الطاهر إبراهيم
تصدير المادة
المشاهدات : 6446
شـــــارك المادة
منذ بدء حراك الربيع العربي في سورية ونزول الشباب إلى الساحات يتظاهرون ويرفعون أصواتهم قائلين سلمية.. سلمية، رأينا أجهزة الأمن تبادرهم بالرصاص، وتكتب صحف النظام وإذاعاته ويفتري التلفاز عليهم بما يوحي أنهم إرهابيون. حتى إن أجهزة الأمن وضعت السلاح على أبواب المساجد ليأخذها المتظاهرين فيمسكونهم بالجرم المشهود ويقولون انظروا إليهم إنهم إرهابيون. نائب الرئيس فاروق الشرع اعترف: بقيت أجهزة الأمن 6 أشهر تنتظر أن يحمل المتظاهرون السلاح لتقول للعالم انظروا إنهم إرهابيون.
وعندما رأى بعض الغيورين أن أجهزة الأمن تفتك بالمتظاهرين وتوجه السلاح إلى صدورهم حملوا السلاح الفردي ووقفوا من بعيد لكي يحموا المتظاهرين من بطش أجهزة الأمن. ورأينا أن جنودا يرفضون توجيه سلاحهم إلى المتظاهرين، فكان قادتهم يطلقون النار على ظهورهم لأنهم رفضوا الأوامر.
وجدنا هؤلاء الجنود يعيدون حساباتهم، فانشقوا عن الجيش وحملوا السلاح وبدؤوا بقتال النظام.
وهكذا رأينا نظام بشار أسد يوقع مقتلة فظيعة في الشعب السوري ويزعم أن هؤلاء إرهابيون، فمن هو الإرهابي إذن؟
دخلت طهران المعركة إلى جانب نظام بشار منذ اليوم الأول، فأرسلت جنوداً مدربين يعتلون المباني ويقنصون كل من هب ودب في الشوارع.
حتى إن جندياً إيرانياً اعتلى مئذنة في مسجد في مدينة أعزاز في ريف حلب يقنص منها المصلين، فلم يتم التخلص منه إلا بعد أن تم قصف المئذنة بقذيفة مدفع.
بعد سنتين من بدء الثورة، أوعزت طهران إلى حسن نصر الله أن يدخل المعركة إلى جانب بشار من بابها الواسع. سمعنا حسن نصر الله في خطاباته يبرر دخوله القتال إلى جانب بشار بأنه إنما يقاتل تكفيريين.
بلغ من إرهاب طهران في سورية أنها استولت على زمام الحرب فيها، بحيث لم يعد بشار إلا صورة تعلق في المكاتب. استولى ضباط طهران على كل شيء في الحرب ضد شعب سورية. ولم تبقَ لبشار غير إجراء مقابلات تلفازية يقاتل فيها طواحين الهواء.
لم تعد الكلمة العليا لبشار أسد القاتل في سورية، بل تولى قتال الشعب السوري ضباط إيرانيون يقودهم قاسم سليماني الذي يتحرك في ما فضل من أراض قليلة يسيطر عليها حزب الله تساعده ميليشيات طائفية.
كانت طهران تقدم مبادرات وساطة بين المعارضة السورية ونظام بشار ثم تزعم أنها تصلح أن تكون وسيطاً.
لكنها الآن كشفت القناع عن وجهها القبيح وبدأت التفاوض المباشر مع حركة أحرار الشام الإسلامية، وكأن بشار أسد لم يعد له وجود في سورية. كشفت طهران عن وجهها كمستعمر لسورية، ولم يعد يهمها أن يقال إن إيران إنما تتصرف كمستعمر لسورية، وليس كدولة حليفة، لماذا؟
استثمرت إيران في سورية أموالاً كثيرة. كانت تقتطع المال عن الإيرانيين الجوعى في بلادها وتدفع المليارات لنظام بشار، حتى قيل إنها دفعت له أكثر من 35 مليار دولار. لكنها على ما يبدو يئست من بقاء بشار في الحكم وأن يستعيد هيبة حكمه في سورية.
قررت طهران أن تأخذ الأمر بيدها مباشرة. قررت أن تفاوض حركة أحرار الشام لتنقذ شيعة كفريا والفوعة في ريف إدلب مع ما في ذلك من كشف لوجهها الحقيقي.
حاولت في مفاوضاتها أن تأخذ ولا تعطي، تريد أن تستنسخ مفاوضات النووي. عرضت على أحرار الشام إخراج كل السنة من الزبداني وليس إخراج الجرحى فقط، فأوقفت أحرار الشام التفاوض معها، بعد أن شعرت أنها تحاول تفريغ الزبداني من أهلها من السنة.
تصرف طهران الحالي ليس جديداً في سورية. يقول سكان اللاذقية إنها دفعت المليارات من الليرات السورية لشراء الأراضي في منطقة الساحل من السكان النصارى ومن أهل السنة، وهذا ما كانت تفعله في بلدة السيدة زينب والبلدات المجاورة، لكن سكان تلك البلدات قاوموا عمليات الشراء بكل ما أوتوا من قوة.
خطة إيران الحالية في سورية أنها لا تريد أن تستثمر في بشار أكثر مما فعلت، وأن طهران تريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سورية.
قد تكون الخطة الجديدة لطهران تشمل انقلاباً في سورية وانقلاباً على حسن نصر الله أيضاً لأنه هو الآخر دخل في نفق الخسارة. علينا أن ننتظر لنرى ما يكون .. وإن غداً لناظره قريب.
مجلة العصر
سعيد الحاج
محمد أبو الهدى اليعقوبي
جورج سمعان
عبد الوهاب بدرخان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة