..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

قتال فصائل الغوطة يُمكّن النظام من بتر سلتها الغذائية

رامي سويد

٢٨ مايو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4793

قتال فصائل الغوطة يُمكّن النظام من بتر سلتها الغذائية
34967788.jpg

شـــــارك المادة

انتهى الاقتتال الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع في غوطة دمشق الشرقية بين "جيش الإسلام"، أكبر فصائل المعارضة السورية في ريف دمشق، من جهة، و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" المكوّن من ائتلاف لجماعات إسلامية على رأسها "جبهة النصرة" من جهة ثانية، بخسارة هذه الفصائل المئات من مقاتليها وكميات كبيرة من عتادها العسكري، ومنح النظام السوري فرصة الانقضاض على القطاع الجنوبي في غوطة دمشق الشرقية، حيث سيطر عليه بالكامل بعد أن حاولت قواته لأشهر حصاره وفصله عن باقي مناطق الغوطة.


وتبرز أهمية هذا القطاع بأن بلداته وقراه كانت تشكّل السلة الغذائية لغوطة دمشق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وتحاصرها قوات النظام منذ أربع سنوات، وقد ساعدت بلدات وقرى القطاع الجنوبي في غوطة دمشق فيما مضى، والتي سيطرت عليها قوات النظام أخيراً، قوات المعارضة وسكان غوطة دمشق على الصمود خلال السنوات الماضية أمام حصار قوات النظام الخانق.
التوصل لاتفاق:
وتوصّل فصيلا "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، ليل الثلاثاء-الأربعاء، إلى اتفاق لوقف الاقتتال الدائر بينهما منذ عدّة أسابيع وراح ضحيته مئات القتلى والجرحى، وتمّ التوقيع على وثيقة مبادئ مشتركة تضمّنت ستة بنود، تعتبر كأساس لحل الخلافات بين الطرفين، وأكّد الطرفان في الوثيقة التي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، على "تحريم الاحتكام للسلاح، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى فتح الطرقات العامة، وإعادة الممتلكات والمؤسسات المدنية لأصحابها".
وتمّ التوافق أيضاً على "تشكيل محكمة مستقلة للنظر في قضية الاغتيالات"، مع التشديد على ضرورة الالتزام بكافّة الأحكام التي ستصدر عنها مهما كانت"، كما تضمّنت الوثيقة، "النص على وحدة الغوطة الشرقية، وعدم قابليتها للتقسيم وتحويلها لمناطق نفوذ، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق لحماية الجبهات العسكرية".
وأشارت الوثيقة إلى "وضع كافة النقاط الخلافية في ورقة عمل، وترتيب أولويات الحل ضمن جدول زمني، مع إعطاء صلاحيات للجنة الفعاليات المدنية المعتمدة التي تضم اللجنة كلاً من رئيس مجلس محافظة دمشق، ومدير شعبة الصحة في الغوطة الشرقية، ورئيس المكتب المالي في المجلس، ورئيس الهيئة العامة في الغوطة الشرقية".
اللافت في ورقة الفصائل أنها لم تتطرق البتة إلى أكبر خسائر فصائل المعارضة على الإطلاق في أثناء قتالها الداخلي في غوطة دمشق، إذ لم يشر اتفاق الفصائل إلى سعيها أو نيتها استرجاع ما كسبه النظام أثناء الاقتتال الداخلي في الغوطة، فقد سيطرت قوات النظام خلال الأيام الماضية وأثناء الاقتتال الداخلي في الغوطة، على بلدات دير العصافير وزبدين والركابية ونولة وحوش بزينة وعلى المزارع والقرى المحيطة بها، والتي تتميز بأراضيها الخصبة التي كانت مزروعة بالمحاصيل الزراعية والخضار، وحرمت سيطرة قوات النظام على هذه المناطق نحو 400 ألف من سكان الغوطة الشرقية من الاستفادة من هذه المحاصيل خلال هذا الموسم الزراعي.
حرمان من المساعدات:
ويشير توقيت هجوم النظام على القطاع الجنوبي في الغوطة، والذي بدأ في شهر مارس/آذار الماضي، إلى نية النظام حرمان سكان الغوطة المحاصرين من المحصول الزراعي لهذا العام والذي كان من المفترض أن يبدأ حصاده مع بداية الشهر الحالي، إلا أن الاقتتال الداخلي الذي عصف بقوة بفصائل الغوطة، سمح للنظام ليس بفصل قطاعها الجنوبي الذي يشكل سلتها الغذائية عنها فقط، وإنما بالسيطرة على هذا القطاع بالكامل أيضاً.
ويطرح كل ذلك الآن تحديات جديدة على فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، فهي باتت مطالبة من سكان غوطة دمشق بتأمين بديل للأراضي الخصبة والمزارع التي كان سكان المنطقة يعتمدون عليها في معيشتهم، مع مواصلة الدفاع عن الغوطة الشرقية أمام هجمات قوات النظام المستمرة.
وسيؤدي عدم نجاح فصائل المعارضة في تأمين مثل هذا البديل، إلى اقتراب حصول كارثة إنسانية في الغوطة الشرقية التي يقدر عدد سكانها اليوم بأكثر من 400 ألف نسمة، وسيتعرض هؤلاء إلى خطر المجاعة مع استمرار حصار النظام للبلدات والمدن التي يسكنونها وفقدانهم للأراضي التي كانت تشكل سلة زراعية تؤمن لهم المحاصيل سنوياً.
تدهور الوضع:
وتزيد المخاوف من تدهور الوضع الإنساني في غوطة دمشق الشرقية بالتزامن مع مواصلة قوات النظام وحزب الله اللبناني هجوماً على غوطة دمشق الشرقية من الجهة الجنوبية، وتمكنت هذه القوات من التقدّم والسيطرة على نقاط في محيط بلدة بالا في الغوطة الشرقية، صباح يوم الخميس الماضي، بالتوازي مع استمرار الاشتباكات مع فصائل المعارضة على خطوط التماس في الغوطة الشرقية، الأمر الذي يصعب مهمة قوات المعارضة في المنطقة بشن هجوم معاكس تسترجع من خلاله المناطق الهامة التي خسرتها أخيراً.
رد فعل فصائل المعارضة على خسارتها سلتها الغذائية في غوطة دمشق، اقتصر حتى الآن على عمليات قصف متفرقة لنقاط تمركز قوات النظام في محيط مناطق غوطة دمشق الشرقية، إذ أعلن المكتب الإعلامي لفصيل "فيلق الرحمن" عصر الخميس عن تمكّن قوات الفيلق من قصف نقاط لقوات النظام على جبهة الخماسية قرب حي جوبر شمال دمشق بقذائف الهاون ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر قوات النظام وجرح آخرين.

 

 

 

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع