مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 2815
شـــــارك المادة
صدر اليومَ عن حركة أحرار الشام بيانٌ طال انتظاره، يشفع محتواه الجميل لتأخّره الطويل، ولعله وصل إلى هذه المرحلة من النضج والكمال لأنه طُبخ على نار هادئة بأيدي طهاة الحركة المحترفين.
وكما هو متوقَّع فقد بدأ الهجوم على الفور، هجوم عشوائي غوغائي تصدّر له مَن لا يستحقون صدارة مجلس من أدنى مجالس العلم وأقلها شأناً، فضلاً عن قيادة ثورةٍ بعظمة الثورة السورية وجهادٍ بحجم جهاد الشام.
إنني يتأكد لي المرةَ بعد المرة أن الذين يتنطّعون ويتشدّدون في كل أمر من شأنه التخفيفُ عن أهل الشام، ومنهم هؤلاء العباقرة الذين يرفضون التدخل التركي ويهاجمون بيان أحرار الشام، يتأكد لي أنهم لا يرون أهلَ الشام أكثرَ من "فئران تجارب" في مختبرات المشروع الخيالي الذي نكبوا به الأمة، الذي أرهقها في ربع قرن ولم يجلب لها سوى الكوارث والويلات، وأنهم لا يبالون بآلام السوريين وعذاباتهم ولا يرونها إلا قرابين مشروعة على مذبح مشروعهم السقيم.
إن التاجر الذي يُنشئ مشروعاً فيخسر في السنة الأولى من حقّه أن يُعيد النظرَ في مشروعه ويصبر عليه سنة أخرى، وربما عذرناه في الثالثة ولو استمرّ النزيف، لكنْ ماذا نقول عن تاجر لم يربح أبداً، تاجر ما يزال يخسر منذ خمسة وعشرين عاماً، وما يزال يصرّ على أن مشروعَه أعظمُ مشروع كان قَطّ في أي وقت من الأوقات؟ وإذا عذَرْنا مثلَ هذا الأحمق (ولن نفعل) فما بالُه يمدّ يدَه إلى رأسمالنا يريد أن يهلكه بعدما أفنى رساميلَ المنكوبين المساكين من ضحاياه السابقين؟
لقد قادت حركةُ أحرار الشام المعركةَ العسكرية بنجاح كبير، وها هي تقود المعركة السياسية بنجاح مماثل، فلا نقول لهؤلاء المشاغبين: أعينونا برأي أو بمال أو رجال، إنما نقول لهم: أعينونا بكفّ ألسنتكم عنّا، اهجُروا صناعةَ القيل والقال، ولا تحمّلوا شعبَنا الذي أضْنَتْه الأحمال مزيداً من الأثقال.
حساب الكاتب على فيسبوك
عبد المنعم زين الدين
محمد بسام يوسف
حسام طرشه
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة