مركز جسور للدراسات
تصدير المادة
المشاهدات : 2171
شـــــارك المادة
لا تمتلك روسيا كثيراً من الوقت في معركة الشمال السوري. لقد انقضت قرابة أربعة أشهر على بدء التصعيد، ولم يتم تحقيق نتائج ملموسة من هذه الحملة، والاستمرار على ذلك يعني: 1-استمرار التكلفة العالية بدون تحقيق نتائج، حيث تنفق روسيا يومياً على عملياتها العسكرية مبلغاً يتراوح بين 2.4 و4 مليون دولار وفق إحصاء سابق قدّمه المعهد البريطاني للدفاع. وصحيح لا يبدو أنّ هذه التكلفة تؤثر على الواقع الاقتصادي في روسيا، كونها غالباً من المبالغ المخصصة لوزارة الدفاع ضمن قانون الميزانية، لكنّها تعتبر خسارة عالية قياساً على انعدام المكاسب. 2-التأثير السلبي على العلاقة مع تركيا، أي وضع عثرة جديدة بين البلدين أمام الرغبة في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية ونقلها إلى الإطار الاستراتيجي. 3-الانزلاق نحو مزيد من التعثّر في مسار أستانا والتشكيك بمدى قدرته على أن يكون مستنداً للحل، وبالتالي تكريس انسداد الأفق الذي يواجه ملفاته، وهذا يعني إخفاقاً في مقاربة روسيا إزاء إعادة الإعمار واللاجئين وغيرها. 4-استنزاف المزيد من القوة البشرية التي تعتمد عليها روسيا وهذا يضعف موقفها أمام إيران التي تزعم دائماً أنّها ركيزة العمليات البرية بالنسبة للنظام السوري وأنّ موسكو غير قادرة على النجاح بدونها. وبطبيعة الحال سيؤثر ذلك إيجاباً على موقف المعارضة السورية المسلحة التي تمتلك خزاناً بشرياً كبيراً. 5-الانتهاء العملي لاتفاق وقف إطلاق النار لأنّ طول المدّة يعني صعوبة ضبط العمليات العسكرية وخطوط التماس على عكس الخروقات التي قد تكون نقاط المراقبة لدى كل ضامن قادرة على احتوائها. ويفتح هذا الأمر المجال إلى مزيد من الخطر والتهديد على القواعد العسكرية الروسية وانتشار قواتها في محيط الشمال السوري.
طوني فرنسيس
سردار دميرال
حمد الماجد
بشير زين العابدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة