..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بثينة، وذكرى الكيماوي

يحيى العريضي

١٦ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3126

بثينة، وذكرى الكيماوي
بشار 0---0.jpg

شـــــارك المادة

بعد أيام، وفي الواحد والعشرين من آب، بعد منتصف الليل، يمر ثلاث سنوات على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد بحق أطفال غوطة دمشق أقدم مدينة مستمرة السكنى بالتاريخ البشري.

لن أستذكر أن نظاماً استخدم سلاحاً محرماً دولياً -حتى في الحروب- ضد "شعبه"؛ لن أذكر خط أوباما الأحمر، ولا فيتو بوتين الأسود، ولا مخطط إسرائيل الإجرامي بأن استخدام الكيماوي هو الطريقة الوحيدة لتخليص سورية من ترسانتها الكيماوية؛ ولن أذكر تحوّل العالم إلى أصم، أبكم، وأعمى تجاه جريمة العصر.

سأذكر وأتذكر فقط مرافعة "بروفيسورة" جامعية عن الجريمة، عندما قالت إن الإرهابيين أتوا بأطفال من اللاذقية واستخدموا السلاح الكيماوي ضدهم؛ وكأن أطفال اللاذقية من جمهورية /الواق الواق/ أو ليسوا أطفالاً ولا يتعاطف معهم أحد لأنهم من طائفة "النظام" (الذي تُشَنُّ عليه حرب طائفية) كما ادعت في أول أيام انتفاضة أهل سورية.

"بروفيسورة" الشعر البريطاني، التي كتبت عن اضطهاد المرأة العربية والطفل العربي، نسيت أو تناست أن أطفال ونساء غوطة دمشق وأطفال اللاذقية عرب وسوريون، ويعيشون في بلاد يحكمها من تسدي له المشورة السياسية. لو أن كل العالم رافع عن الجريمة بهذه الطريقة السوقية الدنيئة والغبية، فلا يمكن أن يتوقعه من "بروفيسورة" جامعية.

"بروفيسورة" الشعر البريطاني أمٌ وزوجة وأستاذة جامعة، وفوق هذا امرأة وتكتب عن اضطهاد المرأة العربية والطفل العربي والأسرة العربية؛ ولم يخطر ببالها أن من قضى بسلاح سيدها الكيماوي نساء وأطفال وأسر عربية سورية بكاملها- أكانوا من الغوطة الدمشقية أم من الساحل السوري.

إن كان هناك ما يميّز الأكاديمي، فهو صدقه وشرفه وموضوعيته وإنسانيته؛ وفوق كل ذلك أخلاقه.

كان أشرف لبثينة شعبان ألف مرة (بحكم عملها) لو قالت إن النظام بحالة حصار وضيق ولا بد من الدفاع عنه بأي وسيلة… حتى بالسلاح المحرم…. حتى ولو كان هناك ضحايا أبرياء يأخذهم الإرهابيون دروعاً. كان ذلك أشرف لها ألف مرة حتى ولو جرّم العالم نظامها وسيدها، على أن تسوق تلك المرافعة الصفيقة الفضيحة.

كان بإمكان بثينة شعبان أن تقول كمستشارة سياسية إن الطريق الوحيد لينجو الحكم من شعبه ويستمر لا يتم إلا بتسليم ترسانة سورية الكيماوية؛ وما من طريقة أو مبرر لتسليمها إلا بارتكاب المحرم واستخدامها؛ وبذا يكون ذلك ورقة المساومة التي يبقى النظام بموجبها…. كل ذلك أشرف من مرافعتها.

كان بالإمكان حتى القول بأن الإسرائيليين طبخوا الطبخة وبرمجوا الأمريكيين الذين بدورهم دفعوا الروس لينجزوا تلك الصفقة (وهذا حقيقة ما حدث). والدليل على ذلك أن الروس أخذوا موافقة وليد المعلم بعد ساعة من العرض؛ بعد أن كانوا قد أعطوا مهلة أسبوع للحصول على جواب. حتى ذلك كان أشرف للـ"بروفيسورة".

تستطيع بثينة شعبان أن تدعي أنها أي شيء إلا أكاديمية أو أستاذة جامعية. يمكنها أن تقول إنها سياسية ملتزمة بنظامها وتفديه بدمها وبأخلاقها؛ تستطيع أن تكون امرأة مجرمة تفدي رئيسها الغالي ابن الغالي بأولادها وزوجها وبأنوثتها؛ لكن أن تكون أكاديمية أوكاتبة أو حتى امرأة {بقداسة هذه الصفة}؛ فهذا عيب وعار.

بثينة؛ أطفال ونساء غوطة دمشق قضوا شهداء بسلاح سيدك الكيماوي؛ وهذا أمر ثابت. سيأتي الحساب يوماً؛ وستكونين على لائحة المحاسبة كمجرمة حرب كاذبة لا كاتبة.

رحم الله شهداء غوطة دمشق، وكل شهداء سورية؛ واللعنة على عالم الأكاديميا إن أبقى في صفوفه مخاليق كالتي ذكرت.

 

 

كلنا شركاء

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع