زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 4195
شـــــارك المادة
لم يخرج عن الحقيقة والواقع من وصف الثورة السورية المباركة بأنها "الفاضحة والكاشفة"، فقد فضحت ثورة الياسمين كذب الرافضة ونفاقه، وكشفت أن ما كانوا يروجون له من تقارب المذاهب، وما يرفعونه من شعارات نصرة الأقصى والعداء للصهاينة...ما هو في الحقيقة إلا تقية لإخفاء أهدافهم الحقيقية، وغطاء لاستكمال المشروع الصفوي في المنطقة.
كما فضحت هذه الثورة وكشفت حقيقة النظام السوري النصيري، الذي باع الجولان وتنازل عن غيرها مقابل الوصول إلى السلطة والحكم، ليحاول بعد ذلك التقنع بالقومية العربية تارة، وبمحور ما يسمى "المقاومة والممانعة" تارة أخرى، ليصرف الأنظار عن حقيقة عمالته للصهاينة والأمريكان، ودخوله في عباءة ملالي طهران.
لقد كان البعد الطائفي هو المظهر الأبرز في تدخل الرافضة فيما يجري في سورية، بل يمكن القول بأن النفس الطائفي الصفوي النصيري هو من أشعل فتيل الحرب الدائرة في بلاد الشام منذ أكثر من أربع سنوات، وإلا فما هو مبرر تحريض طهران لربيبها في الشام على قتل المتظاهرين السلميين طوال ستة أشهر من عمر الثورة السورية السلمية؟!
ومع هزائم الرافضة المتكررة في شمال البلاد وجنوبها أمام الفصائل الإسلامية المجاهدة، كان من الطبيعي أن تتقزم أطماع الرافضة في سورية، وأن تتراجع أمام ضربات المجاهدين من اعتبارها ولاية إيرانية صفوية، إلى ما بات يعرف "بسورية المفيدة" والتي تمتد من شريط الساحل السوري، مرورا بمحافظة حمص، وصولا إلى الحدود اللبنانية، وانتهاء بدمشوالتي تتمتع بأهمية سياسية وأمنية.
وبعد انكشاف كذب رأس النظام النصيري وحليفه الرافضي اللذان كانا يتبجحان بشعارات القومية والمقاومة في بداية الثورة السورية، من خلال الزعم بالحرص على وحدة البلاد، والرغبة في الدفاع عن ما يسمى "محور المقاومة والممانعة" ضد الصهاينة... ليصبح تحقيق مخطط "سورية المفيدة" هو الشغل الشاغل للرافضة، وليخرج نصر اللات للقول صراحة: إن الطريق إلى بيت المقدس يمر بالقلمون والزبداني، وليس من جنوب لبنان إلى القدس مباشرة.... لم يعد هناك أي شك بأن للرافضة أهداف طائفية واضحة من وراء حملتهم الأخيرة الشرسة على الزبداني.
لقد شرّق المحللون وغربوا في بيان أهداف وأسباب هذه الحملة الصفوية النصيرية على الزبداني، ولكن القليل منهم تناول البعد الطائفي الرافضي، الذي لم يغب يوما عن معارك الرافضة في سورية، ولا أدل على ذلك من رفع الشعارات الطائفية الصفوية فوق سماء القصير السورية بعد أن دنستها أقدام المرتزقة الرافضة.
ومع أن أهالي الزبداني من أهل السنة كانوا أول من فتح أبواب المدينة وبيوتها لأتباع حزب اللات أثناء حربه مع الصهاينة عام 2006م، إلا أن ذلك لم يشفع لأهلها على ما يبدو لإبقائهم في أرضهم وبيوتهم عند نصر اللات وأتباعه.
نعم...لقد كشفت حركة "أحرار الشام الإسلامية" - خلال مفاوضاتها الأخيرة مع الإيرانيين بشأن المعارك التي ما زالت دائرة في الزبداني - عن حقيقة ما يريده الرافضة من هذه المدينة، ألا وهو إخلاء المدينة بالكامل من أهل السنة، بل و محاولة تفريغ محيط العاصمة دمشق من الوجود السني... وهو ما يؤكد أن الحرب التي باتت تقودها الرافضة في سورية على الحقيقية إنما هي حرب أيديولوجية طائفية في المقام الأول.
والحقيقة أن ما فعلته حركة أحرار الشام الإسلامية بإعلانها رفض المقترح الإيراني الرامي لإخلاء المدينة من أهل السنة، ضمن مشروع صفوي يهدف لجعل محيط العاصمة دمشق والشريط الحدودي اللبناني رافضياً نصيرياً خالياً من التواجد السني كان متوقعاً، كما أن قرارها وقف المفاوضات مع الوفد الإيراني في بيان نشرته الحركة أمس الأربعاء كان صائباً.
فقد أثبتت الوقائع والتجارب أن الرافضة كاليهود لا عهد لهم ولا أمان، فالعهد الذي يبرمونه اليوم ينقضونه في الغد، والمفاوضات التي يدخلون فيها مع خصومهم وأعدائهم ما هي في الحقيقة والواقع إلا خداعا أو استثمارا للوقت لا غير، ولعل ما حدث في اليمن من هدن بين التحالف السني الذي تقومه السعودية والحوثيين الرافضة خير شاهد على ذلك، حيث كان خرق الهدنة يأتي بعد ساعات من بدئها على يد الحوثيين.
ومع اعتزاز السوريين والمسلمين من أهل السنة عامة بصمود أبطال الزبداني حتى الآن أمام مشروع الرافضة الرامي لإحداث تغيير ديمغرافي في المدينة وما حولها...إلا أن تلك المشاعر لا تكفي لإحباط المخطط الرافضي، ولا بد من توحد جميع فصائل الثورة السورية لمواجهة المشروع الرافضي في سورية والمنطقة بأسرها أولا، وتحرك حلفاء الثورة السورية الإقليميين لتعزيز ذلك الصمود ودعمه حتى النصر ثانيا.
المسلم
عبد الرحمن الراشد
مرح البقاعي
سميرة المسالمة
ياسر سعد الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة