..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من يتخلى عن بشار الأسد أولاً؟

حسين. ع

٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6160

من يتخلى عن بشار الأسد أولاً؟
000 بوتين اوباما و000.jpg

شـــــارك المادة

إيران وروسيا في سباق كلامي لخطب ود أميركا. مرشد الثورة علي خامنئي يقول إن شعار “الموت لأمريكا” لا يعني فعليا تمني الموت للأميركيين، بل هو تعبير عن معارضة إيرانية للحكومة الاميركية وسياساتها. إدارة الرئيس باراك أوباما تقرأ التصريحات وتسعد، وتقول للمشككين إن سياسة الانفتاح على إيران أثبتت صوابها، وأن دعاء خامنئي بالموت لأمريكا لم يعد يعني فعليا الموت لأمريكا، وربما دعاءه بالموت لإسرائيل لا يعني الموت لإسرائيل.

ولا يكاد أوباما وصحبه يفرغون من التهليل لتصريحات المرشد، حتى تطل الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لتقول أن موسكو غير معنية بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الروس لا يهتمون إذا ما رحل الأسد أو بقي في الحكم.

وتصريح زاخاروفا يشبه تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي قال الأسبوع الماضي إن إيران لا تتمسك بالأسد رئيساً إلى الأبد.

سبب السباق الإيراني الروسي في التلويح بالتخلي عن الأسد هو اعتقاد البلدين أن أميركا تنسحب من الشرق الأوسط، وأنها تبحث عن ورثة يديرون المنطقة بعد رحيلها. ولا شك أن البلدين يعتقدان أنه مثلما سلمت أميركا العراق لإيران، فهي تبحث اليوم عن دولة تسلمها سوريا.

كذلك، تدرك كل من إيران وروسيا أن الشرط الأميركي الوحيد لتزكية واشنطن لنفوذ أي منهما في سوريا هو رحيل الأسد، على الأقل كلاميا، وهو ما يعنيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في قوله أن أميركا لا تعارض وجود الأسد في مرحلة انتقالية، وهي مرحلة غير معروفة مدتها.

وفي السياق نفسه، تتمسك واشنطن بمقولتها ان “لا مستقبل للأسد في سوريا”، لكن كلمة مستقبل فضفاضة تحتمل التأويل، وهو ما دفع كلاً من الإيرانيين والروس إلى إصدار تصريحات تتماهى مع رفض أميركا للأسد “في المستقبل”، فصارت إيران تعتقد أن الأسد لن يبقى “الى الأبد” فيما روسيا تقول أنها غير متمسكة بالأسد أصلا.

إذاً، خلف التصريحات الروسية والإيرانية، التي صارت تعني الشيء وعكسه حسب خامنئي، سباق بين الدولتين على زعامة الشرق الأوسط بعد الانكفاء الأميركي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقلقه إمكان أن تؤدي الاتفاقية النووية مع إيران إلى زعامة إيرانية بدعم أميركي، فقرر تثبيت حصته في سوريا عبر الانخراط في المواجهة العسكرية الأممية الدائرة فيها.

ورؤية بوتين للحل في سوريا تتلخص في اعتقاده بضرورة إقناع عرابي المعارضة المسلحة الدوليين، وخصوصا السعودية، بتطويب سوريا بإسمه وفرض وقف الحرب على المجموعات العسكرية التابعة لها. وعندما فشل بوتين في إقناع السعودية، إتصل بأوباما، بعد الاتفاقية مع إيران وقبل دخوله الحرب السورية، وحاول إقناعه بحل روسي – أميركي تفرض بموجبه كل من الدولتين ما يتم التوصل إليه على باقي الأطراف الإقليمية والسورية المحلية.

لكن أوباما يرى بوتين خصما، ويفضل تسوية أميركية حول سوريا مع إيران، التي لا تخيف الرئيس الأميركي.

إيران، بدورها، قرأت التفكير الأميركي بشكل صحيح، وراحت تسعى لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة لصفقتها مع أميركا حول سوريا. فطلبت من أميركا التخلي عن السعودية، على الأقل في الموضوع السوري، وبسرعة.

هكذا، تلاحق روسيا أميركا، وتلاحق أميركا إيران، وتسعى إيران لإخراج السعودية، حليفة أميركا. أما أميركا، فتجد نفسها بين الرغبات المتضاربة لحلفائها، فالسعودية وتركيا تصران على رحيل الأسد، وحليفتها إسرائيل تتمسك ببقائه.

ويشكل المشهد السوري السياسي والعسكري الشديد التعقيد عذرا إضافيا لأوباما، الذي يردد أنه وبلاده لا يفهمان منطقة الشرق الأوسط، وإن قلة فهمهم هذه تقلب نياتهم الحسنة إلى أفعال سيئة غالبا ما يزيد في التأزيم بدلا من الحلول.

وإلى أن يخرج أوباما من الحكم مطلع العام 2017، على العالم أن يتوقع استمرار المبارزة الروسية الإيرانية حول من يبيع الأسد أولا، على أمل أن تتظاهر إدارة أوباما أنها تصدق هذه التصريحات فتخرج من الأزمة السورية وتوكل إدارتها إلى إيران أو روسيا. أما المشكلة الوحيدة فهي أن واشنطن تعرف أن خروجها من سوريا لن يؤثر في مجرى الأمور لأن حلفاءها لن يخرجوا قبل رحيل الأسد.

هكذا، تستمر الحرب السورية، ويستمر السباق الإيراني الروسي الكلامي حول من يتخلى عن الأسد قبل الآخر.

 

 

 

المدن

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع