المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2291
شـــــارك المادة
اندلعت اشتباكات بين الميلشيات المرتبطة بروسيا ونظيرتها الموالية لإيران (14 يونيو) في محيط مطار حلب الدولي، وحي الخالدية، ما دفع بالميليشيات الإيرانية لإرسال تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في المدينة، إضافة لاستنفار عناصرها في أحياء الشعار ومساكن هنانو، والقيام بإجراءات احترازية في حيي “جبل محسن” و”الإذاعة”، وتحصين المقرات التابعة لها في تلك الأحياء خوفاً من أي مواجهات محتملة مع القوات المدعومة من روسيا. وتُعزى الاشتباكات الجديدة إلى قيام الفيلق الخامس الموالي لروسيا بنصب حواجز عسكرية عند مدخل مدينة (حلب) الجنوبي، ومنعه دخول كافة العناصر التابعة لإيران إلى المنطقة، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر وإصابة خامس من الفيلق الخامس، وجرح خمسة عناصر من ميلشيا “أبو الفضل العباس”. وكانت العديد من المحافظات السورية قد شهدت اندلاع اشتباكات بين قوات محسوبة على روسيا وأخرى تابعة لإيران خلال شهر مايو الماضي، وخاصة في حلب حيث داهمت الشرطة العسكرية الروسية ميلشيا تدعمها إيران متمركزة في مطار حلب الدولي، وتم اعتقال عدد من عناصرها بعد الهجوم. وبدأت الأحداث عندما قام حاجز لإحدى الميليشيات التابعة لروسيا باستهداف سيارة للميلشيات الإيرانية شرقي حلب الأمر الذي أدى لمقتل قيادي من ميلشيا “النجباء” مع أربعة من عناصره على الطريق الواصل بين حيي باب النيرب والشيخ سعيد في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة حلب، من قبل حاجز يتبع لميلشيا “لواء الباقر” الذي شكلته إيران ثم انضم لصفوف الميلشيات المدعومة من قبل روسيا. وردت الميلشيات الإيرانية المتمركزة في مطار حلب الدولي والنيرب العسكري باستهداف نقاط وحواجز متمركزة في محيط المطار بالرشاشات الثقيلة موقعة العديد من الإصابات في صفوفهم وهو ما أشعل فتيل المعركة، وأدى إلى إغلاق طريق المطار. وشهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور مطلع شهر يونيو اندلاع مواجهات بين الإيرانيين المسيطرين على المدنية وفرق نظامية موالية لروسيا، حيث يسود التذمر من هيمنة المستشارين الإيرانيين في البوكمال وخضوع المدينة بالكامل لهم، خاصة وأنها تمثل أهمية استراتيجية لضمان نفوذ الجماعات العراقية الموالية لإيران في تلك المناطق. ووفقاً لمصادر أمنية مطلعة فقد قامت القوات الروسية في غضون الأسابيع الماضية بطرد الميلشيات الموالية لإيران من عدة مواقع أبرزها: مطار المزة العسكري، ومطار خلخلة العسكري في السويداء في الزاوية الجنوب شرقية القصوى من سوريا بالقرب من الحدود الأردنية، ومطار الطياس غرب تدمر، كما تم طرد الميلشيات الإيرانية من موقع لها ببيت سحم جنوب غرب دمشق مقابل الجولان المحتل. واضطر الحرس الثوري الإيراني إلى نقل عتاده الحربي من تلك المواقع، بما في ذلك الطائرات الآلية من طراز “صاعقة” المزودة بقذائف موجهة تم تصنيعها وفق نموذج الطائرة المسيرة الأمريكية “كير آر-170″، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الإيرانية “شاهد-170” ذات المحرك الواحد والتي تحلق على ارتفاعات متوسطة، وطائرات “مهاجر” القتالية، وطائرات “أبابيل 3” التي تحمل رادارات لأغراض الاستطلاع والاتصالات والحرب الإلكترونية. ويبدو أن عمليات الانسحاب وإعادة التموضع قد أشعلت سلسلة مواجهات بين الفيلق الخامس الموالي لروسيا والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد والموالية لإيران، كما أججت صراعاً خفياً بين الدولتين للاستحواذ على مشاريع إعادة تأهيل وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية في سوريا.
السبيل
أسرة التحرير
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة