الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3007
شـــــارك المادة
قال فريق من المراقبين الدوليين في سوريا إنه عاين السبت آثار التدمير والحرق جراء الهجوم الذي شنه الجيش السوري الخميس الماضي على قرية التريمسة بحماة وارتكب فيها مجزرة أودت بحياة 200 قتيل أو يزيد, ورجح أنه استهدف ناشطين ومنشقين.
وقالت المتحدثة باسم المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة مساء السبت إن الفريق عاين في التريمسة مدرسة محترقة ومنازل مدمرة جراء القصف الذي استخدمت فيه المروحيات، وفق ما قال المراقبون قبيل دخولهم القرية السبت.
ويعتقد المراقبون أن الجيش السوري استهدف أساسا أثناء الهجوم منازل ناشطين ومنشقين ينتمون في الغالب إلى الجيش السوري الحر.
دماء ودمار وأضافت المتحدثة الأممية أن المراقبين عاينوا بقع دم وفوارغ رصاص في غرف عدد من المنازل، مما يرجح روايات سكان وناشطين باقتحامها من قبل أفراد من قوات النظام السوري أو المليشيات التابعة له (الشبيحة), وقتل من فيها.
وتابعت أنهم عاينوا آثار حرق في خمسة منازل متضررة فضلا عن المدرسة التي جرى حرقها أيضا. وقالت سوسن غوشة إن أسلحة مختلفة استخدمت في الهجوم على القرية خاصة منها المدافع بما فيها مدافع الهاون بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة.
وكان عدد من أهالي التريمسة قالوا في روايتهم لملابسات المذبحة إن جنودا ومسلحين يعتقد أنهم من قرى علوية مجاورة موالية للنظام شاركوا في الهجوم, وقتلوا مدنيين حاولوا الهرب من القصف, وقتلوا آخرين ذبحا ورميا بالرصاص, وأحرقوا البعض الآخر داخل بيوتهم ومنهم الطبيب مصطفى الناجي وأطفاله.
وأظهرت صور خاصة بالجزيرة جثثا متفحمة وأخرى مضرجة بالدماء وضعت في مسجد القرية قبل أن تدفن لاحقا. وقال ناشطون من حماة إن المراقبين الذين زاروا التريمسة التقوا بعض سكان القرية والتقطوا صورا, وجمعوا شظايا من المنازل التي وقعت معاينتها لتحديد نوع الأسلحة المستخدمة في الهجوم.
وقبل دخولهم القرية للمعاينة على متن سيارة, أرسل المراقبون الجمعة فريقا لاستطلاع الوضع في محيط القرية وفقا للمتحدثة باسم بعثة المراقبين. وقالت سوسن غوشة إن رئيس البعثة الجنرال روبرت مود لم يطلب إذنا لزيارة التريمسة, وإنما تقرر دخول الفريق إليها بعد التأكد من توقف إطلاق النار في المنطقة.
عودة للقرية وأضافت المتحدثة الأممية أن المراقبين سيعودون اليوم الأحد إلى التريمسة لاستكمال التحقيق. وتابعت أن عدد الضحايا في القرية لا يزال غير واضح.
وكان ناشطون وسكان تحدثوا عن مقتل أكثر من 220 شخصا في القرية, في حين رفعت تقديرات لمصادر سورية معارضة الحصيلة إلى 300 قتيل.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا في القرية, وقال إن عددا كبيرا من القتلى أعدموا جماعيا, وأشار إلى مقتل 17 شخصا بينهم أطفال ونساء لدى محاولتهم الفرار من القصف الجوي والمدفعي الذي كانت تتعرض له القرية.
ووفقا للمرصد السوري أيضا, فإن من بين القتلى عشرات المقاتلين. من جهتها, قالت الحكومة السورية إن قواتها نفذت عملية "نوعية" في القرية وقتلت عددا كبيرا من "الإرهابيين", ونفت مقتل مدنيين.
وأثارت المذبحة تنديدا دوليا, وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقاعس الدولي يعطي النظام السوري رخصة للقتل.
تحقيق جنائي بدورها, دانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان السبت مذبحة التريمسة, ودعت إلى تحقيق جنائي. وطالبت المنظمة في بيان لها بتشكيل لجنة تحقيق جنائية لتقصي الحقائق حول هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في سوريا.
وأضافت أنه يتعين إصدار قرار ملزم من قبل الأمم المتحدة وفق الفصل السابع في حال رفض الحكومة السورية التحقيق. كما رأت أن الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي يمنح الرئيس السوري بشار الأسد ترخيصا لمزيد من القتل.
المرصد الاستراتيجي
وكالة رويترز
الهيئة العامة للثورة السورية
ترك برس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة