أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3839
شـــــارك المادة
روى معتقل سابق في سجون الأسد تفاصيل اعتقاله، وأساليب التعذيب التي مورست بحقه خلال مدة احتجازه في المعتقل.
وأدلى "محمد العبد الله" الذي ينحدر من مدينة مورك بريف حماة، بشهادة صادمة -خلال مقابلة مع وكالة الأناضول- عن تفاصيل معاناته في سجون النظام، وكيف أجبر على تأليف قصة تدينه.
ترويع نفسي
فقد تعرض "المعتقل" لأنواع من التعذيب و الترويع النفسي من خلال تهديده بالإلقاء من مروحية ودفعه منها، يقول: " بقيت 8 أيام في المطار العسكري بحماة، وبعدها وضعونا على متن طائرة، وكنت مربوطا بالسلاسل، وعيناي كانتا مغمضتين"، ويتابع: "على متن الطائرة، كان الحديث يدور بطريقة مشفرة غير مفهومة، وخلال الرحلة، كانوا دائما يهددونني بإلقائي من الطائرة، بل يقومون بدفعي".
وأوضح المعتقل أنه أمضى خمسين يوماً معزولاً عن كل الناس في زنزانة منفردة (متر بمتر)، ليس فيها مرحاض أو أي مرفق، حيث كان يقدم له فقط الخبز والماء، وأحيانا بعض حبات الزيتون، كما كان يضطر إلى قضاء حاجته في الزنزانة. ويروي "محمد" بعض صنوف التعذيب خلال مرحلة التحقيق،التي استمرت 68 يوما، وكيف أن المحقق أطلق النار على رجله في إحدى المرات، يقول: "تعبت مرة لدرجة كبيرة ووصلت مرحلة اليأس، وشعرت أني سأموت كما غيري، وتعرضت للإهانة، عندها شتمت المحقق، فما كان منه إلا أن أخرج مسدسه وأطلق النار على رجلي". ويتابع قائلاً : "بقيت 3 أيام أنزف دون رعاية، ولم يعيدوني إلى الزنزانة، لم أعترف بأني قاتل وإرهابي".
ربطوا عضوه الذكري
ويضيف "في اليوم 68، تعكر وضع رجلي المصابة، وعند الصباح ناداني السجان، وطلب مني خلع كل ملابسي، وأحضر خيطا وتريا، وربط العضو الذكري وعلقه في باب المكتب، وبعدها أغمضوا عيناي وتركوني عارياً تماماً، وكلما دخل أو خرج أحدهم، كانت قوة الدفع ترميني إما إلى الأمام أو الوراء". ونتيجة لذلك اضطر "محمد" إلى الاعتراف بما لم يقدم عليه أصلاً، حيث ألف قصة حول هجومه على حاجز عسكري بالقوة، يقول: "انحصرت للتبول ولم أستطع، وبعد فكي تبولت دما، وهجم علي 3 أشخاص ضربوني، وطلبوا مني تأليف قصة أعترف بها". وقال أيضا "بالفعل ألفت قصة بأني هجمت على حاجز عسكري بالقوة، ما خفف عني التعذيب، وعدت للزنزانة، وبعد 3 أيام حولت للإيداع، في صالة كبيرة حلقوا شعري والقاعة مليئة جدا، والكل عراة وعدد كبير الكل واقف على رجليه". وعن الأمور التي صدمت "محمد" في السجن، أنه رأى نحو 60 طفلًا أعمارهم أقل من 12 سنة، وبعضهم إخوة كان يتم اغتصابهم من قبل عناصر الأسد.
تكديس المعتقلين في الزنزانة
ويروي "محمد" أحد المواقف عندما دخلت فرقة مكافحة الإرهاب وكانوا مقنعين ومعهم هراوات وعصي كهرباء، وبدؤوا بضرب المعتقلين ما أدى لوفاة 22 شخصًا بسبب الاختناق. ويتابع قائلاً: "عندما نقلت إلى الشرطة العسكرية في القابون، كان عشرات المعتقلين يتناوبون على الجلوس على الأرض، حيث ينام معتقل ساعتين، ليأتي دور الآخر واقفًا، أي ساعتين نوم، و4 ساعات وقوف، ويمكن أن تقضي سنوات طويلة هناك بهذا الشكل". ويضيف: "بعدها نقلت إلى سجن صيدنايا، السجن الأحمر، وبقيت فيه 6 أشهر و22 يوما، قبل نقلي إلى سجن عدرا المدني، وحين مثلت أمام القضاء، قلت للقاضي إني تعرضت للتعذيب لمدة عام و7 أشهر، وآثار التعذيب واضحة، وأقوالي جرت تحت التعذيب". وكان "العبد الله" قد خرج من المعتقل بموجب (صفقة تبادل)، خرج متخماً بالأمراض الجسدية والنفسية، يقول: "بعد خروجي بقيت اتبول دماً لمدة عام، وتلقيت العلاج بتركيا، .. حالتي النفسية كانت صعبة، خضعت للعلاج النفسي، وبقيت عاما لا أستطيع النوم عندما يغلق الباب، أو النوم بغرفة عادية، وبعد الزواج عانيت من عدم قدرتي على النوم بجانب زوجتي وأبنائي".
وكانت قوى الأمن والمخابرات التابعة لنظام الأسد قد اعتقلت "العبد الله" بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية التي خرجت عام 2011، وذلك بعد اقتحام مدينته مورك والاستدلال عليه عن طريق المخبرين.
المصادر: الأناضول
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة