جلال زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3030
شـــــارك المادة
لمع مؤخرا اسم "جيش الثوار" كمليشيا ترفع علم الثورة، لكنها تقاتل الثوار، وتصطف إلى جانب قوات الحماية الكردية ضد المشروع الوطني الجامع! مما دفع الكثيرين للاعتقاد أنّه جيش وهمي؛ هدفه تلميع وتجميل صورة قوات الحماية، وإعطاؤها المبرر لاحتلال المناطق العربية. لكنّ تسارُع الأحداث في الريف الشمالي لحلب، والمعارك الدائرة في حيي الهلك وبستان باشا؛ أماطا اللثام عن حقيقة هذا "الجيش".
لقد تبين أن فصيل "جيش الثوار" عبارة عن مجموعة من مقاتلي الجيش الحر الفاسدين، الذين تسلقوا الثورة السورية، إضافة لخلايا نائمة زرعها النظام السوري لتشويه الثورة، وضرب الحاضنة الشعبية، وتمزيق الثورة من الداخل.
وتبرز أدلة كثيرة يعرفها جيدا أهالي حلب وإدلب تثبت هذا الرأي، ففصيل "غرباء الشام" الذي كان يتزعمه حسن جزرة، المشهور بإجرامه وسرقاته، هو أحد مكونات "جيش الثوار"، ومن يتتبع أسماء القيادات والشخصيات المكونة لهذا "الجيش"، يجد أن معظمها من الملاحقين والمطلوبين للفصائل الثورية؛ بسبب فسادهم وممارستهم لأعمال السلب والنهب والقتل.
وينبغي الإشارة إلى أن جبهة النصرة، وأحرار الشام، وغيرها من الفصائل الإسلامية والوطنية؛ هي من تولت ملاحقة هؤلاء الفاسدين من خلال قوة "رد المظالم" وغيرها، وهذا ما يفسر حقد "جيش الثوار" على هذه الفصائل التي قلَّمت أظافرهم.
ويوضح ما سبق دعاوى روسيا حول دعمها للمعارضة السورية والجيش الحر، فالروس عندما يتكلمون عن دعم المعارضة والجيش الحر؛ فإنما يقصدون دعم عملاء الأسد من الثوار الفاسدين؛ ضد الثوار غير الفاسدين.
وينكشف هنا السر الذي أدى لركوب قوات الحماية الكردية وجيش الثوار مركبا واحدا "مليشيا سوريا الديمقراطية"، فرغم اختلاف المشروع والهدف والعداء السابق؛ يتحدان ضمن تشكيل معين. ونزعم أن عداءهما المشترك للفصائل الإسلامية والوطنية وراء تلاقيهما.
أما السبب الرئيسي لتلاقيهما، فيرجع لأسباب خارجيّة تقف وراءها الولايات المتحدة وروسيا معا، فمليشيا "سوريا الديمقراطية" لا تمتلك أية حاضنة شعبية، ولا سيما في المناطق العربية، وليس أدل على ذلك من رفض أهالي المناطق التي سيطرت عليها قوات الحماية العودة إلى مناطقهم، رغم نداءات مليشيا "سوريا الديمقراطية" لهم بالعودة، خلافا للجيش الحر الذي ما إن يسيطر على منطقة حتى يرجع الأهالي دون طلب العودة.
ويبدو غريبا مقدار التوافق والتناغم الأمريكي الروسي على دعم هذا الفصيل، إذ قدمت الولايات المتحدة دعما جويا كثيفا مكنها من السيطرة على سد تشرين غرب الفرات، وتجاوز الخط التركي الأحمر، ووفر الروس الغطاء ذاته ليسيطروا على عدد كبير من القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي، ويصبحوا على بعد بضعة كيلو مترات من أعزاز ومارع.
ويتوقع أن تخوض مليشيا "سوريا الديمقراطية" بعضا من المعارك المحدودة ضد النظام؛ لتبرئتها من العمالة للنظام، ولإكسابها قدرا من الشرعيّة الثوريّة والحاضنة الشعبية، كما يتوقع منها فتح جبهات مع "تنظيم الدولة" لإعطائهم الشرعية الدولية كطرف يحارب "الإرهاب".
ومن يقف على حقيقة "جيش الثوار"، ويدخل للخبايا؛ يلحظ خواء هذا الفصيل، بل يكاد يجزم أن هؤلاء لا يحملون مشروعا، خلافا لقوات الحماية الكردية التي تتستر بهم، فهؤلاء أقرب للمرتزقة المأجورين، وهذا ما يفسر تسميتهم من قبل أهالي ريف حلب الشمالي بـ "جيش الفجار والدولار.
ويبقى السؤال المطروح: ما السرُّ الذي يدفع الروس والأمريكان لدعم هذا الفصيل "سوريا الديمقراطية" رغم استحالة انتصاره على المدى المتوسط والبعيد، فأقصى ما يستطيعه التضييق على تركيا، واحتلال بعض المناطق لفترة معينة، وإضعاف الثوار الوطنيين؟
والحق يقال إنّ الطرفين "الروس والأمريكان" لا يريدان سوى ذلك، فما مليشيا "سوري الديمقراطية" إلا أداة للضغط على المعارضة السورية الوطنية، للقبول بحلّ سياسي تُميّع فيه الثورة، حيث يتمُّ المزاوجة بين بقايا النظام دون الأسد والمعارضة، مع الحفاظ على المنظومة الأمنية، مما يمكن الغرب من الحفاظ على مصالحه، ويحقق أمن "إسرائيل"، ويمنع السوريين من تحقيق طموحاتهم، وفي حال الاعتراض من الثوار وتركيا؛ فإن الدعم لهذا الفصيل آخذ بالازدياد حتى تتمزق سوريا أكثر، ويهدد الكرد تركيا أكثر.
عربى21
سمير صالحة
معاذ عبد الرحمن الدرويش
خليل العناني
عبد الباسط سيدا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة