الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3050
شـــــارك المادة
في خطوة لافتة في الموقف الصيني تجاه الأزمة في سوريا، نشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية في وقت متأخر من مساء أول من أمس بيانا كشف فيه عن أن نائب وزير خارجية الصين تشاي جيون الذي التقى بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أول من أمس قد أبلغ الأخير بأن بكين تدعم خطة الجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن موقع وزارة الخارجية الصينية قول جيون للأسد إن بلاده كانت ترغب في العمل مع الحكومة السورية والمعارضة والجامعة العربية والدول العربية لإيجاد حل للازمة. وأفاد البيان نقلا عن جيون قوله للأسد إن «الصين تدعم كل جهود الوساطة من قبل الجامعة العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتدعو الأطراف المعنية (الحكومة والمعارضة) لزيادة الاتصالات والمفاوضات لإيجاد حل سلمي وملائم للأزمة السورية ضمن إطار عمل الجامعة العربية والمبادرات السياسية للجامعة العربية بهذا الصدد».
وجاء هذا الإعلان بعد أسبوعين من استخدام الصين لحق النقض، الفيتو، في مجلس الأمن الدولي لتعطيل قرار يدعو يتبنى المبادرة العربية بتنحية الأسد. ومنذ ذلك الحين خرج عدة مسؤولين صينيين لتبرير موقف بكين والدفاع عن استخدامها الفيتو في الدفاع عن الأسد، وهو ما تضمن إرسالها أكثر من مسؤول رسمي للشرق الأوسط في محاولة للتدخل لإيجاد حل للأزمة، لكن تصريحات المسؤولين الصينيين شهدت تفاوتا واضحا في رؤية الأزمة في سوريا بين تأييد مطلق للأسد في مجلس الأمن وتفهم مطالب الشعب السوري بالإصلاح.
وخلال الأسبوعين الماضيين جاءت تصريحات المسؤولين الحكوميين في الصين لتبرر الموقف الصيني بعد حملة واسعة من الانتقادات الدولية بحق بكين.
وقالت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إن الحملات العسكرية الغربية في ليبيا وأفغانستان والعراق أثبتت خطأ تغيير النظام بالقوة، مضيفة في مقال موسع حول الأزمة في سوريا أن الصين عملت «بشكل يتسم بالمسؤولية» لصالح الشعب السوري، مشيرة إلى عدم تحلي الغرب بالكياسة في تناول الأزمة، كذا أشارت إلى أن إقرار مشروع القرار الذي أيده 13 من أعضاء مجلس الأمن الـ15 كان ليؤدي إلى «كارثة جديدة» في سوريا.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تنطلق دائما من مبدأ حماية المصالح الأساسية وطويلة الأمد للشعب السوري وصيانة السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة العربية بشكل عام، مشددة على أن تصويت الصين في مجلس الأمن يستند إلى مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإلى سياسة خارجية صينية طويلة الأمد من أجل حماية المصالح الأساسية وطويلة الأجل للبلدان النامية، وأنها تهدف إلى الحيلولة دون خروج قرار غير متوازن والعمل على منح فرصة أخرى للسلام في سوريا.
وقال ليو ويمين، المتحدث باسم الخارجية الصينية: «إن الصين تدعم جهود الجامعة العربية من أجل حل سياسي للقضية السورية»، لكنه استدرك قائلا: «مع الأسف إن الداعين إلى القرار دفعوا من أجل التصويت لصالح تمرير القرار»، معتبرا أن «هذا النوع من الممارسات لا يساعد على الحفاظ على وحدة مجلس الأمن وسلطته ولا على حل المسألة.. وبالتالي فإن الصين صوتت ضد مشروع القانون».
وعلى نقيض تلك التصرفات السياسية التي تبدو بوضوح في غير صالح الثورة، عبر وين جياباو، رئيس مجلس الدولة الصيني، في زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط، عن احترام بكين لمطالب الشعوب المنادية بالإصلاح في البلدان المعنية، كما أكد تأييد بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا، والتي تدعو إلى وضع نهاية للعنف ضد المدنيين، مطالبا المعارضة السورية بالعمل على تهدئة الوضع في الشارع، كما شدد في طلبه لجميع الأطراف على وقف العنف فورا.
ووفي زيارة ثانية لمنطقة الشرق الأوسط، أكد السفير لي هواشين، مبعوث بكين في الشرق الأوسط، الذي التقى مع نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أوضح هواشين أن موقف بلاده من الأزمة الحالية في سوريا هو دعوة جميع الأطراف في سوريا للوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وخصوصا العنف الموجه ضد المدنيين الأبرياء، وأنه يجب بدء عملية حوار للوصول إلى حل سياسي فورا دون تأخير، وضرورة التغلب على الخلافات للوصول إلى حل سياسي سلمي.
أسرة التحرير
الجزيرة نت
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة