..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

دلالات استخدام روسيا لأسلحة محظورة بسورية

زياد الشامي

١٢ أكتوبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6462

دلالات استخدام روسيا لأسلحة محظورة بسورية
روسية000.jpg

شـــــارك المادة

لم يكن توثيق منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام الطيران الروسي لأسلحة محظورة و محرمة دوليا - وعلى رأسها القنابل العنقودية - في عدوانه الأخير على فصائل المعارضة السورية، أمرا جديدا على ساحة جهاد الشام، فقد شهدت هذه الأرض المباركة خلال السنوات الأربع الماضية من زمن التكالب الدولي عليها جميع الأسلحة المحرمة دوليا، وفي مقدمتها السلاح الكيماوي الذي استخدمه طاغية الشام في أغسطس من عام 2013م والتي راح ضحيتها المئات من الأطفال والرجال والنساء.

وإذا كانت المنظمة الدولية قد أكدت من خلال نشرها لصور وأشرطة فيديو استخدام روسيا لقنابل عنقودية من طراز "سي بي بي إس" للمرة الأولى في سورية أثناء غارة استهدفت محيط بلدة كفر حلب، في الرابع من الشهر الحالي، فإن الرئيس الروسي لم ينكر ذلك، بل اعترف باستخدام أسلحة متطورة في سورية.

يبدو أن الأرض المباركة قد تحولت منذ سنوات إلى حقل تجارب للأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، فبالإضافة للقنابل العنقودية أطلقت روسيا منذ أيام أربعة صواريخ كروز بعيدة المدى من بحر قزوين باتجاه الأراضي السورية، كما استخدم سلاح الجو الروسي المقاتلة المدمرة من طراز سوخوي 34 لأول مرة في الأجواء السورية، والتي لم يسبق أن استخدمتها روسيا في أي وقت سابق.

إن مما لا شك فيه أن استخدام العدوان الروسي لهذه النوعية الفتاكة المتطورة من الأسلحة ذات القدرة العالية على القتل والتدمير في سورية له دلالات أهمها:

1- أن جميع الأسلحة المحرمة دوليا –القنابل العنقودية –الفراغية– الكيماوية مسموح استخدامها في سورية ضد الفصائل التي تقاتل طاغية الشام، فما دامت الغاية من استخدام مثل هذه الأسلحة هي إجهاض ثورة الياسمين، وإطالة عمر النظام النصيري العميل، فلا بأس باستعمال كافة الوسائل من أجل تحقق ذلك، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة كما هو معلوم، ولو كانت النتائج إزهاق أرواح الأطفال الأبرياء، وتدمير الحجر والشجر والحياة في أرض الشام.

إن كل الوقائع والدلائل تؤكد هذه النقطة، فقد قتل النظام النصيري مئات الأطفال وهم نيام بالسلاح الكيماوي المحظور استخدامه دوليا –ناهيك عن البراميل المتفجرة التي قتلت الآلاف ودمرت منازلهم- دون أن تكون هناك أي ردة فعل من المجتمع الدولي تجاه هذه الجريمة النكراء، اللهم إلا الاكتفاء بمسرحية نزع السلاح الكيماوي من يد الطاغية.

وها هو الدب الروسي يجرّب أسلحته الفتاكة المحرمة دوليا بالشعب السوري، دون أن تستنكر الدول الكبرى فضلا عن أن تطالب بملاحقته أو معاقبته، فهل يعني ذلك إلا أنها مؤامرة دولية على هذه الثورة اليتيمة؟!!

2- تؤكد هستريا القصف الروسي بتلك الأسلحة النوعية المحظورة دوليا على مواقع المعارضة السورية –وليس على "داعش" كما يزعم– كذب جميع الادعاءات الروسية لتبرير عدوانها العسكري على سورية.

ولعل أعظم تلك الأكاذيب الزعم بأنها تدخلت لتعجيل الحل السياسي بسورية، بينما طائراتها تقتل المدنيين وتزيد من نار الحرب التي أشعلها ربيبهم في الشام، وتجعلها أكثر ضراوة وأشد فتكا وتدميرا، لتكشف الوقائع على الأرض الأكاذيب الأخرى التي تذرع بها الدب الروسي في عدوانه على مجاهدي الشام، وأبرزها الزعم بأنه جاء لمحاربة "داعش"، بينما الحقيقة أنه طيرانه ساهم في تمدد "داعش" على حساب الجيش السوري الحر، ولعل ما حدث بشمال حلب أول أمس خير شاهد على ذلك.

لقد تجاوزت روسيا بعدوانها السافر على الثورة السورية مرحلة الدبلوماسية وما يسمى الحل السياسي، فقد حسم الدب الروسي خياراته إلى جانب النظام النصيري في سورية، بل وألقى بكل ثقله لإنقاذ الأخير من مصيره المحتوم المنتظر، بعد أن تهاوت مليشياته ومرتزقته أمام ضربات المجاهدين على أرض الشام. 

3- يشير استخدام الدب الروسي لأسلحة محظورة ومحرمة دوليا ضد الثورة السورية بعد أيام قليلة من عدوانه، إلى أنه عاجز  بأسلحته التقليدية على إحراز أي تقدم يذكر على الأرض، فسارع إلى استخدام أسلحة محظورة وشديدة الفتك لإحراز ذلك التقدم.

ولعل ما يؤكد ذلك الفشل الذريع الذي منيت به قوات النظام السوري التي حاولت منذ أيام التوغل في شمال ريف حماة و ريف اللاذقية دون جدوى، بل إن قوات المعارضة السورية استطاعت السيطرة اليوم على قرية "دورين" بريف اللاذقية بعد هجوم مباغت، الأمر الذي يشير إلى أن هستريا القصف بأسلحة روسية محظورة وممنوعة ما هي إلا نتيجة الفشل في إحراز أي تقدم على الأرض، وهو ما يعني أن أسلحة أخرى محظورة قد تُستخدم في قابل الأيام إذا استمر الفشل الروسي في استعادة مناطق لصالح النظام النصيري.

إن سكوت المجتمع الدولي عن استخدام كل من روسيا والنظام السوري لأسلحة محظورة ومحرمة دوليا ضد الشعب السوري مؤشر على وجود تواطؤ دولي لإجهاض الجهاد الشامي، وهو ما يزيد من ضرورة وحدة صف المجاهدين هناك واجتماع كلمتهم ضد عدوان لن يستثني منهم أي فصيل أو راية.

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع