..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

التقرير اليومي - المقاومة تحرر 12 قرية في اللاذقية -13-8-2013

نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية

١٣ أغسطس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4105

التقرير اليومي - المقاومة تحرر 12 قرية في اللاذقية -13-8-2013

شـــــارك المادة

عناصر المادة

مجزرة جديدة يرتكبها النظام  في حلب كردة فعل على الانتصارات التي تحققها المعارضة في اللاذقية وغيرها فقد حررت المقاومة أكثر من عشرين قرية في اللاذقية واعترف النظام بسقوط بعضها إضافة إلى سقوط مقرات للنظام على الحدود مع الأردن.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

الثلاثاء 36 قتيلا:

وصل عدد قتلى يوم الثلاثاء إلى 36 قتيلا معظمهم في ريف دمشق وحماة وديرالزور، حيث قتل 5 من أبناء مدينة مورك بحماة في ريف إدلب برصاص الأمن، وقتل 5 بالاشتباكات في ديرالزور، بينهم إمرأتان وطفلان وقد توزع بقية القتلى على مناطق سورية عدة كالتالي: في دمشق وريفها 8 قتلى بينهم طفل وفي درعا  7قتلى وفي حماة 6 قتلى وفي ديرالزور 6 قتلى بينهم إمرأة وفي إدلب 6 قتلى بينهم إمرأة وطفل وفي حلب 2 قتلى. (1)

قصف وإتلاف محاصيل:
قصفت قوات النظام السوري مدن ريف حمص ودرعا وأحياء بدمشق، وأفاد ناشطون بأن قوات النظام شنت عدة غارات جوية على مدينة تلبيسة بريف حمص، وقالت شبكة شام إن سلاح الجو استهدف الأراضي الزراعية وأماكن تجميع المحاصيل مما أسفر عن إتلاف جزء كبير منها.
وكانت قوات النظام قد جددت قصفها بالمدفعية الثقيلة مدن وبلدات الرستن والحولة والدار الكبيرة بريف حمص أيضا.
وفي دير الزور جددت قوات النظام قصفها المدفعي على أحياء متفرقة داخل المدينة . (2)
وشن كذلك الطيران الحربي قصفا جويا في اللاذقية على قرى جبل الأكراد سعيا إلى استعادة بعض القرى التي سيطرت عليها المعارضة هناك. (3)

مجزرة بحلب:
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة أشخاص قتلوا في قصف لقوات النظام على مدرسة تحوي نازحين في قرية عين الجماجم بريف حلب. (2)

المقاومة الحرة:

المقاومة تحرر 12 قرية في اللاذقية:

تمكنت كتائب الجيش السوري الحر المرابطة في اللاذقية من تحرير 12 قرية من ميليشيات الأسد.
وقد نشر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء الـ12 قرية المحررة في ريف اللاذقية – جبل الأكراد وهي: 1- بارودة. 2- بلوطة. 3- أبو مكة. 4- أوبين. 5- بيت الشكوحي. 6-الحمبوشية. 7- استربه. 8- عرامو. 9- الخراطة. 10- عين الجوزة. 11- خربة باز. 12-البلاطة.
واستهدفت كتائب لواء (أبي بكر الصديق) بحلب مطار كويرس العسكري بصواريخ “بكر 5″، وذلك وسط اشتباكات عنيفة تدور بين كتائب الثوار وقوات الأسد وشبيحته في محيط المطار.
كما أكد اللواء في بيانه – وفق ما نقلته (شبكة أخبار حلب) – أن اللواء يؤكد اشتعال حرائق داخل المطار جراء القصف (4)

النظام يعترف بسقوط عدد من قرى ريف اللاذقية:

تمكن الثوار من السيطرة على 23 قرية في ريف حماه بعد سحب نظام بشار الأسد جزءاً كبيراً من قواته لتدعيم الوضع الميداني المنهار في ريف محافظة اللاذقية، حيث اعترف التلفزيون الرسمي بسقوط عدة قرى منها تلا وكفرية وبيت الشكوحي.
وقال التلفزيون السوري أن الجيش الحر والقوات الحكومية خاضا قتالاً في محافظة اللاذقية الساحلية، لكنه ذكر ان القوات الحكومية بصدد استعادة السيطرة على بعض القرى ومنها تلا وكفرية وبيت الشكوحي. (5)

تجمع الحامدية في قبضة المقاومة:

سيطرت عدة كتائب مقاتلة و"الدولة الإسلامية في  العراق والشام" على مركز تجمع الحامدية الرئسي بعد أن فجر رجل نفسه بآلية مفخخة فجر اليوم داخل المعسكر واندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مما أدى لسيطرة الكتائب المقاتلة على ثلاثة عربات ناقلة جنود وثلاثة دبابات وعدد من عربات الشيلكا ومستودعي ذخيرة وإعطاب 5 دبابات للقوات النظامية ومقتل 9 جنود وأسر عدة جنود آخرين ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حاجزي الطراف والدهمان المتبقيان على أطراف تجمع الحامدية وفي محيط معسكر وادي الضيف أسفرت عن مقتل عدد من الجنود النظاميين في معسكر وادي الضيف وكان قد سمع عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية طلبات استغاثة من تجمع الحامدية وكان الرد بصعوبة المؤازرة. (6)

اشتباكات:
أفاد مركز صدى الإعلامي بأن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط حي الحويقة لليوم الرابع على التوالي.
وكانت عناصر من الجيش الحر قد قصفت بالمدفعية الثقيلة تجمعات الأمن والشبيحة المتمركزين في أحد مستشفيات مدينة دير الزور وحققت إصابات مباشرة، كما واصلت المعارضة هجومها على مطار دير الزور، بعد أيام من سيطرتها على مقار حزب البعث والتأمينات بالمدينة. (2)

المقاومة تسيطر:
سيطر مقاتلو المعارضة المسلحة في سوريا على نقاط عسكرية على الحدود الأردنية، في الوقت الذي أغارت مقاتلات النظام على مناطق في ريف حمص واللاذقية ودرعا.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" أن الجيش السوري الحر سيطر على المخفر 29 القريب من الحدود الأردنية.
وذكر ناشطون أن مقاتلي المعارضة سيطروا أيضا على كتيبة الهجانة التي تحمي معبر نصيب الحدودي الذي يشكل آخر معاقل القوات الحكومية  على الحدود السورية الأردنية.
وذكرت مصادر "سكاي نيوز عربية" أن الجيش الحر استهدف بالمدفعية مدرسة "المميزون" في مدينة دير الزور التي يتحصن فيها عدد كبير من عناصر القوات الحكومية بعد خروجهم من حي الحويقة الاستراتيجي الذي سيطرت عليه المعارضة. وفي حلب اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في حي بستان باشا، واستهدف الجيش الحر تجمعات لقوات النظام في ثكنة "المهلب" و"الدفاع المدني" في حلب. (3)

المعارضة السورية:

نظام الأسد في الانعاش:

نفى رئيس الائتلاف السوري الوطني أحمد الجربا صحة بعض الأنباء التي تبثها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حول وجود معسكرات تدريب للجيش السوري الحر في بلدان الجوار.
وقال الجربا في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية “إنه لا صحة لوجود معسكرات تدريب للجيش السوري الحر في أي من بلدان الجوار، فالحدود السورية مفتوحة على مصراعيها ولا وجود لسيطرة نظام الأسد عليها، والجيش الحر لا حاجة له أن يتدرب في بلد آخر خارج الأراضي السورية التي تتوفر مساحات واسعة منها تحت سيطرته”.
وطالب الجربا “بالابتعاد عن التجاذبات السياسية لمصلحة الثورة، وأنه لابد أن يتم تقليل الخلافات باتجاه التركيز على المزيد من العمل لأن نظام بشار الأسد في سورية يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو في غرفة الإنعاش التي لن يخرج منها سالما بهمة السوريين الأحرار والثوار الأبطال الذين يسطرون في الميدان اعظم الملاحم و الانتصارات”.  (7)

خريطة طريق لسوريا:

وضع معارضون ونشطاء سوريون بينهم أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خريطة طريق لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة لجميع الضحايا في سوريا.
وأفاد بيان صادر عن المركز السوري للدراسات الإستراتيجية والسياسية، أن الخطة تنص على وضع مشروع دستور جديد للبلاد على أساس دستور 1950 وإجراء الاستفتاء الشعبي عليه.
كما شدد الائتلاف على أن مشاركته بمؤتمر جنيف2 لن تكون لتقاسم السلطة بل للتفاوض على رحيل الأسد.
وتتضمن الخطة إجراء إصلاحات سياسية ونظام حكم يوازن بين السلطات الثلاث. وسيتم بحسب خريطة الطريق نزع سلاح جميع فصائل المعارضة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد. (8)

الوضع الإنساني:

الأردن ينفي وجود جريمة منظمة:

نفى مسؤول أردني وجود "جريمة منظمة" داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة وذلك بعد أسبوع من صدور تقرير للأمم المتحدة يفيد أن "الجريمة المنظمة ومجموعات المعارضة تنشط في آن في المخيم وتسعى إلى تحقيق أهدافها المالية والسياسية". وقال العميد وضاح الحمود مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين "ننفي وجود جريمة منظمة داخل مخيم الزعتري هذا النوع من الجرائم يحتاج إلى تخطيط مسبق وتنفيذ من خلال أكثر من شخص، كل ما هو موجود على ارض الواقع لا يظهر جريمة منظمة وإنما جرائم مثل أي جرائم أخرى تقع في أي مجتمع". وأوضح أن "الجرائم التي تحدث داخل المخيم (هي) سرقات مختلفة ويتم ضبطها وسرقات لممتلكات عامة إضافة إلى حوادث سير وغيرها من الجرائم المعروفة". (9)

وقف استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين:

إعتبر تكتل التغيير والإصلاح (اللبناني) أن أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان من سورية أصبحت أزمة وجودية كيانية تتربع على رأس الهواجس والأفكار الكيانية التي يعاني منها لبنان، وهي أزمة يشعر بها أو بأخطارها كل مواطن، لافتاً إلى أنه ‘يكفي للدلالة القول أن شعباً آخر يزيد عن ربع سكان لبنان أصبح يتواجد وينتشر بسرعة على كامل أراضيه وهو ما لا قدرة للبنان على احتماله والأمر في تزايد ما يهدد بإنفجار كبير.
وفي طرح جديد في موضوع النازحين تلاه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل، لفت التكتل إلى أن ‘كل ذلك يحصل أمام عجز رسمي فاقع ومتماد’، مشيراً إلى أن ‘التكتل كان قد طرح سابقاً أفكاراً للتعاطي معه من’ داخل الحكومة إلا أنه لم يتم التجاوب معها بل التهجم عليها تحت عناوين العنصرية واللاإنسانية، ما أدى إلى وصول البلد إلى الكارثة الأكبر في التاريخ الحديث’، مشدداً على ‘ضرورة طرح أفكار مترابطة مع الأخذ بعين الإعتبار مصلحة لبنان العليا والأزمة الإنسانية لشعب شقيق’. (5)

المواقف والتحركات الدولية:

ضغوط وإجراءات لعزل الإسلاميين:

تصاعدت الضغوط والإجراءات داخل سورية وخارجها لفصل مقاتلي «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس عن المقاتلين الإسلاميين المتشددين، بالتزامن مع أخذ بعض الخطط طريقها إلى التنفيذ، وبينها تشكيل نواة «جيش وطني» من سبعة آلاف ضابط وجندي موجودين في الدول المجاورة لسورية بعد انشقاقهم عن نظام الرئيس بشار الأسد. (10)

المنشقون يشكلون جيشا وطنيا:

قال مسؤول ملف الأمن والدفاع في «الائتلاف» كمال اللبواني في تصريحات إلى «الحياة» في عمان التي زارها قبل أيام برفقة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا وعدد من مسؤولي المعارضة، إن هناك 7 آلاف ضابط وعسكري أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي ولجأوا في وقت سابق إلى لبنان وتركيا والأردن «سيشكلون نواة جيش وطني منضبط، يختلف تماماً عن الجيوش أو الكتائب الوطنية التي تعمل حالياً على الأرض». وأضاف أن هذا الجيش «سيكون بديلاً من «الجيش الحر» مستقبلاً، والذي لا يمكن الاكتفاء به حتى النهاية لإخضاع السلطة القائمة». وتابع: «ما نحتاجه الآن يتمثل في قوة عسكرية منضبطة تنفذ الأوامر ويخشى جنودها القضاء العسكري. يجب أن تبدأ هذه القوة من المناطق المحررة بأقرب وقت، ومن ثم تنتقل إلى باقي المناطق السورية».  (10)

الأمم المتحدة تنفي الأنباء عن تأجيل التحقيق في استخدام الكيميائي بسورية:

نفت أمانة الأمم المتحدة الأنباء التي تداولتها وسائل إعلامية حول تأجيل فريق الخبراء الأمميين الخاص بالتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي بسورية، سفره إليها لصعوبات لوجستية. وكان من المفترض أن يسافر فريق الخبراء برئاسة البروفيسور أكي سلستروم من السويد إلى سورية الاثنين لمعاينة ثلاثة مواقع قيل أنها تعرضت لهجوم بالسلاح الكيميائي. (11)

مسؤول روسي: صفقات الاسلحة المبرمة مع سورية في السابق يجري تنفيذها:

أكد اناتولي ايسايكين مدير شركة "روس اوبورون اكسبورت" الحكومية الروسية لتجارة الأسلحة، أكد للصحفيين يوم الثلاثاء 13 آب أن صفقات توريد السلاح الروسي إلى سورية المعقودة في وقت سابق يجري تنفيذها. وفيما يتعلق بالتعاون العسكري بين روسيا وإيران، قال ايسايكين أنه ليست هناك أي اتفاقات بشأن توريد منظومات "أنتيه - 2500" للدفاع الجوي بدلا من منظومات "أس - 300".  (11)

آراء المفكرين والصحف:

السوريون بين ثورتهم ومحنتهم:
تحت هذا العنوان كتب الكاتب أكرم البني على "الجزيرة نت" ما يلي:
لعل أهم ما يميز الثورة السورية هو استثنائيتها وفرادتها، ليس فقط لأنها فاجأت الجميع بعفويتها وديمومتها، وتجاوزت كل الحسابات والتوقعات، وإنما لاتساعها وجذريتها، وكأن الشعب رمى بكليته في أتونها، ووضع مصيره بأكمله في رهان على التغيير أو الموت، ثم لروحها المفعمة بالتحدي والتي تزداد اشتعالا وإيثارا باطراد مع ازدياد القمع والتنكيل، وأيضا بسبب استثنائية معاناة الناس وشدة ما يكابدونه، والتضحيات الباهظة التي قدمت وتقدم على مذبح الحرية والكرامة.

ثار السوريون يحدوهم أمل كبير بأن تستجيب السلطة لمطالبهم، كانت عيونهم ترنو نحو ما حققته المظاهرات الشعبية وحشود ساحات التحرير والتغيير في تونس ومصر واليمن، فأظهروا حماسة قل نظيرها للحفاظ على سلمية احتجاجاتهم وتواترها.

لم يكن في حسبانهم أن تصل الأمور بهم إلى ما وصلت إليه، وفاقت شدة العنف توقعاتهم، وكذلك السياسة السلطوية التي بدت وكأنها مبيتة أو محضرة مسبقا لتحويل الصراع من صراع سياسي وسلمي إلى صراع مسلح تشحنه الغرائز والاستفزازات الطائفية، لتبدأ محنتهم مع نظام يزدري السياسة ولا يقبل التنازلات أو المساومات، وتتصرف أركانه كأنها في معركة وجود.

كما تتصرف أيضا بثقة بأن ليس هناك من رادع يردعها عن توظيف مختلف أدوات القهر والفتك حتى آخر الشوط، في رهان واهم على إخماد الثورة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، بدليل هذه الطريقة التدميرية التي تتعرض لها أماكن السكن في معظم المدن والأرياف السورية، وشدة الحصار المزمن عليها والضغط على حاجاتها وخدماتها وشروط معيشتها، دون اهتمام بالحفاظ على اللحمة الوطنية، أو بالبحث عن حوافز ترضي هؤلاء المواطنين المنكوبين للبقاء جزءا من المجتمع الواحد.

والنتيجة عنف منفلت يمعن تخريبا وتدميرا في حياة الناس وممتلكاتهم، معرضا -حتى الآن- أكثر من نصف السوريين لأضرار وأنواع من الأذى، عشرات الآلاف من القتلى ومثلهم من الجرحى والمشوهين، وتفوقهم أعداد المفقودين والمعتقلين ثم أضعاف مضاعفة من الهاربين نزوحا داخليا إلى أماكن أقل عنفاً أو لجوءا إلى بلدان الجوار، ناهيكم عن مئات الألوف باتوا اليوم بلا مأوى، والملايين في حالة قهر وعوز شديدين وقد فقدوا كل ما يملكون أو يدخرون.

وتكتمل الصورة المأساوية بوضع اجتماعي واقتصادي لم يعد يحتمل، إن لجهة انهيار الكثير من القطاعات الإنتاجية والخدمية وتهتك الشبكات التعليمية والصحية، حيث بات ملايين الأطفال بلا مدارس أو رعاية طبية، أو لجهة صعوبة الحصول على السلع الأساسية وتدهور المعيشة مع انهيار القدرة الشرائية وتفشي غلاء فاحش لا ضابط له، تأثرا بارتفاع سعر الدولار بالنسبة لليرة السورية التي خسرت أمامه ما يقارب ثلثي قيمتها.

والأهم ما يخلفه العنف المفرط، والاستفزازات الطائفية من تشوهات وانقسامات في المجتمع، ومن شحن العصبيات وروح التنابذ والتنازع، وتشجيع عودة كل مكون اجتماعي إلى أصوله القومية أو الدينية أو الطائفية، كي يضمن بعضاً من الحماية والوجود الآمن، مما يهدد النسيج البشري -المتعايش منذ مئات السنين- بالانشطار إلى هويات ممزقة، وإلى صراعات من طبيعة إقصائية ستترك آثارا مريعة على وجود ووحدة البلاد والدولة والشعب.

ثار الناس البسطاء بمعزل عن الأيديولوجيات والبرامج الحزبية، ومن دون قوى سياسية عريقة أو شخصيات كاريزمية تتصدر صفوفهم، كانوا متعطشين لقيادة سياسية مجربة وموثوقة، تنصر ثورتهم وتقودها بأقل الآلام والأخطاء.

ولكن محنة هؤلاء البسطاء أنهم نكبوا بمعارضة لم تكن على "قد الحمل" ولا تزال -وللأسف برغم فداحة الدماء والتضحيات- كأنها في رحلة بحث عن ذاتها ودورها، تنوء تحت ثقل نزاعات لا طائل منها، ويعيبها تقصيرها في خلق قنوات التواصل مع الحراك الشعبي، أو ظهورها كرد فعل أو صدى لصوت الشارع، وتاليا بطؤها في تدارك سلبياتها وامتلاك زمام المبادرة، وفي تقديم رؤية لمسار الصراع وللآليات السياسية الكفيلة -ضمن خصوصية المجتمع السوري، بتعدديته وحساسية ارتباطاته الإقليمية والعالمية- بتبديل المشهد والتوازنات القائمة بأقل تكلفة.

كما يعيبها أيضا ترددها في اتخاذ موقف واضح من تنامي وزن الجماعات المتطرفة، وأدوارها المقلقة التي تمكنت في غير مكان من مصادرة روح الثورة وقيمها، والانحراف بقطاعات من الحراك الشعبي عن شعارات الحرية والكرامة، وأفقدت الثورة فئات متعاطفة معها كانت مترددة ومحجمة عن المشاركة بسبب غموض البديل المنشود.

عمر الثورة السورية ليس قصيرا، وهو أكثر من كافٍ لاختبار أحوال المعارضة السياسية وقدراتها، وللتأكد من عجزها وتقصيرها في مواكبة الحراك الشعبي، وفي بناء قنوات للتواصل والتفاعل معه، ومده بأسباب الدعم والاستمرار.

وللأسف، لن تنجح المعارضة السورية في معالجة هذه الثغرة، وفي نيل ثقة الناس وقيادة ثورتهم، ما دامت لم تنجح في إظهار نفسها كقدوة حسنة في المثابرة والتضحية، وفي إطلاق المبادرات لتمكين الحراك الشعبي وتغذيته بالخبرات السياسية والمعرفية، وما دامت أعداد كوادرها تزداد في المهجر بينما تزداد الحاجة إليهم في المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، لتنظيم الحياة والأمن وخلق نمط من التعاضد لتقاسم شح الإمكانيات المعيشية، وأيضاً للحد من التجاوزات والخروقات وروح الثأر والانتقام التي تنشأ في ظل غياب دور الدولة والقانون، ولمحاصرة التعصب والانحرافات الطفولية الحالمة بانتصار سريع وتقاسم للمغانم، والأهم لإعادة الوجه الأخلاقي للثورة، ليس فقط من زاوية معالجة العنف وتداعياته، وإنما أيضا من زاوية رفع قيمة الإنسان، كروح وذات حرة، ووضعها في الموضع الذي يليق بها، والمجالدة لضرب المثل في الالتزام بسلوك ينسجم مع شعار الحرية، ويبدي أعلى درجات الاستعداد للتسامح واحترام التنوع والتعددية وحق الاختلاف.

المعروف عن الشعب السوري تسامحه، وسلاسة العلاقات والتعايش بين أبنائه على تنوع انتماءاتهم، لكن من مظاهر محنته اليوم بعض الظواهر الدالة على مستوى مقلق من الغرائز المشحونة بالانفعالات الطائفية الموتورة، ربما تنذر بتبلور عصبيات متخلفة، تحكمها نزعات إقصائية، تهدد مفهوم المواطنة ووحدة المجتمع وعناصر تماسكه وغناه الإثني والديني.

وأوضح هذه المظاهر تلك المشاهد التي تفوح برائحة الأصولية والتطرف، كإمارة إسلامية هنا أو جيب للجهاديين والقاعدة هناك، وهي مشاهد غريبة عن الثقافة الدينية الجمعية، ويصعب على الذهنية السورية قبولها.

ويبدو كما لو أن الأسباب اجتمعت كي تجعل ثورة الحرية والكرامة نهبا لمخالب الغير، ومسرحا لقوى وجماعات متعصبة، يشتد عودها ردا على عنف النظام المفرط وممارساته الاستفزازية، بعد أن وجدت في مناخ الثورة وانكشاف الصراع المذهبي فرصة للزج بنفسها، مدعومة بمال سياسي لا تخفى شروطه وإملاءاته، وبقوى وكوادر على صورتها ومثالها بدأت تتوافد من مختلف البلدان وتتسابق لفرض أجندتها في بلاد الشام.

ولعل هؤلاء -مع الاعتراف باستعدادهم العالي للتضحية والشهادة- هم الأبعد سياسيا عن شعارات الحرية والديمقراطية، والأكثر استسهالا للأعمال الانتقامية وللتجاوزات المهددة لحقوق الآخر وخصوصية ثقافته.

لا يمكن لثورة نهضت لمقاومة الاستبداد والتمييز أن تأخذ معناها الحقيقي إن لم تبق أمينة للشعارات التي أطلقتها، وإن لم تبادر اليوم قبل الغد لضبط التجاوزات التي يهدد تراكمها بانزلاق المجتمع إلى مزيد من التفكك وإلى دورة عنف مدمرة، وإن لم تسارع إلى احتواء كل أنواع الشحن الطائفي، وتتحسب من التعميم ومن اقتحام التعددية الإثنية والدينية بمنطق العنف والغلبة، وإن لم تتأن وتكبح محاولات عزلها عن بيئتها واستعداء الناس لها وهروبهم من جماعاتها المسلحة بمجرد دخولها إلى مناطقهم، وتاليا مراجعة مسؤوليتها النسبية عن الأضرار الفادحة الناجمة عن خوض معارك في أماكن مكتظة من أجل انتزاع موقع، أو التقدم تكتيكيا.

ثار السوريون وكان من البديهي عندهم أن يقارنوا ثورتهم بما حصل في تونس ومصر واليمن وليبيا، وأن يراهنوا على دور عربي أو أممي ينصر مطالبهم المشروعة ويساندهم في وقف العنف ووضع البلاد على سكة حل سياسي.

ولكن وفي ظل تعارض المصالح العربية والغربية مع مثل هذا الدور لأسباب عديدة -منها الجوار الإسرائيلي، وارتباط سوريا بحلف نفوذ في المنطقة- تحول الأمل إلى محنة، وبدا لكل ذي عين أن التدخل الدولي غرضه ليس إطفاء بؤرة التوتر، بل إذكاء نارها كلما بدأت تخبو، مما يعني ابتلاء الناس بسياسات عربية ودولية تجاه ما يكابدونه، لا تجد تفسيرا لديهم سوى أنها "مؤامرة كونية" تتقصد إجهاض ثورتهم وحلمهم في الحرية والتغيير.

ورغم الإحجام الأممي عن التدخل الفاعل -على الأقل لحماية المدنيين- فإن ثورة السوريين لم تعد مجرد ثورة محلية، فقد أفضى طول أمد الصراع وحالة العنف المفرط والإنهاك الذي أصاب القوى العسكرية والأمنية وتسارع التدهور الاقتصادي، إلى استجداء دعم خارجي واسع، وإلى تحويل الصراع الداخلي إلى صراع ذي بعدين إقليمي ودولي.

وبسبب ذلك يمكن القول إن البعد المحلي أصبح ثانويا ومرتهنا للبعد الخارجي، ولنقف أمام معادلة مؤسفة ومؤلمة تقول مثلما أن النظام لم يعد قادرا على إدارة حربه من دون الدعم الإقليمي والدولي وعلى كل المستويات، فإن المعارضة أيضا ليست قادرة على الاستمرار والمواجهة وتعديل حضورها من دون إمداد إقليمي ودولي.

أخيراً، هو أمر بديهي أن يتمنى كل عاقل مسارا سلسا وآمنا لثورة تقوم من أجل التغيير الديمقراطي ونقض الاستبداد، وأن يخشى من خطف شعاراتها عن الحرية والكرامة وحلول استبداد محل آخر أشد قسوة وأضيق خناقا، ويتحسب مما قد يرافق هذه المرحلة الاستثنائية من فتك وتنكيل وانفلات قوى المجتمع من عقالها على غير هدى، لكنه لن يكون عاقلا إن اندفع نحو تسطيح الأمر معتقدا أن الثورة هي مخطط مرسوم مسبقا في الأذهان، يفترض أن يتحقق دون عوائق أو خسائر أو آلام، أو ينجرف بحجة ما قد يرافق مسار التغيير من فظائع وأهوال نحو الدفاع الأعمى عن الركود والاستنقاع القائم على القهر والفساد والمهانة!

إن الدرس الأعمق الذي لن ينساه السوريون أبدا بعد خروجهم من محنتهم، هو حجم مسؤوليتهم في قيام الاستبداد ودوام استمراره، وأنه ما من جهد يجب أن يوفر أو يؤجل بعد اليوم لمنع إنتاج ظواهر الاستبداد والتمييز في الدولة والمجتمع مستقبلاً، جهد يمتد في مختلف حقول الحياة، في السياسة والدين، وأيضاً في الثقافة والتربية والتعليم والمجتمع المدني.

"أما آن لهذه المحنة أن تنتهي؟" هو رجاء الذين باتوا يتوجسون من ذلك الوجع والخراب الذي قد يحل بالبلاد قبل أن تطوى صفحة الاستبداد، وهو رفض صريح للعنف المفرط، ولأية دوافع تسوغ استمراره.

لكن اللافت أن غالبية الناس تحرص على أن لا يشي هذا الرجاء في الخلاص ورفض العنف بيأس وإحباط، وكأنهم لا يريدونك أن ترى في العيون المتعبة والإحساس بضيق الحال، أن ثمة تغيرا طرأ على عزيمتهم وإيمانهم بالثورة، أو كأنهم يعتبرون هذه المحنة -على شدتها- اختبارا لروحهم المتحفزة للتغيير والخلاص، الأمر الذي يفسر "النعم" التي تتكرر على لسان كثير من السوريين في الجواب على سؤال هل كنت تثور لو أدركت مسبقا أن البلاد سوف تصل إلى هذه المحنة الفريدة؟ (8)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء) (12)
محمود بدر ذكرى "ريحاني" ـ ادلب ـ معرة النعمان
عمار نزال الشولي ـ درعا ـ نوى
حسين الحسن ـ ريف دمشق ـ البويضة
باسل البيطار ـ دمشق ـ الميدان
محمد شامية ـ دمشق ـ القدم
زكريا يحيى قشيط ـ ادلب ـ معرة النعمان
أيهم إسماعيل العلوش ـ درعا ـ الحارة
محمد ياسين قنبس ـ درعا ـ الحارة
يحيى محمد ياسين قنبس ـ درعا ـ الحارة
أنور شاهين عمر ـ حلب ـ 
قدورة منذر الأشقر ـ دمشق ـ مخيم اليرموك
إبراهيم منذر الشريف ـ درعا ـ نصيب
باسل الأشتر ـ حمص ـ 
صبحي محمد أمين الحمد ـ دير الزور ـ دبلان
أحمدعايد الحسين الخضر ـ دير الزور ـ الموحسن
حسن فرج البسيس ـ دير الزور ـ سفيرة تحتاني
عيد هارون ـ ريف دمشق ـ دوما
بلال فوزي بجبوج ـ درعا ـ درعا البلد
خليل عبد الله الشحادة الشرعبي ـ ريف دمشق ـ قطنا
فاطمة عبد الحليم جعمور ـ حمص ـ الحولة
إبراهيم فيصل الخطيب ـ درعا ـ درعا المحطة
خالد سلغم ـ درعا ـ 
عصام إبراهيم حسن الغزالي ـ درعا ـ قرفا
شادي أكراد ـ درعا ـ حي طريق السد
هادي فادي قرقماز ـ درعا ـ درعا البلد
حسن فرج العبد الله ـ دير الزور ـ سفيرة تحتاني
رشا جمال ـ دير الزور ـ 
عامر هلال العبد ـ دير الزور ـ 
أحمدرشيد الحسين ـ دير الزور ـ 
عبد الفتاح البشر ـ دير الزور ـ 
جاسم محمد الغضيب ـ دير الزور ـ البوكمال
يزن عبد السلام الكلش ـ دير الزور ـ البوكمال
خالد جمال الحساني ـ دير الزور ـ محيميدة
مناف خالد الوكاع ـ دير الزور ـ 
ريهام عبد الرحمن حمادة ـ حلب ـ الأرض الحمرا
نورا محمد ـ حلب ـ 
فخري حج قدور ـ حلب ـ 
عبد الملك إبراهيم ـ حلب ـ 
أيهم حجازي ـ حلب ـ الباب
يامن حجازي ـ حلب ـ الباب
علي الفاتح ـ حلب ـ الباب
محمود ماجد الحسن ـ حلب ـ كفركرمين
سعد عبد العزيز الجربا ـ حلب ـ كفرنايا
بسام خالد روال ـ ادلب ـ أورم الجوز
زوجة بسام خالد روال ـ ادلب ـ أورم الجوز
عمر محمد خير اليوسف ـ ادلب ـ جبل الزاوية: المغارة
مصطفى أنس الحمود ـ ادلب ـ عين لاروز
مرهف عبد الجبار قنطار ـ ادلب ـ عين لاروز
تركي عبد الجبار التركي ـ ادلب ـ الموزرة
مرح عمران ـ درعا ـ دركوش
لانا القاق ـ ادلب ـ دركوش
باسل محمد شواف ـ ادلب ـ بنش
عبد السلام محمد إبراهيم العثمان ـ ادلب ـ كفرومة
ياسر عبدو العال ـ حماه ـ قرية الحواش
أبو معاوية الحموي ـ حماه ـ 
موفق عبد الله المحمود ـ حماه ـ حربنفسه
ناجح شحادة ـ حماه ـ حي المدينة
عبد الحميد العليوي ـ غير ذلك ـ السعودية
هزاع عناد الدرويش ـ القنيطرة ـ غدير البستان

 

-------------------------
1- الهيئة العامة للثورة السورية
2- السبيل
3- سكاي نيوز
4- نمساوي
5- المستقبل
6- المرصد السوري لحقوق الإنسان
7- القدس العربي
8- الجزيرة نت
9- الرياض
10- الحياة
11- شام برس

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع