..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

بيضون لـ "المستقبل": لمست هلعاً لدى القاعدة الشيعية من التورط في سوريا

علي الحسيني

٢٧ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8171

بيضون لـ
شيعة.gif

شـــــارك المادة

كلمة سر "حزب الله" للمقاتلين: "تحضّروا لقطف الزيتون"
 لم يعد هناك من مجال للإنكار، فالأدلة التي تُثبت تورّط "حزب الله" في الحرب الدائرة في سوريا أضحت ساطعة وواضحة كوضوح الشمس وما البصمات التي تُرفع عن أجساد القتلى الذين يسقطون يومياً في ساحة القتال في سوريا، سوى براهين إضافية جاءت لتقطع الشك باليقين بأن الحزب متورط في هذه الحرب حتى أُذنيه وهو على يبدو مكمّل فيها إلى أبعد من إعلانه الوقوف إلى جانب بشار الأسد أو الدفاع عن نظامه.

 


منذ أيام أطل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي من على شاشة التلفاز ليُحذر قادة الحزب من مغبة توريطها للشباب الشيعي في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، مقدماً نفسه كضامن أساسي لوقف هذا النزف الحاصل بين الحزب المُكلّف بفتاوى شرعية لخوض هذه الحرب في مواجهة الشعب السوري الثائر والمنتفض لكرامته بعدما انتهكت لعقود من الزمن على يد أزلام بشار الأسد ومن قبله والده حافظ الأسد.
من المؤكد أن دعوة الطفيلي لقيت أصداء واسعة داخل المجتمع اللبناني وتحديداً داخل النسيج الشيعي الذي يدفع ضريبة التدخل في سوريا مرتين، الأولى من خلال الدم الذي يسقط من دون وجه حق، والثانية العداوة مع بقية مجتمع متمثّل بأبناء الوطن الواحد بمختلف مشاربهم المذهبية وانتماءاتهم السياسية.
ومن ضمن الأصداء التي لمست في كلام الطفيلي تحذيرا يجب الأخذ به والتعمّق في حروفه، الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الذي لم يجد حرجاً في حديث لـ"المستقبل" في تسميته للأمور بأسمائها، فيؤكد بداية أن "حزب الله" قد ورّط كل لبنان في الحرب السورية وتحديداً الطائفة الشيعية، وهذا أمر مرفوض من أساسه، فحماية لبنان ليست مرتبطة بالداخل اللبناني فقط إنما هي مسؤولية جميع البلدان العربية التي يجب أن تبادر إلى حل ما يُخرجنا من المأزق الذي وضعنا فيه الحزب".
ويقترح بيضون على السفراء العرب الممثلين لسفارات بلادهم في لبنان أن يسعوا إلى طلب لقاء برئيس الجمهورية ويطلبوا منه إنهاء تدخل الحزب العسكري والأمني في سوريا وأن تقوم الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية بواجباتها وتعمل لإنهاء هذا التدخل، هذه المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية بحسب بيضون فهي تقوم على ضرورة أن يُرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثه الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى لبنان ليتحدث مع رئيس البلد في كيفية سبل إنهاء هذا التطور الخطير حتى ولو تطلّب الأمر إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي".

ويُنهي بيضون بالتشديد على أن "السياسة الإيرانية في المنطقة اليوم، قائمة على التفتت من وراء الستار المذهبي والمؤسف أن الحزب يتصرف بلبنان وكأنه جالية أجنبية وليس كابن بلد فهو الآخر يُضحي بلبنان وأهله حماية للنفوذ الإيراني، علماً أنني ومن خلال احتكاكي بالقاعدة الشيعية على الأرض قد لمست قلقاً وهلعاً جرّاء تدخل "حزب الله" بهذا الإصرار في الحرب السورية".
وفي سياق التورّط الفاضح أيضاً، تتحدث بعض المعلومات عن اجتماع كان عقده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل سفره إلى إيران بأيام قليلة مع مجموعة من الكوادر والعناصر في الحزب أكد لهم خلاله نيّة الحزب بالدخول بشكل علني على خط الحرب السورية وأقر بأن أكثر من 15000 مقاتل من الحزب قد انخرطوا فعلاً بهذه الحرب وأن هؤلاء موزعون على الحدود وعلى الجبهات في الداخل السوري، إلا أن الأهم هو اللقاء الذي كان عُقد منذ شهر ونصف الشهر تقريباً بين بشار الأسد والمعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين الخليل أي قبيل سقوط هذه الأعداد الهائلة من عناصر الحزب في سوريا، فبحسب المعلومات نفسها أن الأسد وضع ضيفه في صورة التطورات السورية، على رأسها الخناق الذي بدأ يشتد حول رقبة نظامه وتأكيده له وجود سعي حثيث إلى سيطرة الثوار على مدينة دمشق بأكملها عبر دعم لوجستي غربي وعربي مُعلن، وقد دعا الأسد يومها "حزب الله" إلى التحرّك العلني وبشكل فعّال للحؤول دون إسقاط معقل النظام وعاصمته.

مال السياسة يبقى للسياسة، لكن على الأرض الأمور لم تعد تحتمل وجماهير الحزب بدأ يعلو صراخها.
علي غ. أحد كوادر الحزب في محلّة حارة حريك وهو من طلائع المشاركين في الحرب السورية، لم يستطع التكتّم على كل ما يجري هناك أمام عدد من أصحابه، فهو يُخبر بداية أن كلمة السر التي تعتمدها قيادة "حزب الله" مع عناصرها الذين ترسلهم للقتال في سوريا وبين المقاتلين أنفسهم، هي "تحضروا للبدء بقطف الزيتون"، ويشرح لهم كيف تتم عملية نقلهم من أماكنهم إلى الحدود عبر "الفانات" من دون سلاح فعملية التسلّح تجري في نقاط محددة وأن العنصر التابع للتعبئة العامة يتقاضى راتباً قدره 1000 دولار أميركي أو أكثر بقليل، بينما عناصر الحزب المتفرّغة وبعضها من القوّة الخاصة، فهؤلاء يتجاوز راتبهم الـ 2500 دولار علماً أن عملهم يتركّز أكثر على وضع الخطط العسكرية.
أعداد عناصر الحزب المشاركة في الحرب السورية بحسب اعتراف نصرالله في لقائه الأخير مع الكوادر، يؤكده علي لأصحابه لا بل يزيد عليه 5000 عنصر إضافي ليصبح العدد الإجمالي المتورط عشرين ألفا، وفي عملية حسابية بسيطة يتبيّن أن أكثر من ثلث عناصر الحزب المتفرّغين بشكل كامل، موجودون اليوم في سوريا إذ يُقدّر عدد عناصر "حزب الله" بخمسين ألف مقاتل يتوزعون في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية.
من الواضح أيضاً أن الأزمات داخل "حزب الله"، بدأت تتفاعل بشدة ومعها بدأ سياسيوه بالإعداد لمجموعة من الدراسات يتم من خلالها التصدي إلى كل "مؤامرة" يمكن أن تستهدف مسيرة الحزب الذي وصل ذات يوم إلى ذروة أمجاده البطولية من خلال صراعه مع إسرائيل، قبل أن يوجّه بملء إرادته، ضربات متتالية إلى بنيته السياسية ومن ثم العسكرية ليخرج نفسه من ساحة طالما تسيّدها وانفرد بقرارها لعقود من الزمن ويُغرقها في صراع مذهبي لا طائل منه سوى مزيد من قتلى تُهدر دماؤهم بالمجان خدمة لمشاريع إقليمية.

 

 

المستقبل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع