مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3418
شـــــارك المادة
-1-
أنفق نظام الاحتلال الأسدي الطائفي على مدى عقود من الزمن أموالاً هائلة وجهوداً مذهلة لبناء جيش قوي كبير بهدف الدفاع عنه، وليس بهدف الدفاع عن الوطن. كان الكل يعلمون أن هذا الجيش سيوجه أسلحته إلى صدور السوريين أنفسهم لو تجرأ السوريون على التمرد على هذا النظام الظالم المستبد، فكيف تجرؤوا وكيف ثاروا عليه؟
لم يستعن السوريون إلا بأنفسهم بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، فثاروا بادئ ذي بدء وليس في أيديهم سوى أغصان الزيتون، ثم ألجأهم النظام إلى الدفاع عن أنفسهم -لمّا أطلق عليهم جيشَه العرمرم وقُواه الأمنية العاتية- فلم يجدوا ما يردّون به عدوانَه عليهم سوى بعض البنادق.
كيف استطاع حَمَلة أغصان الزيتون الثباتَ في شهور الثورة الأولى وهم يتلقون الرصاص في الصدور؟ ثم كيف استطاعت الأسلحةُ الخفيفة أن تصمد أمام المدافع والصواريخ؟ إنها إرادة الله.
-2-
لم يعرف أحدٌ إلى اليوم كيف نجحت هذه الثورة بالصمود والبقاء والاستمرار، ولن يعرف أحد. لقد بدأت بقدر الله ومضت بإرادة الله وصمدت برعاية الله، فكان الله معها من أول يوم -بفضله تعالى وله الحمد- ورعاها على عينه طول الطريق. ليس هذا كلاماً إنشائياً لا دليلَ عليه، بل إنه حقيقة تستمد أدلّتَها من عالم الحقائق والأرقام.
خمس سنوات كوامل ونظام الأسد يحاول يائساً القضاء على الثورة، ولم ينجح. ودخلت إيران مع النظام بقوتها العسكرية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية كلها بهدف القضاء على الثورة، ولم تنجح. وخذل العالمُ كله ثورةَ سوريا وحاصرَتها القوى الدولية ومنعت عنها أمريكا السلاح النوعي رجاءَ أن تستسلم الثورة أو تموت، ولم تنجح. وأخيراً دخلت إلى الميدان دولةٌ من أقوى دول العالم فقصفت المدن وأحرقت الأرض لتنهي الثورة التي لم تنتهِ إلى اليوم، ولم تنجح.
فكيف كان ذلك؟ كيف استطاعت الثورةُ الصمودَ والبقاء حتى اليوم؟
-3-
بعد خمس سنوات من الضغط الهائل ما تزال الثورة صامدة وما يزال العدو عاجزاً عن القضاء عليها، حتى وإن عجزت هي عن إلحاق الهزيمة المأمولة به. المعارك لنا في يوم ولعدونا في يوم والحرب بيننا سِجال. هذه النتيجة توحي بأن الثورة تملك قوة مكافئة لقوة العدو، أو لنقل بعبارة رياضية: "إن قوة النظام = قوة الثورة".
ما هي القوة التي لا بد من وجودها في طرف الثورة لتستقيم المعادلة؟ القوة غير المرئية التي تعادل ثلث مليون جندي مدججين بالسلاح وعشرات الآلاف من الدبابات والمدرعات والطيارات والمدافع والصواريخ؟ ما هي القوة الخفية التي جعلت شعباً أعزل قادراً على الصمود في وجه نظام من أعتى وأقسى أنظمة الأرض، تَمُدّه من خلفه دولة من أقوى دول الإقليم ودولة من أقوى دول العالم، وتتقاطر لنجدته مليشيات طائفية من كل مكان؟
إنه الله رب العالمين. إنكم لن تروا الله جهرة يا أحرار سوريا ويا أيها الصامدون الصابرون على البلاء الطويل، ولكنكم ترون قدرته وقوته وهي تدعم هذه الثورة وتهيّئ لها أسباب القوة والثبات والصمود والاستمرار، من حيث لا يعرف أحد ولا يَقْدر أحد ولا يقدّر أحد. إنكم ترون بأعينكم حقيقة المعادلة: "نظام معه أسلحة الدنيا ودول الأرض، وشعب ضعيف أعزل معه الله".
-4-
لقد كانت الثورة معجزة إلهية من يومها الأول، فإن البدء بها كان ضرباً من ضروب الخيال، ولو أن أحداً سأل السوريين قبلها لقالوا إن الثورة على النظام الأسدي المجرم من المستحيلات، فإن انتزاع جذوة من قلب الشمس أهونُ من تحدي هذا النظام الموغل في الطغيان والإجرام.
إن كل ما نملكه من قدرات يبدو مضحكاً هزيلاً إذا ما قورن بما تملكه فرقة واحدة من فرق جيش الاحتلال الأسدي أو بما يملكه فرع من فروع المخابرات، ولكنْ مَن قال إن ما نملكه هو سبب الانتصار؟ إنما نحن أدوات وكل ما نملكه أدوات، والفاعل على التحقيق هو الله، والناصر يقيناً هو الله: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم}، {وما النصر إلا من عند الله}.
فاصبروا يا أيها الناس، اصبروا واثبتوا ولا تهنوا ولا تستسلموا ولا تقبلوا بغير النصر الكامل، والنصر الكامل هو إسقاط النظام كله وليس رأسه فقط، هو تحرير سوريا من الظلم والاستبداد، هو تخليص سوريا من الحكم الأمني القمعي ومن سطوة وسلطان أجهزة المخابرات.
وتذكروا وأعيدوا تذكير أنفسكم في كل يوم جديد: لقد بدأت الثورة بمعجزة وصمدت بمعجزة ونجت من كل المؤامرات والأخطار بمعجزة، وسوف تكون خاتمة معجزاتها وأعظمها هي معجزة الانتصار الكبير بإذن الله.
الزلزال السوري
أسامة حوى
سلوى الوفائي
ناديا مظفر سلطان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة