مليشيا "قسد" تستأنف عملياتها ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور، ومقتل امرأة سورية في مخيم الركبان برصاص حرس الحدود الأردني فيما الأردن ينفي مسؤوليته ويصفها بـ "الإشاعات المغرضة"، بالمقابل، ناشطون يدعون الحكومة التركية إلى إعفاء السوريين من تجديد وثائقهم لدى سفارة النظام، من جهته.. التحالف الدولي يعترف بقصف "هجين".

جرائم حلف الاحتلال الروسي الأسدي:

تقرير يوثق مقتل 104 آلاف معتقل في سجون نظام الأسد خلال عامين:

أفاد مركز حقوقي سوري أن ما يزيد عن 104 آلاف معتقل سوري قضوا في سجون نظام الأسد منذ بدء الثورة السورية وحتى الآن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 104 آلاف معتقل سوري قتلوا في سجون النظام ومخابراته بين عامي 2013 و2015.

وأوضح المرصد نقلاً عمّا وصفها بـ "المصادر" أن أكثر من 30 ألف منهم قتلوا في مسلخ صيدنايا العسكري، وأكثر من 83% منهم قتلوا بين شهري أيار (مايو) 2013 وتشرين الأول (أكتوبر) 2015.

وبحسب المصادر فقد كان الحرس الثوري الإيراني ومخابرات النظام يشرفان على السجون، ويسمح لهما بقتل المعتقلين داخل معتقلاته، وكان هناك 2 أو 3 معتقلين يموتون جوعاً ومرضاً داخل مهاجع سجن صيدنايا.

ولفتت المصادر إلى أن فرع المخابرات الجوية الذي يقوده "سهيل الحسن" كان صاحب ثاني رقم بعد «صيدنايا» بالنسبة إلى عدد القتلى داخل معتقلاتها.

الوضع الميداني والعسكري:

مليشيا "قسد" تستأنف عملياتها ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور:

أعلنت مليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي، بعد توقف دام حوالي أسبوع.

وقالت المليشيا عبر صفحاتها الرسمية إن "الاشتباكات مستمرة ضمن المرحلة الأخيرة من حملة عاصفة الجزيرة في الجيب الأخير المتبقي للتنظيم على محور بلدة هجين شرق الفرات".

كما كشفت المليشيا عن تنفيذ عملية إنزال جوي ضد قياديين من تنظيم الدولة في الرقة، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال المركز الإعلامي لـ "قسد" إن "وحدات مكافحة الإرهاب تمكنت مساء الخميس، وبمساعدة طيران التحالف الدولي من اعتقال أحد قياديي تنظيم داعش الإرهابي في عملية خاصة قرب مدينة الرقة".

مقتل امرأة سورية في مخيم الركبان برصاص حرس الحدود الأردني:

لقيت امرأة سورية مصرعها، اليوم الأحد، برصاص قوات حرس الحدود الأردنية، حيث أصيب بطلقة من أحد الجنود أثناء إطلاقهم النار على مخيم الركبان الحدودي مع الأردن.

وقال ناشطون إن قوات حرس الحدود الأردنية فتحت النار باتجاه مخيم الركبان دون معرفة الأسباب، ما أدى إلى مقتل "فوزة الشهاب" المنحدرة من مدينة تدمر في البادية السورية والبالغة من العمر حوالي 60 عاماً.

وأوضح الناشطون أن المرأة تم إسعافها إلى النقطة الطبية في المخيم، إلا أنها كانت قد فارقت الحياة جراء الإصابة.

الفعاليات الثورية:

ناشطون يدعون الحكومة التركية إلى إعفاء السوريين من تجديد وثائقهم لدى سفارة النظام:

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من قبل ناشطين سوريين وشخصيات سياسية للحكومة التركية لإلغاء شرط تجديد جواز السفر بالنسبة للسوريين المقيمين في تركيا.

ودعا ناشطون في تغريدات لهم الحكومة التركية إلى اعتماد تجديد الإقامة بالنسبة للسوريين المقيمين في تركيا دون الحاجة إلى مراجعة سفارة نظام الأسد.

وحول ذلك، قال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان في تغريدة له على حسابه في تويتر "السيد الرئيس رجب طيب أردوغان: أرجو من فخامتكم إعفاء السوريين في تركيا من طلب تجديد وثائق السفر أو مراجعة قنصلية النظام، واعتماد هوية الإقامة التركية أو الجواز منتهي المدة. ٣,٥ مليون سوري يتعرضون لابتزاز كبير وإهانات وترويع، وثمة عصابات مرتبطة بالنظام تعيش على ذلك!".

وأضاف رمضان في تغريدة أخرى: "يحصل النظام من كل سوري يريد تجديد جواز سفره ما بين ٨٠٠ - ١٢٠٠ دولار مقابل وثيقة صالحة لمدة سنتين فقط. هذا يعني مدَّ خزينة النظام بنحو ٣ مليارات دولار من دولة واحدة. ابتزاز يجب إنهاؤه ومنع استخدام هذه الأموال في تمويل سلطة الاستبداد".

وعلق الناشط الإعلامي أحمد أبازيد بقوله: "خطوة مهمة في ألمانيا وواجب أخلاقي على بقية الدول: إعفاء السوريين من شرط تجديد الجواز قضية الجوازات أكبر معضلة وعملية إذلال معمم على السوريين خارج سوريا، في تركيا أو الدول العربية، ما زال السوريون مهددين بدخول قنصليات نظام الإبادة، ومجبرين على تمويل عملية قتلهم وتدمير مدنهم".

وكانت السلطات الألمانية في برلين أصدرت قراراً قبل أيام يعفي السوريين من تجديد جواز السفر لتجديد الإقامة والأوراق الثبوتية اللازمة، الأمر الذي لقي ترحيباً واسعاً في أوساط السوريين الذين دعوا إلى تعميم هذا الأمر على كافة دول اللجوء.

المواقف والتحركات الدولية:

التحالف الدولي يعترف بقصف "هجين" ونظام الأسد يحتج:

اعترف التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بشن ضربات جوية على مواقع للتنظيم في منطقة هجين بريف دير الزور الشرقي، إلا أنه نفى أن يكون استهدف مدنيين في القصف.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي "شين ريان" أمس السبت إن التحالف " قصف بنجاح ودمر مركز مراقبة لتنظيم الدولة ومنطقة تجمع للمسلحين في هجين التي كانت خالية من المدنيين في ذلك الوقت".

وأضاف: "يحقق فريقنا في كل الضربات للتحقق من مصداقية الادعاءات التي يرونها في وسائل الإعلام المختلفة عن سقوط مدنيين".

من جهته، أعرب نظام الأسد عن احتجاجه على ما وصفه "المجازر" التي ارتكبها التحالف الدولي بحق المدنيين في منطقة هجين بريف دير الزور، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 مدنياً؛ بينهم 17 طفلاً. 

وقالت وكالة "سانا" للأنباء إن وزارة الخارجية بعثت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشأن "الجريمة" التي وقعت في هجين.

الأردن ينفي مسؤوليته عن مقتل امرأة في "الركبان" ويصفها بـ "الإشاعات المغرضة"

نفت القوات المسلحة الأردنية ما أورده ناشطون حول مقتل امرأة من نازحي مخيم الركبان برصاص حرس الحدود الأردني اليوم الأحد.

وقال بيان صادر عن قيادة القوات المسلحة الأردنية نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" إن هذه المعلومات عارية عن الصحة تماماً ولم يتم إطلاق أي نيران تجاه المخيم من أي مراقبة عسكرية أردنية.

ولفت البيان إلى أن "هذه المجموعات والمواقع لعناصر من المخيم تنشر بين فترة وأخرى مثل هذه المقاطع لغايات التشويش وبث الإشاعات الكاذبة" حسب زعمها.

مضيفة أن "هذه الأخبار لا تمت للواقع بصلة وتستخدمها تلك المجموعات للتغطية على جرائمها التي ترتكبها بحق سكان المخيم الذي هو داخل الأراضي السورية ولا يدخله الجيش الأردني بتاتاً".

وعادة ما تتذرع الحكومة الأردنية بوقوع المخيم داخل الأراضي السورية لتنفي مسؤوليتها عن المأساة التي يعيشها المدنيون المحاصرون في المخيم.

آراء المفكرين والصحف:

سورية مأزق الجميع وهم مأزقها

يحيى العريضي

لو سألت مسؤولاً روسياً عمّا تبغيه بلاده من سورية؛ أو كيف يرى الحل، أو السبيل إلى خروج سورية من النفق المظلم الذي تمر فيه، والعودة إلى سكة الحياة؛ لقال إن روسيا تريد لسورية أن تكون دولة مستقلة ذات سيادة؛ وإن الحل سوري - سوري. وإذا استطرد، سيكرّر النقاط الاثنتي عشرة التي تم التوافق دولياً عليها مقدمة للحل. وإذا تم طرح السؤال على مسؤول إيراني، أو أميركي، أو حزبلاتي، أو تركي، أو أوروبي، أو حتى من كوكب مجاور؛ فإنه سيقدم مطالعة مشابهة.

ويبقى السؤال الأهم: لماذا لا يتم التوصل إلى حل في سورية، مع وجود هذا التوافق إلى حد التطابق؟ قد يسارع مجيب، ويقول إن النظام هو الذي يعرقل الحل، ويريد حلاً على مقاسه؛ ولذلك يحدث الاستعصاء. وقد يبادر آخر بالقول إن بديل بشار الأسد لم يتوفر بعد؛ ولهذا يستعصي الحل. وسيقول ثالث إن تشابك المصالح وتضاربها هما ما يعرقلان الحل. 

صحيحٌ أنه من المستحيل أن تجد منظومة مطابقة لمنظومة الأسد في سورية لتكون البديل المناسب؛ إلا أن تغيير الأنظمة عندما تكون أدوات وظيفية غاية في السهولة. ونظام هشٌّ كهذا، لا حول له ولا قوة، لا يفصّل حلاً، وما بيده البقاء دقيقة، لحظة صدور قرار إنهاء مهمته. وقالت علناً جهات عدة إنه لولاها لانتهى النظام. ومن جانب آخر، ليست هناك مقولة أكثر خداعاً من عبارة "الحل السوري - السوري" التي يجمع المتدخلون في الشأن السوري على استخدامها. وكانت لحظة دخول مليشيات حزب الله إلى سورية عام 2012 أول هتك لهذا الحل. تَبِعه الهتك الإيراني، فدخول التحالف، فالتدخل العسكري الروسي، الى آخر السبحة؛ حتى لم يعد هناك أي احتمال أن يكون الحل سورياً- سورياً. ولا بد من الاعتراف هنا بأن النظام أطال بحياته بتيسيره حال كهذا؛ فلا يمكن أن تكون هناك حياة لمنظومة استبدادية إجرامية تقاوم ثورة شعبية؛ ولا يمكن أن تضيع قضية شعب إلا إذا وضعته في مواجهة العالم المتكالب على مصالحه؛ والتي لا يمكن تحقيقها إلا بتمزيق جسد هذا الشعب وأرضه وافتراسهما، وهذا ما كان في سورية فعلياً.