رندة تقي الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3184
شـــــارك المادة
اتسم لقاء الرئيسين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب في نيويورك بود بالغ حيث كان ترامب يشيد بالرئيس الفرنسي والعرض العسكري في باريس الذي دعاه إليه في الصيف بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وهذا اللقاء الذي شل السير في نيويورك لبضعة ساعات لأن تحركات ترامب تتطلب إجراءات أمنية صارمة، لن يخرج بنتيجة على صعيد الملف السوري على رغم أن فرنسا تريد المساهمة بقوة في حل سياسي للحرب في سورية. فلسوء حظ الشعب السوري سلم بشار الأسد مصير بلده إلى القوتين اللتين أنقذتاه من السقوط، روسيا وإيران.
وترامب عازم على العمل مع ماكرون لمكافحة إرهاب «داعش» لكن مستقبل سورية لا يهمه بالفعل كما كان ذلك بالنسبة إلى سلفه باراك أوباما. وبرغم إصرار الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته جان إيف لودريان على تشكيل مجموعة اتصال لدفع الحل في سورية، لا يساعد انقسام مجلس الأمن حول هذا الموضوع على التفاؤل بنجاح مبادرة فرنسا. أمسكت روسيا زمام الأمور على الأرض في سورية وهي غير راغبة بتدخل فرنسا التي تؤيد معارضة سورية وطنية حقيقية غير تابعة لروسيا. فروسيا تمكنت من التوصل إلى تخفيض التوتر والعنف في بعض المناطق السورية وعززت موقع الأسد. وقول الوزير لودريان إن تحديد مستقبل سورية حسب الانتصارات العسكرية لمختلف الأطراف في مختلف الأماكن يعني تمزق البلد وتقسيمه هو ما يجري حالياً مع ما تقوم به روسيا وإيران وحزب الله على الأرض في سورية. والمشكلة ستتفاقم إن أصبحت روسيا هي من يريد تقرير مصير سورية ومستقبلها وتحديد النظام فيها والمعارضة. وحالياً ومرحلياً حتى إشعار آخر هي متحالفة مع إيران وحزب الله على الأرض. ودول المنطقة وخارجها كلها تذهب إلى روسيا للقاء بوتين بحثاً عن الحل بعدما مكنه إنقاذ الأسد من استعادة هيمنته وقوته في المنطقة. كل ذلك بسبب تراجع الاهتمام الأميركي منذ أوباما. والكلام الفرنسي عن المستقبل السوري وعن استحالة أن يكون هذا المستقبل يشمل الأسد، صحيح وعاقل. لكن قد يستطيع ماكرون لو سعى إلى القيام بجهود قوية وموحدة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذا أعيد انتخابها، أن يصل ربما إلى نتيجة مع بوتين. ولروسيا علاقات قوية جداً على الصعيد الاقتصادي مع ألمانيا ولا يمكن بوتين أن يتخلى عن العلاقة مع ألمانيا حيث تصب في صالحه. فربما يمكن ماكرون أن يحرك الموقف الروسي عن طريق ميركل. والمستشارة الألمانية مدركة كما ماكرون أن اللاجئين السوريين في أوروبا وألمانيا وفي الدول المجاورة لسورية عبء خطير على الدول كما على اللاجئين أنفسهم. وألمانيا فتحت لهم الأبواب والآن تريد إغلاقها. واللاجئون لن يعودوا إلى بلدهم في ظل نظام ذبحهم وخرّب بلدهم وهجرهم. فهناك بعض الأمل في تحريك الموقف الروسي في حال قررت ميركل إعطاء الأولوية لهذا الملف مع حليفها الأوروبي الأكبر ماكرون الذي يسعى إلى المساهمة في الحل. ولكن هناك أيضاً سيطرة إيران على الأرض في سورية عبر حزب الله. فهذه معضلة أخرى تصعب الحل السياسي لسورية. فالنظام يفرغ المدن المحررة من داعش لتغيير نوعية وطوائف السكان فيها. وكثير من الإيرانيين وغيرهم من أبناء الطائفة الشيعية تمركزوا في أماكن عديدة من سورية. والمسعى الفرنسي المحتمل لإشراك إيران في أي مجموعة اتصال يرغب الرئيس ماكرون بتشكيلها لدفع المفاوضات لا يمكن إلا أن يفشل. وإيران تحارب وتقتل وتدمر هي ووكيلها "حزب الله" على الأرض في سورية وهذا ما أكده عن حق رياض حجاب بعد لقائه ماكرون في نيويورك.. فالرئيس الفرنسي الشاب يتحرك ويريد وفق وزير خارجيته «العمل والمساهمة في حلول جميع أزمات العالم». لكن طموحه يصطدم بتراجع أميركي مع فلسفة ترامب «أميركا أولا» ومع هيمنة روسية متزايدة وتدخل إيراني يزعزع استقرار المنطقة.
الحياة
سلامة كيلة
سعيد الحمصي
محمد بسام يوسف
محمود الكن
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة