أحمد أبو دقة
تصدير المادة
المشاهدات : 3476
شـــــارك المادة
في الوقت الذي وصفت فيه الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحرب التي يخوضها الجيش الروسي دفاعاً عن نظام بشار الأسد بـ "الحرب المقدسة"، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصدر رفيع المستوى في الكنيسة هو فسيفولد شابلين قوله إن القرار الروسي يأتي "لحماية الضعفاء، مثل المسيحيين في الشرق الأوسط، الذين يتعرضون لحملة إبادة، وكل حرب ضد الإرهاب هي حرب تتمتع بميزة أخلاقية، ويمكن حتى تسميتها بحرب مقدسة".
هذا الأمر يعكس ما جرى في الفترة الأخيرة من نشأة أوثقراطية في روسيا جسدها تحالف خفي بين الكنيسة الأرثوذكسية والرئيس فلاديمير بوتين الذي يحكم البلاد فعلياً منذ عام 2000، بعكس الحقبة الستالينية التي شنت خلالها حرباً ضروساً على الكنيسة، حتى بدأ الغزو الألماني لروسيا عام 1930 حيث استعانت الدولة بالكنيسة للحصول على الدعم الشعبي والمالي، فقد كانت الكنيسة في السابق أداة من أدوات الشيوعية وقت الأزمات، أما في عهد بوتين الذي يزور الكنيسة بانتظام فإن الكنيسة أصبحت شريكاً وداعما قوياً في اتخاذ القرار حيث دعمته في حربه مع أوكرانيا، و كذلك أخيراً في حربه على سوريا تحت ذريعة حماية الأقلية المسيحية هناك.
ويعتمد بوتين على البطريرك كيريل، بطريرك كنيسة موسكو الذي يعد من المقربين من المخابرات الروسية، فقد استخدم بوتين الشرطة لتفريق مظاهرات للمثليين جنسياً والغاية إرضاء الكنيسة.
إن الثيوقراطية المتشكلة في روسيا هي عبارة عن مزيج من القومية الروسية، والأصولية الأرثوذكسية، التي تحن إلى أمجاد القياصرة، وبرؤية واضحة فإن أحد أهم أسباب غزو سوريا بداية حرب صليبية على الشرق الأوسط بذريعة حماية المسيحيين الأرثوذوكس من الاضطهاد بحسب تصريحات كيريل الأخيرة.
كما تهدف الحرب الروسية إلى استعادة الديون التي قدمتها موسكو طوال السنوات الماضية للنظام السوري من خلال السيطرة على آبار النفط السورية، فقد زودت النظام بالكثير من الذخائر والأسلحة، كما أن لروسيا طموحاً كبيراً لرعاية المقدسات المسيحية في القدس المحتلة، وتريد أن تشرف عليها وتسعى لذلك فحرب القرم التي دارت بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية كانت دينية بامتياز وسببها الكنيسة. كذلك فإن تدمير اقتصاديات النفط في الشرق الأوسط سيحافظ على ارتفاع أسعار النفط الروسي ويحافظ على استقرار الاقتصاد الروسي.
كما سيلجأ بوتين إلى استخدام حربه المقدسة ضد "الإرهاب" في سوريا لقمع الحراك الداخلي المعارض ضده وتوظيف المعركة الخارجية في سبيل فرض قيود جديدة على المجتمع الروسي.
في نهاية المطاف فإن الحرب الروسية ذات الدوافع الدينية والاقتصادية قد يكون لها عواقب وخيمة إذا تصادمت روسيا مع تركيا، كما أن سوريا ربما تكون مستنقعاً جديداً لروسيا يجمع صف وكلمة ثوار سوريا ويكرر تجربة أفغانستان، فالغرور الروسي يذكر بكارثة موسوليني بإيطاليا، فالقليل من الحماسة الدينية والقومية لا تصلحان لإنشاء إمبراطوريات في هذه الزمان لأن الوقائع في العالم اختلفت.
مجلة البيان
محمد عبد اللطيف آل الشيخ
الجزيرة نت
برهان غليون
تيسير الرداوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة