سلسبيل زين العابدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3357
شـــــارك المادة
في يوم ربيعي هادئ.. لكنه كان هادئاً لأنه خارج حدود سوريا.. فداخلها كان ينزف.. وأثناء تناول ابنتي ذات العامين والنصف لإفطارها بنهم وجوع شديدين..
في ذلك اليوم وبينما كانت صغيرتي الجميلة ذات الشعر البني ترفع اللقمة إلى فمها بكل طفولة وعفوية.. وأنا أتأمل هذه البراءة الهادئة التي يمنحنا الله - تعالى - إياها لكي نشعر بطعم الحياة وزينتها.. وأتأمل في عقلي حال نساء في بلدي فقدن أطفالهن ويقطر قلبي حزناً وألماً عليهن.. كل هذا وأنا أشاهد صغيرتي الحبيبة وخصلات شعرها البني تكاد تغطي وجهها.. أراقبها كيف تأكل وعينيها تجول بحثاً في الصحون.. وإذ بها تهتف وهي تضع اللقمة في فمها وتضيع الحروف بين جزيئات الطعام في فمها وهي تهتف بكل ما في الكون من براءة وجمال وطفولة؛ لأنه لا تعبير أجمل من تعبير الطفولة تقول: "السأب السولي واحد"، تقصد: "الشعب السوري واحد". وأشعلتها صغيرتي مظاهرة على الإفطار إذا أخذ أخوتها وهم أكبر منها بكثير يرددون خلفها الشعب السوري واحد.. وهي قائدة التظاهرة تغمس الخبز بالشاي وتأكل بنهم ولا تتوقف عن الترديد لتزيد من حماسة أخوتها: واحد واحد واحد - السأب السولي واحد.. والكل يردد خلفها..
أما أنا فطار بي الخيال بعيداً إلى حيث أحبتي وأهلي في سوريا.. أتراهم يستطيعون هم وأطفالهم الجلوس إلى سفرة الإفطار ويهنؤون بلقمتهم في جو عائلي ودود.. أم أن نصيبهم من الموت والحزن قد أنساهم هذه الجلسات الهادئة الحميمة؟!!..
خالد مصطفى
طارق باكير
أبو طلحة الحولي
شمس الدين مطعون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة