أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3043
شـــــارك المادة
32 قتيلاً على يد الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس، معظمهم في حلب وحمص، وانطلاقات مفاوضات الاستانة بين المعارضة والنظام بخلافات حول البيان النهائي، ووفد الثوار يؤكد عدم المضي في أي خطوات لاحقة مالم يتم تثبيت وقف إطلاق النار، من جهة أخرى قوات النظام تتقدم في جبهة القاسمية بريف دمشق، بينما الثوار يقتلون 15 عنصراً للنظام في الأكاديمية العسكرية بريف حلب، ويسقطون طائرة استطلاع روسية بريف حماة، وفي سياق آخر: مجلس شورى أهل العلم في الشام يدعو فتح الشام إلى التبرؤ من جند الأقصى.
32 قتيلاً (تقبلهم الله في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 32 شخصاً في سوريا يوم أمس الأحد معظمهم في حلب وحمص، بينهم 4 أطفال و3 نساء. وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي: 16 في حلب معظمهم قضوا جراء القصف التركي على مدينة الباب. 10 في حمص معظمهم قضوا بالقصف الصاروخي على منطقة الحولة. 3 في دمشق وريفها. 2 في إدلب. 1 في الرقة.
قوات النظام تتقدم من جديد على جبهة القاسمية في الغوطة الشرقية: سيطرت قوات النظام على نقاط جديدة في جبهة القاسمية بالغوطة الشرقية بعد قصف جوي ومدفعي مكثف وعنيف. وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت على بجهة القاسمية في الغوطة الشرقية بين الثوار وقوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة لها، حيث أحرزت الأخيرة تقدماً وسيطرت على بعض النقاط في المنطقة. وتدور اشتباكات عنيفة على جبهة القاسمية منذ عدة أيام حيث سيطرت قوات النظام على نقاط في المنطقة إلا أن الثوار استعادوا السيطرة عليها ودمروا دبابة.
مقتل 15 عنصراً من قوات النظام في الأكاديمية العسكرية غرب حلب: قُتل 15 عنصراً من قوات النظام ومليشيات الشبيحة الموالية له جراء استهداف مواقعهم في الأكاديمية العسكرية بريف حلب الغربي. وقال جيش المجاهدين عبر حسابه الرسمي في تويتر إنه استهدف مواقع قوات الأسد والفيلق الخامس في الأكاديمية العسكرية في ريف حلب الغربي ما أدى لمقتل 15 عنصراً وإصابة عدد آخر، مشيراً إلى أن جثثهم تملأ الأرض. وكان جيش المجاهدين قد استهدف يوم أمس مجموعة أخرى لقوات النظام في مدرسة الحكمة بريف حلب الغربي بصاروخ م/د، وذلك نصرة لوادي بردى.
إسقاط طائرة استطلاع روسية بريف حماة الشمالي: أسقط الثوار اليوم طائرة استطلاع روسية خلال تحليقها بريف حماة الشمالي، ونشر جيش العزة التابع للجيش السوري الحر مقطع فيديو يظهر إسقاط مقاتليه طائرة استطلاع قال إنها "روسية" وذلك أثناء تحليقها بريف حماة الشمالي، موضحاً أن الطائرة كانت تصور أماكن تجمع المدنيين بريف حماة الشمالي وإعطاء إحداثيات لقصفهم من قبل المليشيات الإيرانية ومليشيا حزب الله. وتتعرض قرى وبلدات ريف حماة الشمالي لقصف مستمر من قبل قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة له، ما يتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.
مجلس شورى أهل العلم في الشام يدعو "فتح الشام" للتبرؤ من جند الأقصى: أصدر مجلس شورى أهل العمل في الشام بياناً حمل فيه جبهة فتح الشام مسؤولية إيوائها لجند الأقصى وقبول بيعتهم، مطالباً إياها بالوقوف إلى جانب الفصائل المجاهدة. وطالب البيان "فتح الشام" بالبراءة منهم وترك حمايتهم والدفاع عنهم، محذراً إياها من الدخول تحت حكم البغي في حال استمرت في الدفاع عنهم وحمايتهم. وأوضح البيان أن الأحداث الأخيرة في جبل الزاوية كشفت "تدليس" جبهة فتح الشام على الفصائل ، مشيراً إلى أن الكثير من الشكوك بدأت تحوم حول فتح الشام بأنها ركن للدفاع عنهم. كما طالب البيان "فتح الشام" بإصدار بيان رسمي تتبرأ فيه منهم، وتعلن وقوفهم إلى جانب الفصائل في رد صيالها والدفاع عن نفسها.
بدء الجلسة الأولى من مفاوضات الأستانة وخلافات مبدئية حول البيان الختامي: انطلقت اليوم الجلسة الأولى من المفاوضات بين كل من وفد المعارضة السورية ووفد نظام الأسد في العاصمة الكازاخستانية أستانة، برعاية كل من روسيا وتركيا، وبمشاركة كل من أمريكا وإيران ووفد من الأمم المتحدة برئاسة ستيفان ديمستورا. ونقلت وكالة رويترز عن وفد المعارضة إنه رفض المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، مشيراً إلى أنه سيناقش تعزيز وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية فقط. وشدد الوفد على رفضه صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي للمؤتمر، مؤكداً على أن البيان الختامي يجب أن يقتصر على تثبيت وقف إطلاق النار. وأشارت مصادر إلى أن هناك خلافات واضحة حول البيان الختامي بين وفدي المفاوضات والدول الضامنة، كما أن وفد المعارضة جدد رفضه ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي كضامن لوقف القتال. ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر اليوم مسألة تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا وخصوصاً في المناطق التي لا تزال تشهد هجمات من قبل قوات النظام كوادي بردى والغوطة الشرقية.
علوش من الأستانة: لم نأتِ إلى المؤتمر من أجل تقاسم السلطة وإنما لإعادة الأمن إلى سوريا: طالب رئيس وفد المعارضة المفاوض في أستانة "محمد علوش" بتجميد العمليات العسكرية في كافة أنحاء سوريا، وتطبيق جميع القرارات الأممية المتعلقة بالشأن السوري والمنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254، موضحاً أن الوفد لم يأتِ إلى الأستانة من أجل تقاسم السلطة وإنما لإعادة الأمن إلى سوريا والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات. ودعا "علوش" خلال كلمته في مؤتمر أستانة اليوم إلى حل يؤدي إلى انتقال سياسي في سوريا يبدأ برحيل الأسد ونظامه، مشدداً على ضرورة بذل جهود دولية جادة لإخراج كل المليشيات الإيرانية المقاتلة من سوريا. واتهم علوش المليشيات المقاتلة إلى جانب النظام بعرقلة أي فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا، مطالباً بضمها إلى قائمة المنظمات الإرهابية، ومؤكداً أن لا فرق بينها وبين تنظيم الدولة "داعش"، ومليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. من جهته، أوضح رئيس وفد نظام الأسد بشار الجعفري أن "النظام" يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما، حسب قوله، مشيراً إلى أن اجتماع الأستانة هو "ثمرة جهود بوتين". وجدد "الجعفري" تأكيده على أن محاربة الإرهاب في سوريا تتطلب إغلاق الحدود مع تركيا.
تباينات روسية إيرانية في سوريا
الكاتب: حسين عبد العزيز
مع التدخل العسكري الروسي في سوريا بدأت تظهر تباينات هنا وهناك داخل هذا المحور حول طبيعة الحل في سوريا، تباينات تعكس مصالح ورؤية كل طرف استنادا إلى موقعه الجغرافي، الأمر الذي يدفعنا إلى القول إن هذا المحور وإن كان متوحدا ومتراصا امام المخاطر، فإنه متباين بشأن الحلول. تباينات عسكرية: هذه التباينات ظهرت أولا مع الأسابيع الأولى للتدخل العسكري الروسي، حين عمدت الآلة العسكرية الروسية إلى ضرب الفصائل المعتدلة وخصوصا "الجيش الحر"، في تنفيذ كامل للمطلب الإيراني السوري، ووصل الأمر إلى حد استهجان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من وجود ما يسمى "الجيش الحر". ثم بدا التباين أكثر مع اختلاف هذا المحور في أولويات الجبهات العسكرية، ففي حين كانت روسيا تركز على ريف حلب الشمالي لحسابات مرتبطة بتركيا، كان النظام يركز على ريف حلب الجنوبي والشرقي لحسابات متعلقة بالمعارضة المعتدلة وتنظيم "الدولة الإسلامية" على السواء، بينما أصرت إيران على فتح جبهة ريف حلب الجنوبي الغربي وجبهة ريف حلب الغربي لحسابات طائفية متعلقة بكفريا والفوعة في إدلب، ونُبّل والزهراء في حلب. ثم ظهر الخلاف علنيا بعد السيطرة على حلب الشرقية وتحديدا مع عملية إجلاء المدنيين والمسلحين، حيث حاولت إيران عرقلة عملية الإجلاء وقتل كل المسلحين والمدنيين المشتبه فيهم، الأمر الذي دفع روسيا إلى التهديد بضرب كل من يطلق النار في إشارة إلى حليفيها النظام وإيران. على أن التباين بين الجانبين بدأ يأخذ مسارا آخر مع "إعلان موسكو" -الذي قضى بوقف إطلاق النار- ومن ثم اجتماع أستانا؛ فبالنسبة لـ"إعلان موسكو" فإن وقف إطلاق النار يعني لإيران كبح جماحها العسكري في الشمال الغربي لسوريا، ويحول دون استكمالها حماية الشيعة بشكل تام في حلب قُبيل الانتقال إلى إدلب لاستعادة كفريا والفوعة. على أن أهم وأخطر تطور، كان حصر الإشراف على وقف النار في ثنائية روسيا/تركيا فقط، واستبعاد إيران كطرف ضامن. وبالنسبة لاجتماع أستانا، فقد بدت طهران في قمة غضبها مع إدخال الروس الفصائل المعتدلة بشقيها العلماني والإسلامي في المعادلةالعسكرية والسياسية، وقد حاولت طهران ودمشق -طوال السنوات الماضية- مقاتلة هذه الفصائل بسبب مطالبتها بتغيير نظام الحكم السوري واستبداله بنظام ديمقراطي، وهو أمر يضرب العقيدتين العسكريتين لدى النظام وإيران القائمتين على منع أية محاولة ولو بسيطة لتغيير نظام الحكم. ثم انتقل التباين بين طهران وموسكو إلى مستوى آخر ارتبط هذه المرة بصراع النفوذ الجغرافي، وبدا ذلك واضحا في وادي بردى غرب دمشق مع رفض "حزب الله" وإيران أي تدخل روسي في الصراع القائم هناك..، إنها رسالة إيرانية لروسيا بأن دمشق ومحيطها هما حصتنا الإستراتيجية بسبب قربهما من لبنان. "تتبنى إيران رؤية النظام السوري كاملة، من حيث أن الحل السياسي يجب أن يكون انعكاسا مباشرا للحل العسكري، فلا مانع بالنسبة لطهران من إجراء تغييرات بسيطة في شكل النظام لا تؤدي إلى تغيير في مضمونه، وخصوصا الرئيس بشار الأسد الذي يشكل الضمانة الوحيدة لاستمرار النظام في شكله القائم" أما إيران، فتتبنى رؤية النظام السوري كاملة، من حيث أن الحل السياسي يجب أن يكون انعكاسا مباشرا للحل العسكري، فلا مانع بالنسبة لطهران من إجراء تغييرات بسيطة في شكل النظام لا تؤدي إلى تغيير في مضمونه، وخصوصا الرئيس بشار الأسد الذي يشكل الضمانة الوحيدة لاستمرار النظام في شكله القائم. ويمكن تتبع مسار هذه التباينات بين الجانبين، بدءا من المبادرة الإيرانية ذات النقاط الست قبل أربعة أعوام، والمبادرة الثانية ذات النقاط الأربع عام 2015، وانتهاء بـ"إعلان موسكو" الأخير واجتماع أستانا المقبل. وبناء على ذلك، يتشكل حلفٌ عابر للأقليات في مواجهة السُّنية السياسية، تكون الأقلية العلوية في قلبها لمنع تشكل كتلة سُنية من شأنها أن تمارس هيمنة في المستقبل. لكن مع التدخل العسكري الروسي وإصرار موسكو على ضرورة الحل السياسي، بدأت طهران تستجيب جزئيا للمطلب الروسي، وجاءت هذه الاستجابة بطريقة غير مباشرة حين أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف -خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أوسلو يوم 15 يونيو/حزيران 2016- أنه أصبح يملك مزيدا من الصلاحيات بشأن الملف السوري. لكن هذا التحول يبقى على مستوى التكتيك الإيراني ولا يتعدى التقيّة السياسية، حيث أكد ظريف قبل هذا اللقاء بيومين أن الأزمة السورية يجب حلها سياسيا، ويجب تثبيت الحل عبر الوسائل العسكرية. هذه التقية السياسية لا تزال تسُود الخطابَ السياسي الإيراني إلى الآن، وليس تصريح أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قبل أيام سوى دليل على ذلك، حيث قال إن "اتخاذ أي قرارات نيابة عن الشعب السوري يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحق الشعوب في تقریر مصیرها، وإن الرئيس بشار الأسد یتمتع بشعبیة واسعة". وباختصار، ترفض إيران أية تسوية سياسية ولو كانت بسيطة، لأنها تشْبه كرة الثلج التي ستنتهي بتغيير النظام أو جزء كبير منه. حدود الالتقاء والافتراق التباين بين الدولتين لم يصل إلى مرحلة الاختلاف الحاد بسبب استمرار المخاطر، لكن مع اقتراب الأزمة شيئا فشيئا من نهايتها سترتفع وتيرة الخلافات، بسبب الافتراق بين الجانبين حيال الصيغة النهائية للحل. "حدود التلاقي بين الجانبين الروسي والإيراني أكبر بكثير من حدود الاختلاف، وسيظل التعاون الإستراتيجي قائما بينهما، مع محاولة الإيرانيين تعزيز نفوذهم في سوريا على ثلاثة مستويات: عسكري/جغرافي، وسياسي، واقتصادي، استباقا لأي تسوية من شأنها أن تضعف نفوذهم" ويمكن اعتبار تصريح القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري مؤشرا على الخلاف المرتقب، فقد قال: "جارتنا الشمالية التي جاءت تُساعد في سوريا، وتقدم المساعدات بحثا عن مصالحها، غير سعيدة بحزب الله والقوى المدعومة من إيران، ولا تتطابق مع إيران بشأن الرئيس السوري بشار الأسد". كما يمكن وضع تصريح مرشد الثورة علي خامنئي في ذات المجال حين أعلن أنه "لا يمكن لبلد واحد (في إشارة إلى روسيا) أن يفرض وحده مستقبل سوريا". تستفيد روسيا وإيران من بعضهما البعض؛ فبالنسبة لروسيا لا تشكل سوريا مصالح حيوية مباشرة كما هو الحال مع إيران، لكنها (أي سوريا) تشكل ورقة مهمة لموسكو في ضمان مصالحها العالمية، ومن دون إيران لا يمكن لروسيا أن تغيّر الميزان العسكري للصراع بما يخدم في النهاية رؤيتها. وفي المقابل؛ استفادت إيران من روسيا في تغيير الميزان العسكري بعد فشلها -خلال السنوات الماضية- في إحداث انعطافة عسكرية لصالح النظام، لكن طهران -التي تعي ثمن التدخل العسكري الروسي- قررت دفع الأذى القريب بالأذى البعيد.
الجزيرة نت
مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة