..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

ليلة السلام في بلاد الشام وموقف اللئام

نور الدين قرة علي

٥ سبتمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2542

ليلة السلام في بلاد الشام وموقف اللئام
854600.jpeg

شـــــارك المادة

تنتهج مساجد الشام في ليالي العشر منهج القيام، تحيي الليل بالذكر والتبتل والصلاة والتضرع، تناشد ربها في سجودها الطويل أن يهب الأمن والأمان لعباد الله في الكون، وأن يرفع الظلم والعدوان عن كل المظلومين في الوطن والعالم، ومسجد الرفاعي بالأمس عاش هذه اللحظات، وتجمع الآلاف يذكرون الله متضرعين

 

ويستفتحون أبواب الرحمة الربانية داعين وراكعين وساجدين، وكان الخوف والهلع لا زال يسكن قلوب الشبيحة من الأمن، والجبارين الذين رابطوا بجموعهم من صلاة الجمعة حتى آخر الليل.
وانتهى قيام ليلة السابع والعشرين في العالم كله بسلام وأمان، بدءاً من المسجد الحرام إلى كل مسجد يعمره الخلق، إلا في سوريا، عاصمة ومدنا وقرى، وخرج الناس من مسجد الرفاعي بعد أن انتهى القيام، وفي ساحة المسجد ورواقه هتف بعض الشباب هناك، وكانوا في خارجه بتكبير وتهليل، فصبت عليهم تجمعات الأمن والشبيحة وابل الرصاص، فجرح ثلاثة وهم على خطر شديد، واستشهد واحد وهو الشاب - محمد خير علبي (17) عاماً-، وخرج الشيخ أسامة الرفاعي لمتابعة الموقف المفاجئ، ولكن تلقاه أصحاب القلوب السوداء بضربة على الرأس عاجلوه بها قبل أي كلام، وأتبعوها بثانية أردت الشيخ مغمى عليه، وثالثة ورابعة من بعد حالة الإغماء، مع صيحة استقرت في أذن الشيخ قبل غيابه: اضربوا الشيخ.. اضربوا الشيخ، وحُمل الشيخ إلى مستشفى الأندلس يعالج خلال أيام تحت مراقبة دقيقة ومستمرة من قبل الأطباء، يشكو إلى الله بلسان الأمة التي قام لها بين يدي الله أن يكشف عنها هذا البلاء.
وها هي دمشق اليوم تقف مشدوهة قبل زمجرتها برجالها ونسائها وشبابها وفتياتها تناشد العالم بلسان حالها، تناشد الإنسان في كل مكان، مع سائر المحافظات والبقاع، تناشد ضمائر الوجود التي تسمع وترى، أين.. أين الشعور والإحساس..، هذا ما يحدث في بلاد الشام.
ولعل العالم الذي يقف حائراً في هذه اللحظات، سيقف بعد حين وهو يرى انتفاضة أمة تثور لكبريائها، وتزداد ثورة من خلال غيرتها على مساجدها ودينها ودماء مشايخها وشبابها.
ونقول لسلطة البغي: إن هذه العصا الغليظة الكهربائية التي امتدت إلى رأس الشيخ أسامة اليوم ستكون سبباً في إزاحة كل ظلمكم وظلامكم وجبروتكم وطغيانكم.
ونقول لأخوة الشيخ في درب نضاله وجهاده: هيا ضمدوا دماء رأس أخيكم بقماش عمائمكم، وقابلوا الحدث وأنتم متوجون بشرف وحدتكم وتضافركم، فعصا الجبارين طالت كل أبنائنا منذ أشهر، وها هي تطال رأس العلماء الذين لا زالوا يعملون من أجل وحدة الأمة وسلام البشرية وحرية الجميع..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع