أحمد أبو الخير
تصدير المادة
المشاهدات : 3004
شـــــارك المادة
لا يختلف اثنان على أن روسيا هي أهم داعم سياسي لنظام بشار الأسد، يشهد على ذلك "فيتو" متكرر وعنيد، لطالما استخدم في جلسات مجلس الأمن حتى ضد إنشاء ممرات إنسانية لمناطق محاصرة يستوجب الحسّ الإنساني الفطري التعاون لفتحها والسماح بها لتغذية أطفال ورضّع مسهم الجوع والضرّ.
كما لا يجادل أحد، بأن ميناء طرطوس يحتضن أكبر قاعدة عسكرية لروسيا خارج أراضيها، والوحيدة في البحار الدافئة والمتوسط، وتنفذ إلى المحيط الأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهادي، إضافة إلى أنها تتوسط الموانئ الساحلية في البحر المتوسط للاستراحة وشراء الاحتياجات والوقود لبوارجها.
وتبلغ مساحة القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس قرابة 140 دونماً، وخلال السنوات الـ13 الماضية شهدت القاعدة تعزيزات كبيرة جداً، وباتت مجهزة بمنظومة صواريخ متطورة جداً.
وتقريباً، تعتبر القاعدة الروسية في محافظة طرطوس الساحلية، غربي سوريا، أشهر ملامح الوجود الروسي في سوريا وأشهره، لكن "القلق" الأمريكي الذي أبداه وزير الخارجية جون كيري في اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل يومين، فتح العين على أن ما نقلته صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية، عن تعزيزات عسكرية روسية "ضخمة" وصلت إلى سوريا، قد يكون دقيقاً جداً.
فيما يأتي أشهر ما نشر وعرف حول النفوذ الروسي، بمختلف أشكاله في سوريا:
1. تعزيزات عسكرية ضخمة في قاعدة قرب دمشق:
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أفادت الاثنين الماضي، أن روسيا بدأت بالفعل في التدخل العسكري في سوريا عبر قاعدة جوية دائمة ستكون منطلقاً لشن هجمات ضد تنظيم "الدولة" وتشكيلات المعارضة في سوريا المناوئة للأسد.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إن من المتوقع أن يبدأ تدفق الطائرات الروسية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، حيث ستحلق هذه المقاتلات الحربية مع المروحيات في سماء البلاد، وإن طائرات التدخل السريع الروسية وصلت سوريا بالفعل، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تحت سلطة نظام بشار الأسد، يرجح أنها قرب دمشق.
وأضافت أنه في الأسابيع المقبلة سيتم إرسال آلاف العسكريين الروس إلى سوريا، بما في ذلك مستشارون ومدربون وعاملون في حقل الدعم اللوجستي، فضلاً عن فرق الدفاع الجوي والطيارين الذين سوف يحلقون بالمقاتلات الحربية فوق سوريا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن قاعدة جوية قرب دمشق، لكن ماذا قال الأسد بهذا الخصوص؟
2. الأسد يرحب بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة:
في لقاء صحفي مع وسائل إعلام روسية، أجرته وبثت نصه مؤخراً وكالة الأنباء الرسمية سانا، رحب رئيس النظام بشار الأسد "بأي توسع" للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة.
وفي حديثه لقناة "زفيزدا" الروسية أوردت نصه وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية (26 مارس/ آذار الماضي)، حول ما إذا طلبت روسيا إنشاء قاعدة عسكرية قوية وجديدة في بلاده، قال بشار: "إن سوريا تنتظر مثل هذا الطلب، ودمشق ستوافق عليه".
وقال الأسد: "بالنسبة لنا كلما تعزز وجود روسيا في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة".
لكن، ألم يرد الحديث عن نية روسيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في سوريا سابقاً؟
3. قاعدة عسكرية روسية في جبلة:
في 26 أغسطس/ آب الماضي، زعمت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية الموالية للأسد، أن روسيا تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية أخرى في جبلة، وهي مدينة ساحلية قريبة من طرطوس وتابعة لمحافظة اللاذقية، على بعد 25 كم تقريباً جنوب الأخيرة. ويعد هذا أحد أهم التلميحات التي تعزز الفرضيات بتوسيع النفوذ الروسي في سوريا إلى شكل غير مألوف.
4. هجمات روسية مستقلة:
في تقريرها ذاته، ذكرت صحيفة الوطن أن روسيا تقوم بتزويد النظام بصور للأقمار الصناعية، وتقوم بجمع قدر كبير من المعلومات، التي تسهّل إمكانية نشر قوات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة، حسب زعمها.
وأضافت الصحيفة، أن الكرملين (البرلمان الروسي) يدرس إمكانية شن "هجمات روسية مستقلة"، بالإضافة إلى تلك المشتركة مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي (روسيا وآسيا الوسطى التي أنشأت رداً على الناتو، والتي من المقرر أن تعقد في طاجكستان، في 15 سبتمبر/ أيلول المقبل.
لكن ما الذي يجعل كلام الصحيفة الموالية للأسد محط نظر، ويخرجها من إطار تسويق "بروباغاندا قذرة"؟
يجيب "مايكل ويس"، معد تحقيق حول النفوذ الروسي في سوريا نشرته صحيفة "دايلي بيست"، بأن روسيا رُصدت مؤخراً وهي تتجسس على الجهات الدولية، مستخدمة الأراضي السورية.
5. فيلق روسي في صلنفة:
في 12 أغسطس/ آب، نشر الموقع الإخباري المعارض "السورية نت" أن فيلقاً روسيا تمركز في مدينة صلنفة التابعة لمحافظة اللاذقية، كجزء من قوة تابعة لوحدات المقاتلين الأجانب، وهي قابلة للزيادة، وتهدف إلى تحصين منطقة اللاذقية ذات الأغلبية العلوية.
وطبقاً للسورية نت، فإنّ "مهمة الفريق الروسي هي الإشراف على مشروع إنشاء خطوط دفاعية بطريقة احترافية، وجرى تجهيزه بتجهيزات حديثة لتحرّي ومراقبة تقدّم قوات المعارضة، في حال تعرّض أي قرية تابعة للاذقية للاعتداء، بما في ذلك أيضاً داعمو النظام، هذه الخطوط الدفاعية تبدأ من مدينة صلنفة، وتنتهي قرب مدينة مصياف في ريف حماة".
وقال الموقع إنه ومن خلال التقصي الذي أجراه عبر اتصالات مع مصادر محلية، وصور حصرية تم التقاطها للمنطقة التي يوجد فيها الفريق الروسي، تبين أن الفريق انتقل حديثاً إلى مدينة صلفنة، ويقيم تحديداً في فندق "صلفنة الكبير" المعروف بـ (PARK PLAZA HOTEL) الواقع في ساحة صلنفة.
وأشار إلى أن الفريق الروسي الموجود في صلنفة هو جزء من فرق روسية أخرى موجودة في الكلية البحرية بمدينة جبلة الساحلية، وأن التيار الكهربائي لا ينقطع عن مناطق وجود الروسي في صلنفة أو في الكلية البحرية.
لكن أهم ما في الأمر، أنه وبعد يومين من نشر هذا التقرير، أكد الموقع نقلاً عن المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام" النقيب إسلام علوش، إصابة ضابط روسي في مدينة صلنفة بريف اللاذقية ونقله إلى المستشفى، وذلك من جراء استهداف الجيش لمنطقة القصر الرئاسي في المدينة، وهو ما يمكن أن تثبت صحة المعلومات أعلاه.
6. عصابة "الفيلق السلافي":
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عندما نشرت "فونتانكا"، وهي صحيفة تصدر من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، فضيحة حول "الفيلق السلافي"، وهم عصابة من المرتزقة، يتم تجنيدهم ونشرهم لحماية البنية التحتية لنظام الأسد، تحديداً آبار النفط، بحسب ديايلي بيست.
ووقعت عقود "الفيلق السلافي" من قبل شركة موران الأمنية، وهي شركة مقرّها الرئيسي في سانت طرسبرغ، يديرها "فياتشيسلاف كلاشينكوف"، ضابط احتياط برتبة مقدّم في جهاز الأمن الفدرالي الروسي FSB، ومما لا شكّ فيه أنه مرتبط بجهاز الاستخبارات الروسي.
الفضيحة تكمن بكون العملية فشلت بالكامل، إذ حاصر الثوار جميع أفراد الفيلق، المكون من 267 عنصراً في السخنة، وهي بلدة تقع إلى الشرق من تدمر، جُرِح ستة منهم، اثنان كانا في حالة حرجة، قبل أن ينسحب الفوج بأكمله إلى قواعده، وهي إحدى المزارع الضخمة الموجودة بين اللاذقية وطرطوس، طبقاً للصحيفة الروسية. وهذا من الأدلة الدامغة، على أن هناك مليشيات روسية تقاتل إلى جنباً إلى جنب مع قوات بشار الأسد.
7. عملاء استخبارات:
في يناير/ كانون الثاني من عام 2013، أطلق الثوار رصاصة الرحمة على وجه الخبير الروسي "سيرغي أليكساندروفيتش بيريزهنوي"، في مدينة داريا في ريف دمشق، وهو "يمضي إجازته في سوريا"، وبرفقته وسيلة إعلامية موالية للنظام ناطقة باللغة الروسية تدعى ANNA (شبكة الأنباء الأبخازية)، فضلاً عن ذلك فقد كان ضابطاً في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، خبيراً في الحروب التي خاضها الانفصاليون الموالون لروسيا. كان هذا مثالاً فقط لوجود عملاء الاستخبارات الروس في الأراضي السورية.
8. محطة تجسس:
في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 فكك الجيش السوري الحر، محطة تجسس روسية في بلدة تل الحارة جنوب القنيطرة، على الحدود مع إسرائيل.
لقد كان موقعها هو المفتاح الأهم، ويظهر مقطع فيديو وثائق معلقة على الجدران، ومكتوبة باللغتين العربية والروسية، بما فيها رموز أجهزة الاستخبارات السورية والمديرية السادسة في جهاز الاستخبارات الروسي الخارجي (GRU)، وكذلك أظهرت الصور بعض الجواسيس من كلا البلدين وهم يعملون على فك الرموز وقراءتها، كما تظهر الخرائط التي تمّ عرضها مواقع الثوار وإحداثيات لوحدات تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
9. طواويس طواويس.. مقاتلين روس على التلفزيون الرسمي:
بالمصادفة، خلال بث التلفزيون الرسمي التابع للأسد أحد تقاريره الإخبارية، الذي كان يبث من "جبهة اللاذقية"، أظهرت القناة آلية عسكرية روسية والتقطت بما لا يقبل الخطأ أحد المتحدثين باللغة الروسية، في خلفية التقرير. كان الناطق بالروسية يعطي تعليمات عسكرية لفريق BTR-82A التي تقصف، إليكم الترجمة: "تعالوا بسرعة، ارموا، أعيدوا الكرّة ثانية، طواويس، طواويس، نحن نتحرك الآن!".
تستخدم مفردة طاووس للدلالة على الجندي الروسي، وهذا يعني أحد مشغلي هذه الآلية المدرعة هو عسكري روسي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ ناقلة الجند BTR-82A كانت تطلق النار، كما ظهر في مقطع الفيديو، فهذا بالذات دليل مقنع على أنّ الروس قد انخرطوا في صفوف الجيش السوري.
10. سفينة إنزال محملة بالعتاد:
في 22 أغسطس/ آب الماضي نشر موقع البوسفور الإلكتروني، وهو موقع يعنى بالأساطيل البحرية، صوراً تظهر سفينة الإنزال الروسية، من فئة التمساح "نيكولاي فيليتشينكوف" وهي قطعة تابعة لأسطول البحر الأسود، أثناء عبورها مجتازة الممر المائي الأكثر شهرة في إسطنبول، قبل يومين، متجهة نحو وجهة مجهولة في البحر المتوسط.
ولكن الأمر الذي كان ملاحظاً حول السفينة فيلتشينكوف، هو أنّ المعدات العسكرية كانت ظاهرة بشكل واضح على ظهر السفينة، تحديداً شاحنات كاماز، كما أنّ مشهد الأغطية القماشية في الشاحنات، يوحي لك بأن الحمولة الموجودة على ظهر السفينة، لا تقلّ عن أربع ناقلات جند قتالية BTR، بعيداً عن تلك التي يمكن أن تكون موجودة في مستودعات السفينة.
11. ناقلات جند متطورة:
وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، كشفت مدونة أوريكس، والتي تتابع التحركات العسكرية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، أن ناقلة جند على الأقل من نوع BTR -82A، قد رست في مدينة اللاذقية الساحلية.
وبشكل يختلف عن ناقلات الجند BTR من جيل الثمانينات التي أرسلتها روسيا سابقاً لسوريا، ومن بينها تلك التي أرسلت العامين الماضيين كجزء من صفقة نزع الأسلحة الكيمياوية، التي أبرمت بين موسكو وواشنطن، فإنّ ناقلة الجند BTR-82A التي رصدت في مدينة اللاذقية، تحمل رقماً هو 111، جرى تمويهه، فناقلات الجند BTR التقليدية لا تحمل أي علامات تكتيكية، وكانت جميعها مطلية باللون "الخاكي"، كما أن الناقلة التي يجري الحديث عنها هي حديثة جداً، وقد دخلت الخدمة عام 2013.
12. مستشارون أمنيون وتقنيون:
اعترف أناتولي سيرديوكوف في أوائل عام 2012، والذي أصبح فيما بعد وزير الدفاع الروسي، أن روسيا لديها "استشاريون تقنيون وعسكريون" في سوريا.
غير أنّ هذه التسميات لا تعني بالضرورة ما تعنيه تماماً في الغرب. إذ يقول كريس هارمر، وهو ضابط سابق في البحرية الأمريكية، ويعمل حالياً في معهد دراسات الحرب: "في أمريكا، هناك خط واضح يفصل بين المستشار العسكري، العنصر في الجيش، وبين العنصر في CIA"، ثم يتابع قوله: "إن روسيا تموه هذه الخطوط الفاصلة".
ولا تخفي روسيا أن لديها خبراء ومستشارين أمنيين يوجهون قوات الأسد، لكنها أيضاً لا تكرر قول ذلك على غرار إيران مثلاً، وهي التي تدعو بشكل مستمر الأطراف السورية إلى طاولة حوار في موسكو.
- ماذا بقي؟
افتح يوتيوب أو محرك بحث "جوجل"، وابحث عن عبارة "جنود روس يقاتلون إلى جانب قوات الأسد" مثلاً، ولن تفاجئك النتائج، وكانت العديد من وسائل الإعلام التابعة للمعارضة السورية، منها أورينت نيوز، قد نشرت تقارير مصورة تظهر مقاتلين روس يحملون الأسلحة داخل الأراضي السورية.
-----------------------
المصادر:
دايلي بيست، أورينت نيوز، السورية نت، يوتيوب، وكالات، تقارير سابقة للخليج أونلاين.
الخليج أونلاين
دلال البزري
أكرم البني
عمر قدور
حسين. ع
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة