الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3137
شـــــارك المادة
أعلنت لجان التنسيق السورية عن مقتل نحو 45 شخصا على الأقل في مجمل أنحاء سوريا، مشيرة إلى أن قوات الأمن السورية رفعت بالأمس من منسوب العنف المستخدم في عملياتها الأمنية التي تستهدف أكثر من منطقة سورية لتجدد بذلك خرقها للهدنة التي أعلن النظام السوري التزامه بها تقيدا بخطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان.. في وقت خرج فيه آلاف السوريين للتظاهر في أكثر من 650 مظاهرة بنحو 516 نقطة تظاهر في غياب المراقبين الدوليين.
وقد تركزت العمليات الأمنية التي شنت بالأمس، وفق مصادر المعارضة، على حمص وبالتحديد على مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية وعلى أحياء حمص القديمة، في وقت خرج فيه الآلاف في مختلف المحافظات السورية تلبية لدعوة قوى المعارضة للخروج بمظاهرات في جمعة «سننتصر ويهزم الأسد».
وبينما أكد ناشطون سقوط عدد من الجرحى في أحياء دف الشوك والقدم بدمشق خلال محاولة قوات الأمن فض مظاهرات في المنطقة، وبينما تواصل القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والحميدية والقصور وحمص القديمة، اجتاحت قوات الجيش النظامي الحيين الشرقي والجنوبي في مدينة القصير التي تتعرض للقصف منذ يوم الأربعاء، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة.
وقامت القوات بمحاصرة المدينة ومنع الدخول والخروج منها، وقال ناشطون إن قصفا عنيفا بالصواريخ تعرضت له القصير صباح أمس، تركز على الأحياء الشمالية والغربية، وأسفر عن سقوط نحو أحد عشر مدنيا وإصابة العشرات وبعضها إصابات خطيرة.. بالتزامن مع ذلك تم قصف عدد من البلدات المحيطة لا سيما بلدة جوسية، وتبع ذلك حملة مداهمات في الحي الجنوبي مع انتشار لعدد كبير من الجنود والشبيحة في الحيين الشرقي والجنوبي. ورغم ذلك خرجت مظاهرة صغيرة لعشرات من الأهالي من المتبقين في المدينة التي نزح عنها غالبية السكان.
وقال رامي كامل، عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، إن قوات نظام بشار الأسد تخترق وقف إطلاق النار طبقا لخطة أنان وتقصف القصير بشدة وبجميع أنواع الأسلحة وبشكل لم تشهده من قبل، محذرا من أن القصير تواجه مصير حي بابا عمرو من اقتحام قوات النظام له وارتكاب مذابح به.
بدوره، أوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله، أن «قذائف المدفعية والهاون والصواريخ لم تتوقف خلال ليل الخميس/ الجمعة وهي مستمرة على القصير»، معتبرا أن «النظام يرمي إلى إفراغ القصير من أهلها وتدميرها تماما كما فعل مع بابا عمرو وغيره من أحياء حمص، لأن ذلك هو الحل الوحيد أمامه لبسط سيطرته عليها».
وبينما بث ناشطون صورا على الإنترنت للقصف الذي تعرض له حيا الخالدية والحميدية في حمص بالهاون والصواريخ، أفاد الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سيف العرب، بأن «القوات النظامية جددت قصفها في الساعات الأولى من صباح أمس على حيي الخالدية وجورة الشياح قبل أن تتسع دائرة القصف لتطول أحياء حمص القديمة».
وقال سيف العرب (اسم مستعار) إن القوات النظامية تشدد حملتها على مدينة حمص وأحيائها، «في ما يبدو أنه محاولة من النظام للسيطرة على حمص بالكامل قبل أن تدخلها لجنة المراقبين»، مشيرا إلى سقوط «قذيفة كل خمس دقائق» على الخالدية. وأكد سيف العرب أن «عناصر الجيش الحر الموجودين في أحياء حمص ملتزمون تماما بوقف إطلاق النار، ما عدا تصديهم لمحاولات التقدم البري في عدد من هذه الأحياء، لا سيما في حي البياضة». وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على شبكة الإنترنت قصفا على حي الخالدية الذي تصاعدت منه سحب الدخان صباح الجمعة.
وأفاد ناشطون في الداخل السوري بأن القوات النظامية سيطرت على أجزاء من حي البياضة قبل ثلاثة أيام، إلى جانب سيطرتها على أحياء القرابيص ودير بعلبة وباب السباع وكرم الزيتون والمريجة وجب الجندلي وبابا عمرو، بينما تبقى معظم أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح خارج سيطرة النظام وينشط فيها عناصر الجيش السوري الحر.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل أب وإصابة ثلاثة من أبنائه في حي البياضة إثر القصف المدفعي العنيف الذي شنه بالأمس جيش النظام، وقالت اللجان إنه في منطقة الباب في حلب قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وأصيب العديد من الجرحى إثر إطلاق قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين هناك، وأضافت: «وشهدت المدينة انتشارا أمنيا كثيفا، كما واجه المتظاهرون صعوبة كبيرة في إسعاف الجرحى خاصة الذين كانت حالتهم خطرة».
وفي منطقة الحولة في ريف حمص قال ناشطون إنه «أثناء ذهاب المصلين لصلاة الجمعة سمع دوي انفجارين لم يعرف سببهما، وبعد خروج المظاهرات من الجوامع تعرضت المدينة للقصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة».
وفي إدلب، أفاد ناشطون بمقتل سبعة أشخاص وسقوط العديد من الجرحى في قرية الرامي إثر إطلاق نار على المتظاهرين هناك.
أما في حماه، فقالت لجان التنسيق المحلية إن عشرة جرحى سقطوا في حي طريق حلب إثر إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين متحدثة عن اقتحام لقلعة المضيق من جميع المحاور. وقال ناشطون إن الأمن السوري اقتحم بلدة الكرك الشرقي في درعا وسط إطلاق نار كثيف. وأضافوا أن الأمن السوري حاصر طوال أمس المساجد في حرستا بريف دمشق.
وفي الرستن الخارجة منذ أشهر عن سيطرة القوات النظامية والتي تتعرض للقصف ومحاولات الاقتحام باستمرار، رفع المتظاهرون لافتات «أين المراقبون؟!» ورددوا هتافات لإسقاط النظام.
من جانب آخر، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام شنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة في بلدة كناكر بريف دمشق، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في المنطقة. كما سمع إطلاق نار متفرق من الحواجز الأمنية في زملكا وعين ترما. وأضافت اللجان أن قوات الأمن دخلت سقبا بريف دمشق.
وفي حماه، أيضا، انتشر جيش النظام السوري في معظم أحياء وشوارع المدينة وترافق الانتشار مع حملة اعتقالات على الحواجز، وسمعت أصوات انفجارات وقذائف «الشيلكا» في حي الحاضر، في حين قامت قوات الأمن بمجابهة مظاهرات خرجت في عدة أحياء في مدينة حماه بعد صلاة الجمعة، أسفرت عن إصابة العشرات إصابات بالغة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرة حاشدة خرجت في حي الصابونية من جامع الشهداء رغم الحصار الأمني الشديد للحي وهجمت قوات الأمن عليها وجرى إطلاق القنابل المسيلة للدموع، كما سمع صوت انفجار تبعه إطلاق رصاص.
وخرجت مظاهرات حاشدة أيضا في باب قبلي ومنطقة غرب المشتل وجنوب الملعب حيث سمع صوت انفجارات وإطلاق رصاص، وفي مدينة السلمية في ريف حماه أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت هناك واعتقلت العديد من المشاركين، كما نفذت حملة مداهمات في المنازل القريبة من مكان المظاهرة واعتدت على عدة نساء بالضرب، إلا أن المتظاهرين ردوا على قوات الأمن بالحجارة وجرت اشتباكات بالأيدي استمرت لعدة ساعات، بحسب ما قاله ناشطون أشاروا إلى خروج مظاهرات في غالبية بلدات ريف حماه.
أما دير الزور شمالا فقد شهدت المنطقة إطلاق رصاص بشكل عشوائي باتجاه المنازل من حاجز الكازية، وسمع دوي انفجار قوي في المدينة بحسب لجان التنسيق المحلية، بالإضافة إلى سمع إطلاق نار متقطع في درعا جنوبا بدا أنه قادم من درعا المحطة.
وذكر المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عددا كبيرا من المظاهرات سار في أحياء مدينة حلب، أكبرها في بستان القصر وصلاح الدين والشعار والسكري وحلب الجديدة ومساكن هنانو وووجهت معظمها بإطلاق الرصاص لتفريقها». وأضاف أن «عشرات المظاهرات خرجت أيضا في معظم مدن ريف حلب التي تعرضت مؤخرا لقصف القوات النظامية مثل الباب وعندان ومارع وتل رفعت وبيانون ودير جمال، ردد فيها المتظاهرون هتاف (خاين خاين.. الجيش السوري خاين)».
وفي دير الزور، أظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني مظاهرة حاشدة انتظم المتظاهرون فيها في صفوف وتمايلوا على أغان تندد بالنظام وبعناصر «الشبيحة».
وفي الحسكة ذات الغالبية الكردية، خرجت مظاهرة حاشدة ردد فيها المتظاهرون هتافات «يا حمص نحن معك للموت»، وهتافات للمدن المحاصرة الأخرى ورفعوا أعلاما كردية و«أعلام الثورة».
وفي درعا، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الحراك رفعت فيها شعارات معارضة للنظام وأعلام الثورة.
وفي دمشق، خرجت مظاهرات في حي الميدان في ستة جوامع، هي مازي وزين العابدين والحسن وخيرو ياسين والغواص والدقاق، كما خرجت مظاهرات في أحياء كفرسوسة ونهر عيشة والقدم والعسالي وبرزة والقابون وركن الدين والمزة والزهور.
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن «15 عنصرا أمنيا قتلوا في تفجير عبوتين ناسفتين وضعتهما مجموعات إرهابية مسلحة في منطقتين مختلفتين في جنوب سوريا». وذكرت الوكالة أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة كبيرة بقوات حفظ النظام في سحم الجولان وفي تجمعات النازحين في درعا، مما أدى إلى استشهاد عشرة عناصر». وأوضحت أن «المجموعة الإرهابية استهدفت حافلة تقل عناصر حفظ النظام بعبوة تزن نحو مائة كيلوغرام تم تفجيرها عن بعد».
وفي خبر آخر، ذكرت الوكالة أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة قوات حفظ النظام في الكرك الشرقي في درعا، مما أدى إلى استشهاد خمسة عناصر».
وكانت الوكالة أشارت في وقت سابق إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة» هاجمت ليلا «مخفر بلدة محجة في ريف درعا بالأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى استشهاد عنصر» أمن وإصابة آخر. كما استهدفت مجموعة أخرى سيارة مدنية على مفرق خربا متوجهة من درعا إلى السويداء، مما أدى إلى مقتل عنصر من فرع الهجرة والجوازات في درعا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
أسرة التحرير
رويترز
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة