..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

أيدلوجية مجلس الشعب القادم

محمد عمار نحاس

١٢ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2573

أيدلوجية مجلس الشعب القادم
9.jpeg

شـــــارك المادة

إذا أردت إن تعرف ماهية مجلس الشعب السوري المرتقب قدومه لا بدّ أن تعرف فكر أعضائه المرشحين لتولي هذه المهمة وخوض معترك الحياة النيابية تحت القبة البرلمانية. تلك القبة التي كانت ترتج بسالف الزمن عندما كان الشرفاء أمثال الشيخ عبد الرءوف أبوا طوق وغيره يجلجلون ويصدحون بالحق تحتها لا يخشون في الله لوم لائم، وضعوا الحياة الدنيا في أواخر حساباتهم، والوطن كان لهم الهدف الأسمى.


شخص أعرفه قُبل ترشيحه للمجلس وهو ينوي أن يخوض المعركة الانتخابية على أساس أن الصندوق بالانتخابات البرلمانية السورية هو الفيصل حسب نزاهة الانتخابات البرلمانية السورية التي نعيشها منذ أربعة عقود ونيف، وأن الأسماء لا تأتي من أقبية الأجهزة الأمنية المختصة. في ظل ما تعيشه سورية الإباء من حراك شعبي، وفي ظل تلك المؤامرة الكونية التي كادت تنال من استقرار وأمن سورية، وفي ظل كم الإصلاح الهائل الذي أنعم علينا به القائد الخالد المُخلد الحكيم الفذ الممانع المقاوم؛ لا بدّ لأن يخوض المعركة الانتخابات البرلمانية رجالات أكفاء لهم فكر فذ وهدف واضح وبرنامج غني يواكب كم الإصلاح الأسدي الذي دمر حمص وغيرها من أجل إعادة أعمارها بالطبع.
ومن هنا أحببت أن أطلع على فكر صديقي الذي استهان بالأمس من تربيتي وعدم تدبير أمري كي أقرأ ما يخفي بين حنايا سطور برنامجه الانتخابي ومصلحة سوريه والسوريين بفكره السياسي، فكانت هي الصاعقة الكبرى.
صديقنا تذكر منذ أيام ليست بالبعيدة ذكرى رحيل الباسل! ومن هو الباسل؟ مواطن سوري ليس إلا يحتسي المتة ويأكل الفتة؛ لا هو نبي ولا صالح ولا ولي يذكره بعد أن أفناه الله كما أفنى الله جميع الموتى.. مازال صديقنا يذكره بحرقه، ويقول عن الباسل بجرأة: (رحيل الباسل -رحمه الله- يوم لا يغيب عن الذاكرة). صاعقة في أطراف دمشق دوت... عند بزوغ الفجر والأشجار بالندى بكت... من بين الضباب تسحب شبح الموت متخفياً... يحمل الألم لشعب أحب بصدق وهوياً... سمع الخبر الحزين.. رجفت منه القلوب.. جفت له العروق.. تلعثمت به الشفاه.. يا ليته ما صدق... وسطع فوق قاسيون شفق... روح حائمة تودعنا.. وردية... وأشرقت الشمس لكن.. رمادية... لا تميز الوجوه.. الجمع حزين... شاخ الشباب.. توقف الزمن... صمت رهيب.. سورية بكت... صديق خسرت.. حبيب ذهب... وحط الحزن في النفوس.. كأنه يوم الغضب... لحظات وحدة.. كأنها دهر... وارتفع بالمآذن خبر القهر... وبين اللحظة والخبر... تهادت نظرات الأمل... وأطل الوجه الصبوح.. لأب يعزينا... لوح بيديه رغم الألم.. يحضننا... أومأ برأسه الشامخ.. يواسينا... جبل صاعد أبداً... (رحم الله القائد الخالد).. وأدام الرئيس بشار لسوريا.... خبر قهر دهر، مات أمل عاش أمل وجبل يطل.
إن كان هذا فكر نواب مجلس الأمة القادم؛ (باسل بذاكرتهم يعيش، وأطفالنا بطرقات المدن جثث هامدة لم تدفن بعد)، قائد خالد لأمة ميتة ووريث شرعي لأحرار لن يركعوا؛ إن كان باسلكم حي بذاكرتكم شهداؤنا لا يجد ذويهم لهم أكفان يكفنوهم فيها.
إذ كان هكذا حال أعضاء البرلمان القادم؛ رياء وتصفيق ورقص وزمر وطبل قبيل اعتلائهم سدة المقعد النيابي؛ فكيف هم عندما يلتقون الخالد المخلد الملهم الشامخ في أول جلسة من جلساتهم البرلمانية.
يا من رضيتم بيع أنفسكم بثمن بخس وأبيتم إلا الذل والهوان.. فلتسمعوا إن لم نحاسبكم نحن فستحاسبكم دماء شهدائنا الأطهر من دم باسل، مات مخمور وصار شهيد أهل القبور. ستحاسبكم دموع نساء ثكلت خلدت بصفحات التاريخ دموعها، فمن يخلده تاريخنا خير ممن تلعنه صدورنا. ستحاسبكم بكارة فتيات اغتصبت: بكارتها أطهر من شهيد قتلته النزوات.
يروي الإمام علي - رضي الله عنه -: "وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَإِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً. وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً. وَمَا خَيْرُ خَيْرٍ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِشَرٍّ، ويُسْرٍ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِعُسْرٍ؟! وَإِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطَايَا الطَّمَعِ، فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ الْهَلَكَةِ، وَالْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع