عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 7717
شـــــارك المادة
كثيرٌ من الناس لا يقدّر النعمة التي حباه الله إياها، حين اصطفاه لسكنى بلاد الشام، التي هي صفوة الله من بلاده، يجتبي إليها صفوته من خلقه، يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا إن الإيمان حين تقع الفتن بالشام"، ويقول : "طوبى للشام لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه". ولقد كان كثير من أهل الشام يتمنى لو أن الله فتح له باب الجهاد في فلسطين أو الشيشان أو أفغانستان أو غيرها لينصر إخوانه وينال شرف الجهاد، فها هو الجهاد قد أتى إليهم، فهل تراهم يفرون منه؟ كما فعل بنو إسرائيل الذين قال الله عنهم :[أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَالَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ]. (البقرة 246). لا شك أن كثيراً من شبابنا قد التحق بدرب الجهاد، وانتسب إلى فصيل ما، يقاتل في صفوفه، لكن في المقابل لا يزال هناك كثير من الناس زاهدين في الجهاد، وكأن الجهاد على غيرهم قد كُتب؟ وكأنهم غير معنيين بالجهاد؟ مع أننا في حالة دفع صائل يوجب الجهاد على كل قادر على حمل السلاح، شاباً كان أو كبيراً، طالباً أو مدرّساً، تاجراً أو موظفاً. ولئن كان بعض هؤلاء منشغلين بأعمالهم التي يحتاجها الناس، أو كانوا ممن لا تساعدهم أجسامهم على خوض المعارك، أو كانوا ممن يعيلون أسرهم، أو كانوا ممن يسكنون بعيداً عن الجبهات، فإن واجب الجهاد لا يسقط عنهم، بل عليهم أن يقوموا به قدر استطاعتهم. وفي هذه المبادرة: أنصح كل أخ في المناطق المحررة، وفي المخيمات، وفي دول الجوار، أن يقوم بواجب مقدور عليه، لا يستغرق وقته كاملاً، ولا يعيق أعماله، وفي ذات الوقت يكسبه أجر الجهاد في سبيل الله، ألا وهو الرباط قدر المستطاع، على إحدى الجبهات، والذي يمكن أن يكون يوماً في الأسبوع، أو يوماً كل أسبوعين، بحسب القدرة، بما يحقق فوائد عدة أهمها: 1- أداء أقلّ الواجب الشرعي المفروض على كل مسلم، لردّ الصائل وحماية الدين والعِرض والأرض، وكسب ثواب الجهاد والرباط. 2- سدّ ثغر عظيم يحتاج إلى أعداد وفيرة، لا تستطيع الفصائل سدها. 3- تشجيع الشباب وبثّ روح الجهاد في صدورهم وعقولهم، من خلال رؤية الرجال وكبار السن وأصحاب المهن يشاركونهم همّ الدفاع عن الدين والبلاد. 4- توسيع القاعدة الشعبية للجهاد، ودخول الناس جميعاً تحت هذا الشرف، بما يزرع المودة والألفة بين القلوب، ويعصم من سخط الله الذي ينال القاعدين، وينذرهم بالاستبدال والعذاب الأليم. ولا بد لنا ونحن نحثّ الناس على الرباط أن نستحضر ثواب المرابط في سبيل الله، حيث أمرنا الله سبحانه بالرباط فقال: [يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون] (آل عمران 26). وبّين النبي صلى الله عليه وسلم ثواب المرابط فقال في الحديث الذي يرويه سهل بن سعد رضي الله عنهما: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) رواه البخاري ومسلم. وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان) رواه مسلم. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. مبادرة : "رابط ليلة" هي مبادرة نبوية، تحثّك أخي المسلم على عدم تفويت ثواب الرباط، ولو بقضاء ليلة مع المجاهدين، احمل سلاحك وكن معهم ليلة في كل أسبوع أو في كل عشرة أيام، أو في كل أسبوعين، أو في كل شهر إن عجزت، مهما كان عملك ومهما كانت وظيفتك لا تفرّط بثواب رباط ليلة في سبيل الله، واحرص على أن تكون ممن ينال رضا الله، ويحرس دماء المسلمين وأعراضهم، فأين المشمّرون؟ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). رواه الترمذي.
نور سورية
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة