..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نشرة أخبار سوريا- 44 قيادياً في الجيش الحر يقاطعون مؤتمر سوتشي، والجيش الحر يحرر جبل برصايا الاستراتيجي ضمن عملية "غصن الزيتون" -(28-1-2018)

أسرة التحرير

٢٨ يناير ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4391

نشرة أخبار سوريا- 44 قيادياً في الجيش الحر يقاطعون مؤتمر سوتشي، والجيش الحر يحرر جبل برصايا الاستراتيجي ضمن عملية

شـــــارك المادة

عناصر المادة

13 شهيداً وعشرات الجرحى في مجازر للطيران الروسي بريف إدلب، والجيش الحر بالتعاون مع الجيش التركي يحرران جبل برصايا الاستراتيجي المطل على عفرين، بالمقابل، 44 قيادياً من الجيش الحر يوقعون على "قائمة الشرف" لمقاطعة مؤتمر سوتشي، فيما النظام يتكبد خسائر في الغوطة الشرقية، ويرتكب مجزرة في دوما، وللمرة الأولى.. روسيا تكشف عن أسباب تخليها عن "المليشيات الكردية" في عفرين.

جرائم حلف الاحتلال الروسي الأسدي:

13 شهيداً وعشرات الجرحى في مجازر للطيران الروسي بريف إدلب:

شن الطيران الروسي اليوم غارات جوية مكثفة على مدن وبلدات ريف إدلب، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

فقد استشهد 7 مدنيين وجرح العشرات جراء قصف من الطيران الروسي بعدة غارات جوية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة على مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.

وفي معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي ارتكب الطيران الروسي مجزرة أخرى، حيث استهدف أحياء المدينة بعدة غارات جوية، ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين، وإصابة آخرين، إضافة إلى دمار كبير في الممتلكات والمباني.

أما في مدينة كفرنبل بالريف الجنوبي فقد سقط شهيد وأكثر من 10 جرحى جراء تعرض المدينة لقصف من الطيران الروسي بعدة غارات جوية.

الوضع الميداني والعسكري:

التقدم الأبرز للجيش الحر في عفرين منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون":

أحرز الجيش السوري الحر ضمن غرفة عمليات غصن الزيتون تقدماً ملحوظاً اليوم على حساب المليشيات الانفصالية الكردية في عفرين.

وأعلنت غرفة عمليات غصن الزيتون سيطرتها على كامل جبل برصايا شرقي عفرين بعد انهيار دفاعات ميليشيا PYD، إضافة إلى مقتل وأسر عدد من عناصر الميليشيا ضمن عملية غصن الزيتون.

وأضافت الغرفة أن قوات الجيش الحر بالتعاون مع الجيش التركي سيطروا على قرية قسطل جندو في محيط جبل برصايا شرقي عفرين، كما سيطرت تلك القوات على جبل قيزقلي المطل على ناحية جنديرس.

وكانت غرفة عمليات غصن الزيتون أعلنت أن الملشيات الانفصالية نفذت عملية تسلل ليلية على نقاط الثوار في جبل برصايا وسيطرت على عدد منها، ما دفع الأخير لشن هجوم معاكس سيطر بموجبه على الجبل بالكامل، وتكبيد المليشيات خسائر كبيرة.

وبسيطرة قوات الجيش الحر على جبل برصايا وعدد من التلال والجبال المحيطة بعفرين يصبح التقدم أمامهم أسهل، وذلك لأن التلال تكشف عدداً من القرى المحيطة بها والتي تتحصن فيها المليشيات الانفصالية.

النظام يتكبد خسائر في الغوطة الشرقية، ويرتكب مجزرة في دوما:

أفشل الثوار محاولة لقوات النظام والمليشيات المساندة لها للتقدم اليوم على جبهة بلدة حزرما في الغوطة الشرقية.

وقال جيش الإسلام عبر حسابه الرسمي إن قوات النظام حاولت التقدم على جبهة حزرما في الغوطة الشرقية من الجهة الغربية للكتيبة، مضيفاً أن وحدة الرصد والاستطلاع التابعة للجيش رصدت عملية التسلل واستهدفت القوات المتقدمة بالرشاشات الثقيل والمدفعية ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع الليلي.

وعلى جبهة حرستا، دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقات النظام، حيث أعلنت غرفة عمليات معركة بأنهم ظلموا عطب عربتي بي إم بي خلال التصدي لمحاولة تقدم ميليشيات الأسد على جبهة إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.

إلى ذلك، تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف مكثف وعنيف من قبل قوات النظام، حيث قال مركز الغوطة الإعلامي إن مدينة حرستا تعرضت لأكثر من 15 غارة جوية من الطيران الحربي، إضافة إلى قصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وأكثر من 18 صاروخ أرض - أرض بعضها يحتوي على مادة النابالم، ما أدى إلى استشهاد مدني.

واستهدفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون بلدات جسرين وعين ترما وحوش الصالحية ومسرابا وأطراف حي جوبر.

كما ارتكبت تلك القوات مجزرة في مدينة دوما جراء استهداف أحياء المدينة بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين بينهم طفلة وامرأة، بحسب الدفاع المدني في المدينة.

الفعاليات الثورية:

اللقاء الثوري الأول يطلق مبادرة من 8 نقاط للحل السياسي:

أطلق مجموعة من الناشطين السوريين في الداخل السوري والخارج مبادرة وطنية تهدف إلى بلورة مساحة عمل وتفاعل سياسي اجتماعي تحت مسمى "اللقاء الثوري السوري".

شارك في اللقاء ناشطون من 13 منطقة من الداخل والخارج، حيث أطلقوا خلاله وثيقة سياسية، تضمنت 8 نقاط اعتبرت بمثابة مبادرة وأرضية للعمل السياسي.

أكدت أولى النقاط على أن الثورة السورية هي ثورة إنسانية، يجسد ذلك أهدافها الإنسانية الكبرى في الحرية والكرامة والعدالة، ولا يمكن تحقيق تلك الأهداف إلا بالتخلص من مجرمي الحرب وعلى رأسهم بشار الأسد وتفكيك نظامه الأمني.

واعتبرت الوثيقة أن قضية المعتقلين والمفقودين والمحاصرين واستهداف المجمعات المدنية بالقصف هي استحقاقات إنسانية فوق تفاوضية، فوقف القصف وتحرير المعتقلين ومعرفة مصير المفقودين وفك الحصار هي مطالب خارج دائرة الابتزاز والتوظيف السياسي.

كما شددت الوثيقة على أن الانتقال السياسي هو جوهر العملية السياسية، وهو شرط لازم للاستقرار وإعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي والبشري، مضيفة أن قيام دولة وطنية ذات سيادة يستدعي التخلص من كل الأوضاع التي أنشأتها حرب النظام ضد الشعب وثورته، وهذا -بحسب الوثيقة- يفرض خروج القوى الأجنبية المحتلة والمليشيات الطائفية الأجنبية وتفكيك المحلية، وإعادة ضبط العنف ووضع أدواته في يد الدولة الوطنية.

وطالبت الوثيقة بإعادة بناء مؤسسات الأمن والدفاع على أسس مهنية ووطنية، وهذا يستدعي تغييراً في عقيدة تلك المؤسسات وقوننة العلاقات المدنية والعسكرية وشرعنة سياسات الشفافية والمراقبة والمحاسبة، بالإضافة إلى محاسبة كل من تثبت إدانته بارتكاب انتهاكات وجرائم خلال سنوات الثورة وما قبلها.

ونبه المجتمعون على أن تطلعات الشعب السوري في حياة حرة كريمة ودولة عادلة هي المرجع والمحرك الأساس لأي جهد عسكري أو سياسي أو إعلامي أو إداري أو تفاوضي، وهذا يستدعي مراجعة مؤسسات المعارضة والثورة السياسية والعسكرية والمدنية لأدائها بهدف تطويره وتجاوز أسباب العطالة والاستقطاب.

ولفت المجتمعون إلى أنهم ليسوا كياناً جديداً، وإنما هم معبر عن الثورة السورية، مؤكدين على استعدادهم لاستمرار التواصل والتشاور حتى بلورة موقف موحد من مستجدات الساحة السورية.

جيش الإسلام يقاطع مؤتمر سوتشي ويدين المشاركين فيه:

أعلن جيش الإسلام قراره النهائي بمقاطعة مؤتمر سوتشي وعدم المشاركة فيه، وذلك بالتشاور مع باقي الفصائل والمؤسسات الثورية الفاعلة على الأرض.

وقال الجيش في بيان له اليوم إنه اتخذ قراره الواضح والصريح وبالتوافق مع مختلف الأطياف الثورية بمقاطعة مؤتمر سوتشي، معتبراً انه يخالف تطلعات الشعب السوري وأهداف ثورته.

كما أعرب الجيش عن إدانته وبراءته من المشاركين في المؤتمر، واصفاً كل من رضي الحضور بأنه شق صف التوافق الثوري.

وفي السياق ذاته، أعلنت مجموعة من قيادات الجيش السوري الحر عن رفضها حضور مؤتمر سوتشي المزمع عقده في روسيا 30 يناير/كانون الثاني الجاري.

مجلس محافظة ريف دمشق يحمل روسيا مسؤولية ما يجري في الغوطة:

حمّل مجلس محافظة ريف دمشق مسؤولية القصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد لروسيا، كونها تدعي أنها تلعب دور الوسيط للسلام بدون ممارسة الضغط على الأسد.

وأوضح المجلس في بيان له اليوم أن روسيا أبلغت قوات النظام المتمركزة في الغوطة الشرقية بقرار وقف إطلاق النار، إلا ان الأخيرة لم تلتزم بالقرار وشنت حملة قصف عنيفة جداً على الغوطة يوم أمس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 12 مدنياً يوم أمس، بحسب البيان.

ارتفاع عدد الموقعين على "قائمة الشرف" لمقاطعة سوتشي إلى 44 قيادياً في الجيش الحر:

انضمت شخصيات جديدة إلى قائمة المقاطعين لمؤتمر سوتشي المزمع عقده في روسيا أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.

وبلغ عدد الشخصيات التي أعلنت رفضها القطعي لحضور المؤتمر 44 شخصية من قيادات الجيش الحر والقيادات الثورية الفاعلة.

وضمت القائمة التي أطلق عليها ناشطون "قائمة الشرف" 44 قيادياً، هم: (أسامة أبو زيد، العقيد حسن رجوب، العقيد حسن الحمادة، العقيد عبد الجبار عكيدي، الرائد ابراهيم مجبور، الرائد أسامة الخليل، العقيد عبد الباسط الطويل، العقيد عفيف سليمان، العقيد هيثم عفيسي، العقيد فاتح حسون، العقيد أحمد عثمان، العقيد مصطفى هاشم، المقدم أبو بكر ـ جيش المجاهدين، الملازم أول وائل الموسى، محمد علوش، الأستاذ فهد القاضي، مضر حماد الأسعد، فيصل السلطان، محمد عبود السلطان، راكان الخضر، النقيب مأمون سويد، النقيب حسن حاج علي،  النقيب محمد حاج علي، النقيب ابو جمال ـ شهداء داريا، النقيب علي شاكردي ـ ثوار الشام، هاني الخالد ـ ثوار الشام، طلاس السلامة قائد جيش أسود الشرقية، أحمد العودة، محمد الدهني، بشار الزعبي، بسام برق رئيس حزب الحركة التركمانية، حسين بوزان، ناصر التركماني، إياد الشعار، عبد الكريم النجيب، الرائد إياد شمسي، الرائد موسى الخالد، الدكتور فارس عبدالوهاب الفارس، أحمد الهايس (أبو حاتم شقرا)، الدكتور أنس الفتيح، عزيز حمدان، إسماعيل ملا عمير، سلام غدير، الملازم أول وليد العبد الله).

المواقف والتحركات الدولية:

أردوغان: غصن الزيتون لن تقف عند عفرين بل ستشمل منبج:

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية غصن الزيتون لن تتوقف عند عفرين وإنما ستمتد لتشمل مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، مضيفاً أن "المليشيات الإرهابية" ستدفع ثمنًا باهظًا نتيجة اعتدائهم على الحدود التركية.

واعترف الرئيس التركي، خلال كلمة له اليوم خلال المؤتمر الدوري السادس لحزب العدالة والتنمية (الحاكم) بولاية جوروم وسط البلاد، بأسر جندي تركي لدى المليشيات الانفصالية خلال معركة غصن الزيتون، مؤكداً أن القوات التركية ستعمل على فك أسر الجندي بكافة الطرق، ولو مقابل مبادلته بعناصر أسرى لتلك المليشيات بيد الجيش التركي. وأضاف الرئيس التركي أن بلاده شديدة على الظَالمين رحيمة على المظلومين".

وكان الرئيس التركي قد أعلن صباح اليوم أن القوات التركية بالتعاون مع الجيش الحر سوف تحرر جبل برصايا، حيث قال إنه اتصل بالضابط المسؤول عن العملية وأخبره أن الجبل سيحرر عما قريب، لتم إعلان تحريره من قبل غرفة عمليات غصن الزيتون بعد حوالي ساعتين من التصريح.

للمرة الأولى.. روسيا تكشف عن أسباب تخليها عن "المليشيات الكردية" في عفرين:

كشفت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم الأسباب التي دعت روسيا للسماح لتركيا بشن العملية العسكرية "غصن الزيتون" على المليشيات الانفصالية الكردية في عفرين شمال حلب.

وأوضحت القاعدة في منشور لها على قناتها غير الرسمية أن موسكو عرضت على الأكراد الحد الأقصى الذي يمكن أن يحصلوا عليه حقاً - الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية، مشيرة إلى أن موسكو كانت مستعدة، من أجل ذلك، للوقوف في المقام الأول أمام دمشق، وحتى أمام أنقرة، لكن الأكراد فضلوا طائراً أمريكياً في السماء على عصفور روسي في اليد، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركي المتوقع، وأضافت القناة أن موسكو لم توقف الأتراك، ليس فقط لأنها لا تستطيع فعل ذلك عمليا، إنما لأن هذه العملية سوف تؤدي إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا، حسب القناة.

وأوضحت القناة عبر منشورها أن العملية العسكرية التركية ستعود بعدة فوائد أولها القضاء على الأوهام الأخيرة حول إمكانية إنشاء كردستان سوري.

وكشفت القناة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عرض بالفعل تشكيل "منطقة أمنية" عمقها 30 كيلومترا، قائلاً إن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم مع تركيا وجها لوجه في شمال سوريا. وهذا يعني -بحسب القناة- أن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست بصدد مغادرة هذا الجزء من سوريا، فهي مضطرة، في الواقع، للتخلي عن خطط إنشاء جيش كردي كبير حليف لها هناك.

وأضاف المنشور أن العملية التركية ستدفع الأكراد السوريين للتفاوض مع دمشق، فـ "التهديد التركي" المستمر -حسب قولها- سيجبرهم على البحث عن مكانهم في سوريا، وسيفعلون ذلك لأن دمشق وموسكو يمكنهما تقديم ضمانات أمنية من الأتراك، وأما وجودهم المستقل فلن يحميهم من "العمليات المضادة للإرهاب" التي تقوم بها أنقرة باستمرار. وبذلك تسهل عملية إعادة بناء سوريا الموحدة، حسب زعم القناة.

آراء المفكرين والصحف:

المحنة السورية: حروب متعدّدة لشعب واحد

برهان غليون

لم يعد الصراع السوري، منذ سنوات طويلة، صراعا داخليا، يجري من حول رهانات سياسية تتجسد في تغيير النظام الاستبدادي، والانتقال إلى نظام سياسي تعددي وديمقراطي، يخرج البلاد والشعب من المحنة التي عاشها خلال العقود السابقة، وأدت إلى الانفجار. فقد تحول بسرعة إلى صراع متعدّد الأبعاد، داخلي وإقليمي ودولي، واتخذ ويتخذ، بشكل متزايد، طابعا شموليا، تلتقي فيه عدة رهانات ثقافية واجتماعية وجيوستراتيجية. ولذلك، بدل أن ينحو إلى الهمود والتراجع، يزداد، مع مرور الوقت، تهيكلا وتعقيدا. ويصبح التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وأولها الطرف السوري، المعني الأول بهذا الحل، صعب المنال في المدى المنظور، على الرغم من الاستعراضات الكثيرة، وعقد المؤتمرات، وتكرار جلسات الحوار والتصريحات الحماسية لهؤلاء وأولئك.
وفي اعتقادي أن الحرب، المستمرة في سورية منذ سبع سنوات، تعكس تفجر أزمات ثلاث كبرى، ما زالت تعمل منذ عقود طويلة في المنطقة والعالم، وجاءت ثورات الربيع العربي لتفجرها، نظرا لما تمثله المنطقة من موقع في توازنات علاقة القوة والنفوذ الإقليمية والدولية. وهي مستمرة من خلال الحرب السورية التي تحولت إلى حاضنة لها جميعا، ومسرح نشر واستعراض القوى المتنازعة فيها، نظرا لما تمثله سورية أيضاً من موقع متميز على تقاطع هذه الأزمات الثلاث، وباتصال مباشر بقواها الرئيسية الإقليمية والدولية
الأولى هي أزمة نظام الاستبداد الذي عم المنطقة، وحكم شعوبها بأساليب القرون الوسطى ووسائلها، من وراء شعارات التقدم والاشتراكية والقومية والحداثة لدى بعضهم، والحفاظ على الهوية الدينية والإرث الثقافي لدى البعض الآخر، والصحوة الإسلامية والعداء لإسرائيل والصهيونية والغرب لدى البعض الثالث. وقاد، في جميع البلاد، بدرجات متفاوتة ولكنها متماثلة، إلى حكم القلة واحتكار السلطة. وأدّى، مع مرور الوقت، إلى قطيعة كاملة بين الطبقة الحاكمة والمجتمع بأغلبيته، لا يضمن تجاوزها سوى الاستخدام الموسع والشامل والمتعدّد الأشكال للعنف المادي والمعنوي، وقهر المختلفين في الرأي وسحق المعارضين والمحتجين وقتلهم إذا احتاج الأمر، أحياناً بالسر وبأعداد محدودة، أما الآن فعلنا وفي عمليات إبادة جماعية
وفي سياق هذه القطيعة والطلاق بين الطبقات الحاكمة والشعب، تعطلت شروط التنمية والاستجابة حتى المحدودة لمطالب المجتمعات وتطلعاتها، وغزا البؤس والفاقة والجهل قطاعاتٍ متزايدة من السكان، وزاد التوتر واللجوء إلى العنف. وأصبح الفساد المستشري في دوائر السلطة والإدراة والمؤسسات المرتبطة بها الركن الثاني للنظم القائمة بعد استخدام العنف. وتحول من فساد شخصي وعرضي، يعكس أنانية الأفراد وغياب شعورهم بالواجب والمسؤولية وانعدام النزاهة، إلى منهج في القيادة، بمقدار ما أصبح شراء الضمائر وإرضاء فئات معينة من السكان الوسيلة الوحيدة لبناء قاعدةٍ اجتماعيةٍ، لنظام يعتمد أكثر فأكثر على الطبقة الزبائنية، بعد أن فقد مقدرته على التواصل مع المجتمع، والرد على مطالب طبقاته وفئاته المختلفة، وقطع الأمل بإمكانية توفير وسائل كسب تأييدها وثقتها

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع