حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 2783
شـــــارك المادة
يقال أنه بعد أن فشلت مهمة الدابي في مراقبة الموت في سورية، اجتمع مجلس الأمن وتشاوروا مع بعضهم البعض وقررا أن يرسلوا شخصاً ليطلق لبشار من جديد العنان. فخرج عنان من مجلس الأمن ومعه دابي جديد يحمل عليه تقاريره وهو يردد: ما حجبه الله عن هذا البلد كان أعظم!!.
وبينما هما يسيران في طريقهما إلى سوريا؛ قُصِفَت حمص، فقال الدابي لعنان: ألم تسمع بقصف حمص؟ فرد عليه عنان قائلاً: ما حجبه الله عن هذا البلد كان أعظم!! *~*~*~*~*~*~*~* وكتب تقريره ووضعه على ظهر الدابي، وتابعا مسيرهما، وبعد قليل قصفت إدلب ونكل بأهلها، فما عاد السوريون في إدلب يستطيعون العيش من شدة القتل، وهاجر كل أهلها، فسأل الدابي عنان: ألم ترى ما فُعِلَ بإدلب؟ فقال عنان: ما حجبه الله عن هذا البلد كان أعظم!!.. *~*~*~*~*~*~*~* وتابع عنان كتابة تقريره ووضعه على ظهر الدابي، وكان تقرير عنان كبيراً وثقيلاً، فأصبح الدابي يسير منهكاً من ثقل التقرير، وانطلقا يكملان مسيرهما نحو سوريا، وفي الطريق قصفت ريف حماة وريف حلب، وذبح أهلها وهجروا في البراري، فتألم عليهم الدابي وكان قلبه رقيقاً، وقال لعنان: ألم تعلم ما حصل بريف حماة وحلب؟، فأطرق عنان رأسه برهة وأجاب: ما حجبه الله عن هذه البلد كان أعظم!! *~*~*~*~*~*~*~* وهنا غضب الدابي وقال لعنان: أهناك ما هو أعظم مما أصاب سوريا وأهلها؟؟. *~*~*~*~*~*~*~* فتوقف عنان مصدوماً ولم يرد، وعندما شفي من صدمته، أكملا سيرهما ووصلا إلى سوريا، فإذا بها قد أزيلت عن الخارطة، ولم يتبق منها سوى الأطلال، فقد جاءها بشار وأبادها بمن فيها. *~*~*~*~*~*~*~* فنظر عنان للدابي وقال له: انظر يا دابي، لو لم تصبنا الصدمة ونتأخر عن سوريا، لوجدت أوروبا قد مسحت عن الخريطة. ولكان وليد المعلم نفذ تهديده وأصابنا بما هو أعظم، وكنا مع الهالكين من السوريين.. *~*~*~*~*~*~*~* عندها سأل الدابي عنان قائلاً: وما العمل الآن!. فقال عنان: عد بنا يا دابي إلى مجلس الأمن، كي نستطيع إصدار قرار قبل أن تنتقل إليهم عدوى الصدمة... لأنهم إن صدموا فربما -عندما يستفيقون من صدمتهم- لن يجدوا أحداً على هذه الأرض، فبشار قرر القضاء على العصابات المسلحة قبل أن ينقرض كما انقرض سابقيه!!. لذلك؛ فأنا لا أستطيع دعم حرية الشعب السوري!.... لأنني أعيش في زمن سيئ تتحكم فيه المصالح الفاسدة بمقدرات الشعوب، وتسود قوى الشر في هذا العالم. عد بنا يا دابي إلى الأمم المتحدة لنعلن للعالم أنه قد فات الأوان، ولم يعد بالإمكان فعل شيء لمراقبة الموت في سورية لأنه لم يبق شعب. عندها أدرك الدابي أن عنان رجع إلى رشده، فقال: حسبنا الله، ولا حول ولا قوة إلا به... الحمد لله على ما قضى لنا به.
عباس عواد موسى
سلوى الوفائي
محمد الخالد
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة