية وتدميرها، وفقا لما جرى الاتفاق عليه بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، هو المذابح التي بقي نظام بشار الأسد يرتكبها ضد شعب لم يعد شعبه، على مدى قرابة عامين ونصف العام، وحيث تشير أرقام الأمم المتحدة الرسمية إلى أن أعداد القتلى من أبناء هذا الشعب قد تجاوزت المائة ألف، وكل هذا بالإضافة إلى مئات الألوف من الجرحى والمفقودين والمعتقلين، وبالإضافة أيضا إلى الملايين من المهجرين والمشردين الذين لجؤوا إما إلى الدول المجاورة القريبة وإما إلى الدول البعيدة. الكل كان بانتظار تقارير مفتشي الأمم المتحدة، التي تحمل نظام بشار الأسد مسؤولية جريمة فجر الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، والآن وقد أصبحت هذه التقارير في عهدة مجلس الأمن الدولي فإن المفترض أن يكون هناك مسار جديد إلى جانب مسار الاتفاق الأميركي - الروسي الآنف الذكر، وهذا المسار الجديد هو مسار استخدام الأسلحة الكيماوية وليس فقط حيازتها، وهو أيضا مسار كل هذه الفظائع والجرائم التي ارتكبها هذا النظام على مدى الفترة منذ انفجار الأزمة السورية في مارس (آذار) عام 2011 وحتى الآن. إنه لم تعد هناك أي حجة لا للأميركيين ولا للأوروبيين ولا للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للاستمرار بعمليات التمييع التي أدخلهم الروس في متاهاتها، ومن ضمنها بالطبع مؤتمر «جنيف 1» ومؤتمر «جنيف 2» واتفاقية نزع الأسلحة الكيماوية الأميركية - الروسية التي لا يمكن الاطمئنان إلى أنها ستسلم من مماطلات وألاعيب زمرة القتلة الحاكمة في دمشق، ولا من مناورات فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. سوف يستمر الروس في إرباك مجلس الأمن الدولي ومنعه من اتخاذ أي قرار جدي بمستوى هذه الجريمة البشعة، التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنها تشكل جريمة حرب لا بد من الرد عليها بعقوبات رادعة، وسيكون «فيتو» هؤلاء ومعهم الصين، وللأسف، بانتظار أي إجراء فعلي من الضروري أن يصدر عن هذه الهيئة الدولية، وهذا يعني أنه على باراك أوباما أن يتخلى عن تردده وعن ميوعة مواقفه السياسية إزاء هذا الامتحان الخطير لمكانة الولايات المتحدة ودورها المفترض في المعادلة الدولية، وأن يثبت أنه زعيم الدولة الأهم والأكبر والأعظم في العالم كله في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة، حيث باتت الزلازل المدمرة تضرب معظم دول الكرة الأرضية، وحيث إرهاب الأنظمة الديكتاتورية والتنظيمات المتطرفة غدا منتشرا في كل مكان. من المفترض أن يستمر الضغط الدولي والأميركي لتطبيق اتفاق كيري - لافروف المتعلق بحصر وتدمير الأسلحة الكيماوية التي يملكها نظام بشار الأسد والتي ثبت وفقا لتقارير المفتشين الدوليين الآنفة الذكر أنه استخدمها ليس في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي فقط، وإنما قبل ذلك مرات عدة، فهذه مسألة في غاية الأهمية، وهي رغم كل ما قيل عنها وفيها من انتقادات، لا شك في أن بعضها محق وصحيح، فإنها إذا سلمت من عمليات المماطلات والتمييع التي برع فيها هذا النظام واشتهر بها الروس في تاريخهم الحديث والقديم، وطبقت تطبيقا دقيقا في الفترة الزمنية المحددة، فإنها ستكون بمثابة «تخليع» لأنياب الرئيس السوري الذي تمادى وتطاول في ارتكاب الجرائم أكثر من اللزوم تمهيدا للتخلص منه والقضاء عليه. إنه غير صحيح على الإطلاق أن هذه الاتفاقية، أي الاتفاقية الأميركية - الروسية الأخيرة لنزع أسلحة الدمار الشامل الكيماوية التي تتحدث معلومات الأمم المتحدة عن أن نظام بشار الأسد يملك منها ألف طن، قد جاءت بمثابة انتصار لهذا النظام؛ فالمؤكد أنها إنْ هي طبقت تطبيقا دقيقا، وإنْ هي سلمت من المناورات والألاعيب، فإنها ستجعل هذه المجموعة الحاكمة في دمشق كحيوان مفترس غدا بلا أنياب ولا أظافر، وإنها ستحرم هذه المجموعة التي احترفت الذبح والقتل وارتكاب الجرائم المتكررة على مدى أربعين عاما وأكثر، مما بقيت تهدد به دول الجوار والمنطقة كلها في حال تعرضها للضربة العسكرية التي لوح بها باراك أوباما ولا يزال يلوح بها من قبيل الضغط لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه بين وزير خارجيته ووزير خارجية فلاديمير بوتين. إن المعروف أن هذا النظام، إنْ في عهد الوالد وإنْ في عهد «الولد»، قد اعتاد تحويل الهزائم إلى انتصارات، فكارثة يونيو (حزيران) عام 1967 التي يتحمل مسؤوليتها حافظ الأسد لأنه كان وزيرا للدفاع وكان الحاكم الفعلي في «القطر العربي السوري»، قد جرى تحويلها إلى انتصار مؤزر.. لماذا؟ لأن «النظام التقدمي والثوري» الذي كان هو المستهدف، وليس الجولان ولا الأرض السورية، قد بقي صامدا ولم يسقط! ثم، والكل يذكر أن سحب قوات الردع السورية من لبنان في عام 2005، استجابة لإنذار أميركي شديد اللهجة، قد حوله الكذب الثوري إلى انتصار ما بعده ولا قبله انتصار، وهذا ينطبق على تدمير القاصفات الإسرائيلية لمشروع المفاعل النووي السوري في عام 2007، وعلى غارات إسرائيل الجوية المتكررة الفعلية والوهمية على قصر بشار الأسد وعلى قاعدة عين الصاحب التابعة لحركة حماس.. وأخيرا على جبل قاسيون، وعلى مستودعات الصواريخ الروسية على شواطئ اللاذقية. كيف من الممكن أن يعد انتصارا تجريد دولة من كل أسلحتها التي تعد استراتيجية، والتي دأبت على إنكار امتلاكها، ودأبت أيضا على أنها لن تقبل بالتخلي عنها إلا إذا تخلت إسرائيل عن أسلحتها الكيماوية المماثلة وعن قنابلها النووية..؟ فهل يعقل هذا اللهم إلا إذا كان هناك اتفاق سري مع الروس على قتل الاتفاق الأميركي - الروسي بالألاعيب والمناورات وبالمماطلات والأكاذيب التي يشتهر بها نظام بشار الأسد، ويشتهر بها أيضا فلاديمير بوتين ومجموعته القليلة العدد الحاكمة؟! إن ما غدا معروفا هو أن باراك أوباما قد هدد بـ«الضربة العسكرية» التي هدد بها وهو يعرف أنه إذا نفذ هذا التهديد قبل تجريد نظام بشار الأسد من أسلحته الكيماوية فإن هذه الأسلحة، وفقا للتقديرات الإسرائيلية، قد تقع في أيدي المجموعات الإرهابية، وقد تستخدمها هذه المجموعات ضد إسرائيل وضد بعض الدول المجاورة، وهذا على ما يبدو هو الذي دفع الرئيس الأميركي إلى هذا الاتفاق مع الروس الذي سيكون، إن لن يجري إفشاله بالألاعيب والمماطلات والمناورات، بمثابة تقليع لأنياب هذا «الأسد»!! ليسهل اصطياده والقضاء عليه وعلى نظامه. ستكون نهاية محتمة وقريبة لهذا النظام إن جرى تطبيق هذا الاتفاق الأميركي - الروسي من دون أي عوائق ولا مماطلات ولا ألاعيب وحسب الجداول الزمنية المتفق عليها المرفقة، فتجريد بشار الأسد من هذه الأسلحة الفتاكة وهو في هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها، يجعله عاريا و«ربي كما خلقتني»، وسيمكن الشعب السوري من التخلص منه، وبخاصة إذا تطورت الأمور، وهي ستتطور حتما بعدما أثبتت تقارير المفتشين الدوليين أولا: أن الأسلحة الكيماوية استخدمت بالفعل وبكثافة في فجر الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، وثانيا: أن هذا النظام وليس غيره هو الذي استخدمها وعن سابق تصميم وإصرار وعلى مقصود وإجرام غير مسبوق.(4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) أحمد سعيد عبد الله خنيفس - ريف دمشق - مخيم خان الشيح محمد نور صواف - حماه - كفرزيبا براء محمد نور صواف - حماه - كفرزيبا فاطمة يوسف صواف - حماه - كفرزيبا يوسف حسن صواف - حماه - كفرزيبا أسامة يوسف صواف - حماه - كفرزيبا أنس يوسف صواف - حماه - كفرزيبا محمد يوسف صواف - حماه - كفرزيبا عبد الرحمن محمد الحمد - حماه - كفرزيبا فاضل محمد عبد الحميد الحمد - حماه - كفرزيبا محمد عبد الحميد الحمد - حماه - كفرزيبا موفق زهير الخرج - ريف دمشق - حرستا مصطفى أحمد المصطفى - حماه - عقرب طلب عبد العزيز البايرلي - حمص - الحولة أحمد عبد الله صابيع - حماه - مورك مريم جنيد الحسن - حلب - كرم الجزماتي رائد الحلو - حلب - كرم الجزماتي عائشة علي عثمان - حلب - كرم الجزماتي بندر شعيب النعيمي - حماه - عقيربات عمر دياب حاجولة - حلب - اعزاز أميرة عدنان الحمادي - دير الزور - قرية الحسينية محمد احمد طه درويش - ريف دمشق - العبادة أدهم فراس برهان - ريف دمشق - الزبداني خليل أحمد الزعبي - درعا - الطيبة المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الهيئة العامة للثورة السورية. 3- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي. 4- الشرق الأوسط. 5- الجزيرة نت. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة