مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3257
شـــــارك المادة
سؤال الأسبوع: الوسيط العربي والدولي اقترح هدنة مؤقتة خلال أيام العيد. أيُّهما خيرٌ للثورة: الموافقة على الهدنة المقترَحة أم رفضها؟ لا ينبغي أن يكون جوابنا عشوائياً فنردّ -قبولاً أو رفضاً- اعتماداً على الحدس والهوى؛ علينا أن ندرس الموضوع من جوانبه جميعاً ونفكر فيه ملياً قبل الجواب، فتعالوا نشترك في التفكير والتقدير لنصل إلى القرار السديد. وفي كل الأحوال فإن الجواب ملك للثوار والمجاهدين في الداخل، فليسمعوا منا ثم يختاروا ما هو خير لهم وللثورة.
هل يُعتبَر مشروع الهدنة هدية للثورة أم منحة للنظام؟ العيد الماضي كان عيداً مخضّباً بالدماء، فلماذا لم يخطر ببال الأمم المتحدة أن تنتزع من وسط المحنة أياماً يُلَملم فيها السوريون جراحهم ويدفنون موتاهم؟ ولماذا رقّ قلبها وثارت عواطف مبعوثها الجديد فسعى إلى الهدنة هذا العيد؟ ولماذا وافق النظام على الهدنة ولماذا شجّعتها وباركتها إيران؟ لو لم يكن إلا هذا لقلنا إن الأمر غريب، لا بل إنه مريب، فإن النظام لن يختار لنفسه إلا ما يساعده على البقاء وضرب الثورة، ولن تختار له إيران غير ذلك الخيار. لا يشكّ أحدٌ في أن الثورة ستستفيد من أي هدنة، ولو كانت لبضعة أيام، وأن عامة الناس سيرتاحون ويلتقطون أنفاسهم التي قطّعتها ضراوةُ المحنة واستِطالتُها، لذلك فإننا لا نناقش أبداً هذه المسألة لأنها من المسلّمات، إنما نناقش المسألة الأخرى: الموازنة بين الربح والخسارة. النظام سوف يستفيد من الهدنة، هذه أيضاً من المسلّمات، وإلا فهل وافق عليها لأن ضميره استفاق من بعد طول سُبات؟ وهل له أصلاً ضمير ليستفيق الضمير؟ إذن فإنه مستفيدٌ قطعاً، وهذه الفائدة سيجني النظام ثمرتها وندفع نحن ثمنها. هنا مربط الفرس كما يقولون، ومعرفة الجواب على السؤال التالي ستحسم الخيار: أيهما أكبر: فائدتنا من الهدنة أم الضرر الذي يمكن أن يصيبنا من استغلال النظام لها؟ تعالوا أولاً ننظر إلى الموقف الجديد الذي تكوّن على الأرض السورية في الأيام المئة الأخيرة من عمر ثورتها المباركة. لن أحاول الإحاطة بكل الإنجازات فإنها أكثر من أن تحصى في وُرَيقات، ولكني سأقف عند التحولات الكبرى التي يمكن أن تؤثر في قرار رفض الهدنة أو قبولها: 1- الجيش الحر نجح فعلاً في فرض منطقة عازلة في شمال سوريا، تمتد على طول الحدود التركية وبعمق عشرات الكيلومترات، وصار يسيطر على المعابر الحدودية وينظم حركة الدخول إلى سوريا والخروج منها. المناطق المحررة تشمل غالبية مناطق الريف الحلبي، وقسماً كبيراً من مدينة حلب نفسها، والجزء الأكبر من محافظة إدلب، وجزءاً كبيراً من ريف اللاذقية الشمالي، وأجزاء من ريف حمص الشمالي والغربي. إن مناطق سيطرة الجيش الحر تتوسع باستمرار كبقعة حبر سقطت على ورقة نشاف، وقد حقق الجيش الحر أخيراً انتصاراً كبيراً في الجبهة الوسطى عندما سيطر على معرة النعمان، وإذا ما أحكم السيطرة -قريباً بإذن الله- على معسكر وادي الضيف وخان شيخون فإنه يصبح على مسافة ثلاثين كيلومتراً من مدينة حماة. (هل هي الهدف القادم للجيش الحر بعد حلب؟) 2- نجحت كتائب الجيش الحر في جبل الأكراد وجبل التركمان في تحرير المنطقة الممتدة من جسر الشغور إلى الحفة، وهي تتقدم ببطء نحو مدينة اللاذقية نفسها، حيث تدور المعارك حالياً قرب بحيرة بلوران على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً من اللاذقية، وبعد تحرير الزعينية صار الطريق مفتوحاً إلى جسر الشغور (وهي أحد أهم الأهداف العسكرية للجيش الحر في الشمال). ومن الجهة الأخرى يستعد الثوار لمهاجمة بلدة كسب، وإذا ما سقطت في أيديهم -قريباً بإذن الله- فإنهم يصلون إلى البحر. وقد سيطر الجيش الحر خلال الأسابيع القليلة الماضية على عشر قرى علوية كانت مراكز لمدفعية جيش الاحتلال وراجماته ومستودعات لشبيحته الذين يعيثون الفساد وينشرون الموت في قرى السنّة المجاورة، وتقلصت المسافة التي تفصل كتائب الجيش الحر عن القرداحة لتصل إلى بضعة وعشرين كيلومتراً لا غير (ولعل هذا الإنجاز الكبير هو ما أثار النزاع بين عائلات القرداحة وتسبب في اشتباكات متبادلة حصدت نحو ثلاثين منهم حتى الآن). وقد تكللت انتصارات الجيش الحر في المنطقة بتحرير عدد من المراصد (المعسكرات التي أقامها الجيش الأسدي على القمم العالية واستباح منها القرى السنّية بالقصف اليومي المتواصل منذ عدة شهور)، ومن أهمها مرصد برج القصب في جبل الأكراد، ثم تحقق واحد من أكبر إنجازات الكتائب المجاهدة بتحرير قمة النبي يونس قبل أيام قليلة، وهي القمة التي تشرف على سهل الغاب وتكشف ريف حماة الغربي بأكمله. 3- بفضل الله حققت عمليات الجيش الحر قفزة هائلة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، فانتقلت من ضرب أهداف عسكرية صغيرة -كالحواجز التي تقطع أوصال المدن وتحاصرها- إلى الأهداف العسكرية الكبيرة، كالمطارات والمعسكرات والكتائب. ألا تلاحظون أن اجتياح كتائب الدفاع الجوي صار مؤخراً لعبة أطفال يلهو بها الجيش الحر؟ إنه يجتاح واحدةً منها مرّةً كل عدة أيام، وقد ضرب خلال الأسبوع الأخير وحدَه كتيبةَ الدفاع الجوي في النشابية في ريف دمشق، وحرر الكتيبة 1075 التابعة للواء 99 دفاع جوي في قرية ديرفول في الرستن، واستولى على قاعدة صواريخ الطعانة في حلب. ثم قفز الجيش الحر بعملياته قفزة كبيرة عندما بدأ باستهداف المعسكرات الكبرى وأفواج القوات الخاصة، فقد ضرب منذ عشرة أيام حصاراً محكماً على واحد من أهم معسكرات جيش الاحتلال في وسط سوريا، معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان. ونجح في القضاء على واحد من أهم أفواج القوات الخاصة، وهو الفوج 35 الذي كان يرابط في الزعينية بريف جسر الشغور، وتم تحطيمه تحطيماً كاملاً فلم يبقَ من عناصره الذين يبلغون 1200 سوى 500 عنصر وقعوا في أسر الجيش الحر. واليوم -وأنا أكتب هذه الكلمات- دخل حصار الفوج 46 يومه التاسع والعشرين. هذا الفوج من أكثر أفواج القوات الخاصة إجراماً، وقد نكّل بأهلنا في مواقع عملياته السابقة في جبل الزاوية وحماة وخان شيخون قبل نقله إلى الأتارب في ريف حلب الغربي، حيث تحاصره كتائب الجيش الحر منذ الثاني والعشرين من أيلول حصاراً محكماً. وهو أضخم قطعة عسكرية لجيش الاحتلال في الشمال حالياً، ويتكون من ست كتائب: 1- ثلاث كتائب قوات خاصة 2- كتيبة مدرعات 3- وكتيبة مدفعية وكتيبة دفاع جوي. ويملك مستودعات ذخيرة ضخمة، ويبلغ عدد عناصره نحو 2700 من الجنود والضباط. 4- فقد النظام أخيراً سيطرته المطلقة على الطرق. هذا الإنجاز العظيم لم يأخذ حقه من التغطية الإعلامية، فإنني أرى أن إسقاط الطائرات المقاتلة يستأثر باهتمام أكبر بكثير، مع أن القيمة العسكرية والأهمية الإستراتيجية في الحالة الأولى أكبر بما لا يقاس. لقد انقضى من عمر الثورة خمسة عشر شهراً والنظام ينقل قواته آمناً من منطقة إلى أخرى ويحرك قطعاته العسكرية بين الجبهات بلا أي تهديد يُذكَر، ثم تغير الحال أخيراً فباتت قوافله العسكرية صيداً للمجاهدين وصار يفقد الآليات بالعشرات وليس بالآحاد. قبل يومين قتل الجيش الحر أكثر من سبعين عنصراً من عصابات الاحتلال -بينهم ضباط وعدد كبير من القناصة- ودمّر دبابات وعربات في كمين استهدف رتلاً عسكرياً في جسرين بالغوطة الشرقية، وقبلها بيوم استولى الجيش الحر في القنيطرة على 15 دبابة كانت في طريقها إلى بلدة مسحرة المحررة، وقبلها بيومين سيطر على رتل دبابات متجه إلى حي العامرية في حلب، وقبل ذلك بعدة أيام ضرب رتلاً كبيراً جداً في الطريق إلى تدمر فخسر جيش الاحتلال عشرات العربات والدبابات ومئات القتلى... والقائمة تطول. 5- التطور الحاسم الذي ما يزال في بداياته هو دخول الدبابات إلى المعركة، حيث رأينا مؤخراً أكثر من سبع معارك استعمل فيها الجيش الحر دباباته ضد أهداف النظام. مع ازدياد أعداد الدبابات التي يغتنمها الجيش الحر من جيش الاحتلال الأسدي ستصبح الدبابة سلاحاً تقليدياً (روتينياً) من أسلحة الجيش الحر، وقد يأتي يوم قريب يشكل فيه الجيش الحر كتائب مدرعة، وعندئذ ستدخل المواجهة مع النظام مرحلة جديدة: حروب الدبابات. 6- حليف النظام اللبناني (الذي يسمي نفسه "حزب الله" وإنما هو حزب الشيطان) دخل الحرب مؤخراً بقوته الكاملة أو شبه الكاملة، وهو يتلقى الآن ضربات موجعة لم يعرفها حتى في حربه المزعومة مع اليهود، فيخسر العشرات من مقاتليه كل أسبوع. قبل خمسة أيام فقد الحزب نحو خمسة وسبعين مقاتلاً في يوم واحد، في معارك ضارية خاضها مع الجيش الحر في منطقة ربلة قرب القصير، ونجح الجيش الحر على إثرها في قطع خطوط إمداد الحزب وعزل مواقعه بعضها عن بعض بعد عملية عسكرية واسعة. الأخبار القادمة من لبنان تقول إن عشرات الجثث تصل إلى بيروت أسبوعياً، وإن النعوات تغطي جدران العاصمة، وإن أكثر بيوت الضاحية الجنوبية تحولت إلى بيوت عزاء. لنفكر الآن في مكاسب الثورة ومكاسب النظام: 1- نحن نعلم أن النظام فاجر غادر لا يرعى ذمة ولا يلتزم بعهد أبداً، وقد جرّبناه عشرات المرات فوجدناه كذلك فيها جميعاً، ونحن متأكدون أنه لن يتوقف عن الشر لحظة واحدة. قد يتوقف القصف العشوائي على المدن، ولكن هل سيتوقف الاعتقال؟ وهل سيتوقف تعذيب المعتقلين؟ وهل سيتوقف الاختطاف؟ وهل سيتوقف الإعدام الميداني للمختطفين؟ هذه كلها أمور خفيّة تجري بصمت فلا تثير الانتباه، وحتى بالتعريف القانوني فإنها ليست داخلة في "إطلاق النار" وليست "أعمالاً عسكرية" وإنما هي أنشطة أمنية لن يشملها الاتفاق. 2- وماذا عن الحصار؟ هل يعني وقفُ النار فكَّ الحصار عن حمص وحرية الدخول والخروج للمقاتلين المحاصرين حتى ينقلوا جرحاهم خارج المدينة ويُدخلوا إليها المؤونة والسلاح والعتاد؟ وهل سيفكك جيش الاحتلال مئات الحواجز التي تقطع أوصال المدن وتفرض عليها الاحتلال والحصار، في محافظة حوران كلها وفي دمشق وريفها ودير الزور وحماة ومدن الساحل وبقية أنحاء البلاد؟ 3- ولنفرض أن النظام توقف عن إطلاق النار فعلاً فلم يطلق طلقة واحدة (وهذا مستبعَد) فهل يعني هذا أنه توقف عن "الأعمال الحربية"؟ مَن قال إن الأعمال الحربية هي فقط الأعمال القتالية التي يكون فيها اشتباكٌ وإطلاق نار؟ إنها تشمل نقل المؤن والذخائر، فلو أن جيش الاحتلال نظّم جسراً جوياً لإلقاء الغذاء والعتاد فوق المعسكر المحاصَر في وادي الضيف فلن يمنعه الاتفاق، ولو تم له ذلك فإنه سيتحول بعد انتهاء الهدنة من الحصار والدفاع إلى الهجوم والاندفاع، وربما نجح في استعادة معرة النعمان واسترجاع السيطرة على طريق الشمال. الأمر نفسه قد يحصل مع الفوج 46 المحاصَر في ريف حلب الغربي، وبذلك يتغير الميزان العسكري لصالح جيش الاحتلال في وسط وشمال البلاد، وقد يؤثر ذلك التغير تأثيراً سلبياً حاسماً على معركة حلب ومعركة إدلب لا سمح الله. 4- وماذا عن "إعادة الانتشار"؟ هذا أيضاً من الأعمال الحربية غير القتالية، وهو من أهم ما تقوم به الجيوش في الحروب لتفادي الانكسار وتحقيق الانتصار. إنه يشبه حركة اللاعبين في الملعب وإعادة توزيعهم بين الوسط والجناحين والهجوم. هل يستطيع مدرّب أن يقود فريقه إلى الغلبة ما لم يحرك تلك الخطوط باستمرار؟ إن قطع طرق المواصلات هو واحد من أعظم إنجازات الجيش الحر خلال الشهور الأخيرة، وهو من العوامل الحاسمة في تغيير الميزان العسكري لصالحه وفي تحقيق الانتصارات والإنجازات العظيمة الأخيرة. لقد بات تحريك القطعات العسكرية على الطرق كابوساً ثقيلاً وهمّاً من أكبر هموم قادة أركان الجيش، وأنتم تسمعون كل يوم عن استهداف القوافل وضرب الدبابات وإحراق ناقلات الوقود. صحيح أن جيش الاحتلال يتحكم في مدن الوسط والجنوب وأنه يسيطر على المعسكرات الكبرى في أنحاء البلاد، ولكنه لم يعد يملك الأرض الفضاء، وبذلك فقد القدرة على تحريك القطعات العسكرية ونقلها بين المناطق. إن خمسة أيام من توقف عمليات الجيش الحر على الطرق الدولية تعتبر فرصة ذهبية للنظام لإعادة انتشار قواته، ولو تم له ذلك -لا قدر الله- فسوف يدفع الثوار ثمناً يفوق استفادتهم من الهدنة بعشرات المرات. 5- وماذا عن الحواجز؟ هل تعرفون الحواجز؟
إنها وسيلة النظام لاحتلال البلاد، وهي -لمن لا يعرفها- نقاط عسكرية حصينة تضم جنوداً وعربات (دبابات ومدرعات) ومدافع وراجمات وكميات من الأسلحة والذخائر، وقد تكون حواجز صغيرة فيبلغ عدد جنودها بضع عشرات أو كبيرة فيبلغون المئات، وقد تكون فيها دبابتان أو ثلاث وقد تبلغ العشرَ والعشرين. لقد صنع النظام من هذه الحواجز شبكة تغطي أرض سوريا كلها، فهي تنتشر في المدن فتقطع أحياءها في داخلها وتحيط بها فتحاصرها من خارجها، وتنتشر بين المدن على الطرق العامة فتعوق الحركة بينها وتعزل بعضها عن بعض. خلال الشهور الثلاثة الماضية فقد النظام أكثر من نصف الحواجز التي بذل جهداً هائلاً في نشرها في جميع أنحاء سوريا منذ شهور الثورة الأولى إلى اليوم، وهو يريد فرصة لإعادة بناء ما دمره الثوار منها وتعويض ما فقدته الحواجز الباقية من ذخيرة ورجال بسب الاستنزاف الطويل والاشتباكات المستمرة مع كتائب الجيش الحر. هل تُعتبر إعادة الحواجز، بل ومضاعفتها، مخالفة لاتفاق الهدنة وخرقاً لوقف إطلاق النار؟ بالتأكيد هي ليست كذلك، فهل ترون من المصلح أن نسمح للنظام بالاستفادة من الهدنة لترميمها وتسليحها ومضاعفة أعدادها؟ 6- أخيراً فإن التقارير العسكرية التي سربها عسكريون منشقون تفيد بأن جيش الاحتلال يعاني من نقص في الذخائر، وهذا النقص من شأنه أن يعوق عملياته وأن يمنح المجاهدين أفضلية في الميدان، ولسوف يفقدون تلك الأفضلية ويسترجع النظام تفوقه لو أتيحت له الفرصة لتعويض خسائره الهائلة في الذخائر. هل سيضيع الفرصة؟ نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية قبل عدة أيام تحقيقاً قالت فيه إن المخابرات الأميركية رصدت 117 طائرة مدنية إيرانية تقوم برحلات شبه يومية لنقل المقاتلين والأسلحة من إيران إلى سوريا، وإنها قدمت لبغداد قائمة طويلة تضم أرقام شاحنات إيرانية تنقل الأسلحة إلى سوريا عبر الأراضي العراقية دون خضوعها لأية عمليات تفتيش. إذا كان هذا الجسر الجوي والبري مستمراً في نقل الأسلحة والذخائر من إيران إلى سوريا طول الوقت، فكيف تؤثر فيه الهدنة؟ الجواب هو أن جيش الاحتلال يستهلك في الأحوال العادية ما يصله من ذخيرة أولاً بأول بسبب اتساع نطاق الاشتباكات مع الجيش الحر (حيث تبلغ في المتوسط نحو ستين نقطة اشتباك يومياً)، فإذا توقف الاشتباك وتوقف استهلاك الذخيرة واستمر تدفقها فإنه سيعيد تعبئة مستودعاته ويستعيد قوته ويستعدّ لجولة جديدة من القتال. بعد هذا كله يبقى القرار -كما قلنا في مطلع المقالة- لأهلنا في الداخل: هل يقبلون بالهدنة أو يرفضونها؟ ولكن ليفكروا ملياً، وليتأملوا تلك الكلمات الخطيرة التي لحن بها الإبراهيمي (ولتعرفنّهم في لحن القول): "إن الأمم المتحدة تطمح أن تقود هذه الهدنة المؤقتة إلى هدنة دائمة، وأن تتحول الهدنة إلى اتفاق سلام". هل تعرفون ما معنى "اتفاقية سلام"؟ لقد تسربت مؤخراً أخبار عن قوات حفظ السلام التي يفكرون في إرسالها إلى سوريا، فهل يعرف الناس حقيقة هذا المشروع وأهدافه؟ سأتحدث عن "مؤامرة القبعات الزرق" في المقالة الآتية بإذن الله.
المصدر: الزلزال السوري
أبو عبد الله عثمان
مراد القدسي
ياسر عبد الله
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة