الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2832
شـــــارك المادة
قللت الولايات المتحدة من أهمية توقيع سوريا على اتفاق بروتوكول جامعة الدول العربية أمس في القاهرة الذي يطالب بوقف قمع المحتجين وبدء حوار سياسي وإطلاق المعتقلين. وأعلنت الجامعة الاثنين إرسال طلائع المراقبين خلال ثلاثة أيام وسط تشكيك من المعارضة السورية التي لوحت بطلب قوات ردع عربية.
فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الاتفاق ليس سوى ورقة وقعها النظام السوري الذي يتعين عليه أن ينفذ بنوده.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن وفدا من الجامعة سيتوجه إلى سوريا خلال اثنتين وسبعين ساعة.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب توقيع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري على بروتوكول إرسال بعثة المراقبين في القاهرة، أن توقيع البروتوكول ليس نهاية المطاف، وأنه يهدف لمتابعة تنفيذ المبادرة العربية.
في السياق ذاته أشادت روسيا بقرار دمشق السماح بدخول مراقبين عرب، وقالت إن ذلك يمكن أن يساعد في استقرار الموقف.
كما اعتبرت إيران -الحليف الرئيسي للنظام السوري- اتفاق السماح بدخول المراقبين "مقبولا" إن لم يكن مثاليا.
كما أبدى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ارتياحه لتوقيع سوريا البروتوكول تمهيدا لمعالجة الأزمة القائمة بكل أبعادها وتطبيق النظام الديمقراطي بصورة كاملة وإحلال الأمن والسلم الأهلي.
رفض المعارضة
من جهتها رفضت المعارضة الاتفاق ووصفته بأنه يهدف لكسب مزيد من الوقت، ودعت بدلا من ذلك لدخول قوات ردع في حال استمرار حملة القمع من قبل النظام لحركة الاحتجاج المناهضة للحكومة التي بدأت قبل تسعة أشهر.
وانتقد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون اتفاق الاثنين، وقال في تونس إن توقيع سوريا على اتفاق الجامعة العربية كذبة تهدف لكسب الوقت ومنع الجامعة من إحالة المسألة إلى الأمم المتحدة.
وأضاف أن المعارضة تحتاج لاستخدام القوة ولو بأسلوب محدود.
وقبل النظام السوري الاتفاق بعدما واجه عقوبات وتهديدات من جامعة الدول العربية بأنها ستحيل الموضوع إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وقالت دمشق إن التوقيع جاء بناء على نصيحة من حليفتها روسيا التي أبدت علامات على أن صبرها يوشك على النفاد، وأشادت موسكو بالاتفاق ووصفته بأنه فرصة للاستقرار.
نقطة اللا عودة
ورأى محللون أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية، لكنهم قالوا إن ذلك يظهر أن سوريا تشعر بوطأة الضغط الدولي والعقوبات.
وقال جوليان بارنيسداسي من جماعة السيطرة على المخاطر في لندن إن "العزلة الدولية والإقليمية بدأت تترك أثرها على تفكيرهم.. لكن تم تجاوز نقطة اللا عودة من جانب المحتجين والسلطات، لن ينسحبوا (من مراكز الاحتجاج) ولن نشهد نهاية للوفيات".
وستعد الجامعة العربية بعثة لمراقبة الالتزام بالاتفاق الذي يدعو لسحب القوات من المدن التي تشهد احتجاجات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفتح حوار مع الخصوم الذين يعمل أغلبهم على اتباع نموذج مصر وغيرها في إنهاء عقود من حكم الفرد.
ووافقت سوريا بصورة عامة الشهر الماضي على مبادرة الجامعة العربية لنزع فتيل مواجهة مسلحة خلفت أكثر من خمسة آلاف قتيل.
وقد تزامن توقيع سوريا على البروتوكول، مع مقتل 120 شخصا على الأقل أمس برصاص الجيش والأمن السورييْن بينهم 72 جنديا منشقا، بحسب ما أفاد ناشطون.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة