..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أسرار غليان المنطقة

خالد مصطفى

٥ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2748

أسرار غليان المنطقة
0.jpg

شـــــارك المادة

من ينظر إلى ما يجري في العالم العربي في الفترة الأخيرة يجد حالة من الغليان والحروب والتفجيرات والتغيرات وخلط الأوراق لم تشهد المنطقة لها مثيلاً من قبل.. قد يظن البعض أن هذه الحالة بدأت مع الربيع العربي قبل 5 سنوات تقريبا ولكن الحقيقة أن جذور ما يجري قديمة ولا يمكن فهم ملابساتها دون الرجوع لسنوات كثيرة قبل ذلك وتحديداً عندما بدأ الاحتلال العسكري الغربي لكثير من الدول العربية في إخلاء المنطقة تباعاً بعد أن زادت القلاقل والثورات وشعر أن تكاليف الوجود العسكري أصبحت أكبر من أرباحه بكثير لذا قرر أن يبقى بشكل أقل تكلفة عن طريق تفاهمات مع بعض الحكام الجدد أو تقرير من الذي يحكم من بعده...

كما أنه خلال فترة الاحتلال التي طالت في بعض البلدان لأكثر من مائة عام ربط اقتصاد هذه الدول باقتصاده وحرص على أن تظل تحت سيطرته المالية والسياسية..

البعض يظن أن الاحتلال خرج من الدول العربية بشكل مفاجئ بالنسبة له ولكن الحقيقة أنه كان يعلم أن هذا الأمر أصبح قريباً لذا حرص على اختيار شكل الزعامات التي تأتي من بعده وأحاطها بهالة كبيرة وطمس زعامات أخرى عرف خطورتها عليه في المستقبل وهو ما يوضح لنا أسباب العلاقات الجيدة التي نراها ورأيناها بين حكام هذه البلدان وحكومات الاحتلال السابقة التي قتلت وعذبت الآلاف من أبناء هذه الشعوب ونهبت ثرواتها دون إبداء مجرد اعتذار بسيط عما فعلته..

الحكومات التي خلفت الاحتلال لم تحرص فقط  في معظمها على علاقات جيدة مع المحتلين القدامى في كافة المجالات تقريبا ولكن حرصت أيضا على احتكار الحكم وفرض أنظمة قمعية لا تقيم لحقوق الإنسان وزنا ولا تتيح حرية وجود حياة سياسية حقيقية ولا تداول للسلطة على عكس ما كان يحدث في الدول الغربية في هذا الوقت...

العجيب أن هذه الدول الغربية لم تجد غضاضة في ذلك ووثقت علاقاتها مع أكثر هؤلاء الحكام ولم تكن هذه الأمور نقطة خلاف بينها وبينهم ولكن نقطة الخلاف التي اندلعت مع البعض منهم في وقت ما كانت حول مناطق النفوذ والمصالح..مرت سنوات طويلة والدول العربية في معظمها تئن تحت أنظمة قمعية دكتاتورية وتسوء أحوالها الاقتصادية يوما بعد يوم ويعيش أكثر سكانها تحت خط الفقر بينما تزداد دول الاحتلال الغربي السابقة رفاهية وتتمتع بحريات واسعة..

في ظل هذه الأوضاع المأساوية ظهرت قوة جديدة في المنطقة هي إيران, دولة شيعية في وسط إسلامي سني وكانت "إسرائيل" قد ظهرت قبلها بسنوات بتآمر غربي واضح تزعمته بريطانيا أكبر إمبراطورية احتلال في هذا الوقت...

بدأت القوتان الجديدتان في المنطقة تتنازعان على النفوذ والسيطرة مستغلة الأوضاع التي تعيش فيها أكثر دول المنطقة من اعتماد على الغرب وتدهور اقتصادي؛ فرأينا الاحتلال الصهيوني يتوسع تدريجياً ويحتل الضفة وغزة والجولان وسيناء ويطرد الفلسطينيين من أرضهم بينما تشن إيران حرباً على العراق وتحتل جزراً إماراتية وتطلق أذرعها لكي تنشر ثورتها الشيعية فنجد أنصارها ينتشرون هنا وهناك مشكلين وحدات عسكرية بدأت ساكنة في بداية الأمر ثم تحولت إلى متحركة لتنفيذ أجندة مجوسية مكتملة الأركان في حالة من غياب الرؤية عند بقية دول المنطقة..

ومع مرور السنوات واستفحال التمدد الصهيوني ـ الإيراني وبقاء الأوضاع في معظم الدول العربية تدور بين سيئ وأسوأ على جميع الأصعدة بدأت الشعوب في التململ من أجل تغيير واقعها وهنا كانت الأيادي التي بدأت تعبث من أجل وقف حدوث التغيير أو تحويله إلى تغيير بلون الدم حتى تزهد الشعوب فيه وتفضل البقاء على ما هي عليه أو يكون الحل الآخر هو الحرب والعنف والتقسيم...

هذا السيناريو الذي نراه حالياً تشارك في تثبيت أركانه دول غربية اعتمدت في رفاهيتها على امتصاص دماء شعوب المنطقة ورأت أن مصلحتها تقتضي وجود أنظمة قمعية يسهل التعامل معها وهي في ذلك تستخدم طفلتها المدللة في المنطقة وهي "إسرائيل", وإيران التي دخلت معها في سلسلة من الصفقات لتقسيم مناطق النفوذ وبعض العملاء الذين تم زرعهم بعناية تحت لافتات مختلفة.
 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع