..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

وثيقة مسربة تكشف تحضير نظام الأسد مسبقاً للتدخل في الانتخابات التركية

مرآة سوريا

٩ يونيو ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4185

وثيقة مسربة تكشف تحضير نظام الأسد مسبقاً للتدخل في الانتخابات التركية

شـــــارك المادة

نشر موقع "مرآة سوريا" وثيقة مسربة من إدارة المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد تضمنت تحليلاً  للمشهد الانتخابي التركي وتوصيات محددة بخصوص عملية التصويت القادمة.

وبحسب تاريخ الوثيقة ” آذار / مارس 2018″، فإنه قد تم إعدادها بناء على الموعد القديم للانتخابات التركية ” 2019″، وذلك قبل أن يتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرار تقديم الانتخابات البرلمانية والرئاسية إلى الرابع والعشرين من شهر حزيران الجاري.

وتضمنت الوثيقة “تلخيصاً” لـ “مذكرتين” متعلقتين بالانتخابات التركية، قالت الوثيقة إنه تم إعدادهما بواسطة كل من نضال قبلان والذي كان يعمل سفيراً للنظام في أنقرة قبل قطع العلاقات معها، فيما أعد “المذكرة” الثانية صحفي تركي من أصل سوري، يدعى “حسني محلي”، وهو من أشد المناصرين لنظام الأسد والمهاجمين  لحكم حزب العدالة والتنمية في تركيا.

واستعرضت الوثيقة الصادرة عن ” مكتب الدراسات” التابع للمخابرات الجوية نقلاً عن المذكرتين جميع القوى السياسية المشاركة في الانتخابات التركية، مع تصنيفها بحسب توجهها  والذي لم يغب عنه الطابع “الأسدي”، الذي يصنف مناوئيه بالتطرف الديني أو القومي، فيما صنف القوى التي تدعمه سياسياً بالتقدمية والاعتدال كما فعل مع جميع أحزاب المعارضة التركية.

ووفق وثيقة المخابرات الجوية فإن كلاً من مذكرتي قبلان ومحلي قد تم رفعهما إلى مكتب بشار الأسد رئيس النظام.

و “بشرت” الوثيقة بإمكانية هزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه في الانتخابات القادمة مقدمة بعض التوصيات:

لا تذهبوا بكثافة إلى الانتخابات البلدية:

نصحت الوثيقة بعدم إقبال ناخبي المعارضة بشكل كثيف على التصويت في الانتخابات البلدية والتي كان من المقرر عقدها في آذار من العام 2019، حيث وبحسب توصيات كل من قبلان ومحلي، فإن فوز حزب أردوغان بتلك الانتخابات سيصيب جمهور أردوغان بفرط ثقة فيما سيستنفر جمهور المعارضة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتي كان من المقرر عقدها في في شهر تشرين الثاني من العام نفسه.

استحسنت الوثيقة  – بناء على توصية خبيري النظام – توحد المعارضة على مرشح رئاسي واحد في وجه أردوغان، الأمر الذي لم يحدث حيث رشحت المعارضة فيما بعد عدة مرشحين ينتمون لأحزابهم المختلفة.

لتدمروا تركيا،دمروا حزب دولت بهتشلي:

أما اللافت في وثيقة المخابرات الجوية، هو أن مقترحات  – خبيري النظام – جاءت لأول مرة بطلب استهداف حزب آخر غير حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث أوصت بما وصفته “تدمير” حزب الحركة القومية المعارض الذي يرأسه السياسي التركي المخضرم دولت بهتشلي، والذي قرر التحالف مع أردوغان منذ الاستفتاء الماضي على التعديلات الدستورية، والتي تحول النظام السياسي التركي بموجبها من برلماني إلى رئاسي.

ولتحقيق هذا الهدف دعا الصحفي حسني محلي – بحسب الوثيقة – إلى دعم الحزب “الجيد” المنشق عن حزب الحركة القومية، وذلك بهدف سحب كتلة الناخبين من التصويت لتحالف أردوغان إلى تحالف المعارضة.

وفي هذا السياق حذرت الوثيقة من تحالف من أسمتهم بـ ” المتطرفين الاسلاميين والقوميين” في إشارة إلى حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، كما طالبت بالتركيز على الشبيبة القومية، وهو تيار يعرف بـ ” الأولكوجولار – Ülkücüler” ، وسحبهم للتصويت للحزب “الجيد”، حيث سيؤدي ذلك بحسب الوثيقة إلى عدة أهداف منها حرمان حزب الحركة القومية من دخول البرلمان وبالتالي خسارة أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وصولاً إلى ما وصفته بـ ” إضعاف مؤسسات الدولة التركية وتمزيق النسيج الاجتماعي التركي”.

وبحسب الوثيقة فإن الصحفي حسني محلي شدد على أن الفوز بالشباب القومي سيحول التيار القومي بأكمله إلى ما وصفه بـ “معسكر القوى الصديقة للجمهورية العربية السورية”.

لمن يريد الأسد أن تذهب أصوات الأكراد؟

ولم يفت الوثيقة إدراج بعض التوجيهات حول الناخبين الأكراد، حيث اقترح نضال قبلان قيام إيران بدعم حزب السعادة التركي المعارض لأردوغان ” حزب ذو توجه إسلامي” في سبيل سحب الشريحة المتدينة من الناخبين الأكراد للتصويت للمعارضة.

أصوات العلويين:

أما عن العلويين ذوي الأصول العربية خصوصاً، فقد اقترح الصحفي حسني محلي ” وهو ذو أصول سنية” توجيههم للتصويت لصالح الحزب “الجيد” ومرشحته ميرال أكشنير، حيث أسماهم بـ ” أتباع المذهب الجعفري” وأوصى بعدم تصويتهم كالعادة لصالح حزب الشعب الجمهوري والذي يسيطر على لجنته المركزية سياسيون علويون أتراك.

الإمارات لم تغب عن التآمر:

لم يغب اسم دولة الإمارات العربية المتحدة عن التآمر على تركيا في وثيقة الجوية، حيث لفت نضال قبلان -بحسب الوثيقة- إلى قيام رجال أعمال أوروبيين مقربين من أبو ظبي بدعم المرشحة ميرال أكشنير وحزبها، مع تقديم قبلان لدراسة مفصلة عن شخصية أكشنير لرأس النظام.

أكشنير مرشحة الأسد:

باستعراض وثيقة المخابرات الجوية وما استخلصته من الدراسات المقدمة للنظام، يتبين أن مزاج الدوائر المقربة من الأسد والمختصة بالشأن التركي، يركز على دعم الحزب “الجيد” وزعيمته ميرال أكشنير لهزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بخلاف التوجه التاريخي لنظام الأسد في دعم حزب الشعب الجمهوري المعارض ذو التوجهات الكمالية العلمانية، والذي يسيطر على قراره سياسيون أتراك ينتمون للطائفة العلوية التي دعمت نظام الأسد في حملة إبادته للشعب السوري، وحرضت باستمرار على اللاجئين السوريين في تركيا مع حملات إعلامية مستمرة لتشويه صورتهم ودعوات لا تتوقف من أجل طردهم من البلاد.

للأسد تأثير في تركيا أكثر مما يتوقعه الساسة الأتراك:

المتابع للدوائر السياسية والإعلامية التركية، يلاحظ أن تلك الدوائر تستهين بشأن الأسد ومخابراته وقدرتها على التأثير في المشهد التركي.

هذه الاستهانة بالأسد ليست قديمة ولها دوافعها السياسية والنفسية حيث يرفض الأتراك بشكل عام أن يكون خصمهم بحجم الأسد، ويشددون على أن أمريكا والدول الكبرى هي من تستهدفهم، فرغم ثبوت إنشاء حافظ الأسد لحزب العمال الكردستاني أحد أخطر خصوم أنقرة، يتجاهل الإعلام التركي حتى اليوم دور الأسد في دعم الانفصاليين الأكراد سواء قبل الثورة السورية أو بعدها.

أما فيما يتعلق بتنظيم الدولة، فقد أثبتت مجريات السنوات السابقة أنه كان أشد حرصاً على استهداف تركيا بالعمليات التفجيرية دون التعرض لنظام الأسد، ضمن لعبة هذه التنظيمات التي يجيد الأسد تحريكها والتي تم إطلاق سراح العديد من قادتها من سجون النظام بعيد انطلاق الثورة السورية.

أما فيما يتعلق بالشأن الحزبي التركي، فلنظام الأسد قدرة كبيرة على التأثير في قرار أكبر الأحزاب المعارضة التركية وهو حزب الشعب الجمهوري والذي يتحكم العلويون المناصرون للأسد في قراره، الأمر الذي يتجنب الإعلام التركي الخوض به خوفاً من اتهامه بالتعصب المذهبي ضد العلويين.

ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، يبقى الناخب التركي هو صاحب القرار، هذه الانتخابات التي قد يفوق تأثيرها على سوريا ومستقبلها تأثيره على تركيا نفسها.

صورة الوثيقة المسربة:

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع