مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 5204
شـــــارك المادة
في عام 1978م اعتقل طفل حموي وعمره حوالي 15 عاماً، واسمه مأمون عبد المجيد (ر)، من حي الحاضر، وكان بحوزته مسدساً كان قد أخذه من أبيه خفيةً، واقتيد الطفل إلى مركز للمخابرات، وخلال التحقيق معه سألوه لماذا هذا المسدس؟.. ثم حمل مع مسدسه في طائرة عمودية إلى دمشق لمقابلة قائد سرايا الدفاع رفعت الأسد، وصل الطفل معهم وأجلسوه مع رفعت الأسد..
ثم سألوه مرة أخرى: لماذا هذا المسدس معك؟ فقال: أريد أن أقتل به رفعت الأسد، ثم سألوه: هل تعرف رفعت الأسد؟ فقال الطفل: لا، فقالوا له: هذا هو رفعت الأسد.. اقتيد الطفل إلى سجن المزه العسكري، وقدر لي أن أجتمع به وكنت أتوقع أن أجد شخصاً يتطاير من عيونه الشرر، لكن العكس هو الصحيح فأبو المجد -كما أصبح يسمى- طيب كريم لا يتكلم أبداً إلا وهو يبتسم. لقد حوّل القهر الطفل الوديع إلى أسد هصور يريد أن يقتل الشرّير. جلس الطفل أكثر من 15 عاماً داخل أقبية السجن حتى كبر، تخرج بعدها ليعمل بائع بطيخ بدل أن يتابع التعليم. لقد كان هذا الطفل يريد قتله، وهو لم يسمع بعد بكل أفعاله، فكيف الآن وهو يسمع عن أفعاله الأكبر والأشنع؟ ما ذا لو عرف هذا الطفل بأن رفعت كان عريفاً براتب 150 ليرة سورية بالجيش السوري ثم أصبح عقيداً، ماذا لو عرف أنه لم يحارب بنفسه ولا بجيشه لحظة في عام 1973م، ليبقى ويرعى مهمته بحماية نظام أخيه، وأنه سلم الجيش السوري مائة دبّابة ديناً مؤقتاً إلى أن وصلت مائة دبابة جديدة (ت 72)، والتي تسلمها النقيب راغب حمدون في ميناء اللاذقية، وسلمها لقواته المسماة سرايا الدفاع، والمتمركزة على جبل المزه وحوْل مراكز السلطة الرئيسية في دمشق. بل كانت بطولته حين نذر أنه سيجعل التاريخ يقول: (إنه كان هناك مدينة اسمها حماه)، وماذا فعلت حماه؟ هل أساءت له أكثر من اليهود؟ لقد استقبلت أخاه حافظ -ودون نظر لانتمائه الطائفي- عام 1970م استقبال الفاتحين، حين ظنوا أنه سيخلصهم من حكم البعث الرجيم، وقابلهم بأن قتل منهم عشرات الآلاف بعد سنوات من ذالك -وقد جمع أحد أصدقائي 13000 اسم شهيد من حماه عام 1982م بجهد فردي وهو خارج البلاد- ويقول رفعت في تصريح له في 14/11/2011م: "إن مقتل 25000ألف شهيد في حماه ما هو إلا أسطوره"، (لكن الأسطورة الحقيقية والمضحكة هي أن تسمي نفسك بالدكتور وأنت لا تعرف كتابة سطر واحد بدون أخطاء، فمن هو الذي وضع حافره على شهادتك؟ لعنتم يا أسرة الكذّابين، وتماماً يكذب كما كان يكذب أخوه الذي أعطى نفسه شهادة بطل الجولان، وذالك بعد تسليمها لإسرائيل، وكما قفز بشار الحمار لرتبة رائد بعد دورة أكاديمية عسكريه سريعة ثم أصبح برتبة فريق بيوم واحد ثم أصبح قائداً للجيش)، وكان من إنجازات رفعت كذلك إعطاء الأوامر بتنفيذ مجزرة تدمر حين قتل 1200 سجين رداً على محاولة اغتيال أخيه حافظ -وقد اعترف قائد تنفيذ العملية بجريمته على شاشة التلفزيون الأردني حين اعتقل بعد حرق الخمارات للوقيعة بين إخوان الأردن والملك ومحاولة تنفيذ اغتيال مسؤول أردني كبير-. وكان من الغريب جداً ولفترة من الزمن أن يرى رفعت الأسد وهو يصلي الصبح جماعة في الصف الأول في أشهر مساجد دمشق -بينما ضرب حراسه سابقاً مؤذن مسجد؛ لأنه يرفع صوت المكبرات في أذان الصبح فيزعج القائد رفعت-، وذلك ليكسب شعبية السنّة حين ضمر وعزم على الانقلاب ضد أخيه حافظ، لا تعجب من هذا واقرأ مذكرات مصطفى طلاس وهو يقول: "قال رفعت لعناصره في سرايا الدفاع: أبحْت لكم سوق الذهب في دمشق يوماً كاملاً، ولا أريد بعد الآن أن أرى فيكم أحداً يطلب المساعدة، وقوله: إن رفعت الأسد وضع في خطته الانقلابية قصف مدينة دمشق قصفاً عشوائياً مدة ساعة لإيقاع الإرباك، وأن رفعت كان يداعب خواطر قواته ويقول لهم: إنه سيبني لهم دولة في جبال العلويين -أي حيوانات غريبة أنتم يا آل الأسد-"؟ أما عن البطر الذي يعيش فيه: فقد أقام رفعت الأسد عرساً لابنه في منتجع ماربيا -الذي يعيش فيه في أسبانيا حيث أعتى الأغنياء السارقين وغاسلي الأموال-، ووزع يومها قطع على شكل نقود تذكارية من الذهب، والتي صنعت خصيصاً لهذه المناسبة، وقد تم التوزيع على المنتجع بواسطة طائرة عمودية، وفي اليوم التالي كتبت الصحيفة اليومية الوحيدة هناك في عنوانها الرئيسي: أخرجوا هذا الفاسد من بلادنا، إنه كفْر النعمة الذي أحسّوا بها عنده -ويا ليته وزع الخبز لنا لنطعم أربعين في المائة من الشعب السوري من الذين يعيشون تحت خط الفقر الآن-. ولقد أصلحت أمّه بينه وبين أخيه حافظ على أن يأخذ من الأموال ما يريد مقابل أن يغادر سورية، وكان منها نهب أموال البنك المركزي -وما عرف بـ 500 رفعت كذلك والتي أجبر مدير البنك على طباعتها بعد توقيع رفعت عليها بدل الوزير-، وكان منها السطو على المرفأ الثاني في مدينة اللاذقية والذي كان يأخذ رفعت جماركه -بينما تدفع النفقات والرواتب للموظفين و400 حارس كذلك من مال الحكومة-، وقد استمر هذا الحال أكثر من عشرين عاماً، إلى أن حصل سوء التفاهم بينه وبين المقربين لبشار وقصف حينها الميناء بالطيران -لله ما أوسخكم يا آل الأسد ولا أستثني منكم أحد-. من أين لك هذا؟ أما عن غناه الحقيقي -الذي جمعه من بيع حمار أبيه-، وكذلك عن حيوانيته ووساخته؛ فيذكر لي عمي المقرب منهم ما يلي: "توفيت أخت زوجة رفعت الأسد عام 1984م في حادث سير في باريس، فذهب عمي لتعزية والدها، وسأله عمي خلال التعزية: هل صحيح أنّ أبو دريد –رفعت- يملك 8 مليار دولار؟ فقال له: لا.. وأنا الذي أعرف ماذا يملك رفعت وذلك من خلال ابنتي، إن رفعت لا يملك إلا 5.5 مليار دولار". (فمن أين له هذا؟ وماذا يملك اليوم بعد عشرات السنين؟ بعد أن كان آل الأسد شركاء مع آل شاليش في بقرة واحدة يعيشون من حليبها، بينما هو الآن شريك في نفق المانش في أوروبا؟؟). ولكن الأخزى من ذلك حين عرف والد زوجة رفعت –عمّه- بعد أسبوع أن الجثة الضائعة المعالم ليست لابنته الثانية، وأن ابنته الثانية هذه قد عشقها رفعت، وأخذها إلى شقة في بناية يملكها -وجمع الأختين بدون علم الأولى-، وظل على دناءته التي كان عليها منذ أن كان شاباً يقف قرب مدرسة الفرير في دمشق ليأخذ التي يشتهيها من البنات باسم الاشتباه والتحقيق الأمني، وبمجرد أن يشير لعناصره إلى أي واحدة منهن. لكن الخزى الأخير والذي مقتني جداً هو تصريحه الجديد، وبأنه مستعد لتسلم الحكم بدل ابن أخيه بشار الحمار، وتلويحه بأنه يملك الأموال ليدفع للشعب من جيبه. لسنا عاهرات تسطوا عليها يا رفعت وتدفع لهن، والأنكى أنك تسرقها من جيوبنا، لقد شتمت 23 مليون سوري بهذه الكلمة، أيها المتخلف الذي يعوي في صحراء فكره المتخلف طالباً الحكم مرة أخرى، ولم يتعلم من الغرب معنى الديمقراطية، رغم عيشه هناك عشرات السنين. يشترك آل الأسد جميعاً مع رفعت في النهب والسلب والغدر والخمر والكذب والخيانة والقتل وحب الزعامة وهم جميعاً يؤمنون كذلك بالحكم من خلال الخوف بالتلويح والاستخدام للأمن والعصي والدبابة وشراء الضمائر، وليس من خلال محبة الناس وخياراتها. بل مثل هؤلاء المجرمين: إن أرحام البغايا لم تلد مجرماً مثل هذا المجرم، لعن الله هذه النطف القذرة المنتنة التي قذفها سليمان الأسد، لتلد هؤلاء المخلوقات المشوهة المجرمة المتشابهة، ونحن أهالي حماه قد اشرأبّت أعناقنا ونحن ننتظر رؤياك يا رفعت، والأحذية والأحزمة وتفلات العجائز وكذا ملايين الأصابع تنتظرك..، فأنت من حصتنا، -وما زال أبو المجد ينتظرك-.
المصدر: أرفلون
محمد عمار نحاس
عبد الله الحريري
طريف يوسف آغا
أمين الكلح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة