مي خلف
تصدير المادة
المشاهدات : 2934
شـــــارك المادة
تماشياً مع التيار واستغلالاً لموجة التضامن الدولية الرسمية مع أزمة اللاجئين السوريين، تستغل أحزاب اليسار الصهيوني بكنيست الاحتلال الإسرائيلي الأزمة من أجل تحسين سمعة الاحتلال وصورته أمام الغرب من جهة، ولكسب حلفاء محتملين جدد في سوريا من جهة أخرى، خاصة من أبناء الأقليات.
تجسد ذلك في مطالبة رئيس كتلة المعارضة وحزب "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوغ، الأحد، باستقبال" اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في سوريا" في الأراضي المحتلة، ومضاعفة المساعدات الإنسانية لهم.
إذ صرّح خلال مؤتمر عقد في تل أبيب أن "اليهود لا يمكن أن يكونوا لا مبالين بآلاف اللاجئين الذين يتدفقون على شواطئ الأمان"، لكنه شدد على انتقاء اللاجئين المراد استقبالهم، وإعطاء الأسبقية "للأخوة الدروز الذين يذبحون في سوريا" على حد تعبيره.
من ناحيته قال النائب المعارض من حزب "يش عتيد"، أليعزر ستيرن، عبر صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، إن على دولة الاحتلال توفير ملاجئ وبيوت لعدد "محدود" من اللاجئين، وذكّر كل من ستيرن وهرتسوغ بقرار سابق لرئيس حكومة الاحتلال في سنوات السبعينات، مناحيم بيغن، الذي أمر بموجبه باستقبال لاجئين من فيتنام خلال الحرب التي دارت هناك.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن سياسيي حكومة الاحتلال يعملون ببطء على استقطاب أبناء الأقليات من الدول المحيطة، مثل الدروز والأكراد في سوريا والعراق، وتفضيلهم على غيرهم من السوريين والعراقيين؛ من أجل تغيير الواقع السياسي وإعادة ترتيب التحالفات، وخلق كيانات موالية للاحتلال داخل الدول العربية التي قد تقوم بعد انتهاء الحروب.
من ناحية أخرى، على ضوء التدهور المستمر في العلاقات الإسرائيلية مع الكثير من الدول الأوروبية ومع الإدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما، تأتي تصريحات المعارضة "لتحسين ما أفسده نتنياهو" على الصعيد الدبلوماسي بسبب الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، عن طريق إبداء الاستعداد للانخراط في حركة التضامن مع اللاجئين التي بدأتها أوروبا مؤخراً مع الملف السوري.
كما أن هذه التصريحات تحمل أهدافاً متعلقة بالسياسة الداخلية وموازين القوى داخل أروقة الكنيست؛ إذ تهدف المعارضة، عبر استفزاز الحكومة للرد، إلى إظهار نتنياهو بأنه الرجل غير المناسب لحل الأزمات، وأنه لا يأخذ الإنسانية بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات، فقد دفعت هذه التصريحات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الاثنين، إلى الإعلان عن معارضته التامة لفكرة استقبال اللاجئين السوريين.
فبحسب ما اطّلع عليه "الخليج أونلاين" في صحيفة هآرتس العبرية فقد صرّح نتنياهو، أثناء جلسة الكنيست الأسبوعية الأخيرة، أن دولة الاحتلال هي "دولة صغيرة وليس لديها عمق ديموغرافي وجغرافي"، واعتبر أن هذا يدعو "للسيطرة على الحدود ومنع دخول المتسللين لأجل العمل أو مرتكبي العمليات الإرهابية".
ويرى مراقبون أن دولة الاحتلال تتخوف من أزمةٍ بسبب مخاوفها الأمنية من موجة اللاجئين التي اجتاحت أوروبا من جهة، ومن تبعات اللجوء إلى الأراضي المحتلة على أمن الاحتلال من جهة أخرى. فبحسب تقرير حديث للمحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل، جاء أن تخوف الاحتلال من موجة اللجوء يدفعه إلى إقامة المزيد من الجدران الأمنية على حدوده، حتى أعلن مؤخراً عن البدء ببناء جدار أمني عازل على حدوده الشرقية مع الأردن.
من ناحية أخرى تنظر دولة الاحتلال إلى المبادرات الأوروبية لاستقبال اللاجئين من دول تعتبرها عدوة مثل سوريا والعراق، إلى أنه سيشكل خطورة على حياة اليهود في أوروبا، بناء على توقعات بأن يكون ضمن اللاجئين أشخاص ذوو أفكار معادية لدولة الاحتلال، وسيحاولون فيما بعد تنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في أوروبا.
الخليج أونلاين
علي حسين باكير
خورشيد دلي
أمير سعيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة