..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

معالم على طريق الثورة 14

محمد حسن العلي

٢٦ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7358

معالم على طريق الثورة 14
1 أمل النصر رغم الجراح.jpg

شـــــارك المادة

لقد كان الحديث في الرسالة السابقة عندما انطلقت حناجر الثوار الأحرار في كل ميادين المدن والقرى السورية تنادي بالحرية و إسقاط نظام الاستبداد، وارتفعت اللافتات وتعالت الهتافات بسلمية الثورة، وما هم إلا مكون من مكونات الربيع العربي الذي بدأ بتونس وانتهى باليمن مرورا بمصر.
و لكن سرعان ما تفاجئوا بخطأ حساباتهم ووجدوا أنفسهم أمام إجرام عاتي وأنهم على موعد في كل جمعة لحصد أرواح العشرات وجرح المئات وبدأت شعارات الجمعة تستغيث مرة بالعرب ومرة بالجامعة العربية وأخرى بمنظمة التعاون الإسلامي. 

 

 

وظنوا أنفسهم أنهم مكان المرأة المسلمة في عمورية عندما اعتدى عليها أحد علوج الروم وصاحت وامعتصماه و سرعان ما انتفض ذلك الخليفة المسلم ليقول لها لبيك ويثأر لها ممن اعتدى عليها ومن ملك الروم نفسه وأرغمه ليس فقط ليعيد للمرأة المسلمة عزتها وكرامتها فقط بل يرغمه على دفع الجزية صاغرا ذليلا.
أما ثوار سوريا السلميون الذين لا يملكون إلا الصدور العارية لم يجدوا من ينتصر لهم من الأقربين، فوجهوا شعارات جمعهم عبر البحار إلى منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ومجلس الأمن أملا منهم بنصر وعون على من ظلمهم كما ظنوا وتوهموا، فجاءتهم الاستجابات والتصريحات التي ظاهرها النصرة وردع المجرم عن مواصلة إجرامه وأمره بالرحيل والتنحي.
ولكن بعد توالي الأسابيع والشهور ظهرت حقيقة هذه التصريحات وتبين أنها تصريحات ملئها الخداع والحقد على هذه الثورة والثوار، وليس ذلك وحسب بل تبين أن أصحاب هذه التصريحات الكاذبة هم ممن يدعم هذا المجرم في إجرامه وبطشه.
وهنا بدأت الغشاوة تنزاح عن عيون الكثير من أبناء سوريا الثوار وبدأوا وكأنهم إنسان بدأ يصحو من غيبوبته أو سباته وبدأوا يدركون أن هذا الكوكب الأرضي لا مكان فيه لشيء يسمى حقوق إنسانية أو كرامة آدمية بل هو أشد انحطاطا من شريعة الغاب.
وهنا ارتفعت عيون الثوار إلى السماء ليقولوا في أحد شعارات الجمع التي عادة ما يُتفق عليها بالأكثرية ليقولوا " ما لنا غيرك يا الله " و إني أقول لأحبابي وأبطال سوريا الآن قد أمسكتم بطرف الحقيقة التي توصلكم إلى بر النصر و الأمان بإذن الله ولكن هذا الشعار يحتاج إلى وقفات لنتبين حقيقته وأهدافه ومراميه لأن هذا الشعار هو المحور الأهم بل هو المحطة الأساس في كل المعالم على طريق الثورة وقبل البدء بالحديث عن هذا الشعار لا بد من الحديث مع الأقلية التي لا تؤمن بهذا الشعار وتتوجس خيفة ممن ينادون به فبادئ ذي بدء هل هذه الأقليات هبطت من كوكب آخر إلى سوريا في بداية تسلط هذه العصابة الأسدية المجرمة على شعب سوريا حتى نجد من يتباكى عليها في شرق الأرض وغربها ويتباكى على مصير تلك الأقليات وكأن إعصار التتر ومحاكم التفتيش في الأندلس سيمر بسوريا بعد الخلاص من العصابة الأسدية وأنه لا بد من تغيير ديموغرافي لسكان سوريا حسب زعم سكان طهران المجوس و حكام روسيا الإلحادية لتصبح الأكثرية في سوريا والتي نسبتها أكثر من 80% أقلية، و تصبح الأقليات التي لا تتجاوز الـ 20% أكثرية ؟!
كيف يتم ذلك نترك الإجابة لأفعال حكام طهران في العراق وفعل الثورة البلشفية في مسلمي القوقاز عام 1927 .
أما السؤال الذي يحتاج للإجابة من الصليبيين و البلاشفة الملحدين والمجوس الصفويين، فهو ماذا جرى لهذه الأقليات التي كانت موجودة في سوريا منذ ألف سنة؟
هل حدث لهم ما يكدر عيشهم من الأكثرية المسلمة؟
أم أن الأكثرية المسلمة محكومة بقواعد شريعتها العظيمة فقرآنها العظيم يقول {ولقد كرمنا بني آدم} بني آدم مكرم مهما كان معتقده والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه المصطفى عليه السلام {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} لم يقل رحمة للمسلمين فقط بل لكل البشر فالمسلمون ربنا أنقذهم بهذا النبي من النار وأسعد في الدنيا من آمن منهم و عمل صالحا.
أما غير المسلم الرحمة به أن يعامل في الدنيا معاملة حسنة تليق به و بآدميته فحقوقه غير منقوصة فله ما للمسلمين و عليه ما عليهم.
و أما الحديث عن الفئة الثانية التي استنكرت رفع شعار "ما لنا غيرك يا لله " فهم اليساريون و الليبراليون الذين هم بالأصل مسلمون .
فاليساريون كانوا يحلمون ويمنّون أتباعهم بالخلد الموعود في ربوع الشيوعية, وقد أجزل لهم بوتين العطاء السخي بطائرات و أسلحة فتاكة تحصد أرواح عشرات الألوف من أبناء سوريا .
و أما الليبراليون المغرمون بالحضارة الغربية والتي قوامها ليس فقط الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الإنسان وراحة الإنسان بل حتى عن حقوق الحيوان وراحته ، فالبقرة لا تحلب عندهم إلا على أنغام الموسيقى حتى تسعد و تهنئ ،
و أما عن أبناء سوريا و الإجرام الذي يمارس ضدهم ، فهم الذين بوؤوا هذه العصابة هذه المكانة وباركوا لها فعلها و إجرامها في الثمانينات قديما و الآن في بداية القرن الحادي والعشرين حديثا.
كنت أتمنى لهؤلاء و هؤلاء - الذين يدعون أنهم هم التنويريون و المثقفون والتقدميون وغيرهم من هم من مخلفات القرون الوسطى - أن يعودوا إلى رشدهم ويفكروا بشيء من الموضوعية و يستيقظوا من وهمهم وغيهم الذي هم فيه سادرون وضلالاتهم التي هم فيها يتخبطون قبل فوات الأوان وقبل أن يلعنهم التاريخ ويرميهم في مزابله وبعد هذا الحديث المختصر عن تلك الفئات التي لا ترى لهذا الشعار أن يرفع أعود للحديث عن وقفات حول هذا الشعار في معلم آخر من معالم على طريق الثورة بإذن الله .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع