..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إحياء لغتنا ... إحياء ديننا

بسام الخير

٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5163

إحياء لغتنا ... إحياء ديننا
العربية000.png

شـــــارك المادة

ليس خوفاً على اللغة العربية, إنما خوفاً على الهوية.
صدمة معرفية نفسية ضخمة تعتري الطالب العربي عند أول تماس مع لغة العلم في مدرسته, فطفلنا العربي يفاجأ عند دخوله المدرسة أنه سيتعلم المعرفة بلغة تختلف تماماً عن لغته الأم التي أتقنها ورضعها مع لبان أمه، وتشكل وجدانه وأحاسيسه وفقها.

 

وينتج عن ذلك:

انفصال شعوري بينه وبين العلم والكتاب، إذ يشعر بعجزه عن فهم الكلام المكتوب ما لم يترجمه له أحد إلى عاميته، ويلجأ إلى حفظ ما يعجز عقله عن إدراكه, وهنا نقطة البداية في تنحية العقل عن نظامنا التعليمي.
ما أصل المشكلة؟ وما هي أبعادها وآثارها؟
الازدواجية اللغوية:
تعاني اللغة العربية من مشكلة ازدواجية اللغة التي تُعرف بوجود نمطين للغة الواحدة:

  • نمط معروف شائع مستخدم في الحياة اليومية (العامية).
  • ونمط غامض مكتوب حامل للتراث والثقافة (الفصحى).

تعتبر هذه المشكلة من أهم المشكلات اللغوية الاجتماعية التربوية التي تواجهنا.

توصل الدكتور عبد الله الدنان إلى أنه:

ليس على وجه الأرض أمة تظلم أبناءها كما يفعل العرب، لأن الواقع التعليمي واللغوي للتلميذ العربي يسير سيراً معاكساً للطبيعة، إذ يكتسب في صغره في مرحلة التعلم الفطري للغات لغة تختلف تماماً عن لغة المعرفة التي يطالب بها في المدرسة، مما يؤدي إلى صعوبة التحصيل المعرفي والعلمي، لأنه غير متمكن من أداته، وهي اللغة التي يتلقى بها المعرفة والعلم، وهي الفصحى.
وفي أول كتاب عربي تناول بين طياته مشكلة ازدواجية اللغة (أنيس فريحة 1966) ذكر أن لهذه المشكلة آثاراً مدمرة للإنسان العربي وتهدد الهوية الإسلامية.
اللغة والثقافة:
الثقافة بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد، فاللغة تمثل وعاء الأفكار التي تحملها، فلا ثقافة دون لغة ولا لغة دون ثقافة.

فها هو الفاروق عمر يقول:

"ما تعلم رجل الفارسية (لغة) إلا خب أي صار خداعاً (ثقافة)"، وعندما سمع محمد بن سعد بن أبي وقاص قوماً يتكلمون الفارسية (لغة) قال: ما بال المجوسية (ثقافة) بعد الحنيفية!!!
ولأهمية هذه الفكرة خصصت علوم لدراستها كعلم اللغة الاجتماعي وفلسفة اللغة وغيرها.
ولعل من أوضح تطبيقاتها تغيير الهوية الثقافية للبلد المحتل عن طريق تغيير لغته كما فعلت فرنسا في الجزائر.
فإن أردنا إحياء ديننا علينا أن نحيي لغة ديننا (لغة القرآن)
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة يوسف : 2]
ما هو الحل؟

كيف سنتخلص من مشكلة ازدواجية اللغة؟

كيف نحيي لغتنا لنحيي ديننا؟
في المقالة القادمة إن شاء الله.

 

 

اتحاد الأطباء السوريين الأحرار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع