جفرا بهاء
تصدير المادة
المشاهدات : 6713
شـــــارك المادة
نهار دمشق وليلها لم يعودا غريبين عن بعضهما، فتبرأت شوارعها من أقدام وسيارات المؤيدين، وبقي الليل الزمان الذي يقف مع الحرية، فتدوي جملة "الله أكبر" في الكثير من شوارعها حاملة صوت الرصاص إلى داخل البيوت والقلوب.
وعلى الرغم من أن دمشق محاصرة بالدبابات وشوارعها محتلة من الشبيحة إلا أنه لم يعد بالإمكان تنظيف جدران العاصمة من صرخات الثورة.
جدران دمشق لم تعد غريبة عن المدينة، حيث إنها دخلت في معادلة الثورة فأعلنت تمردها هي الأخرى، فتبرجت مستخدمة ألوان الحرية التي يهتف بها شباب دمشق. غرافيتي الثورة السورية يغزو جدرانها في أرقى شوارعها وأكثرها شعبية، وإن كانت قوات النظام بذلت وتبذل مجهوداً جباراً في محو وإخفاء تلك الرسومات والعبارات فإنها بدأت تيأس من التخلص منها.
عبدالباسط الساروت.. الله يحميك
لاعب كرة القدم الحمصي الذي دخل في صفوف الثورة منذ أيامها الأولى، ولعله أكثر المطلوبين منذ وقت طويل، رسمت صورته على أحد جدران دمشق دليلاً على حب الناس للساروت.
وتزين كلمة حمص معظم الشوارع من شارع الثورة إلى حي برزة مروراً بالمزة وكفرسوسة، وكأن حمص تنتشر على كل مساحة سوريا ولا تكتفي بحدودها كمحافظة تقع بوسط البلاد.
نحن الشعب
شباب الثورة السورية في دمشق يؤمنون أن الكلام الساخط وحده لا يكفي، وهو ليس سوى غبار صيف يعمي العين، ولكن النظام السوري مطبق على العاصمة السورية كما الوحش الجريح الذي يصارع آخر سكرات الموت، محاولاً الفتك بكل ما حوله، ومحولاً الاحتقان الذي في الصدور نار.
وأصبح من الواضح أن الرماد الذي يغطي دمشق لن يستمر طويلاً، وهو ما ردت عليه الألوان والكلمات ليعلن الشباب "نحن الشعب"، وانتشرت جملة "الشعب السوري عارف طريقه".
الخاين اللي بيضرب شعبو
لطالما انتشرت صور الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا كلها، ولطالما نظر السوري المار في الطريق إلى تلك الصور والتماثيل بلا أي رد فعل أو تعبير لاعتياده الموضوع، ولكن الثورة غيرت المفاهيم وقلبتها رأساً على عقب، فالمؤيدين سارعوا إلى إزالة صور الرئيس الأسد خوفاً من تدميرها من قبل المتظاهرين والمعارضين، بينما أخذت مجموعة من الشباب برسم صورته على تلك الجدران مع إضافة جملة "الخاين اللي بيضرب شعبو".
إننا نبني وطناً
من الرسومات اللافتة للنظر والتي ترسم ابتسامة لخفة دم وجدية شباب الغرافيتي جملة "عذراً إن أزعجنا أحد.. ولكننا نبني وطن في سوريا" مع إشارة المثلث التي توضع عادة للدلالة على عمل رسمي في الشوارع عادة ما تقوم به البلديات.
إن كانت دمشق تاريخياً أثبتت مهارة وحنكة في التحايل على الظلم، وإن كانت حافظت في جميع الظروف على هدوء ظاهري، فإن هذا الهدوء لا يجعل الطمأنينة تستقر في قلب النظام الحاكم، فاحتلتها الدبابات وحاصرتها، وغزتها الشبيحة. وتبقى تلك الإجراءات قاصرة عن منح الهدوء الداخلي لأي مؤيد للنظام ولو لساعة واحدة، فدمشق باتت داخل المعركة منذ زمن، وانقضى الأمر.
المصدر : العربية نت
أحمد حمزة، ريان محمد
الجزيرة نت
فرحات طارق
عدنان أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة