المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2992
شـــــارك المادة
شيعت محافظة حمص 114 ضابطاً وعنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية لها خلال شهر أكتوبر الماضي، بينهم 20 ضابطاً، و22 عنصرا من ميليشيا "حزب الله" اللبناني.
ووفقاً لمصادر مقربة من النظام فإن نصيب الأحياء والقرى الموالية بمحافظة حمص من القتلى يزيد عن 65 عنصراً وضابطاً، في حين فقدت المناطق الموالية في اللاذقية 29 ضابطاً و20 من الجنود وصف الضباط وعناصر ميليشيا "الدفاع الوطني"، أغلبهم من الضباط والمجندين الجامعيين الذين التحقوا بخدمة علم البعث وعادوا جثثاً هامدة.
وفي الوقت نفسه (4 نوفمبر) وثّق موالون للنظام في محافظة حماة عامة، ومدينتي "مصياف" و"سلمية" خاصة، 114 قتيلا من ضباط وعناصر قواته والميليشيات الموالية لها، خلال شهر اكتوبر الماضي، قتلوا خلال مشاركتهم في معارك بريف حماة الشمالي وريف سلمية الشرقي، وبادية حمص ودير الزور. ومن ضمن القتلى 19 ضابطاً ونحو 40 عنصراً من ميليشيا "درع القلمون" و"خالد عيودة"، قتل معظمهم في قريتي "أبو الفشافيش"، و"أبو حنايا"، أثناء سيطرة النظام على كامل ريف سلمية الشرقي مؤخراً.
وكانت عناصر من الدفاع المدني (4 نوفمبر) بريف إدلب قد عثرت على 63 جثة تعود لضباط وعناصر من قوات النظام في "معرة النعمان" وذلك بمقبرة جماعية تضم جنوداً للنظام في معسكر "الحامدية".
وجاءت تلك الأنباء بالتزامن مع الإعلان (2 نوفمبر) عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام إثر محاولة تقدمهم بريف إدلب الجنوبي، حيث تم التصدي لهم بالقرب من تلة وقرية "أم خزيم" في ناحية "التمانعة" بريف إدلب الجنوبي، وتم قتل وجرح معظم مجموعة المقتحمين بالإضافة إلى تدمير دبابة بعد استهدافها بصاروخ "م.د" وقتل طاقمها.
وتحدثت مصادر غير رسمية في نهاية شهر أكتوبر الماضي عن مقتل أكثر من مئة وعشرين ألف عنصر للنظام خلال السنوات الستة الماضية، ونقلت صحفة "هنا طرطوس" الموالية للنظام يوم الإثنين (23 أكتوبر)، عن أحد موظفي النفوس في مدينة طرطوس قوله إن: "عدد الفتيات اللواتي تجاوزن العقد الثالث من العمر، ولم يحالفهن الحظ في لقاء شريكهن في الحياة، قد تجاوز اثنان وثمانين ألف فتاة"، ورجح الموظف الذي نقلت الصفحة الموالية قوله بأن العدد في ازدياد، ورجحت مصادر مقربة من النظام أن ارتفاع نسبة العنوسة في المحافظة ناتج عن مقتل آلاف الشبان أو الزج بهم في جبهات القتال.
ولا تقتصر الخسائر على قوات النظام فحسب، بل تشمل القوات الحليفة له، حيث كشفت وثيقة رسمية (27 أكتوبر) تم تسريبها بطريق الخطأ، عن مقتل 131 روسياً خلال العام الجاري، ورجحت وكالة "رويترز" أن من بين القتلى متعاقدين عسكريين روساً لاقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب ميليشيات الأسد، في حين امتنعت وزارة الدفاع الروسية والقنصلية الروسية في دمشق عن التعليق.
وفي مؤشرات على ضعف أداء قوات النظام، وعدم سيطرتها على مجرى العمليات شرقي البلاد؛ فقد أُرغمت الفِرق التابعة للنظام والميلشيات الموالية له (5 نوفمبر) على الانسحاب بصورة مفاجئة من مناطق كانت تتمركز فيها بمحيط معبر "التنف" على الحدود مع "العراق"، مما يؤكد خضوعها لتفاهمات دولية لا يد لها فيها.
وكان النظام قد شن حملة واسعة النطاق لتعزيز تواجده العسكري في أنحاء متفرقة من البادية السورية، لكنه اضطر للانسحاب على وقع المعارك الضارية بدير الزور، وصدرت إليه تعليمات بمغادرة المنطقة، وإخلاء مواقع لمنافسيهم من "وحدات حماية الشعب" الكردية، وذلك بالتزامن مع تنفيذ انسحابات من مناطق عدّة قريبة من ريف "السويداء" الشرقي، ومناطق أخرى تقع ضمن منطقة "55"، في محيط معبر "التنف" الحدودي، الذي يتخذه التحالف بقيادة "الولايات المتحدة الأمريكية" قاعدة عسكرية له، وذلك على خلفية تهديدات من التحالف الدولي، باستهداف تلك القوات في حال عدم انسحابها.
ونظراً إلى حاجته لرفع معنويات مقاتليه فقد عمد النظام إلى تلفيق احتفالية (29 أكتوبر) بتخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الجوية بمعاهدها الثلاث الجوي والملاحي والفني بمطار "كويرس" بالتزامن مع تخريج دورات جديدة من الكلية الحربية والكلية البحرية في نفس التوقيت.
وأفادت المصادر أن الطيارين الخريجين نفذوا دورات عسكرية وجوية بسيطة (نظرية وعملية) على عجل، وذلك خلافاً لعرف الكلية الجوية الذي يقضي ببقاء الطالب الضابط الطيار ثلاث سنوات في الكلية الجوية، وتم اختصار هذه الدروة بشكل يتنافى مع المعايير العلمية والعملية والمهنية لتدريب الطيارين كنوع من التضليل الإعلامي لإثبات أن النظام ما يزال قادراً على رفد سلاح الطيران في القوى الجوية بأعداد من الضباط الطيارين.
وكان قائد القوى الجوية في جيش النظام قد أصدر قراراً (سبتمبر 2017) بإيقاف الطيران التدريبي على كل أصناف الطائرات في القوى الجوية بسبب سوء الحالة الفنية للطائرات وعدم توفر ساعات طيران للتدريب على طائرات القوى الجوية فضلاً عن الحاجة لتسخير ما تبقى من ساعات طيران في هذه الطائرات من أجل دعم ميليشيات النظام التي تعمل في معظم الجبهات.
ووفقاً لمصادر مطلعة فإنه يصعب على أي سرب في القوى الجوية التابعة للنظام أن يكون له القدرة على استيعاب وتجهيز ولو طيار واحد من هؤلاء، علماً أن القوى الجوية التابعة للنظام لا تعاني فقط من نقص الطيارين بالنسبة لعدد الطائرات المتوفرة، لكن معاناتها الأكبر في نقص الطائرات بسبب خروج أعداد كبيرة منها عن الجاهزية نتيجة انتهاء أعمارها الفنية والساعية وعدم قدرة النظام على تعميرها أو على استيراد طائرات حديثة حتى الآن.
رامي سويد
المختصر
أحمد حمزة
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة