..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تجربة جيش الفتح

أحمد أبازيد

٤ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3902

تجربة جيش الفتح
335823.jpg

شـــــارك المادة

أعلن فيلق الشام انسحابه من جيش الفتح، بعدما انسحب -أو أُخرج- فصيل جند الأقصى من جيش الفتح قبل عدة أشهر.

حقق جيش الفتح بعد تحرير إدلب خطوات موازية على المستوى التنظيمي والإداري كسلطة مدنية، بعدما حقق إنجازات عسكرية ضخمة، منذ تحرير إدلب وحتى سهل الغاب، وكان أهم تطور في خطابه تبني قتال داعش في بيان غزوة حماة، وهو ما خرج بسببه فصيل جند الأقصى.

لا شك أن تجربة جيش الفتح، كغرفة عمليات عسكرية، شكلت مرحلة مهمة من الثورة السورية المسلحة، وأعطت آمالاً بالإنجاز العسكري والتحالف الميداني بين الفصائل الثورية والجهادية، وإن كان عنوان الجيش أعطى صورة للتوحد أكثر من واقعه كغرفة عمليات.

ولم ينجح جيش الفتح في اختبار حلب الأصعب عسكرياً كما نجح في إدلب، حيث استطاع نظام الأسد والميليشيات الإيرانية أن تتقدم قرابة 400 كم2 في ريف حلب الجنوبي منذ التدخل الروسي، وقسم مهم من هذه الجبهات -على عكس البروباغندا المنتشرة ضد فصائل حلب- كان يرابط عليها جيش الفتح (وأهمها الحاضر والعيس)، كما أن قسماً آخر كانت ترابط عليه فصائل غرفة فتح حلب، وقسم مشترك بينهما، ولا يمكن تحميل وزر الخسارة لأحدهم دون الآخر، وإن كان تأخر جيش الفتح قرابة شهر في تلبية نداء حلب وفصائلها المستنزفة سيبقى نقطة سلبية في سجلّه.

إن توحيد العمل العسكري في كيانات كبرى أضحى يتجاوز الأمل فقط، ليكون ضرورة وجود نراهن عليها، ولا نحتمل في الساحة الثورية صدامات داخلية بين الفصائل، مهما كان حجم اختلافاتها، فأن نعمل معاً في معركة أو مؤسسة هو خيار أفضل طبعاً.

والمرحلة القادمة، بكل ضغطها السياسي والعسكري تطلب منا أن نحقق بشكل أسرع، ولكن أكثر إتقاناً وديمومة توحيد العمل العسكري في الشمال السوري خاصة وسوريا عامة ضمن كيانات أكثر شمولية، على الأقل ضمن واجهة سياسية وإعلامية موحدة، دون استعجال الاندماج بين مكونات المشروع أو اشتراط وجود قيادة موحدة، وهي شروط غير ضرورية -وإن كانت أفضل في الوضع الطبيعي- إن كانت ستؤدي لانفراط عقد المشروع، كما حصل في الجبهة الشامية مثلاً.

وبين تقلص كيانات أو تفككها وقيام كيانات أخرى، وهي سنة الحياة والسياسة والحرب، نرجو أن يعجل الله باليوم الذي ننجز فيه واجبنا الأول الذي تهاونّا فيه وعمل على إفشاله الآخرون أيضاً، اليوم الذي يتعامل العالم مع الثورة السورية من خلال كيان واحد يجمع أفرادها وفصائلها تحت مسمى الجيش الحر ورايته، هؤلاء الذين ينقصون كلّ يوم، بينما يزداد الأعداء والضغوط.

اللهم قدّر لنا الخير

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع