داشاي
تصدير المادة
المشاهدات : 3866
شـــــارك المادة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. هذا حديثٌ مفتوح،سأتعرض فيه لبعض خطرات الذهن والفؤاد عن التيار السلفي الجهادي عامةً وعن تنظيم القاعدة العالمي خاصةً.
وحديثي هذا تلمسٌ للفريضة الغائبة "فريضة الاعتبار "، كما كان يقول العبقري أبو يزن الشامي تقبله الله.
فأحب لنفسي وإخواني أن نعتبر من المسيرة، وأن نتوقف في مستراحٍ للتأمل بعيدًا عن كل ضغط ومناكفات، مخلصين لله بإرادة الاستفادة مما حدث ويحدث،وتهيئة أنفسنا لما سيحدث
وأجد دافعًا ملحًا يدفع بي للكتابة دفعًا، وذلك قيامًا بحق الشهادة لله، وتحري العدل فيها، وتكفيرًا عن بلاءٍ أبليت فيه عصارة فكري وحشاشة فؤادي أدافع فيه بكل ما أوتيت من مقدرة على ما ارتأيته يوما من الأيام حقًا ليس بعده إلا الضلال،فأبدت لي الأيام ما كنت أجهل، وأتاني بالأخبار من لم أزوّد!وتوجب البيان بعد تغير المعطيات.
أمهد هذه المكاشفات بأن أذكر عن نفسي معلومات مجانية للمشغبين الذين سيشغبون كما هي عادة كل ضيق أفق وقليل فهم:
أنا ممن نشؤوا على أدبيات التيار السلفي الجهادي في سن مبكرة، بل في سن الطفولة المبكرة، كان كل ما حولي منذ سن السادسة يهيئ للفكر الجهادي الحادّ، من مواد مرئية وسمعية، فكانت حاضنتي حاضنة جهادية صرفة وأدلجتي حدثت منذ عقلت الحروف، ولاحقًا حين تعلمت القراءة، كانت المواد المكتوبة متوفرة في تلك السن الطرية.
ثم كبرت وترعرعت في هذا الوسط، وشهدت خصوماتنا مع بقية التيارات.
ثم اطلعت على بعض دقائق ما جرى من الخصومات بين الجهاديين وبين خصومهم مما أتاحت لي ظروفي الاطلاع عليه.
ثم دخلت ميادين الانترنت في ريعان الصبا، وكان لي فيها معارك طاحنة، رفعت فيها من شأن السلفية الجهادية إلى عنان السماء، وتعرضت لخصومها بالثلب والنقائص.
ثم في مستهل الشباب واصلت حرب القلم، وكنت ممن نافح عن تنظيم القاعدة في كل فروعه، وممن وقف يتلقى النبال ببيانه عن مسخ داعش حين كانوا يتسمون باسم الدولة الإسلامية في العراق، وقد ملكني الله زمام القلم فلم آل جهدًا بخوض الحروب الكلامية والخسف بكل من عادى مشروعا قاعديا أو مشروع الدولة الإسلامية، حتى كانت ثورة الشام فانكشف الغطاء، وظهر المستور، وأبى الله إلا أن يظهر الحق الذي طالما تترس به كل جاهل سفيه، وشوه وجهه الحسن كل دعيّ متسلق.
وقد طُبع في فؤادي حب الوضوح الفكري المنهجي، وبغض إغلاق الجراح على فساد
وإن كان يشق على أقوام رجوعهم عن خطأ كانوا عليه، فإن أشقّ شيء أجده في نفسي أن أسير في طريق تيقنت عواره، وتبينت أشواكه،
أفأطأ الشوك بعد أن علمت مواقعه ضعفًا وانقيادًا لسلطة التيار، وجبنًا من تبعات المواجهة والمصارحة؟
ما هذا بالقول الرشيد، ولا تلك سجية الأحرار بل هي لسجايا العبيد أقرب رحمًا !
ويا أسفاه على من جيّروا قيمة الحق والحقيقة مطيةً لخصومات التيارات، فعزّت عليهم المكاشفة، وأخذتهم العزة بالإثم.
ولسان حالهم: أيقال عنا كذا وكذا ونذعن للخصوم ببعض ما اتهمونا به، بعد أن كان وكان . وبعد مسيرة حافلة من المفاصلات والردود والمماحكات؟
فاضحك حينها أخي القارئ، على جيلٍ هذه صفات طلائعه، وهذا حظه من أمراض النفوس، ثم هو يرجو النصر والتمكين، ويرجو السيادة والصدارة، وهيهات هيهات أن يسلم الله ناصية الأمة إلى نفوسٍ اكتنزت بالعقد، وتعاظمت فيها الآفات،ومنّت بجهادها فاستكثرت وقفة تصحيح وتوبة واعتراف، ومن يمنن فإن الله غني عن العالمين.
وإني قبل أن أدلف لخطراتي أوضح أني لست من أهل الجحود، فقد تربيت على أدبيات تعلي شأن حاكمية الشريعة، والانتصار للمظلومين، وترفض الإذعان للمعتدين، وتشحذ النفوس للفداء والبذل والتضحية،وتوطنها على تقبل جحود الصديق، وتكالب العدو، وتجعل من تشرذم المسلمين همها العظيم وشاغلها الكبير، رافعةً راية الاصطفاف الإسلامي ضد كل طاغوت داخلي، ومعتدٍ خارجي، فأنى لي نكران هذا، أو الإزراء بقيمته؟
وكيف لمسلم أن يكون في خيرة من أمره إذا دعي لحاكمية الشريعة، ونبذ القوانين الوضعية، وإجابة داعي الله، ومواساة إخوانه في كل مكان بنفسه وماله وفكره؟.
ولكن المحاسن لا تجيز استمراء المعايب، والموفق من ثبت على ما كان عليه من خير، ورجع عما بدا له من شرّ وفساد رأي.
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، جعلنا الله ومن أمّن منهم.
سنوات التيه:
كنا أيام العراق لا نصدق في الدولة الإسلامية قولًا، كيف ومن يزكيها هم قادة الجهاد العالمي، ومرعبو الكفر وأهله؟
فكل عدو لها من أهل السنة هو لا شك صحوجي خبيث، والغ في نتن الردة،
وكنا نهلل لله ونكبر كلما سمعنا عن ذبح أي معادٍ للدولة الإسلامية( الراشدة )في العراق!
صدرت حينها بيانات من فصائل سنية عراقية كثيرة توضح أن جماعاتهم تتبرأ ممن انخرط في الصحوات وأنها لا تجيز الجلوس مع الأمريكان لقتال أي فصيل مجاهد.
لا أنسى حينها نظراتنا ونحن نتضاحك ونتغامز بالسخرية والاستهزاء، فكنا نقول: لن تنطلي علينا كذبات الصحوجية..!
كان بعض المشايخ يقول لنا إنه بلغه عن جماعتنا التي نناصرها كذا وكذا من الجرائم بحق أهل السنة، وإنه جلس مع بعض أفاضل الناس من أهل العراق فنبؤوه بما يشيب له الوليد من استحلالهم لدماء كل مخالف.
فلم تنسني الأيام موقفا قلت له فيه: يكذبون عليهم يا شيخ، فانظر لبياناتهم في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة،وانظر لاستنكارهم استحلال دماء المسلمين، وإنما أولئك المقتولين مرتدون لا شك!!
فيتصاعد النقاش لينصرف كل منا بما يراه.
وليقول بعض من شهد هذا الموقف بعد ذهاب الشيخ: هو سروري، فلم الاكتراث بما يقول!
أليس السرورية داعمو جيش الصحوات الاستسلامي في العراق؟ فلا عجب أنه يرى حرمة دمائهم!!
وكانت لنا في مناصرة هؤلاء القوم أيام حمراء، مرت سنوات لا يهتز لنا فيها جفن كلما سمعنا نبأ تفجير من طرف الدولة في جموع الصحوات، وكنا نترقب مقاطع الاقتصاص من الخونة، وكانت مناظر الدماء الجارية تمر على أعيننا ولا يخيل إلينا واحدا بالمئة أن فيها قسطًا من الدماء المعصومة.
فالشيخ أسامة يقول إنها دولة الإسلام، والشيخ أيمن كذلك،وعطية الله وأبو يحيى، فهل يجتمع الأكابر على تزكية مشروع مشبوه مغشوش؟ حاشا لهم ذلك!
وكيف يعقل أن يكذب علينا أهل الخنادق لنصدق المشايخ أهل الفنادق الحاسدين لدولة الإسلام؟ إن هذه لقسمة ضيزى!
إرهاصات الصدمة:
بعد استشهاد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، زعم الأمريكان أنهم عثروا على وثائق لمراسلات بين الشيخ وبين قادات التنظيم،فلم نلق لهذا الخبر بالا، ومنذ متى ونحن نتلقى معلوماتنا عن المجاهدين من طرف الأمريكان؟
قال لي حينها بعض المشايخ أن أنظر لما ورد في المراسلات، وحدجني بنظرةٍ أن سنعلم جزءًا من الحقيقة المخفية التي كنا نجادله فيها!، فثارت ثائرة الغضب في فؤادي، وتعجبت وحوقلت وأنكرت، وهتفت بانفعال:
كيف لك يا شيخ أن تصدق كلام الأمريكان الكفرة في قادة الجهاد؟ أين الإنصاف والتثبت؟!
فكان يقول لي إنها وافقت بعضا مما علمه من مصادره الخاصة،
فغمغمت بيني وبين نفسي بأن هؤلاء المشايخ يعانون عقدة تضخم الذات، ويعتقدون أنهم خبراء في كل مجال، وما عسى أن تكون مصادره إلا دراويش من دراويش الناس الحاقدين على أهل المنهج الصافي، هكذا بالحذافير كنت أفكر !
لم ألقِ لتلك الوثائق بالاً إطلاقاً.
حتى كانت ثورة الشام، وكان الفخر يجللنا بإنجازات الفرع الجهادي الأبرز: "جبهة النصرة " وكنت أعلم كما يعلم بعض الجهاديين أن الجبهة تابعة لدولة العراق الإسلامية، ولكن ذلك لم يعلن رسمياً حينها.
في تلك الفترة كنت ممن شهد مطلع العمل الإعلامي لكتائب أحرار الشام، وشهدت صفحتهم في فيس بوك التي حذفت عشرات المرات، ورأيت أوائل عملياتهم، فأعجبني انضباطهم وإثخانهم ومظهرهم الجهادي الواضح، ولكني كنت أتساءل عن هؤلاء من يكونون؟
بالدقة كان في خاطري سؤال ساذج "على المنهج هم أم خارجون من ربقته المقدسة؟"
فسألتهم مرةً في تعليق فيسبوكي عن موقفهم من القاعدة وكأني أريد اختبار إيمانهم بهذا!!، فلم يجيبوني وأجابوا غيري ممن يعلق.
رأيت بعدها في أحد منتدياتنا المنغلقة جندياً من أحرار الشام يعتب على تخلي المنابر الإعلامية الجهادية عن دعم الجماعات الخارجة من سلطان القاعدة والدولة، فوافق كلامه هوىً في نفسي ولكنه هوى خجول، مقيدٌ بعقد الحزبيات.
إنما أذكر هذه المواقف لأتذاكر كيف كنت أفكر، وأجزم أن كثيراً من الشباب الجهادي كان (وما زال )يفكر بنفس الآلية.
مرت الشهور ورصيد الجبهة الشعبي يتزايد في قلوب عامة الشاميين سواء المؤدلجين منهم جهادياً أم حتى عوام الناس وكتائب الجيش الحر.
حتى حدث الحدث الذي كان فتحاً من الله من حيث حسبه الكثير شراً محضاً.
وكان فاتحة هداية لجموع الشباب المسكين المخدوع.
فسبحان من يكيد للحق ويديل له الدولة، وسبحان من لا تعزب عنه مثاقيل الذر، فكيف بدماء طاهرة سفكت ظلماً، وكيف بتهجم ووحشية باسم شريعته السمحة مُرّرا زورًا، ما كان الله ليذر هذا الأمر المريج حتى يميز الخبيث من الطيب، تعالت حكمته وجل شأنه.
أُعلن قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام، ففرحنا وهللنا في الليلة الأولى لخطاب القائد المظفر أبي بكر البغدادي!
وقد تربينا في هذا التيار على تسفيه مشورة بقية الجماعات وتسفيه مشورة وجهاء الناس وعلمائهم، فمن خلال تجربة العراق، كان يكفي أن يزعم أبو حمزة المهاجر رحمه الله أن سبع جماعات بايعت لتقوم دولة الإسلام!
فلا عبرة بخلاف أنصار الإسلام ولا جيش المجاهدين ولا الجيش الإسلامي ولا غيرهم من الجماعات الكثيرة التي لم تبايع ولم تستشر!
ومن ناحية العلماء الذين خالفوا مشروع الدولة الإسلامية في العراق:
لم نكن نلقي بالاً للسواد الأعظم من العلماء الذين نلمزهم بالقعود ونلمزهم بالسرورية، فأنى لهم تأييد مشروع جهادي سيسلب بريقهم وينافس قلوب الشباب عليهم، فهم أهل حسد للتيار السلفي الجهادي!
هكذا تربينا ورضعنا المنهج!
وأما الشيخ الذي كنا نحفل به ونعده من مشايخ الجهاديين لما خالفنا ونطق بما لا تهواه نفوسنا خسفنا به الأرض، ونسينا سابقته، وسفهناه وحقرناه واتهمناه، ألا وهو الشيخ الكويتي الفاضل حامد العلي
فكان إعلانه لبيان يخالف فيه مشروع الدولة الإسلامية في العراق بوابةً لفتح نار الحرب ضده
واشتعلت منتدياتنا إبان ذلك بخزايا القول والسفه والجور فكأننا نتكلم عن صبي أحمق طائش، وعن عالم سلطان مأجور
وزاد وتيرة هجومنا عليه بيانٌ صوتي لأبي حمزة المهاجر حمّل فيه حامد العلي مسؤولية الأعراض التي تنتهك بفتاواه ضد الدولة الراشدة، فلا تسل أي موجدةٍ قامت في قلوبنا على الشيخ حينها !
وللإنصاف أذكر أن الدكتور أيمن الظواهري رفض هذا الهجوم على الشيخ حامد وأثنى عليه خيراً وحفظ له سابقته، لكنني أشرح الوضع السائد عند شباب التيار آنذاك.
وخذ مثالاً على موقف مضحكٍ مبكي:
عندما أصدر الشيخ الفاضل حامد العلي فتواه ذهب جمع من الشباب للقائه، وكانوا خليطاً بين عراقيين وكويتيين وغيرهم.
وكان ذلك في درس الشيخ الأسبوعي، فانبرى شاب شامي من بينهم مبتدراً الشيخ فقال له: أليس ما ذكرته في فتواك يناقض قولك في نونية الجهاد؟
فقال له الشيخ: بالعكس!
فسكت الشامي وسكت الشيخ ليتدخل كويتي في المجلس ويقول: بما أن الموضوع فُتح فلنناقشك فيه يا شيخ!
فانفعل الشيخ قليلاً وكان يبدو عليه أنه سئم المناقشات الهزلية التي تكررت عليه فقال: لم أفتحه أنا، بل فتحه الأخ (وأشار للشامي)، وإن شئت إغلاقه أغلقناه.
ولكن الشيخ لسعة علمه وحسن تأدبه، قد قبل بمناقشتهم فناقشهم قرابة نصف ساعة كلما أوردا مورداً دمغه بحجة حتى طرق الباب طارق فخرج الشيخ للقاء ضيفه، لينبري جمع من العراقيين والكويتيين لاستلام زمام النقاش فتحدث حينها ثلة من العراقيين أن إعلان الدولة تم بدون مشورة الجماعات، وأوردوا كذا وكذا من سائر الاعتراضات المعروفة التي تقال الآن في الاعتراض على التمدد، ولكن لم يصدقهم أحد!
فكيف يصدقهم أحد وهم ينطقون بخلاف كلام قادة القاعدة؟
علت أصوات الشباب بعد دخول الشيخ حتى كان نقاشهم صراخاً فأسكتهم الشيخ، وانفض المجلس، وكان من أمر الشيخ وما لاقاه بسبب فتواه أنه وصلته تهديدات بالقتل من بعض الغلاة، ولا عجب!
كيف لهم أن لا يهددوه وأبو حمزة المهاجر يقول إن الأعراض تنتهك بسبب فتواه الظالمة؟
فهذا المنهج باختصار أدى بنا لتسفيه كل مخالف من أطياف العمل الإسلامي أجمع، بل وللهجوم عليه بضراوة، وأدى بنا للاعتقاد أنه كان يكفي أن تبايع الجماعات المعمّدة بماء المنهج السلفي الجهادي المقدس لكي نقيم دولةً لنا، فالسلفيون الجهاديون وحدهم هم من يحق لهم تسلم قيادة الدولة وقطف ثمرة النصر لأنهم أعظم الناس تضحية! هكذا تعلمنا وإن لم يكن بلسان المقال نصًا وإفصاحًا إلا أننا تعلمناه بلسان الحال مفادًا ومؤدّى.
وإذا كان ذلك كذلك، لم يكن بدعاً من القول أن نتقبل التمدد فور إعلانه!!، فمن بني بناؤه على أصل فاسد كان انحرافه في الفروع أشد كما يقول العلماء، وظننا أن الرياح ستسير بما تشتهيه السفن، وبتنا بأنعم ليلة فقد تمدد مشروعنا الجهادي واكتسحنا الساحة بهذا التوحد!
حتى أصبح الصباح، وكان خطاب الفاتح الجولاني في مخالفة قرار التمدد، شرارة الصدمة الأولى، والإبرة التي فتقت رُقَع المنهج الكثيرة! وأصبحنا في ليلة وضحاها حديث الناس، وبدا للجميع أن انقساماً سيحدث في الصف السلفي الجهادي لأول مرة .. !
الاعتراف الأول:
كان التخبط عندي واضحاً بادئ الأمر، حتى أنعم الله علي بنصيحة مطولة من أخي وهو أحد " أبناء المنهج"، تكلم فيها بكلامٍ من أحسن الكلام، ليس هذا موضع سرده بتفصيله، حدث عندي بسبب كلامه المقنع توقفٌ في هذا الأمر وزادت حيرتي فيه!
كان مما قال لي: ((أحرار الشام خمسة عشر ألفاً، جيش الإسلام كذا وكذا ألفاً كتائب كذا وكذا عددها بالآلاف، جبهة النصرة التي خالفت القرار تضم خلقاً من الشباب، كل هؤلاء إسلاميون يريدون أن تكون كلمة الله هي العليا، مشروعهم عادل، وشوكتهم ظاهرة، وكلمتهم معتبرة، يلغون ويشطب عليهم لصالح البغدادي؟ بأي حق وبأي منطق؟))
ذكرني باصطفاف الأمة في معاركها التاريخية مع كل بر وفاجر، وذكرني باصطفاف السلفيين مع الأشاعرة والصوفية.
وقال لي: ((نحن لا نريد حتى دولةً يتفرد فيها السلفيون بكافة أطيافهم،فما بالك بأن نظن إمكانية استفراد تيار صغير من تيارات السلفية بالأمر؟ فما بالك أن نظن إمكانية استفراد تنظيم صغير من تيار صغير من أطياف السلفية التي تمثل جزءًا من أجزاء الأمة بالأمر؟ الأمر أكبر منا جميعًا!
الاصطفاف واجب الساحة، وتسفيه الناس حرامٌ وافتئات، واستفزاز الناس بالوثوب عليهم دون مشورتهم يؤدي لكذا وكذا))
أطال لي النصيحة والموعظة، فكأن دلو ماء انسكب علي بعد كلامه.
حتى كان منه بعد أخذٍ وردّ أن سألني عن رأيي في وثائق أبوت أباد، فشرعت في قراءتها أخيرا، وهالني ما قرأت، واطمأننت لمصارحته بما أعتقده في هذه الوثائق ( فهو من أهل المنهج ولا حرج من الإفضاء باعترافات الخلل أمامه !!)،
فقلت له إنني أعتقد استحالة تزوير حمير الأمريكان لهذه الوثائق، فما قرأته كلامٌ مكتوبٌ بأسلوبٍ رفيعٍ رصين، مترابط الوحدات، متماسك المتن، منطقي الدلالات، محتشد بالاستشهادات الشرعية وممتلئ بالفقه الواعي ولا أظن أن عملاء السي آي إيه من العرب مجتمعين يقدرون على كتابة هذا ونسبته للمشايخ رحمهم الله!
فأراني حينها تزكيةً لهذه الوثائق من أبرز قيادات القاعدة الشرعيين في أفغانستان، تزكية أبي مريم الأزدي لها نقلاً عن أبي يحيى وشهادتهما بصحتها نقلاً عن كتاب ((الإعداد الشرعي والثقافي للمجاهد)) لأبي مريم، فأيقنت حينها بانكشاف الغطاء، وطفقت أتفكر في المسيرة كلها !.
ظهور المستور:
كانت الوثائق تفيد أن وهم دولة العراق الإسلامية إنما نشأ بقرار فردي من أبي حمزة المهاجر عفا الله عنه !،
لم يستشر فيه قياداته ولم يستأمرهم، وكانت قيادة القاعدة في خراسان غير راضية عن هذا الأمر في بدايته !
ولكنها جاملته بتزكيتها ومسايرته فيما ذهب إليه.
تحدث في الوثائق القائد عزام الأمريكي بغضب وشنع على مشروع الدولة ورأى أن القاعدة ابتلت نفسها بربط هؤلاء القوم بها وهم أهل تخبط وغلو، وأنه ينبغي على التنظيم تركهم.
ظهرت بعد ذلك رسالة القاضي العتيبي وشهادته على فظائع دولته التي انشق عنها وقد نشرها باجتهادٍ منه شخص مجهول،نشرها باسم مستعار بعد أن وقعت في يديه.
ولم أنس فجيعة الشباب الجهادي الذي كان يعلم بأمر هذه الوثيقة وأنها صحيحة في ليلة التسريب تلك لقد دعونا جميعاً على من فعل ذلك بعظائم الأمور فكيف يتجرأ على كشف سوءات (المجاهدين)؟
وطفق بعضنا يسأل بعضًا، كيف وقعت في يد هذا الشبح ؟
وكانت ليلةً عصيبةً علينا جميعاً!
بات جلياً أن خفايا تيارنا وجماعاتنا تتناولها الأيدي وهي في طريقها للانكشاف الكامل أمام ناظر الناس صديقهم وعدوهم!
فلم يعد مجدياً الاعتراض على هذه التسريبات، بل المكاشفة والمواجهة والمدارسة لما حدث، هو السبيل الأمثل.
تحدث القاضي العتيبي عن الطريقة الدرامية المضحكة التي نشأت بها الدولة، فهي لم تنشأ حتى ببيعة السبع جماعات كما كنا نظن، بل كانت بيعات وهمية لجماعات ليست فاعلة على الأرض، وبعض الأسماء المذكورة بايعت بمقايضة تعطيها مناصب في الدولة مقابل البيعة،
وكان أبو حمزة المهاجر قد قرر إعلان الدولة ولم يسم الأمير لها بعد، فالدولة تأتي أولاً ثم نختار أميرها!
فانظر أي فوضى وأي غش وأي خديعة أحدثها هذا التخبط والجهل العريض وقد شهد بهذا القاضي العتيبي فاستمر تنظيم القاعدة في تزكيته للدولة، وقد أنكر عزام الأمريكي على قادته ورغم ذلك استمر تنظيم القاعدة في تزكية الدولة، وقد راسل أنصار الإسلام حينها قيادة القاعدة وتظلموا من فظائع الدولة ضدهم وراسلت عدة جماعات عراقية القادة في أفغانستان،فاستمر تنظيم القاعدة( رغم كل هذا) في تزكية الدولة بذريعة أن ما يحدث في العراق غزو صليبي رافضي، ومن المخيف إعلان مفاصلة قد تشق الصف الجهادي في العراق وتذهب ريحه.
ظهرت حينها رسائل صوتية ومرئية لتنظيم القاعدة من الشيخ أسامة والشيخ عطية لدفع حرج تزكيتهم لهذه الجماعة التي يوجد عليها إشكالات منهجية، فتحدثا عن حرمة الدماء وخطر التعصب ليعالجوا إشكالية تزكيتهم للدولة بذكرهم انتقادات لهذه التصرفات، ولكنهم لم يسموا الجهات التي قامت بها، حتى يفهم الناس أن القاعدة وإن زكت الغلاة فهي لحسن الحظ تنتقد تصرفاتهم!!.
تساؤلات وجيهة:
هاهنا يتساءل كل ذكي الفؤاد، متفتح الذهن، منعتق من الكهنوت والتقديس:
ألم يخدعنا تنظيم القاعدة؟!
ألم يغش تنظيم القاعدة أمته بتزكيته لمشروع مشبوه مغالٍ جاهل؟
ألم يداهن تنظيم القاعدة في حرمة الدماء المعصومة بنفخه وتزكيته للدولة التي أهدرت دماء بقية الجماعات العراقية واستباحتها ووصلت رسائل من هذه الجماعات ومن ضمنها أنصار الإسلام السلفية الجهادية إلى قيادة التنظيم، فتجاهلت القاعدة كل هذا لصالح الدولة الإسلامية التي ثبتت بيعتها للقاعدة سابقاً؟
تقول لي إن تنظيم القاعدة يتأول عدم إعلانه لمفاصلة مع فرع الدولة التابع له في العراق، لكيلا يشق الصف الجهادي، فأقول لك إذن لا يفهم تنظيم القاعدة أن استباحة الدولة لدماء مخالفيها هو من صميم شق الصف الجهادي في العراق..؟
أليس تنظيم القاعدة بهذا الفهم، يعتبر أن ضمانة حفظ الصف الجهادي في العراق هو في بقاء هذه الجماعة المشبوهة المغالية في الصدارة، حتى ولو استباحت دماء مخالفيها؟
أليس الدكتور أيمن ترنم قائلاً إلى عهد قريب،قبل المفاصلة مع داعش، في عهد البغدادي الثاني:
جنود أبي بكر تصدوا لردةٍ..
يسعرها الدولار يغري ويحشرُ
يزينها للزائغين عمائمٌ ..
أسانيدها إفكٌ وزيفٌ ومنكرُ؟
تقول لي إن القاعدة أصدرت بيان المفاصلة فيما بعد ووضحت أن داعش ليست تابعة لها.
أقول لك: ألم يدلس علينا تنظيم القاعدة حين أوحى ببيانه عدم تبعية داعش له في يوم من الأيام، وقد شهد الجولاني أن أميرهم وأمير داعش هو الدكتور أيمن، وقد ظهرت شهادات مسلسلة لمبرزين في جبهة النصرة تفيد بتبعية التنظيمين للدكتور أيمن، و ظهرت شهادة صوتية لأبي بكر القحطاني شرعي داعش يعترف فيه بقبولهم لحكم الدكتور أيمن إذا صدر باعتباره أميراً لهم جميعاً..؟
وإنما بيانهم الذي أعلنوه هو براءة من داعش بعد أن تواطأت الأمة على الإنكار على داعش وبعد عصيان داعش لقرار أميرها؟
أليسوا حين كانوا يفعلون ذات الجرائم في العراق لم يفاصلهم التنظيم، وحينما عصوا قرار التنظيم في التمدد قام بمفاصلتهم؟
لقد انفضت الحاضنة الشبابية الفتية عن جماعة الإخوان المسلمين لاشتهار مواقف الجماعة بالتذبذب والمراوغة، وعدم الوضوح والشفافية، أحلال على تنظيم القاعدة أن يراوغنا ويغشنا ويخدعنا، حرام على غيره؟
تقول لي إن دولة العراق الإسلامية تختلف عن التمدد الحاصل، فوجود تلك مشروع، ووجود التمدد باطل، أقول لك كيف صار الوجود الأولى مشروعاً وقد ثبت تجاهلهم لشورى بقية الجماعات بشهادة قاضيهم العتيبي نفسه؟ كيف صار وجود الأولى مشروعاً وحدوث التمدد خاطئاً، وأمير جيش المجاهدين العراقي أبي عبدالله المنصور يقول للدكتور الظواهري:
يا دكتور، إنك استدللت لصحة إعلان الدولة في العراق بسيطرتها على مساحات أوسع من مساحة المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها في الشام تسيطر على مساحات أوسع أيضاً من مساحة دولة النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا تقر الأولى وترفض الثانية؟
أليس هذا تناقضاً؟ قاله الشيخ بما معنى كلامه في كتابه الدولة الإسلامية بين الحقيقة والوهم.
تقول لي، إن منهج الدولة الإسلامية في العراق ليس مغالياً والغاً في الدماء مثل منهجها في الشام ولذلك زكتها القاعدة هناك ورفضتها هنا.
فأقول لك هل تنكر أن أبرز الجرائم التي حدثت في الساحة الشامية من طرف داعش، حدثت بسبب القيادات العراقية؟
وهذا يعني أنها كانت تفعل ذات الجرائم بأهل العراق ولكن الحقبة العراقية تأخر عنها تويتر وفيس الذين امتلآ بالناشطين الإعلاميين الذين يوثقون كل فضيحة
فذُبح أهل العراق بصمت بسكاكين الغلاة، من ذات القيادات التي تذبح أهل الشام، وبلغت قيادة القاعدة هذه الفظائع بشهادة الجماعات التي راسلتها تشتكي حال فرعهم
فتم تجاهل كل هذا وتزكية الدولة؟
وكيف يكون فرعها في الشام مغالياً بينما يكون منبعها صحيحاً سليماً؟
هل يعقل أن يكون منهج القيادات العراقية هذه سليم في العراق لينقلبوا فجأة في الشام إلى وحوش تقتل المسلمين وتكفرهم؟
تقول لي ثبت فساد فرع الشام بشهادات الكتائب الشامية المجاهدة الخيرة الطيبة، وبشهادة عوام المسلمين، بينما في العراق من كانت تحاربهم الدولة هم الصحوات حصراً، فشهادتهم مردودة.
أقول لك، فكيف تفعل بشهادات قادة الكتائب الجهادية العراقية بفساد فرع العراق، وتوالي مراسلاتهم التي ثبتت فيما بعد وظهرت لنا لقيادة القاعدة في أفغانستان بفساد هذا الفرع؟
أم أن غياب صوتهم وضعف الإعلام إبان ذلك يبيح تزكية أكابر المجرمين؟ وقد شهد بفساد الفرع العراقي وغلوه أنصار الإسلام في مراسلاتهم السرية وجيش المجاهدين وكتائب درع الإسلام التي انشقت عن الدولة و و و !
تقول لي إن الدولة الإسلامية في العراق أعلنت بشورى أكثر الجماعات في مجلس شورى المجاهدين، بينما التمدد لم يستشيروا فيه أحداً.
أقول لك، قد ثبت أن هذا باطل وكذب من أبي حمزة عفا الله عنه بشهادة القاضي العتيبي نفسه وإفادته أن تلك البيعات وهمية، و من جماعات لا شوكة لها.
تقول لي وما يدرينا أن شهادة العتيبي صحيحة؟ أفنعتمد عليها وحدها مقابل تنظيم كامل؟
فأقول لك بل لم يثبت هذا بشهادته وحده، بل كانت شهادته مؤازرة لشهادة عدة جماعات جهادية عراقية معروفة مثل أنصار الإسلام ومثل جماعة جيش المجاهدين التي شهدت بإعلان الدولة في العراق بذات الطريقة التي أعلنت في الشام، وبشهادة أحد أعضاء مجلس شورى المجاهدين بأن قرار الإعلان كان استفراداً من أبي حمزة دون أن يتابعه عليه كل أعضاء مجلس الشورى، وهو القائد عبدالله.
تقول لي لماذا كل هذا التحامل على القاعدة؟
أقول لك بل لماذا حرمة الدم المعصوم واهنة في قلبك، وجناب الشريعة التي شوهها الغلاة متهتك في نفسك لصالح التنظيمات؟
تقول لي أننكر جهاد القاعدة وبلائها بعد كل هذا لنصورها عصابة مجرمة تزكي المجرمين؟
أقول لك حاشا لله ذلك.، بل نتبع منهج أهل السنة والجماعة الوسط العدل، فهم يثبتون لكل طائفة ما فيها من صفات خير وشر، فقد تُذَم الطائفة من وجه وتُمدَح لوجه آخر.
وجهاد القاعدة إن كان يُذكر فيشُكر، ولا يُكفَر، فإن مصائبها أيضا تُنكر!!
فلا تعارض بين شكرنا لجهادها الصليبين في أفغانستان مثلاً وجهادها للحوثة في اليمن وجهادها في كل مكان تتواجد فيه وبين ذكرنا لإشكالاتها المنهجية.
تقول لي ألا نتأول الأعذار لخيرة قيادات الجهاد فلعله لم يبلغهم الأمر على وجهه ولُبِّس عليهم؟
أقول لك، أما أنا فإني والله أتأول لهم الأعذار، ولكن من يقنع الأمة وبقية الناس بأن يتأولوا لهم كما تأولنا؟
وإن الأمر لا يخلو من أن يكونوا علموا بالحال ثم غشوا فيه فيجب إنكار هذه الطامة، أو أنهم تأولوا لتزكياتهم مراعاة مصالح ومفاسد أخطؤوا قياسها فهاقد ثبت جناية فعلهم وتمدد خطر مجاملاتهم ليس على الجهاد العراقي فحسب بل على الجهاد الشامي أيضاً، وحينها يجب أيضاً إنكار هذه التأولات التي أفرزت هذه المآلات الفاسدة.
وإما أن يكونوا لُبّس عليهم، وإذا كانوا لُبّس عليهم فلا يُؤخذ من مثلهم تنظير وتزكيات لقصور آلتهم الإدراكية عن مواكبة ما يحدث في الساحات الجهادية الأخرى التي يبلغهم نبؤها بالمراسلات ولا يعاينون فيها واقع الحال .
تقول لي ألا يُحتمل أن الفساد في العراق لم يكن بصورته الأخيرة لداعش فلم تزكِّ القاعدة جماعة إجرامية محضة في بادئ الأمر؟
أقول لك بلى، وهذا ظني بالقاعدة، ولكن المصيبة العظيمة أن تجعل مما تعلم طروء بعض الفساد والخلل عليه (باعتبارك لا تقر أن أساس الدولة فاسد، أما أنا فإني أعتقد قيامها على أصل فاسد فالفساد فيها متأصل وليس طارئاً )،
أقول إن المصيبة أن تجعل مما تعلم طروء بعض الفساد والخلل عليه صورةً لدولة الإسلام المشرقة وترفعه للسماء وتبتلي نفسك بتزكيته وتبنيه وقد كان لك مندوحة عن هذا كله بأن تقدر القدر المناسب،
فلو كنت لا بد مزكيًا، فإن بعض الشر أهون من بعض،وبعض التزكيات أقل من بعض،
والحاصل أن القاعدة قدمت جماعة الدولة في الصدارة وقطعت على نفسها كل خط للرجعة عن تزكيتها فكان تراجعها في نازلة الشام غير متسقاً مع سابق مواقفها.
والبناية على أصل فاسد يجعل تبعات الفروع أعظم فساداً فكانت الدولة بعد التمدد أشنع إجراماً من سابق عهدها وهذه سنة الله فيما بني على باطل.
فماذا بقي من حجج ورقع واهية نستر بها سوءة ما حدث في حقبة العراق؟
تقول لي فما المطلوب من كل هذا؟ وما الهدف من ذكر هذه المكاشفات؟ إسقاط القاعدة؟
أليس من حق الأمة بيان يوضح ملابسات الحوادث التي حدثت، ويعذر إلى الله بالبراءة من الكوارث المرتكبة، ويتعهد بعدم تكرارها في أي ساحة، ويشرع فعلياً بإجراءات عملية لتصحيح المسار؟
كيف سنستعيد ثقة الأمة دون هذا؟
كيف نرجو القيام بحق الجهاد الحقّ دون هذا الوضوح ودون هذه الشفافية؟
من ينتصر للدماء التي سفحت بذرائع مجاملة الغلاة ونفخهم حتى تعملقوا سرطاناً يبتلع العاملين في كل ساحة جهادية، ويكادون يقضون على معقل آمال الأمة بإفسادهم لثورة الشام؟
وهل المصائب التي أحدثوها في الشام إلا امتداد للخطل والإجرام الذي حصل في العراق؟
وهل تكرر ذات الجرائم إلا دليل قاطع موضح للخلل العميق والأمراض الجسيمة التي تكتنف التيار السلفي الجهادي الذي أثبت أنه أسد على الحكومات العميلة والكفرة، بينما هو نعامة مذعورة مستخذية لشياطين الغلو والجهل المجرمة؟
ليست قضيتنا تنظيم قاعدة، أو إسقاط أو رفع شأن، إنما القضية أمانة لم نقم بحقها كما أوجب الله، وتجارب رويناها للأمة زورًا، وتدليسٌ رتقنا عليه جروحنا فلم نبالِ حتى تعفنت الجراح وأزكمت رائحتها الأنوف
فوجب علينا التوقف والمكاشفة والمصارحة والتوبة مما حصل ويحصل، والتوقي مما نتوقع حصوله مستقبلاً.
من شاء بضرب كل هذا الكلام عرض الحائط فهو وشأنه وما يشتهي.
أما أنا فإني أحترم عقلي ولا أستطيع تحميله كل هذا التناقض، وإن حرمة الدماء المسلمة تعظم في نفسي على كل مجاهد وشيخ وعالم، ولو سفكها بيده صحابي شهد بدراً لبقيت حرمتها في قلبي كما هي.، وإني لأجلّ نفسي عن الغضب للحزب والجماعة على حساب التجرد للحق والوقوف عند حدوده، فلتذهب التصنيفات للجحيم، كلنا آتي الله يوم القيامة فرداً، والشهادة عظيمة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
وللمكاشفات بقية..
وللشجونِ استطالةٌ وتمادٍ..
وما قلت من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وما قلت من صواب فمن الله وحده.
والحمدلله رب العالمين.
حمزة آل فتحي
أبو فهر الصغير
نبيل شبيب
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة