..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

وماذا بعد يا غسان؟!

علاء الدين آل رشي

٧ سبتمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2868

وماذا بعد يا غسان؟!

شـــــارك المادة

انتظرنا المعلوماتِ السرّيةِ البلقاء، والخططُ السرّية المزعومة التي يضعُها شيخنا معاذ الخطيب، وانتظرنا تهويمات إعلامي مشهور بتمَخَضَّ جبَلِهِ عن شيءٍ عظيمٍ وعدَ فيه، فإذا أقصى مايخرجُ من عقله المبدع فقاعةُ هواءٍ، ثمَّ مالبثَ صديقٌ لذلكَ الإعلامي أن نفخَ عليها بكلِّ رقةٍ، فتبخرت في ثوانٍ، وبَطَلَ ما كانَ وحزبهُ يعمَلون.

 

 

ليسَ سراً أنه بدأت منذ أكثر من عامين ومازالت تصفياتٌ لكثيرٍ من القيادات العسكرية النظيفة، وتمّ حرمان الثورة من كثير من رجالها، ثم بدأت مرحلة تدمير القيادات السياسية النظيفة على قلتها، مثل الخطيب وحجاب ورياض درار، وعن طريق حملات متلاحقة متنوعة.

الأخطر من ذلك أنّ هناك عملية فرم حقيقية لسورية، وزهد الخطيب في الرد عن نفسه لايبيح لنا السكوت عن بعض ما نعلمه، مما لم يقم هو بدفعه وبيانه.

عملياً لايوجد قيادة للثورة السورية لا سياسية ولا عسكرية تلمّهُ كلهُ، فحملة التشويه قضت على الكثيرين، وشارك عديدون في عمليات قضم ضارية دون إدراك لقيمة ما حطّموه، وهناك أسئلة محيّرة قد لا يعرف أجوبتها الكثيرون، وربما لم يعطِها الخطيب حقها وسنذكر بعضاً منها من باب الأمانة للناس:

رد "د. نعسان آغا" اللطيف أكثر من اللازم على الإعلامي أبرز ثلاث نقاط:

أولهما حجم التزوير الذي قام به الإعلامي في نقل الرأي، ولطف نعسان آغا قال له بكل وضوح: أنت محروم من الصدق في كل كلمة قلتها عني وعن الخطيب، كما أبرز حرص نعسان آغا على تبرئة نفسه من الافتراء على الخطيب الذي حاول الإعلامي إلصاقه به، كما أبرز بصراحة عدم شعور نعسان آغا بخطورة ما فعله الإعلامي من تدمير لا أخلاقي عُرف عنه.

- المهم أنّ هجوم ذلك الإعلامي على شيخنا أبرز نقطة هامة كنا نعلمها دون كثير من الناس، وهو أنّ الرجل له مستشارون كثيرون من كل المستويات (وأكد ذلك الدكتور نعسان آغا)، وحقيقةً هو لم يتخذ قراراً خطيراً دون مشاوراتٍ واسعة، ولكنه كان يقول أيضاً: نحن في معركة طاحنة أكبر من النظام بكثير ، وجميعنا معرضون في لحظة ما لاغتيال معنوي أو جسدي، والمستشارون جزء من الأمن الشخصي والوطني، لذا لا يجوز أن تكون أسماؤهم على قارعة الطريق.

- ذكر الإعلامي في مقالته أنّ مراكز الأبحاث أبرزت أنّ الخطيب يحظى بـ 40 بالمائة من الشعبية بين السوريين، وهذا رقم إن صح فهو غير مسبوق، وخصوصاً في ظل ظروف معقّدة، رغم كل مبادرات الشيخ وخطواته التي لم يوافق عليها البعض، مما يعني أنّ هناك تحريضاً غير أخلاقي على الرجل، الذي يسأله البعض كل فترة: ماذا تمثل؟ دون أن يلاحظ أنه بهذا يتجاوز إرادة قسم كبير من الشعب السوري يوافق على الخطيب وطرحه.

- شارك الإعلامي فيما حذر منه الخطيب مراراً : (ليتفضل السادة السياسيون والمختصون وبعيدو النظر والمنظّرون والمفكرون الثوريون، ومَن لهم سنوات ينصحوننا ولم ينقلوا معلومة صحيحة، ومَن عندهم آراء بعض الدول أشبه بوحي منزل، ولاننسى قادة الأحزاب التي حتى على الفيس بوك لا يتجاوز عدد أفرادها ركّاب حافلة، والمتعجّلون الذين يهاجمون كل شيء قبل أن يفهموه، ليتفضلوا جميعاً بتقديم أي مقترح لإيقاف نزيف الدم في بلادنا، وسواء أكان هذا المقترح عملياً أم نظرياً، فسأشكرهم واحداً واحداً، وسأعتذر منهم فرداً فرداً، رغم أن الكثيرين منهم، حتى عندما يتبيّن لهم خطأهم لا شجاعة عندهم ولا يعتذرون، ليتفضلوا باقتراحاتهم وسأكسر مغزلي) 22 آيار 2014 .

فالإعلامي هاجم ونقد ونقض، ولم يقدّم أية رؤية، فالهدم سهل والبناء صعب على أمثاله.

- إذا أحسنّا الظن بالإعلامي، قلنا إنه لا يريد عامداً أن يفهم رؤية الخطيب، فالرجل لم يقبل وهو أكبر من أن ينصاع لإرادة أية دولة، وهو الذي ينادي باستقلال القرار الوطني السوري، ولكنه في نفس الوقت يرى حريقاً كبيراً، ويقول إننا يجب أن نطفئه لذا قال في مقابلة بتاريخ: 21 آيار 2014 مع الأستاذ سمير المتيني: (إنّ بعض الدول تصفّي حساباتها مع دول أخرى في بلادنا، وتحاول إيقاظ كل كوامن الصراع لاستمرار الوضع بما يخدم مخططاتها، وهذه الدول لا يهمّها نجاح أي عمليةٍ تفاوضية لذا فهي تعرقلها، وتركز على التسليح نظرياً لتخرب أي مسار سياسي (سينجح أو يفشل ) وفي الحقيقة فانها تخرب من هنا ولا تقدم شيئاً من هناك، إلا جَزَراً إعلامياً يقوم بدور (كورتيزون سياسي) للمعارضة الحالمة، بوعود الأصدقاء الكاذبين.

- حاول الإعلامي بطريقة مبتذلة وخلطاً للأوراق، إقحام أسماء دول لم يذكرها الخطيب مرة في حياته، ولعل الإعلامي النبيه لم تصله كلمات الخطيب في آخر مؤتمر لأصدقاء الشعب السوري في 22 نيسان 2013، وننصحه بالاطلاع عليها كي يفهم مَن هو الخطيب وما هي فلسفته وفكره، ومن آخر ماكتبه: استقلال القرار السوري سوف يؤدي إلى نتيجة واضحة وهي أنّ سياسات الدول الكبرى واحدة، فبعضها يُمد النظام بأدوات القتل، والبعض الآخر حرص على منع الشعب السوري من الوسائل التي تدفع عنه القتل.

- انعدام الأخلاق حتى في مستواها البسيط يبدو واضحاً في التعامل مع الخطيب، فكل فترة تُشن عليه حملة ثم يظهر كذبها، فيدفن أصحابها رؤوسهم في التراب، ولا يعتذر واحدهم، متناسين أنّ الأمور تسجَّل عليهم ولو بأدق التفاصيل، فقد هاجموه بجنون لأنه ذاهب إلى جنيف، ثم ظهر أنه لم يذهب ولم تكن له علاقة بالأمر من قريب ولا بعيد، وهاجموه لأنه نزل إلى دمشق دون استشارة الأخصائيين!

ثم ظهر أنه لم ينزل ولم يذهب، وهاجموه لأنه قبل منصب نائب رئيس جمهورية، وفي رواية: رئيس وزراء، ثم ظهر الافتراء في هذا، وغيره كثير، مما نفاه الخطيب مرات ومرات.

- أخطر ما في الأمر هو موضوع التفاوض مع الإيرانيين، وقد يغضب شيخنا من ذكر بعض الأمور ، ولكننا مضطرون لإبداء الحد الأدنى منها، وهي أنّ اللقاء الأساسي كان مع وزير الخارجية علي صالحي في مؤتمر الأمن والتعاون الدولي في 2 شباط 2013 (وهو نفس المؤتمر الذي التقى فيه بلافروف) ويعتقد الخطيب أنّ كسب حلفاء النظام هو نصرٌ سياسي للثورة، ولكنه قوبل بعاصفة من التخوين جعلته يتوقف عن المتابعة، وقبل أكثر من سنة حاول الإيرانيون، وإلى قبل مايقارب أربعة أشهر من أن يرسلوا رسائل عن طريق وسطاء، لدعوة الخطيب إلى طهران، ولكنه أصرّ على عدم السفر إلى هناك واستشار بعض وزراء خارجية الدول الاقليمية وكثيراً من الشخصيات السياسية الدولية، ثم كان موقفه: أنّ الايرانيين لن يأخذوا نقطة سياسية من دون ثمن، ورفض العرض، ثم تكرر الأمر عن طريق الإعلام وبدعوة من رئيس لجنة الأمن والخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بتاريخ 2 آيار 2014، ولم يتفاعل الخطيب مع الموضوع، ثم اتصل كقناة أخرى عميد لأحد الكليات الجامعية مكرّراً العرض، ورغم قناعة الخطيب بعدم صواب الزيارة سياسياً وأنها فقط ستكون لصالح النظام، إلا أنه قدم قائمة ببعض المعتقلين وعلى رأسهم الدكتورة رانية عباسي وأطفالها الستة، وقال للوسيط : أطلقوا سراحهم وسآتي إلى طهران.

وقلنا له ياسيدي: هذا سوف يحرقك سياسياً، فقال الرجل بالحرف: أنا أقبل أن يحترق جسدي وليس اسمي السياسي مقابل إطلاق سراح هذه العائلة لوحدها، ولكن الوسيط غاب ولم يعد حتى الآن..

- يعتبر الخطيب أنّ أكبر خطأ ارتكبته المعارضة هو عدم مدّ جسور مع الروس والإيرانيين، لأنهما مفتاحان رئيسان للنظام، والتفاوض معها ضمن مصالح الشعب السوري يمكن أن يغيّر المعادلات السياسية، ولدى الرجل قائمة طويلة بالجهات الدولية والإقليمية التي تشاور معها حول التفاوض، والمحذور الأساسي الذي قُدم للرجل هو عدم السماح للنظام بإعادة توليد نفسه ضمن أية مفاوضات، وهذه القناعات موجودة لدى الخطيب وبقوة فهو يقول جهاراً، وأعاد في المعايدة الأخيرة رأيه بأنّ إيران هي محتلّ حقيقي لسورية.

- رغم ذلك فالخطيب مقتنعٌ بقوة وذكر ذلك مراراً أنّ هناك دفعاً قوياً لفتح الصراع السنّي الشيعي وتحويله من صراع سياسي إلى صراع طائفي مفتوح، ثم بعد ذلك شرخ الإسلام السني وزرع الصراع داخله، ثم تفتيت كل المكونات، وفتح أبواب صراعات قد تستمر لعقود، لذا فإنه كان دائماً يقول إنّ التفاوض حتى مع الخصم أو العدو مبدأ ليس من وراءه مانع سياسي ولا وطني ولا شرعي، وقال: (.. قد يكون العمل السياسي أطول مساراً ولكنه أقل كلفة بكثير ، وأعتقد أنّ التفاوض المباشر يحلُّ الكثير من العقد السياسية،... لم تجرِ أية مفاوضات سياسية حقيقية للبحث عن حلٍّ ما، وهي إن قامت فلا تعيق الثورة، وقد تفشل، ولكنها إن نجحت فستوفر دماءً كثيرة) من المقابلة مع الأستاذ المتيني، وفي 19 آيار 2014 كتب الخطيب كلاماً عاطفياً ولكنه يختصر طريقاً طويلاً حتى في فهمه من الناحية السياسية: (اسمعوا جميعاً ، وافهموا ماذا نقول: - أنا سوري، وسورية بلدي، ولا أثق بأي حل لا ينبع من استقلال القرار السوري، لذا فإني سأدقّ كل باب لأوقف الدم، وسأتعاون مع الاسلاميين والعلمانيين والعرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين وسأستمع للسنّي والعلوي والدرزي والإسماعيلي، وسأدافع عن القوى الإسلامية وعن أبنائنا من شباب جبهة النصرة، وسأجلس مع الأميركان والروس والإيرانيين، وسأستمع إلى إخوتنا في قطر والسعودية ومصر والإمارات وتركية، ولن أرفض أي مفاوضات مباشرة مع النظام،، وسأتعاون مع كل سوري يريد الحرية ويسعى الى زوال دولة الظلم والاستبداد،، ولا يوجد خط أحمر للتوقف عنده،،

- بعض العصابات التي تفرض نفسها كمعارضة تكاد تُجن كلما كان هناك توجّه نحو إيقاف الدماء، ومازالت تتاجر بشعبنا ولا تحسّ بمعتقلاته ولا أسراه ولا نكبة أبنائه في مخيم ولا منفى ولا تحسّ بكل الخراب والدمار ،، وبدأت تحرك بعض الضباع والذئاب الإعلامية من أجل التشويه والافتراء ،،

- ليعلم الحاضر الغائب، أننا لا نخفي شيئاً، ولا نخشى من أحد، ولن ننتظر الأجسام العقيمة التي تتاجر بكل سورية،، ومن يريد أن يقف في وجه إنقاذنا لبلدنا فليلقنا وراء ذلك الوادي،، أو ليرسل رصاصة إلى رؤوسنا لأننا لن نتوقف،، والحرية لك ياشعب سورية العظيم،،،) انتهى.

- وأخيراً نقول: غسان عبود: لقد أخطأت.. كما تفعل في كل مرة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع