عصام العويد
تصدير المادة
المشاهدات : 6627
شـــــارك المادة
تنتابني صدمة معها مرارة وأنا أتأمل في موقفنا من هذه الملحمة الكبرى التي لا تقل بحال من الأحوال عن ملاحم الإسلام العظمى كـ "القادسية" و"عين جالوت" و"حطين" وغيرها من مفاصل التاريخ التي غيرت مساره وحددت معالمه قروناً متتابعة، وأشعر أن هناك رغبة داخلية في نفوسنا للبحث عن كل سبب حقيقي أو متوهم للهروب دون الوقوف وقفة صدق مع "ملحمة الشام"في هذا العصر.
ليست هذه المرارة المُرة لأجل مصاب إخواننا في الأرض المباركة مع عظم فجيعتها، لا، بل لأجل مصابنا نحن في أنفسنا، حين درست دروس العقيدة في الولاء والبراء ووجوب النصرة والذب عن الشريعة وأهلها ضد المارقين عنها، فبعنا أرض الأنبياء للرافضة الصفوية بثمن أبخس من البخس هو الدعة والراحة. أما الشام، فقد تكفل الله بها وأهلها فلا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، ففي صحيح مسلم مرفوعا: ((لا يزال أهل المغرب ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة)). قال الإمام أحمد: "أهل المغرب هم أهل الشام"، وثبت في سنن أبي داود قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق)). فقال ابن حوالة: "خر لي يا رسول الله. إن أدركت ذلك". فقال: ((عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن الله توكل لي بالشام وأهله)). ولا غرو فهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين؛ {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71]. ومع أن الكل يدرك هول الحدث ومفصليته وأثره ديناً ودنيا علينا وعلى الخليج بل والأمة بأركانها الأربعة، فإما أن يطفئ ماء الوحي نار المجوس أو تحرق نار المجوس راية التوحيد -لا قدر الله-، ولا خيار إلا هذا أو ذاك، وكأني ألحظ ذاك في قول المصطفى الكريم - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم وهو يدعو ربه: ((اللهم إن تَهْلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض))، فويحاً ثم ويحاً لأرض الشام إن هلكت هذه العصابة من شبابها. ومع علو صوت الأنين منا كصدى لأنين إخواننا في سوريا لكنه وقف عند ظاهرة الصوت لا أكثر، أنين كأنين ذات الخدر يقطع القلب لكن لا يحمي ذماراً ولا ينكأ عدواً ولا يذود عن عرض. فهل هذا حقاً هو أقصى المستطاع؟! ذكرت في مقال سابق بعنوان "هات رأسك أقبله ألفاً سماحة المفتي"، وهو مبثوث في الشبكة العنكبوتية، أنه من أشهرٍ عدة كنت في حوار محتدم مع عدد العلماء والدعاة ورجال الأعمال وغيرهم لوزن ردة الفعل منا تجاه الملحمة الكبرى التي بدأت بوادرها ظاهرة على أرض الأنبياء بلاد الشام، وهل ردة الفعل هذه التي قمنا بها فيها قيام كافٍ بحق الله وحق دينه وحق سنته وأتباعه - صلى الله عليه وسلم - الذي استأمننا الله عليها جميعا؟ وسأخص الحديث في هذا المقال عن العلماء والدعاة والمؤثرين لعل الله أن ييسر انبعاثهم بعد ثبوطهم وألا نكون ممن قال الله فيهم: {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ} [التوبة: 46]، ولحساسية موقفهم وأثره في هذه الملحمة الكبرى، وقد تهيأ لهم ما لم يتهيأ لغيرهم وتحملوا ما لا يتحمله سواهم، فكان الخطاب لهم أولاً {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 9]. المؤامرة الدولية: نحن نتحدث كثيراً عن مؤامرة دولية وهذا ظاهر يراه الأعشى بل الأعمى ويكفي تصريح وزير الخارجية الروسي لافروف الذي نشره موقع «روسيا اليوم» في يوم الجمعة 30/ ربيع الثاني/ 1433هـ - 23/ مارس/2012م، وشرح الموقف «العميق» والمشترك من الأزمة السورية بينهم وبين الجانبين الأوروبي والأميركي يقول بالنص مخاطباً محاوره: "أنت قلت إن موقفنا من سوريا يختلف عما يفكرون به في الغرب مثلاً. وأنت تعرف بالذات أنهم يفكرون هناك بشكل لا يختلف أبداً عما نورده في موقفنا. هناك يفكرون بالأسلوب ذاته بدقة تماماً. والاختلاف هائل بين ما يناقشونه بهدوء في سكون المكاتب وهيئات الأركان العامة، وبين ما يقال علنا في العواصم ذاتها....". ثم يقول: "إن الصراع يدور في المنطقة كلها، وإذا سقط النظام الحالي في سوريا، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد". فهذا الشرق والغرب بملاحدته وبوذييه ومجوسه ويهوده ونصاراه قد أحاطوا بالأرض المباركة إحاطة الموج بالغريق، فقط حتى لا يتولاها نظام سني!!. المؤامرة الداخلية: نعم هناك مؤامرة دولية ضخمة تحاك حول أبطال الشام، ولكن هناك أيضاً مؤامرة داخلية في نفوسنا أعظم أثراً منها للبحث عن كل سبب حقيقي أو متوهم للهروب دون الوقوف وقفة صدق مع "ملحمة الشام"، وأقول أعظم أثرا لأن الله - تعالى – يقول: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120]، وإنما أُوتينا لنقص الصبر والتقوى الحقة لا غير. وعادة ما تكون حيلة الشيطان هذه تدور حول أسباب نحاول جاهدين أن نختالها صحيحة، وليست هي كذلك من قبيل ولا دبير. ففي السعودية مثلاً، مع صراحة موقفها السياسي والإنساني في قضية الشام، ومع قوة ردة فعلها تجاه ما يجري على يد طواغيت النظام، ومع تصريحات الفيصل بن الفيصل ومواقفه المشكورة، ثم فتوى سماحة المفتي كشف الله عنه كل كرب في الدارين؛ ما زلنا نوهم النفس ونوثقها، تارة بتخويفها من سجن أو أذى، وتارة خوفاً على مكتسبات دينية ودعوية تذهب سدى، وهذا لا يستطيع أحد أن ينفيه، والتجارب السابقة أبان حرب أفغانستان ما زال صداها في النفوس باقٍ لم يمحَ، ولكن المعطيات الآن مختلفة بشكل كبير، والسعودية تدرك جيداً المخاطر الكبار لو قُدر بعد هذا الصدام العنيف أن يستمر نظام بشار. وهب أن ما نخشاه من دولتنا صحيح وعسى ألا يكون ذلك، وهذا هو المؤمل منهم وقد وقفوا هذه الوقفة المشهودة نصرة لأحرار الشام، أقول هب أنه وقع ذلك، ألسنا نردد القاعدة المشهورة "دفع المضرة الكبرى بالصغرى"، فلِمَ لا نجرؤ على إعمالها هنا؟ والكل يدرك أن مفسدة انكسار أجناد الشام في هذه الملحمة العظمى لا تدانيه أي مفسدة أخرى من ضرر يمس بدنا أو دعوة. ومن العجب أن يغيب عن علماء السنة ذلك ولم يغب عن سدنة النار في إيران، الذين دعموا النظام النصيري ولم يلتفتوا للتبعات التي ستنالهم مع كِبرها، ولا يخفى موقف حسن نصر الله مع إدراكه لعظيم الخسارة التي ستنال صورته لدى الشعوب العربية، وقد بذل من الأموال والجهد والمكر الكبار لتزويقها وتسويقها، لكنه ضحى بكل ذلك في مقابل المحافظة على مكاسب الرافضة في أرض الشام. وفي خطبة نارية لأحد أبرز مراجع الشيعة في إيران قال أحمد جنتي - عضو "مجلس الخبراء" الإيراني - خلال خطبة الجمعة في طهران: "على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا والجهاد إلى جوار النظام السوري حتى لا تقع سوريا بأيدي أعداء آل البيت". مع أنهم يدركون الخسارة الكبرى التي تنالهم من مثل هذه التصريحات، وأعني بذلك انحسار مد تصديرهم لثورتهم الخمينية انحساراً هائلاً في العالم العربي. وحين تنظر في موقف علماء أهل السنة في مِصْرٍ آخر، وهي أرض الكنانة، فقد انشغل علماؤهم وعامتهم بأنفسهم ومصرهم وكأنهم ينتظرون صوتاً كصوت ابن تيمية يصرخ فيهم: "إن تخليتم عن الشام ونصرة أهله والذب عنهم، فإن الله - تعالى - يقيم لهم من ينصرهم غيركم، ويستبدل بكم سواكم". وتلا قوله - تعالى -: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: 38]، وقوله - تعالى -: {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئًا} [التوبة: 39]. هذا موقف شيخ الإسلام في أوائل القرن الثامن، فما موقف شيوخ الإسلام في أوائل القرن الخامس عشر؟! معطيات غايةٌ في الأهمية: تباحثت مع عدد من أهل الحكمة والحنكة من إخواننا السوريين ثم عقدنا ورش عمل متتابعة ثم عرضت النتائج على جهات أخرى مغايرة للأولين، وكان في كل هؤلاء الشرعي والسياسي والعسكري وصاحب الرأي، فألفيتهم يلتقون على مورد متقارب ويصدرون برأي يشبه بعضه بعضاً، وها أنا أضعه بين يدي أهل العزائم لعله أن يسهم في تعجيل الخلاص وسرعة الفرج -بإذن الله-، وقد عنونت لها ليتضح مقصودها ولا يلتبس: 1- إسقاط نظام الأسد فريضة الزمن: الشام وأهلها ما زالوا على مدار التاريخ هم زينة الإسلام وأهله وحصن الإيمان وجنده، ويكفي فيهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كن مع جند الشام، إن الله تكفل لي بالشام وأهله))، وما زالت كذلك حتى انسحبت القوات التركية من سورية بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1918م، ومن ذلك الحين وحتى هذا الحين 2012م وهي ترزح تحت أبشع محاولات غسيل العقيدة والأخلاق والهوية والانتماء، وحين جرى عقد صفقة بيع بلاد المسلمين للرافضة الصفوية بين الغرب وإيران في أوائل القرن الهجري الجديد وأواسط الثمانينات الميلادية من القرن الماضي من أجل تقسيم العالم الإسلامي وإضعافه، كانت العراق وسوريا ولبنان من الدول التي تم بيعها للرافضة الإيرانية، سقطت العراق ولبنان وترنحت سوريا لكنها أفاقت على وقع تكبيرات أشبال درعا، لتعيد الأمل بعودة الشام ومنه لبنان إلى حياض السنة. لقد هيأ لنا شباب سوريا فرصة يندر مثلها، إن بادرناها فلنا ولهم، وإن فاتت فات معها حظنا يا معاشر أهل هذا الزمان، إن عودة سوريا لتتبوأ مكانتها كما كانت في التاريخ يعني شيئين: قطع يد المجوس وخنق عنق اليهود، وأكرم بذلك من مغنم. 2- أفضل آليات إسقاط النظام: لا تخلو مجمل السيناريوهات الجادة المرسومة لإسقاط بشار وزبانيته من احتمالات ثلاث: أ ـ تخلي الدول الحليفة عنه ثم تحرك حلف النيتو تحت أي غطاء يبررون به التدخل. ب - انقسامات داخل الأجهزة الأمنية المحيطة بالنظام تقضي عليه. ت - ازدياد قوة المقاومة المسلحة في الداخل خصوصاً في دمشق، فاضطراب العاصمة سيجبر العالم على التحرك للمساهمة في سقوط بشار، خوفاً ألا يجدوا لهم مكاناً في سوريا ما بعد الثورة. وهذا أفضل السيناريوهات لمن تأمل، فالأول والثاني لا نملكهما، بل وليسا هما الخيار الأفضل لنا لرسم ما بعد الثورة، بينما الثالث وإن كان أعسرها لكنه أفضلها وأكثرها تحقيقا للمصلحة، لكنه يحتاج إلى عاملين مهمين: العامل الأول: التركيز في تحديد الهدف المفصلي الدقيق مكاناً ونوعاً، والذي يناسب قلة الإمكانات لدى المقاومة. العامل الثاني: تضافر الجهود لتحقيق هذا الهدف حتى لا تتشتت فتضعف، فالأدوات لدينا ليست كبيرة، والمهمة شاقة عسيرة، لكنها بعون الله ثم بالرَّكّ على مفصلٍ واحد متحققة. وهنا ألخص بعض ما يجب على العلماء والدعاة فعله تجاه هذا الحدث التاريخي الكبير: أولاً: عقد ورش عمل متواصلة تستمر ساعات متطاولة في عصفٍ ذهني وعصر قلبي لتدارس ما يمكننا فعله للقيام بهذا الفرض الكفائي العظيم، وينبغي ألا نكتفي بنتاج عقول غيرنا لأن لكلٍ واحد منا ما يميزه، والمعطيات قد تتباين بين عالم وآخر، والعوائق أيضاً كذلك، فمن فوائد هذا العصف الذهني معرفة مواطن القوة لدينا والضعف لدى عدونا، فمن السنن الثابتة أن لكل فرد أو منظمة بلا استثناء نقاط قوة ونقاط ضعف يمكن من خلالها إنهاضها أو إسقاطها، والعقلاء على مر التاريخ يفحصون أنفسهم وما حولهم كفحص الطبيب الرفيق لمريضه يتلمسون مواطن الخلاص وأسرع سبل العلاج وأنفعها، والأحداث في شامنا تستدعي جساً ثم حساً كما في المثل المشهور "الخياط الماهر هو الذي يقيس عشر مرات ثم يقص مرة واحدة!"، وفوق ذلك قول الحق - سبحانه -: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]. ثانياً: تحديد الهدف الذي تريد من خلاله نصرة الشام بشكل دقيق، بحيث يعلم في خاتمة كل أسبوع هل حققه أو جزءاً منه، أو رجعنا إلى طريقتنا الأولى في الكلام دون فعال، ولا بدّ هنا من جهة رقابية مسؤولة عن معرفة هل تحقق الهدف أم لا؟ حتى لا تأكلنا الأيام بالتسويف أو تشبعنا الأماني والأحلام دون حقائق. ثالثاً: تحديد مجالات النصرة التي يستطيعها كل منا، ومجالاته بصفة عامة كثيرة، ويكفي أن نأخذ بواحد أو اثنين منها، ومن أهمها أربعة: أ ـ الدعم العلمي: من خلال بيان أحكام الجهاد وشروطه وآدابه، فأجناد الشام بحاجة ماسة إليها في هذا الوقت بالذات، وقد حصل من التعدي والظلم بسبب الجهل بأحكام الجهاد شيئاً ليس بالقليل. ب ـ الدعم بالسلاح المقنن، وتفاصيل هذا الأمر في مقال للأخ المجاهد من أجناد الشام/ جهاد الأحمد بعنوان "كيف نسقط بشار ونظامه بأيدينا؟". وقد سبق أن المقصود هي "دمشق" لا غير. ج ـ الدعم الإغاثي: وله وسائله الكثيرة، ومن أجود وأوثق طرقه "هيئة الشام الإسلامية" و"جمعية إحياء التراث الكويتية" و"جمعية عيد آل ثاني القطرية" وغيرها الكثير خصوصاً في الشقيقة الكويت، ومن أراد دلالته على شيء من ذلك فحيهالاً. د ـ الدعم الإعلامي: وهو باب واسع، والمجاهدة بالصورة أضحت الآن أهم من القتال بالنفس، وأثرها أعظم من أثره، وأهمية الإعلام في المعركة ونقل الصورة المباشرة وفضح الجرائم وتصميم الفلاشات والبنرات واستخدام الإعلام الجديد لا تخفى أهميته بل ضرورته، وكل يدلي فيه بما يستطيع، والمقصود تحقيق قول الحق - سبحانه -: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}. ومن المهم في هذه المرحلة التركيز على ما يبعث الفأل ويطرد اليأس من نفوس المجاهدين وسائر الأمة. والمجالات كما سبق لا تنحصر، وكل منا أعرف بنفسه: أين يمكن أن تكون نصرته؟ وما مقدارها؟ وما السبيل إلي تحقيقها؟ رابعاً: التواصل مع كل الأطراف ذات العلاقة، خصوصاً المؤثرة منها؛ كالجهات الرسمية الداخلية منها والخارجية لمد الجسور معها ومعرفة وجهة نظرها، خصوصاً أن مواقف أغلبها خصوصاً السعودية وقطر والكويت يعتبر مشرفاً ومتقدماً جداً. وهذا التواصل مع الجهات الرسمية يسهم في التقليل من مخاوف الناس وكسر حاجز الخوف دونهم، لأنك سامع ولا شك من المسؤول ما يطمئن فحين تنقله للناس يزول ما بقي من درن الخوف الذي لا مبرر له، وهذا مجرب ونفع الله به كثيراً المسؤولين والناس كلاهما. وأيضاً زيارة هيئة كبار العلماء وما يشابهها في المملكة ومصر. والمنظمات الحقوقية ذات المصداقية منها العربية والأجنبية. فزيارة هذه المؤسسات والتباحث معها مفيد على الصعيدين النظري والعملي. وكذا زيارة مخيمات السوريين اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن له أثر في إحياء النفوس وبعث ما اندرس من الهمم، والوقوف على عِظم الخطب برأي العين، فليس من رأى كمن سمع!!. وهؤلاء من إخواننا اللاجئين خصوصاً الشيوخ والنساء والأطفال -فلديهم شغف بالذكر- هم بأمس الحاجة للعلم النافع وحِلق حفظ وتدبر القرآن والسنة كحاجتهم للطعام والشراب والدواء واللباس أو أشد. خامساً: التعرف على الثقات الصادقين من سوريا في الداخل والخارج أفراداً ومؤسسات، ثم بعد التأكد منها القيام بتزكيتهم بالطرق المناسبة، وهذا مهم جداً لأن الناس يريدون الدعم لكن لم يجدوا السبيل الذي يطمئنون إليه في إيصال دعمهم لإخوانهم داخل سوريا، فإذا قمنا نحن بالتحري عنهم وعرفنا صدقهم ثم زكيناهم فقد يسرنا سبيل الدعم وقطعنا الطريق أمام المشككين والسارقين أيضاً. وقد نشرت سابقاً رقم الأيبان لجمعية إحياء التراث في الكويت، وهو موجود في مواقع كثيرة على الانترنت، وهذه حسابات أخرى زكتها "هيئة الشام الإسلامية"، وهي من خيرة المؤسسات العاملة في هذا المجال ويقوم عليها ثلة من العلماء العاملين الموثوقين، وهي أيضاً مؤسسات معروفة سابقاً:
حسابات التبرع لصالح سورية
ختاماً.. يا معاشر العلماء:
هذه مجرد إشارات، والواجب أكبر من أن يخطه القلم في وريقات، والحِمل عليكم عسير والأمل فيكم كبير، ولهذه الملحمة الكبرى ما بعدها دنيا وأخرى، فأعدوا للسؤال جواباً وللجواب صواباً. أسأل الله ألا يكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وأن يعجل بالفرج، ويحقق الآمال، ويتولى بلاد الشام والمسلمين بعينه التي لا تنام.
المصدر: موقع المسلم
سلوى الوفائي
أبو طلحة الحولي
محمد بسام يوسف
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة