مزمجر الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 8295
شـــــارك المادة
1-تعود جذور #أحرار_الشام إلى سنوات الغزو الأمريكي الأولى للعراق ، فقد نشط مجموعة من الشبان السوريين في الدعم اللوجستي للجهاد العراقي 2- الشبان الذين فُتنوا في أدبيات القاعدة ومفكريها نشطوا في مجال التسويق الإعلامي وتسهيل عبور المجاهدين ، وعلاج جرحاهم ، وتأمين احتياجاتهم 3- في عام 2007 شنت أجهزة الأمن في سوريا حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الشبان من مختلف المحافظات ، والذين تم تحويلهم الى سجن صيدنايا 4- في سجن صيدنايا تشكلت النواة الأولى لأحرار الشام ، عبر التقاء حسان عبود ورفاقه - رحمهم الله - مع عدد من السجناء من مختلف التيارات الإسلامية 5- وفّر سجن صيدنايا فرصة لأولئك الشباب بالتعرف على فكر القاعدة عن قرب ، و الاحتكاك ببعض قياداتها ممن كانوا في السجن في تلك الفترة 6- الاحتكاك بقادة من تنظيم القاعدة والتعرف على أدبياتها عن قرب شكل صدمة لأولئك الشباب ، فتعاهدوا على ألأ يكونوا جزءا من القاعدة تحت أي ظرف 7- في نيسان من عام 2011 وبعد انطلاق الثورة ، أفرج النظام عن مئات المعتقلين الإسلاميين من صيدنايا ، وهو ما شكل أول نقطة تحول في مسار الثورة 8- إذ إن معظم أولئك المُفرج عنهم شكلوا فيما بعد فصائل "إسلامية" ، ميّزت نفسها عن سواد الشعب السوري المؤيد والمنخرط في #الجيش_الحر 9- في أواخر عام 2011 ومع اشتداد قمع النظام للمظاهرات السلمية ، أسس أبو عبدالله الحموي كتائب أحرار الشام ، وكان مهدها محافظة حماة
10- وسرعان ما انتشرت أحرار الشام في بقية المحافظات السورية ، مستفيدا -أبو عبدالله الحموي- من علاقاته مع بعض سجناء صيدنايا المُفرج عنهم 11- الصراعات الفكرية في صيدنايا وإن كانت أبعدت أحرار الشام عن القاعدة كتنظيم ،إلا أن الأحرار ظلت تدور في فلك السلفية الجهادية وأدبيات القاعدة 12- فقد عُرفت #أحرار_الشام أنها أول جماعة أُفرزت أيدلوجيا ، فميزت نفسها عن #الجيش_الحر ، ورفضت تبني علم الثورة ، وأبعدت المنشقين عن النظام 13- كما أن أحرار الشام أول جماعة احتضنت " المهاجرين" واستقبلتهم ، وأول من وضع شروطاً سلوكية ودينية على الشباب الراغبين بالانضمام إليها 14- ولازلت أذكر نصائح المهاجر "صقر الجهاد" لأبي عبد الله بعدم السماح للمهاجرين بتشكيل فصائل ، ثم ما لبث صقر أن انشق عن الأحرار وأسس صقور العز ! 15- مع ظهور داعش الإجرامية ، ولقاءات أبو عبد الله الحموي بعلماء من سوريا والسعودية ومصر ، دخل قادة الأحرار بمراجعات فكرية شاملة لمنهج الأحرار 16- تكللت بجهرهم بالابتعاد عن منهج " السلفية الجهادية" ، وتوقيع ميثاق الشرف الثوري مع فصائل الجيش الحر ، ودخولهم في مجلس قيادة الثورة 17- التحول الكبير في منهج الحركة لم يرض جميع قادتها ، فقرر قسم منهم تعليق عضويتهم فيها كأبي جميل قطب والطحان ، ولم تفلح محاولات إرجاعهم 18- بعد حادثة رام حمدان الشهيرة والتي أسفرت عن استشهاد جلّ قادة الحركة ، وما صاحب تلك الحادثة من طمس للأدلة والشواهد وإعاقة للتحقيقات 19- دعي من تبقى من قادة الحركة لاختيار أمير جديد لها ، وكانت معظم الترشيحات تتجه لصالح أبي أنس ، إلا أنه تنازل عن ترشحه لصالح أبي جابر الشيخ
20- مع وصول أبو جابر لقيادة الحركة عادت الشخصيات التي كانت على خلاف فكري مع القادة الشهداء، لتتسلم مفاصل الحركة ، وهو ما أعادها للمربع الأول
21- فعادت أحرار الشام إلى رماديتها ، وبدل التصدي لمشروع القاعدة التخريبي في الثورة ، شكلت القيادة الجديدة ما يشبه غرفة عمليات مع الجولاني ! 22- مما أفقد الحركة علاقتها الطيبة مع معظم حلفائها وأصدقائها ، وأفرز مشكلات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي ، أثقلت كاهل الحركة وحجمت دورها 23- لا شك أن انهيار الأحرار أمام #هتش -وإن بدا مفاجئا للكثير - فقد كان متوقعا لمن يعلم ماعايشته الحركة مؤخرا . ومن أهم أسباب ذلك الانهيار : 24- قيادة بين الضعف والتواطؤ : فالحركة التي يزيد عدد أفرادها عن 40 ألفا - حسب آخر إحصائية - أصبحت بلا أية فاعلية نتيجة تعاقب قادة ضعفاء 25- حالوا دون حسم مواقف الحركة سواء بما يتعلق بالبيت الداخلي أو على مستوى الساحة ككل ، وضعف القيادة أدى أيضا الى تأجيج الصراعات الداخلية 26- ولك أن تعلم أن قطاعات كاملة في الحركة رفض قادتها قتال الجولاني وحيدوا أنفسهم ، جبنا و خورا ، ثم راحوا يتشدقون ويحرضون غيرهم في تويتر ! 27- بل إن نائب أمير الحركة مع أمير قطاع البادية أول من تخاذلوا عن الدفاع عنها ، فسارعوا إلى توقيع اتفاقية مع الجولاني يحيدون أنفسهم فيها ! 28- وأن الجناح العسكري في الحركة - الذي لا يعلم معظم أفراده اسم ورسم قائدهم - لم يصمدوا نصف ساعة في القتال الأخير ، فسلموا مواقعهم ! 29- فجنود #أحرار_الشام وإن كانوا أصحاب بأس وشجاعة ، إلا أنهم غدوا بلا فاعلية تذكر مع وجود قيادات خائرة ضعيفة لاتحسن التدبير ، أو متواطئة !
30- غياب المشروع : فقيادة الحركة الجديدة لم تستطع إخراجها من المنطقة الرمادية الضبابية ، فغدت الحركة تائهة وغدا جنديها ضائعا مشتتا
31- وفي الوقت الذي كانت فيه الأحرار تدرس جنودها أن القاعدة إخوة عقيدة و شريك في الساحة ، كانت القاعدة تلقن عناصرها أن الأحرار مشروع صحوات ! 32- فعند القتال تورع عنصر الأحرار وأحجم ، وتجرأ عنصر #هتش وأقدم . وأي قتال بين فصيلين إسلاميين -لايحملان مشروعاً -سينتهي بانتصار الأكثر تطرفا ! 33- بل إن الأحرار فتحت مضافاتها ومقراتها لثعالب الجولاني ليبثوا سمومهم بين جنود الحركة ، ووصلت الحماقة للسماح للقحطاني بحضور اجتماعات الحركة 34- والاضطلاع حتى على مناقشات الشورى ! ، فاستطاع ثعلب الجولاني الماكر اختراق الحركة والتأثير فيها وتحييد قسم كبير منها في القتال الاخير ! 35- القحطاني وبعد خروجه من دير الزور إلى درعا إثر القتال المر مع داعش ، أظهر تراجعه عن الغلو وخلافه مع الجولاني وقادة القاعدة في الشمال 36- فاتهم الجولاني بخذلانه و باتباع طريق الغلو ، كما اتهم أبو جليبيب والعريدي بتبني فكر الخوارج ومحاولة قتله ، واغتيال قادة الجيش الحر بدرعا 37- بينما اتهم الجولاني القحطاني بالانحراف، كما أن الجولاني صرح لعدد من قادته في إحدى الجلسات- بينهم أبو يوسف- أن القحطاني لربما وقع في الردة ! 38- وبعد وصول القحطاني برفقة قادة القاعدة إلى الشمال ، التقى القحطاني بقادة الأحرار ، وأخبرهم بنيته الانشقاق عن القاعدة والانضمام للحركة 39- وإنه على خلاف منهجي مع الجولاني وأمراء القاعدة ، وإنه يحاول إقناع قطاع الشرقية بالكامل الانشقاق عن جبهة النصرة ، ليتبين لاحقا كذب دعاويه
40- فمازال يماطل الأحرار ويلقى الدعم منهم حتى رضي الجولاني بلقائه ، ومع جلسة عتاب قصيرة انتهت "بتبويس الشوارب" عاد القحطاني إلى بيت الطاعة 41- وبمجرد منحه الجولاني منصباً سقطت عن الجولاني تهم الغلو والخذلان ! ، وبمجرد تقديم القحطاني ولاءه "للرفيق الجولاني" سقطت عنه تهم الردة ! 42- وأثناء القتال الأخير بين جيش الإسلام وميليشيات الجولاني في الغوطة ، عاد القحطاني لسيرة دعشنته الأولى ، فاتهم جيش الإسلام بالعمالة والضلال 43- وهذا ديدن الخوارج المارقين في الحكم على الخصوم ، فجعلوا قتال أي جماعة لعصابتهم مناط ردة و دليل عمالة ، بوصفهم جماعة المسلمين دون سواهم ! 44- لكن المفارقة أن يتهم القحطاني جيش الإسلام بالعمالة ! ، فقد اعتدنا سابقا على سماع تلك التهم من "جعارة " وبقية الجوقة في لندن وكندا وعمان 45- لكن العجب أن يصدر الاتهام من القحطاني الذي خرج برفقة قادة القاعدة من درعا مرورا بوسط دمشق ، وبحراسة مشددة من قوات النظام حتى وصل الشمال ! 46- ومن حقنا أن نسأل : كيف ولماذا سمح النظام "لرتل ضخم" يحوي أبرز قادة القاعدة أن يمر بالقرب من قصر الأسد ومن المزة بدمشق ويحرسه حتى إدلب ؟! 47- ولن يجيب على هذا السؤال سوى من عاش في سجون النظام أو خدم في فروع مخابراته ، وأدرك العلاقة الوطيدة بين النظام والقاعدة على مر 20 عاما! 48- بالعودة للشمال .. فقد استجاب الجولاني لدعوات القحطاني وغيره لمحاكمة أبو جليبيب على جرائمه في درعا بأن عيّنه أميرا على قطاع الساحل ! 49- كما فعل سابقاً مع المجرم أبي أحمد الشامي الذي تسبب بمقتل أكثر من 150 مدنيا في تفجير القزاز بدمشق ، بأن عينه أميراً على الحسكة !
50- وهذه هي طريقة البعث في المحاكمات ، ولعل من يطالب بمحاكمة أبو اليقظان اليوم على فتواه الإجرامية يريد بطريقة غير مباشرة ترقيته لمنصب أرفع ! 51- إلا أن أبو جليبيب وبعد ترقيته على جرائمه في درعا حاول منازعة الجولاني "ملك إدلب" بدعوته لمبايعته أميرا على القاعدة ، فجن جنون الجولاني ! 52- فارسل جنوده في القرى حاشرين ليأتوه بأبي جليبيب ، حتى تمكنوا من أسر زوجته بالبادية وابتزازه بها - على الطريقة البعثية - ليسلم نفسه ! 53- بالعودة للقحطاني .. وأثناء هجوم الجولاني على الأحرار أشاع القحطاني أنه رافض لهذا البغي ، ومطارد من قبل الجولاني لأجل موقفه هذا 54- بينما كان يطوف على قطاعات الحركة ليثنيهم عن القتال ، ثم ذهب للزنكي ليحاول إقناعهم بالرجوع إلى الهيئة ، ويحول دون محاولتهم فض الاشتباك ! 55- أما المحيسني - عراب الاندماجات عند الجولاني - وأثناء بغي الجولاني على فصائل حلب ذهب لقادة الأحرار وأبلغهم بنيته بث شهادة ضد الجولاني 56- مشابهة لشهادته ضد داعش ، وإنه ذاهب لمقابلة الجولاني ليأمره بكف البغي وينهاه . ذهب المحيسني لمقابلة الجولاني وانقطع الاتصال معه لساعات 57- حتى أن بعض القادة طلبوا مني التغريد عن اختفاء المحيسني ، وأنه لربما قد أصابه مكروه عند الجولاني ، ثم اتفقنا أن نتريث حتى المساء 58- في المساء كانت المفاجأة بمبايعة المحيسني للجولاني !! ، فأطل علينا المحيسني بدين جديد يأمر بمبايعة الباغي بدل الوقوف في وجهه وقتاله ! 59- وتذرع بأن خطوته تلك تهدف الى إصلاح الهيئة من الداخل ، وأنه مع بقية المجلس الشرعي سيساهمون في ضبط سلوك الجولاني ، وسيستقيل إن تعذر ذلك
60- استمرت الهيئة في بغيها وإجرامها ، فلا يكاد يمر يوم دون تسجيل حالة تعدي أو سرقة من قبل جنود الهيئة ، وسط صمت المحيسني والمجلس الشرعي! 61- حتى نشب القتال الأخير إثر بغي الجولاني على الأحرار ، فأنكر المحيسني أن المجلس الشرعي أصدر فتوى بقتال الأحرار ، وصرح أنه ضد الاقتتال 62- ثم أشاع المحيسني أنه مطارد من قبل الجولاني ، كي يخفف الضغوطات عنه ، وبعد أن سيطر الجولاني على مواقع الحركة خرج ليبارك الاتفاق ! 63- وأما أبو الحارث المصري - الذي بلغ من العمر عتيا - فقد كان في ليلة هجوم الجولاني على المعبر يدخل على زوجته السورية الثالثة أو الرابعة ! 64- الانهزام النفسي : فمعظم الثوار من شتى الفصائل يرون أنفسهم مجاهدين من "درجة ثانية" ، ودون العنصر القاعدي الذي يتفوق عليهم ديناً وشجاعة 65- وهذا ماجعل معظم الفصائل - وفي مقدمتها الأحرار - ترضخ لمزاودات القاعديين ، وتضعف أمام ابتزاز الجولاني لها ، فتنهزم أمامه بالسلم قبل الحرب 66- ففي الوقت الذي كان فيه الجولاني يستجدي بعض الأطراف الدولية ويحاول إرسال الوسطاء سراً ، كان يضغط على الثوار لقطع علاقتهم بتركيا ! 67- بل إن ميليشيات الجولاني ممثلة بمسؤولها الأمني في حلب ، حاولت سابقا فتح قناة تواصل مع الأمريكان عبر إحدى المنظمات العاملة في تركيا ! 68- وفي الوقت الذي كان فيه الجولاني يرعى اتفاق كفريا والفوعة ويؤمن خروجهم ، كانت أبواقه الإعلامية تخون ثوار المناطق المهادنة في حلب والغوطتين 69- ولا شك أن مزاودات التيار القاعدي في الثورة ورضوخ الفصائل - وفي مقدمتهم الأحرار - لتلك المزاودات كان له تأثير واضح في أمد ومسار الثورة . من حساب الكاتب على تويتر
أبو مضر
حسان الحموي
عبد الكريم بكار
عبد الباسط سيدا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة